في كل مرة اجيء فيها مسرعا نحو قلمي ممسكا بتلابيبه اجره جر المجرم واعصره عصرا وكانه المسكين في غرف التفتيش ابان سقوط الاندلس كنت لا استمع اليه وهو يصرخ لكني اليوم سأسمعكم واريكم ما كان يقول وثرثر ذلك القلم يقول :
قد عشت عمري أواسي الناس قاطبة ولم اجد بحياتي من يواسيني
أبكي دموعي بأرض القهر جارية وذكرياتي تعذبني وتشقيني
قد عشت عمري اكفكف من دموعهم لكن بكيت ودمعي فاق تكويني
من ذا يواسي وقلبي جرحه حدث وتلك عيني بدمعات تعزيني
ماذا عساي بوصف الحزن أجمله في أنة خرجت من قلب محزون
متناقضات غير محدودة تجمعنا لكنا نظل نعاني من جرح دفين لا يعلن سوى تمرده ونحن نكابر أنفسنا ونقول في كل مرة بأن المشوار لا يزال في بدايته وذلك الخوف الذي يعتصر قلبي من فراقك ومن عدم اللقيا بعد هذا اللقاء الذي جمعنا والكل غارق في صمته كل منا ملتصق بالآخر وكأنا نعرف أنها اللحظة الحاسمة التي تقودنا إلى الإنتهاء والفراق الأبدي .. لا زلت يا سيدي اسمع صوتك وهمهماتك ..آه وأنا كذلك مازلت أرتشف من عينيك أحلى العبرات وهاو الان سيزول وكأنه حلم ..أوه يا صاح ما أجمله من حلم .. كنت ولا زلت أحقق فيك بعض ذاتي .. انا وانت لوحدنا نظل نواجه أقنعة أنفسنا في مراقص الحياة في احتفالية البؤس التنكرية ونظل نطلي جدران حياتنا بألوان زاهية نقنع بها أنفسنا ونحاول أن نضحك على ذقون أحلامنا
سيدي ..
مات النهار ابن أمس وحمل معه كل نسمة من رياحين الحس .. وظلت الخطى تائهة في متاهات ملفاتنا المضغوطة التي لم تعد تتحمل المزيد وأصبح أرشيف الذكرى مجرد غبار على نافذة الزمن وقوافل الحياة تمضي دون توقف .. وأنا وأنت هنا نظل معتوهين يناقشان حب معتوه قد أكل عليه الزمان وشرب ونداري الحقيقة التي أقصتها عقولنا ولا ندري أنها وجع في ذواتنا لا يلبث أن يطفوا على سطع أقنعتا الزائفة وكل يحمل في داخله حلم العودة إلى زمن غاب والعودة إلى تلك الأماكن التي طالما قضينا فيها ذلك الوهم الرابض على فكر قد تمزق منذ زمن .. منذ أن أدركنا بأننا لم نكن سوى مشروع فاشل وسراب كاذب على معاقل الحرية المزعونة والتي ماهي سوى أكذوبة أخرى تشق طريقها إلى عقولنا البريئة التائهة في معترك الحياة .. وبريق الفرحة الذي كان منذ زمن يغلف محيا وجوهنا قد ذبل وتلاشى كما أن الحقيقة ماهي الا وجع يطغى علينا مهما قاومنا ..
نعم يا سيدي لقد أقفرت صحارينا وبات الألم صريعا تحت مقل الأيام وداست الأقدام على ورود البراءة في دواخلنا واضمحلت عناقيد السعادة وتباينت كل مفاهيم الحب لدينا .. لقد بتنا يا صاح نرسم الملامح لمستقبلنا على جدران المدن لا سيما أن شوارع التعاسة تقيم مقاصل الحرية على أبداننا كل يوم ونظل نشعل قناديل الانتظار كل ليلة لعل أحلامنا تعود من سفرها الدائم أو لعل نجمات الليل تحمل ضوء قنديلنا إليها قبل أن تطفئه الرياح ..
...
قال لي :
استبشر خيرا واعزف على وتر الامل والجمال فإن الكون مازال يعلن في كل يوم حياة ودلال وسوف نكون معا ..
قلت له :
كيف عساني أرى الجمال ووجه الحقيقة غائب عني وكيف أعزف لحنا أوتاره أنت وأنت لم تعد لحني ولم تعد مرسى لسفيني بل كيف يمكنني أن احظن طيفا أعلن خروجا دون عودة ..
