Unconfigured Ad Widget

Collapse

أنت .. من أنت ؟

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    #16
    رجعنا وإن أبطأنا..

    سألت السؤال الأول وكلي ثقةٌ أن إجابتك عليه ستكون ما أجبت به؛ فليس توجهك ولا قلمك مما يرى منه ذلك القول ولله المنة
    ولكني أحببت أن أرى عبره رؤيتك حول الفن والكتابة
    وما خاب ظني فقد جاءني قولك:
    " لأن الفن يقاس بمدى تأثيره على المتلقي ( وهو الهدف الأسمى من الفن" (
    وهي حقيقةٌ رسخيها في ذهنك لما سيأتي

    لكن ما بال قلمك قد جعل لأحرفه أهدافاً تعنيك وحدك كما أوضحت؟؟
    وأين هو موقع الجمهور والقراء منك؟

    إن الحياة كاتبتنا مليئةٌ بما يستحق أن تسود لأجله الصفحات
    مواساة لبائس؛ وترانيم لمحزون؛ وابتهالات لمريض؛ وتذكير لغافل؛ وتعليم لجاهل
    هؤلاء يستحقون من الأدب أكبر النصيب
    فلم لا نذكر ذاك إلا عند اصابتنا ببعض شظايا المعاناة
    هذه نقطة أتمنى أن يكون فيها ===> اتجاه اجباري لك للكتابة
    .
    .
    أتينا للبحر العميق
    بدايةً صححت لي معلومةً أن النص أعلاه من منقولك لا مقولك
    وهنا أجدني مضطراً لتنزيل تثبيته
    فقد عاهدت نفسي ألا أثبت نصاً إلا أن يكون بيراع كاتبه

    وعادةً لا ينقل المرء النص إلا لغايتين:
    إما أنه يريد تبيان عوارٍ وزيفٍ وخطأٍ يكتنف النص المنقول
    أو أنه يجد النص المنقول قد بين عن ذاته حتى يتمنى لو كان له
    والغاية الثانية هي الباعثة هنا؛؛ فاسمحي لي ان عاملتك كأنك صاحبة النص..

    لا أدي أي فرقٍ بين الغموض وبين القبول لأكثر من تأويل
    فكل كلمةٍ غامضةٍ هي قابلةٌ لآلاف التآويل؛ وكل نصٍ تترجح فيه التآويل فهو غامض
    هكذا هما مقترنان ولا أجد الحد الذي يفرق بينهما
    فلو وجدت في ردي كلمةً غامضة؛ ألا تسعين لتأويلها بأكثر من طريقة حتى تجديها وقد لا يحصل؟
    وليس التناقض بين أسطر النص أعلاه إلا غموضاً لا يعرف تفسيره

    ذكرت ثانياً أن الغموض أو التأويل (حسب رأيك) هو حال المنظومات الشعرية وركيزه من ركائزها
    واسمحي لي أن أخالفك رأياً وألج عنك منهجا
    لو أخذنا شعرنا الجاهلي الذي هو العماد في الأدب والمثال فيه
    أين يا ترى أجد البيت الذي يقبل أكثر من تأويل؟ ناهيك عن النص أو القصيدة
    إن الأدب العربي لم يعرف الشعر الذي تتجاذب فيه التأويل إلا في حالتين:
    شعر الألغاز الذي يكون للسمر والمتعة؛ وشعر الصوفية ومن ذهب مذهبهم ممن يأولون في الإله – جل وعلى- ويغربون في ذلك..
    أما غير هذين الاثنين فلم يكن الشعر العربي إلا ثلاث حالات
    إما حالة الشعر المتصنع المملوء بديعاً وجناساً مما يذهب قائلوه خلف المفردات ويأتون من المعاني بالركيك والمنحط
    أو شعر المباهاة والمغالاة الذي يخرج عن طور العقل على غرار القول: وتخافك النطف التي لم تخلق
    أو النوع الثالث وهو الذي ساد الجميع وقادها وهو شعر النفوس للنفوس
    والذي يقف فيه الشاعر بشعره متحدثاً عن ذاته ليفهمه سامعه كما هو
    وليعلم قارئه مقدار ما بشاعره من حماسةٍ أو بؤسٍ أو فرحٍ أو غيرها مما يضطرم من المشاعر
    وهو الشعر الذي تصغي له القلوب لأنه يلجها مباشرة
    انظري لأبيات قيس ليلى وجميل بثينة وغيرهم
    وما ارتفع سهم البارودي إلا لأنه وجد طريقه لهذا الشعر فكان شعره معبراً عن حاله في كل أطواره..

