Unconfigured Ad Widget

Collapse

هل كان قيس بن الملوح حقيقة أم لا؟

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    هل كان قيس بن الملوح حقيقة أم لا؟

    الحب: أكلان في القلب لا تدركه الأصابع.
    الحب: كالعفاريت كل الناس تحدثوا عنها، ولكن أحدا لم يرها!
    الحب: أن يدق قلبك في دماغك!
    الحب: إن لم يكن درجة من الجنون فهو الجنون الكامل!
    لودرسنا حال العشاق لوجدنا أن قيس ليس هو المجنون وحده وإنما ليلى ايضا.


    وفي استطاعة كل واحد أن يستعيد أيام الحب وماذا كان يفعل وماذا قال وماذا تخيل.. وماذا كانت النتيجة.. ان المحبين يحاولون أن يكونوا عقلاء وهم يعيشون في درجات حرارة عالية.. يحاولون ان يتقدموا خطوة خطوة على أرض مليئة بالاشواك والعقبات. في حياة الشعراء والأدباء والفنانين حكايات لها العجب.. من المؤكد أن قيس بن الملوح ـ إن كان حقيقة ـ شاب مهتز مضطرب.. وكذلك جميل وكثير ودانتي وبتراركه وشوبان وكل شعراء الطروبادور في إسبانيا وفرنسا.

    أين العقل اذا وجدنا واحدا من شعراء الطروبادور يقف تحت المطر فوق الجليد في انتظار المحبوبة ينزف ويبصق دما مصابا بالتهاب رئوي.. ثم ان المحبوبة لا تظهر لا من شباك ولا بلكونة.. في العام الماضي ذهبت إلى مدينة فيرونا ووقفت في بلكونة جولييت وطلبت من العالم الأثري زاهي حواس ان يقوم بدور روميو.. وأن يطيل النظر الى فوق ولا ارد عليه دقيقة واحدة.. فالنظر إلى فوق والنظر من فوق يكسر الرقبة ولكن ليس هذا حال العاشقين!!


    استاذنا العقاد الكبير الجليل كان يقف وراء الباب في انتظار المحبوبة.. تجيء أو لا تجيء.. وهو يتحرك ذهابا وايابا عندما يجد ورقة قد اندفعت من تحت الباب وعليها عبارة من كلمتين: آسفة با اسطاز ـ تقصد يا استاذ!
    أين العقل في أن يطلب الاستاذ العقاد من الفنان الكبير صلاح طاهر أن يرسم لوحة يراها عندما ينام وأول ما يرى عندما يصحو من النوم: إناء به عسل النحل يقف عليها الذباب. أي ان المحبوبة اللي زي العسل اصبحت هكذا محطا للذباب.. يراها كل يوم، كل يوم يضايق نفسه ويعذبها حتى الموت.. موته هو.. من هي؟ وما قيمتها بين النساء.. وأي عقل في هذا الذي فعله العقاد!

    طه حسين كان هو الآخر يحب فتاة فرنسية. وكانت تجيء فيطلب طه حسين من توفيق الحكيم أن يتركهما وحدهما. وكان الحكيم يفعل. يقول توفيق الحكيم: كنت أظن أن طه سوف يقول لها شعرا لا يريدني أن اسمعه ابدا. كان يمسك يدها.. واحيانا يقبلها ويكتفي بان ينقل حرارته اليها.. وكأن الحرارة في يديه والرعشة في أصابعه هي اللغة وتمضي هذه الجلسة ساعات. ولا كلمة! كنا في دمشق وكان واضحا أن الشاعر أحمد رامي يستعد للقاء احدى الجميلات.. وكانت دمشق مشغوله بمعرض دولي ـ ونزلنا وراءه من دون أن يدري: الشاعران كامل الشناوي وصالح جودت والروائي يوسف السباعي وانا. مشينا وراءه.. الدنيا برد جدا. وانحرف في مشيته ودخلنا وراءه سوق الحميدية وامام إحدى محلات الحلويات كانت فتاة صغيرة دون العشرين. أي نعم حلوة. ولكن أحمد رامي يكبرها بثلاثين باربعين عاما. وخلع الجاكته ووضعها على كتفيها. وبسرعة عطس وأصيب بالزكام. ورقد مريضا حتى عدنا إلي القاهرة.


    قال الشاعر كامل الشناوي في محبوبته: حطمتني مثلما حطمتها فهي مني وأنا منها شظايا..
    وقال فيها ـ وخسارة فيها:
    كوني كما تبغين لكن لن تكوني
    فأنا صنعتك من هوايا ومن جنوني
    ولقد برئت من الهوى ومن الجنون
    اما البيت الآخير فليس صحيحا. فالعاشق لا يبرأ من جنون الحب - لا اليوم ولا غدا!



    المقال لأنيس منصور في جريدة الشرق الأوسط اليوم ، وقد أثار عندي أكثر من مسألة ، منها جنون العقاد ،ومعاناته هو وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم من عمالقة الأدب العالمي . ولكن أهمها هو هل كان قيس بن الملوح حقيقة أم لا؟
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أستاذنا الفاضل : بن مرضي

    سأضيف هنا بعض ما وجدت عن قيس بن الملوّح ، فمن نافٍ لجنونه ، إلى نافٍ لوجوده أصلاً .
    فقد قيل أنه لم يكن مجنونا وإنما لقب بذلك لهيامه بحب ليلى بنت سعد العامرية (أم مالك) . وكان الأصمعي ينكر وجوده, ويقول الجاحظ ما ترك الناس شعرا مجهول القائل فيه ذكر ليلى إلا نسبوه إلى المجنون. ويقول ابن الكلبي: حدثت أن حديث المجنون وشعره وضعه فتى من بني تميم كان يهوى ابنة عم له فلم يزوجها أبوها منه وزوجها لغيره فزال عقله وظل يذكرها في شعره وهذيانه, وفيها يقول:


    وإنــي لمجــنون بليــلى مــوكل
    ولسـت عزوفـا عـن هواها ولا جلدا

    إذا ذكــرت ليــلى بكـيت صبابـة
    لتذكارهــا حـتى يمـل البكـا الخـدا


    وفيها يقول:
    وشـغلت عـن فهـم الحـديث سـوى
    مــا كــان فيــك فإنــه شـغلي

    وأديــم لحــظ محــدثي لــيرى
    أنــي فهمــت وعنــدكم عقــلي


    ويقول فيها أيضا:
    أعــد الليــالي ليلــة بعــد ليلـة
    وقـد عشـت دهـرا لا أعـد اللياليـا

    أرانــي إذا صليـت يممـت نحوهـا
    بوجـهي وإن كـان المصـلى ورائيـا

    ومــا بــي إشـراك ولكـن حبهـا
    كعـود الشـجا أعيـا الطبيـب المداويا

    أحـب مـن الأسـماء مـا وافق اسمها
    وأشــبهه أو كــان منــه مدانيــا

    تعليق

    Working...