.....
تحياتي لكم
مالك الحزين
قد عشت عمري أواسي الناس قاطبة ولم اجد بحياتي من يواسيني
أبكي دموعي بأرض القهر جارية وذكرياتي تعذبني وتشقيني
قد عشت عمري اكفكف من دموعهم لكن بكيت ودمعي فاق تكويني
من ذا يواسي وقلبي جرحه حدث وتلك عيني بدمعات تعزيني
ماذا عساي بوصف الحزن أجمله في أنة خرجت من قلب محزون
متناقضات غير محدودة تجمعنا لكنا نظل نعاني من جرح دفين لا يعلن سوى تمرده ونحن نكابر أنفسنا ونقول في كل مرة بأن المشوار لا يزال في بدايته وذلك الخوف الذي يعتصر قلبي من فراقك ومن عدم اللقيا بعد هذا اللقاء الذي جمعنا والكل غارق في صمته كل منا ملتصق بالآخر وكأنا نعرف أنها اللحظة الحاسمة التي تقودنا إلى الإنتهاء والفراق الأبدي .. لا زلت يا سيدي اسمع صوتك وهمهماتك ..آه وأنا كذلك مازلت أرتشف من عينيك أحلى العبرات وهاو الان سيزول وكأنه حلم ..أوه يا صاح ما أجمله من حلم .. كنت ولا زلت أحقق فيك بعض ذاتي .. انا وانت لوحدنا نظل نواجه أقنعة أنفسنا في مراقص الحياة في احتفالية البؤس التنكرية ونظل نطلي جدران حياتنا بألوان زاهية نقنع بها أنفسنا ونحاول أن نضحك على ذقون أحلامنا
سيدي ..
مات النهار ابن أمس وحمل معه كل نسمة من رياحين الحس .. وظلت الخطى تائهة في متاهات ملفاتنا المضغوطة التي لم تعد تتحمل المزيد وأصبح أرشيف الذكرى مجرد غبار على نافذة الزمن وقوافل الحياة تمضي دون توقف .. وأنا وأنت هنا نظل معتوهين يناقشان حب معتوه قد أكل عليه الزمان وشرب ونداري الحقيقة التي أقصتها عقولنا ولا ندري أنها وجع في ذواتنا لا يلبث أن يطفوا على سطع أقنعتا الزائفة وكل يحمل في داخله حلم العودة إلى زمن غاب والعودة إلى تلك الأماكن التي طالما قضينا فيها ذلك الوهم الرابض على فكر قد تمزق منذ زمن .. منذ أن أدركنا بأننا لم نكن سوى مشروع فاشل وسراب كاذب على معاقل الحرية المزعونة والتي ماهي سوى أكذوبة أخرى تشق طريقها إلى عقولنا البريئة التائهة في معترك الحياة .. وبريق الفرحة الذي كان منذ زمن يغلف محيا وجوهنا قد ذبل وتلاشى كما أن الحقيقة ماهي الا وجع يطغى علينا مهما قاومنا ..
نعم يا سيدي لقد أقفرت صحارينا وبات الألم صريعا تحت مقل الأيام وداست الأقدام على ورود البراءة في دواخلنا واضمحلت عناقيد السعادة وتباينت كل مفاهيم الحب لدينا .. لقد بتنا يا صاح نرسم الملامح لمستقبلنا على جدران المدن لا سيما أن شوارع التعاسة تقيم مقاصل الحرية على أبداننا كل يوم ونظل نشعل قناديل الانتظار كل ليلة لعل أحلامنا تعود من سفرها الدائم أو لعل نجمات الليل تحمل ضوء قنديلنا إليها قبل أن تطفئه الرياح ..
...
قال لي :
استبشر خيرا واعزف على وتر الامل والجمال فإن الكون مازال يعلن في كل يوم حياة ودلال وسوف نكون معا ..
قلت له :
كيف عساني أرى الجمال ووجه الحقيقة غائب عني وكيف أعزف لحنا أوتاره أنت وأنت لم تعد لحني ولم تعد مرسى لسفيني بل كيف يمكنني أن احظن طيفا أعلن خروجا دون عودة ..
.....
تحياتي لكم
مالك الحزين
تعليق