    وأمامك أدبنا الوفير تجدي فيه ما قلته لك

    نأتي لشعر التأويل الذي أوردت هنا وأسميته أنا بشعر الغموض
    وهو طارئٌ علينا دخيلٌ على أدبنا المعهود..
    بعيداً عن اختلافنا في التسمية
    ما الذي استفاده قائل هذا النص حين أورده؛ وإذا كان يعبر به عن حاله فما هذه الحالة؟
    مهما تعددت التأويلات وتكاثرت
    ومهما أورد المساهمون من أوراق كلٌ يرى أنه وجد تأويله
    فأنا أتحدى أن يطابق أي تأويل من التأويلات على النص بأكمله
    بل ولا يكاد يمضي فيه بضعة أسطر إلا وقد عكس ما أوضحه؛ ولست أرى في هذا مجالاً للفن
    إنني بائسٌ فأقرأ قصيدة الأرملة لابن الرومي فأجد العزاء؛ أو ذو همةٍ فأجد بديوان المتنبي ما يزيدني همة؛ أو ألتمس الزهد فينفحني أبو العتاهية بفيض منه..
    أما هذه ففي شتى أطوار حياتي؛ ما هو الشعور الذي ينبغي أن يخامرني لأجد فيها بعض نفسي؟

    إذا لم أجد بالفن والقصيد ما يهز شعوري؛ ويضعني وجهاً لوجه كأني أعاني ما يعاني كاتبها أو يجد ما يجد؛؛
    فليس هذا بالفن وإن تمالأ عصر الصحف التافهة على إخراجه وتسميته فناً

    من قال أثناء قراءته للنص بتناقض فعل الزمان
    أتراه استشهد بحجر الصوان الذي زاده الزمان جفافاً؛؛ وكأنه كان رطبا؟؟
    ثم انه لم يرد بالنص ما ينبي عن ماضي هذا المخاطب فكيف نعرف فعل السنون به؟؟
    ومن رأى به ترجمة لاندثار بطولاتنا؛؛ وهي لم تندثر تماماً ولله الحمد
    كيف يرونها اندثرت وهنا من هو مستبسلٌ رغم ذل الليالي؟

    إن تدافع النص في ذاته؛ وتناقضه في جزيئاته؛ بحيث يستعصي على كل تفسير
    مما يجعله في رأيي الشخصي؛ مع احترامي لكل من سطر رأيه وكتب قوله
    ( مجرد هراء كلمات؛ وتتابع تفعيلات ذات ايقاع؛ لا يصدر عن ذاتٍ متوازنة)
    بعيداً عن الهدف الذي نريد بأدبنا تحقيقه كما أوضحت مسبقاً

    تذكري أديبتنا دائماً
    أن جمال الأدب هو أن يستشعر قارئه ما يريد كاتبه قوله كأنه كائن في ذات روحه
    فإن حصل ذاك كان أدباً؛ وإلا فما الفرق بينه وبين سجع الكهان وغمغمة سكان البيمارستان

    وعلى غرار القصيدة أعلاه نظمت في دقيقة هذه العجالة:

    على جدار بيته
    مهدم الشعور ضاحك العيون
    يرمي رؤاه للسماء
    فتغمر الربى بضجة القطار
    وينثني الجدار
    وكلما طافت به التيوس
    أوحى لها بصمته
    ان حان يا دجاجتي الفرار
    وحل ليل الريح والأمطار
    فجف ينبوع النهار
    وغاب قائد الجيوش
    يحتسي كؤوس ذلٍ
    صبها الخمار

    شكراً كاتبتنا أن جعلت الشعر أسهل من ذبح الدجاجة
    ومن لم تعجبه قصيدتي فإنه لم يفهم تأويلها ولم يجده؛ والذي يختبي ببطن قائلها؛ لا يكشفه إلا أولو الخطوة..

    أنزهك كاتبتنا وأنت ذات الأدب؛ أن ينطبق عليك قول شيخنا الطنطاوي:
    " أولئك قومٌ لم يستطيعوا أن يرقوا بأنفسهم للأدب؛ فاستنزلوا الأدب إليهم"

    بئس هذا الهذر؛ الذي يدعي قائلوه كل تأويل؛ ليرصفوا كلماتهم
    وتتكاثر على الصحف أوراق الشويعرة والمستشعرين و...( المستهبلين أيضاً)..

    أديبتنا؛ مع اعتذاري إن اطلت
    أو قسوت

    ولك التقدير دائماً
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

    تعليق

    • حديث الزمان
      عضوة مميزة
      • Jan 2002
      • 2927

      #17
      الأستاذ الفاضل الفنار



      مرحباً بعودتك المثقلة بالكثير من علامات الاستفهام وشيء من القسوة التي تقبلتها بصدر رحب وسوف أتحملها بمفردي لسببين :


      الأول : لأن الصفحة تمثل حديث الزمان ولن أقبل بأي حال أن يشوهها الفعل وردة الفعل .

      الثاني : لوجود خطأ مشترك منك أولاً لأنك لم تتنبه إلى ما أشرت إليه في أول رد لي تحت هذا الموضوع من أن النص منقول

      ومني من جهة أخرى لإجابتي على الأسئلة مع علمي المسبق أنها موجهة ( لكاتب النص ) .



      أستاذي الفاضل بالنسبة للإلغاء تثبيت الموضوع فإنه لم ولن يؤثر في قيمته ، إن كان جيداً فسوف يثبت نفسه وإن غير ذلك فسوف تتجلى نتائج رداءته سريعاً وسوف يهمل من قبل القراء الذين يشكل وجودهم من عدمه المقياس الحقيقي لجودة الموضوع ، وقد بينت ذلك في موضوع ( عيار طايش ) قبل أيام فقط وطالبت من خلاله بتقنين تثبيت المواضيع داخل المنتدى ،

      فإن كانت سياستك تنص على عدم تثبيت النصوص المنقولة فأنا أول من تسعد بذلك التوجه الجيد .


      أستاذي الفاضل


      إجاباتي على أسئلتك السابقة فيها الكثير من الوضوح والاعترافات التي لم ولن اندم عليها فهي الحقيقة التي لا استطيع إنكارها .

      وإن كان تركيزك على ( الأهداف ) من مواضيعي فإنني أود التأكيد أن أي موضوع لا يحمل هدفاً فهو عبث بجهد ووقت القارئ ولكن هذا لا يعني الإنكار أن هدفي الأول والأهم هو ( حديث الزمان ) لذا فإن ما كتبته سابقاً أعنيه تماماً .

      فجميع مواضيعي أوجهها لنفسي أولاً فإن حققت هدفها معي فلن تخذلني عند القارئ الكريم وفي هذا تحقيق للمقولة ( ابدأ بنفسك ) ناهيك عن كونها تفرغ عني الكثير من الهموم الناتجة عن ناقضات حياتي وتقلبات أحداث يومي وهذا هدف أسمى أعترف به مجدداً .



      بالنسبة للأدب العربي والمرونة فأنا على يقين من وجودها في كثير من القصائد والنصوص بحسب فهم القارئ أو المتذوق ومن ذلك الأبيات التي تحمل الهجاء في صورة المديح فيفسر النص أو القصيدة بحسب فهم المتلقي وهي تختلف عن الغموض الذي لا يقبل أي تفسير أو تأويل ، وهذا هو الفارق بين الغموض والمرونة التي أعني .


      الأستاذ الفاضل

      ختاماً : سوف أغمض عيني عن الجزء الأخير من ردك لأنني أتطلع منك أنت بالذات إلى نقد هادف لا ينتقص من قيمة الآخر ، واعتبار القناعات الخاصة ليست إلا رأي يحمل الصواب والخطأ لا يجب فرضها على الآخر حتى تتضح صحتها كما هي محاولتك التي بدأتها باجتهاد صنفت فيه أدبنا العربي العظيم في ثلاث حالات لا رابع لها إلا عند الصوفية وشعر الألغاز وانتهت بالسخرية والتهكم .



      شكراً لك فقد أضفت للصفحة الكثير...

      لكل بداية .. نهاية

      تعليق

      • الفنار
        عضو مميز
        • Sep 2003
        • 653

        #18
        وبعد ما بعد..
        ما قسوت إذ قسوت – علم الله – على ذاتك كاتبتنا؛ وإنما تولتني حالةٌ من الإزدواجية بين كاتب النص وناقلة النص؛ فخلطت هذا بذاك؛ وربما أفرطت؛ فعذري مسبقا..
        وما كاتب النص إلا جزء من منظومةٍ من مستشعرين أراهم تطاولوا على قداسة شعرنا وجمال أدبنا؛ فحقهم في عقيدتي العقاب ليرتدعوا؛ ويدعوا لكل فنٍ أهله..

        .
        .
        أما توجهي في تثبيت النصوص المقولة لا المنقولة؛ فهو ما سرت عليه منذ توليت الإشراف هنا
        وإن بدا لك من النصوص الغير مثبته؛ ما ترين أنت أو سواك من الأعضاء استحقاقه للتثبيت فأنتم مني أعلم وأدرى
        وأنا رهن مشيئتكم؛ إلا أن يكون النص منقولاً فهذا ما لا أقبل به..
        .
        .
        أما أهدافك من مواضيعك فأنت أولى الناس بأن يعالج قلمك آلام ذاتك
        ولكن ما أردت توصيله وربما أخفقت
        هو أن الكاتب يستطيع بتقمصه لشخصية من يريد الكتابة عنه أن يكون جزءاً منه
        فيكتب عن مشاكل ربما لا تمر به؛ ويحل قضايا قد تكون أبعد ما تكون عنه
        وبهذا يؤدي جزءاً من خدمة المجتمع
        .
        .
        نأتي للموضوع ذي الخلاف
        وهو الفارق بين المرونة والغموض
        لا زلت أصر وأؤكد أن كل غامض تختلف حوله الآراء؛ وكل ما اختلفت حوله الآراء فهو غامض
        إن التوجه الحديث في الأدب إلى الشعر الغامض عند بعض الشويعرة؛ عندما يسألون عن قصائدهم ومنبع جمالها يذهبون إلى أن ذاك يكمن في مرونتها وقبولها لأكثر من تأويل
        هذا مذهب أدبي خلت أنك على معرفةٍ به؛ وكيف والحرب كانت ولا تزال ناشبةً حوله..
        وكاتب النص لو سألناه وبحثنا عنه لوجدناه جزءاً من هذا الرأي؛ فما بالك تدافعين عما لا ناقة لك فيه ولا جمل؟

        إن لم يقنعك قولي أديبتنا
        فأريدك أن تأتي لي بقصيدةٍ غامضة – على رأيك في الغموض- لأرى كيف تكون؟
        جبل الإنسان على البحث والتنقيب خلف كل غامض من الذرة إلى المجرة
        وتترامى آراء كل باحثٍ وتتعدد أقولهم في ذاك
        فكيف بكلامٍ عربيٍ فصيح أن يوصف أنه غامض لا يمكن أبداً تأويله ولا البحث خلفه
        اللهم إلا إن كانت كلمات لا تمت للغات الحية بصلة؛؛ بل وحتى هذه لم تسلم من آراء علماء الآثار وبحوثهم..
        ؛؛؛؛؛؛
        بعد كل هذا تقولين بأن من الشعر أو الأدب نوعٌ غامض لا يمكن أبداً تأويله أو التجادل حوله؟؟؟!.
        ؛؛؛
        ما أردت تبيانه من هذا
        هو أن غموض الأمر يكمن في تعدد الآراء حوله دون الوصول لحقيقته
        بل وقد يتعذر الوصول لحقيقة هذا الأمر؛ كما هو الحال مع الجن والملائكة والأشباح ووو..
        .
        وما أرى النص أعلاه إلا من هذا النوع
        ولقد سألتك عن التناقض الموجود به فلم تأتِ لي بالجواب ولن تأتِ
        بل ولو سألنا كاتب النص لما أورد جواباً لأنه يستحيل تفسيره في عالم العقل والإدراك
        .
        .
        أما الأبيات التي تحمل المديح في صورة الهجاء أو العكس
        فإنه لم توصم في تاريخنا الأدبي بالمرونة يوماً أو قبول التأويلات
        بل ولم تتضارب حولها الآراء؛ فإذا عرف موقف الشاعر من ممدوحه أو ممن يهجوه عرف مقصده من أبياته
        ويستطيع معاصروا الشاعر ومن حضروه أن يبينوا ما يريده الشاعر لأنهم يعرفون علائق كثيرة ترتبط بالآخر
        من تاريخ قبيلةٍ أو صفة شخصية أو طبع خلقي أو غيرها
        فقط يحتاج الأمر لبعض ذكاء؛ وباعٍ في الشعر؛ ومعرفة بأحوال الشاعر..
        أما تسميته عندهم فهو يسمى التلميح بالأمر دون التصريح
        .
        وكمثال:
        نأخذ قصة الحطيئة مع الزبرقان عندما هجاه ببيته الشهير
        دع المكارم لا ترحل لبغيتها *** واقعد فانك انت الطاعم الكاسي
        عندما شكاه الزبرقان إلى عمر فسأل عمر حسان عن البيت فقال: إنه لم يهجه بل سلح عليه
        لو كان – كاتبتنا- مذهب التأويل موجوداً؛ أكنا سنرى هذا التوكيد من حسان؛ ثم ألم يكن باستطاعة الحطيئة أن يؤوله بأنه لا يريد ما ذكر حسان وإنما يعني بالبيت أن يمدحه وينجو من السجن؟؟
        .
        .
        بعيداً عن المرونة والغموض
        هل وجد في أدبياتنا ما نراه في النص أعلاه من تناقضات مضحكة؟
        حتى لو مدح بصيغة ذم أو ذم بصيغة مدح
        فإن المحافظة على وحدة القصيدة وخطابها وكمال معانيها أمرٌ بدهي
        أما أن يكتب تفعيلةً ويناقضها بأختها!. فالشعر منه براء..
        .
        .
        وببرهان آخر كاتبتنا الكريمة
        ان النص الأدبي يحسب جماله بجمال معناه
        وما تكون جماليات اللفظ إلا تابعةً تجمل النص وتزيده حسنا
        فما هو المقياس الذي يقاس به جمال النصوص المرنة؟ مادامت تفتقد المعنى
        ان الكاتب للنص يستطيع أن يصم كل من ينقد نصه بأنه لم يفهم تأويله ولم يجده
        بل والداهية الأكبر أنه يرصف عدة ألفاظ ثم يقول أن جمالها يكمن في قبولها لأكثر من تأويل.
        .
        إن قسوت كاتبتنا
        فإنما لأنك أنت – في أدبك ومعرفتك- تفتحين هذا الباب لكل من يريد ركوب موجة الأدب
        ما الذي يمنع كل من أمسك القلم أن يرصف الكلمات يأخذها من غرائب اللغة؛ وليس الوزن مما يستصعب؛ ليخرج لنا بقطعةٍ ممزقة المعاني؛ يدعي أنها فريدة عصرها؛ تقبل كل معنى وتأويل؟؟..
        ( في دقيقة وبدون تفكير نظمت قصيدتي أعلاه؛ ومن يستطيع منازعتي شاعريتها والمسألة موكولة للمرونة وتأويل كل شخص؟ )
        .
        .
        أما تقسيم الشعر فليس اجتهادي
        وإنما هو قول أديبنا المنفلوطي رحمه الله في نظراته
        وهو تقسيم صحيحٌ بالنسبة لمن يقرأ الشعر
        فإن الشعر الذي أمامه لا يخلو ابداً من إحدى الحالات الثلاث
        .
        ويأتي التقسيم التالي للشعر الذي يقبل كذا معنى لشعر اللغز أو الصوفية
        وهو تقسيم أديبنا الرافعي رحمة الله في كتابه تاريخ الأدب العربي
        ولقد اطلعت على الكتاب بمجلداته الثلاثة فما وجدت فيه أي ذكرٍ لهذه المرونة أو التأويل الذي تذكرين
        .
        أنا لا أحضر التقسيمات ولا المسميات من جعبتي وإنما من الواقع وبطون الكتب
        فلا تسيئي بي ظناً
        .............
        اعتذاري مجدداً
        وشكري لسعة صدرك
        آخر تعديل تم من قبل الفنار; 05-01-2005, 06:48 PM.
        " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

        تعليق

        • حديث الزمان
          عضوة مميزة
          • Jan 2002
          • 2927

          #19
          الأستاذ الفاضل الفنار


          أنا بحاجة لبعض الوقت لإعادة ترتيب أوراقي والبحث في المراجع الأدبية لأتمكن من إثبات ما أؤمن به أو قبول ما أوردته أنت ، وليكن تركيزنا في الحوار على :


          1_ مفهوم الغموض والمرونة في الأدب العربي ( موضع الخلاف ) .


          2- تقييم النص أعلاه أدبياً وهل من الممكن أن يسمى ( فن ) أو ( أدب ) ، أم هو مجرد كلمات وعبارات ( متناقضة ) لا تمت للأدب بصلة ويجيدها عامة الناس كما تقول .






          إلى ذلك الحين لك مني الشكر والتقدير

          لكل بداية .. نهاية

          تعليق

          • القطة الحلوة
            عضو نشيط
            • Jan 2005
            • 990

            #20
            قرأت نصك

            لكني وقفت حائرة امام النهاية

            فقد كانت مبهمة

            مزن الخيال قريبا

            وتهل السماء نصراً
            .
            .
            .
            .

            ولكن من محال
            .
            .
            .

            إن عاد يوماً دفين

            تعليق

            • ابن مرضي
              إداري
              • Dec 2002
              • 6171

              #21
              دروسا مجانية تقُدّم هنا في أكثر من مجال ، وعلى رأسها فن التعامل مع الآخر حين الأختلاف ، بسلاح تتنوع أدواته والآته ؛ أدب جم ، ثقافة علمية رصينة ، إطلاع واسع ، إحترام متبادل ، حوار بين العقول التي لا تسعى إلى الجدال بل إلى الفهم والإيضاح .

              سمعت بعض "الإشارات" بأننا نضيع وقتنا في المنتدى ، وندور في حلقات ليست ممتلئة إلا بعبارات الثناء والإطراء ونقيضها !

              إلى أصحاب تلك الإشارات أشير بأن يستضيؤا بما يشع من "الفنار" ويحدثوا بما تحدثنا به "حديث الزمان " .
              كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

              تعليق

              • حديث الزمان
                عضوة مميزة
                • Jan 2002
                • 2927

                #22

                القطة الحلوة


                النص منقول


                إن فهمت ما وصفه الأخوة بالمتناقضات في بداية النص فالنهاية لن تكون صعبة ...



                المعنى أن كل شيء ممكن تحقيقه حتى الخيال إلا إعادة الموتى



                دمت بخير

                لكل بداية .. نهاية

                تعليق

                • حديث الزمان
                  عضوة مميزة
                  • Jan 2002
                  • 2927

                  #23

                  الأستاذ الفاضل بن مرضي


                  أشكر لك مرورك الزاهي ، وتعقيبك الجميل



                  دمت بصحة وعافية

                  لكل بداية .. نهاية

                  تعليق

                  • أبو صخر
                    عضو نشيط
                    • Feb 2004
                    • 413

                    #24
                    انتحبت لحالي عندما قرأت رد الفنار فأنا توقعت الماضي الدفين في الصارم البتار ... وماعرفت أن كاتبنا القدير يذهب إلى أن النص ( مجرد هراء كلمات؛ وتتابع تفعيلات ذات ايقاع؛ لا يصدر عن ذاتٍ متوازنة بعيداً عن الهدف الذي نريد بأدبنا تحقيقه)..
                    كما يذهب بأن النص منقول رغم إشارة ناقلته إليه إلا أننا لم نلاحظ ذلك لولا تنبيهها في الرد..


                    ولعلّي هنا أبرر موقفي بموقف أمير الشعراء أحمد شوقي التي نعت بها نفسه عندما قرأ مقدمة العقاد !!!!


                    شكراً للفنار الذي أوضح لنا الغموض .. وليتنا نعي توضيحك عن كتابة نص بالفصحى ونصفه بالغموض ..


                    دائماً وراء كل جميل في المنتدى أجد تعقيب إبن مرضي كسنا برق في ليل مظلم فأقرؤا معي توجيهه :

                    (إلى أصحاب تلك الإشارات أشير بأن يستضيؤا بما يشع من "الفنار" ويحدثوا بما تحدثنا به "حديث الزمان " ).

                    وتوفر هنا نور الفنار ... مع حديث يشنف الآذان ...

                    ولازلنا نتابع الموضوع فقد كشف لنا حسن نوايانا .. التي ناقضت حتما النص ... وماذاك إلا بفضل إشارة الفنار..


                    وللكاتبه الكريمه مزيداً من التمكن .. .. في الإقناع ...
                    .
                    .

                    ..


                    ...
                    آخر تعديل تم من قبل أبو صخر; 16-01-2005, 03:39 AM.
                    علي أبونواس

                    تعليق

                    • حديث الزمان
                      عضوة مميزة
                      • Jan 2002
                      • 2927

                      #25

                      الأستاذ الفاضل أبو صخر


                      مرحباً بحضورك من جديد ..


                      أتمنى منك المتابعة والمشاركة لنصل سوياً إلى حقيقة ( المرونة ) و ( الغموض ) في أدبنا العربي


                      دمت بخير

                      لكل بداية .. نهاية

                      تعليق

                      • حديث الزمان
                        عضوة مميزة
                        • Jan 2002
                        • 2927

                        #26
                        جزء من حوار مع الدكتور سلطان سعيد القحطاني، أحد أعلام الأدب العربي في المملكة العربية السعودية، ومن الكتاب والنقاد المعروفين، وأحد أعضاء إدارة النادي الأدبي بالرياض، ومن المساهمين في التحرير والإشراف على مجلتي (( الأدبية )) و (( قوافل )) اللتين يصدرهما النادي.


                        الحوار حول الرواية في الأدب السعودي ، وقد وجدت فيه بعض ضالتي ..


                        س : مقولة أخرى مشابهة وهي (( الفن للفن )) وقد اختلفوا كثيراً حول هذا المفهوم ونقيضه القائل (( الفن للحياة )) وأظن أن هذا الاختلاف له تداخل في موضوع علاقة الرواية والقصة بالواقع الاجتماعي، أي التعبيرين تفضل؟ وهل هناك تحفظات على أي منهما؟ وماذا تقول في ذلك ؟

                        ظهرت مقولة (( الفن للفن )) في بداية القرن العشرين في الأدب العربي ضمن مقولات ومصطلحات كثيرة، وهي مقولة ظهرت كرد فعل على الأدب الموجه (( التربوي )) المباشر، وقد لاحظ المبدعون ضعف هذا الأدب وسطحيته، فظهروا بمقولة (( الفن للفن )) للتحرر من هذه القيود، والظهور بأدب تتوفر فيه الصفات الفنية، ولكن هذه المقولة لا تؤخذ على علاتها فوراءها بنية داخلية للنص الأدبي تعالج منحىً من مناحي الحياة (حتى وإن كانت مغرقة في الخيال).
                        أما ما يتعلق بالرواية فهي فن للفن وللحياة، وما ينطبق على الفنون الأدبية الأخرى ينطبق عليها، والاختلاف يكون في المضمون لا في الشكل، فالصياغة الجيدة هي التي تحدد نوعية العمل الجيد.


                        س : يلاحظ من روايات كبار الكتاب الروائيين في الوطن العربي مثل (( نجيب محفوظ )) في مصر، (( الطيب صالح )) من السودان، (( إبراهيم الناصر )) و (( عبدالعزيز مشري )) من المملكة، وغيرهم الكثير، من شتى أرجاء الوطن العربي بمختلف توجهاتهم الإيديولوجية والفكرية أنّهم يركزون في كتاباتهم الروائية على الأدب الحيوي بكامل خصوصياته، فهم ينطلقون بأقلامهم المعبرة من الحارة الشعبية والقرية الصغيرة والريف الجميل وبيوت الفقراء، على شاكلة أكثر روايات (( تشارلز ديكنز )) في الأدب الإنجليزي، فهم يعبرون عن هموم الجماهير ومشاكل الناس اليومية وقضاياهم المصيرية، وفي هذا الأمر مصداق للواقعية الصادقة، بينما نرى في الجانب الآخر بعض الروائيين في العصر الحديث ممن تأثروا بتيارات الحداثة الغامضة وتقليد الغرب في مناهجهم الأدبية يقومون بالكتابة الرمزية الغارقة في الغموض مبتعدين عن الواقع نوعاً ما، ما هو رأيك في الواقعية الصادقة إذا صيغت بأسلوب فني يلمس فيه علامات الإبداع؟ وما هو رأيك في الرمزية الغامضة؟

                        لاشك أن الروائيين الذين ذكرتهم انطلقوا في أعمالهم من المجتمع والحياة اليومية وهموم الناس، وهذا جانب من جوانب الواقعية التي ظهرت على أنقاض (الرومانسية) الحالمة، ولاقت هذه الأعمال قبولاً حسناً لدى طبقات القراء العرب الذين وجدوا أنفسهم ومشكلاتهم وما يشابهها عند غيرهم، إضافة إلى المتعة الفنية التي وفرها هؤلاء الكتَّاب في صورة واقعية مصاغة في قالب فني، لقد استطاع هؤلاء الكتّاب بعد محاولات طويلة أن يصوغوا أعمالهم بعيداً عن الواقعية البدائية السطحية الساذجة والتي بإمكان أي إنسان القيام بها وأن يحكيها في أي مناسبة، حتى وإن أثارت هموم السامع وقضاياه، والصياغة الفنية أشبه ما تكون بحبة الدواء المرّ التي غلّفت بغلاف من السكر ليسهل على المريض ابتلاعها.
                        الرمزية مذهب أدبي معروف، وله قراؤه ومحبوه، ولكن يجب أن يستغل استغلالاً حسناً يؤدي الغرض ويثري الفكر، وهنا تكمن مقدرة الروائي على صياغة الفكرة وأسلوب المعالجة.

                        وقد ظهرت الحداثة في الغرب وحقق فيها الكثير من الكتَّاب نجاحاً باهراً ولكن ما أن تبنَّاها بعض الروائيين العرب حتى قتلوها، لأن الأدب العربي لم يصل إليها إلا بعد انتهاء صلاحيتها (إن صح التعبير)، واليوم يوجد في الغرب مصطلح (ما بعد الحداثة) فنحن لم نصل إليها فكيف ينادي البعض بهذا المصطلح؟

                        أما الذين قلدوا الكتَّاب الغربيين على الأًصول الصحيحة واستفادوا من تقنيات الرواية الحديثة ثم اتخذوا لأنفسهم مذاهب أدبية خاصة بهم فلا أرى في ذلك عيباً وإن أكبر دليل على الرواية الرمزية الغربية الناجحة في الأدب الحديث رواية الكاتب الإنجليزي الشهير (جورج أرول) (Georqe Orwell) مزرعة الحيوان (The Animal Farm) ورواية الدكتور محمد الحبابي (( الطاعون )) وغيرهما الكثير ممن لم يغرقوا في الغموض،

                        وعلى أي حال فالغموض والحداثة موجة ركبها البعض فتكسرت بهم في عرض البحر.




                        *********************


                        مقالات في الأدب للدكتور حمد الدخيل : ( الرمزية في الأدب العربي الحديث )

                        * والرمزية لم تظهر مذهباً أدبياً إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن الباحث يجد لها بذوراً وأصولاً موغلة في القدم، ويذهب "الدكتور محمد مندور(2)، إلى أن الرمزية تستند بعض الشيء إلى "مثالية" أفلاطون، ومن مذهب المثالية الأفلاطونية هذه إنكار الحقائق المحسوسة للأشياء، وليست ـ في حقيقتها ـ إلا رموزاً للحقائق المثالية البعيدة عن عالمنا المحسوس.


                        * والرمزيون ـ بالإضافة إلى هذا ـ يمقتون في الصورة الأدبية اللهجة البيانية الخطابية بأساليبها الواضحة المشرقة ذات المعنى الظاهر؛ لأنهم يريدون الغوص والتعمق في تصوير المعاني المستعصية على التعبير القابعة في خفايا النفس وأعماق الضمير(6)، ويرون أنه لابد من إضفاء شيء من الغموض والخفاء والإبهام على الصورة الشعرية لتتوافر أمام القارئ فرصة التأمل والتفكير؛ ليستوحي من الصورة معاني وخواطر جديدة، إذ إن الوضوح لا يترك للقارئ فرصة إعمال الذهن وكد العقل، ويزيل ما في الصورة من جمال ولذة وفائدة، بالإضافة إلى أن اللغة فيها شيء من القصور عن أن تنقل لنا المعاني المحددة والأجواء النفسية فيما لو أردنا إبرازها والتعبير عنها، على أنه لابد أن يكون في هذا الغموض والخفاء شيء من الإيحاء وانثيال الخواطر، لا أن يكونا من نوع الأحاجي والألغاز، ولعل هذا ما يعبر عنه الشاعر بول "فرلين" في قوله : "أحب شيء إليّ هو الأغنية السكرى، حيث يجتمع المحدد الواضح بالمبهم اللامحدود"، ويقول أيضاً تتمة لهذا المعنى: "الأهمية الأولى للظلال لا للألوان، كما تتراءى العيون الساحرة من خلف النقاب"، فعبر بالظلال عن الصور الشعرية الغامضة الموحية، وبالألوان عن الصور الشعرية الواضحة.


                        * ولهذا لا يسمى الشعر ـ عند الرمزيين شعراً ـ إلا إذا كان غامضاً مبهما موحيا شافا عن أجواء نفسية غريبة متنوعة.

                        * ربما يتبادر إلى ذهن القارئ أن الرمزية لم تظهر إلا في الشعر، والشعراء وحدهم هم الذين اهتموا بها نظراً لما فيها من الغموض الذي بطبعه يناسب الشعر، ولعلنا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن الرمزية لم تقتصر علي الشعر الغنائي الذاتي فحسب، وإنما تعدته إلى الأدب الموضوعي الذي يهتم بالمشاكل الإنسانية، والأخلاق الاجتماعية العامة، تعالجها بوساطة الأخيلة والصور، ولكن يجب ألا يغرب عن البال أن الرمزية لا تأخذ نفسها في معالجة هذه المشاكل والأخلاق وتحليلها ونقدها كما في الكلاسيكية ـ مثلاً ـ بل تأخذ في تجسيم الأفكار النظرية المجردة، وإلباسها شيئاً من الحوادث والأفعال، لتصبح ديناميكية متحركة، ونلمح من خلالها الحقائق الفلسفية والخلقية.



                        دمت بخير

                        لكل بداية .. نهاية

                        تعليق

                        • ابوزهير
                          عضو مميز
                          • Jan 2003
                          • 2254

                          #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          النقيضان لايجتمعان والنص الغامض يحتاج الى قرينة تدل على المعنى يفهما المتلقي كل على حسب قدرته اما الاغراق في الخيالات الغير منطقية وتطويع الالفاظ للتعبير عنها بفهم يخص القائل فقط فلا ارى لها فائدة.
                          يارفيقي مد شوفك مدى البصر
                          لايغرك في الشتاء لمعة القمر
                          الذي في غير مكة نوى يحتجه
                          لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

                          تعليق

                          • أبو صخر
                            عضو نشيط
                            • Feb 2004
                            • 413

                            #28
                            النص الغامض
                            الغموض هو أس من اسس النص الأدبي وإلا أصبح النص إنشائياً لايتطلب إلا عنصر الكتابه وهو متوفر عند كل من يفك طلاسم الحروف
                            بحيث يحسن بنائها متى عرف رصها ...

                            والنصوص المليئه بالمتناقضات تبنى على خيال الكاتب ... التي تستفز القاريء ويحاول تفسير ماهوغامض وهو بذلك يشارك في الحوار
                            ويبذل جهداً نفسياً في فك طلاسم النص وإعادة إنتاجه من نص غير مفهوم غامض إلى نص واضح الدلالات ...

                            وهذا ما كنت بصدده ...

                            ولنا عوده بمشيئة الله ...
                            علي أبونواس

                            تعليق

                            • الفنار
                              عضو مميز
                              • Sep 2003
                              • 653

                              #29
                              بسمك اللهم

                              سرني تجدد الحوار في هذا الموضوع الشائق
                              وشكري ومحبتي لكل من أدلى فيه بدلوه

                              أبو صخر؛ ولا تمنع محبتنا أن تختلف وجهات النظر؛ بل لولا مودتنا لبعضنا لداهنا أنفسنا وسكتنا
                              ابن مرضي؛ وله المحبة والعرفان وننتظر رأيه

                              حديث الزمان
                              عدت كاتبتنا الكريمة بمقالات ألقت حول الموضوع نظرةً عامة
                              وحلقت بنا في أجوائه؛ وإن كان لي في بعضها رأي


                              بدايةً مع الدكتور سلطان أشدد على أحرفه الأخيرة:
                              "على أي حال فالغموض والحداثة موجة ركبها البعض فتكسرت بهم في عرض البحر"

                              وأزيد عليها:
                              انهم لم يستطيعوا أن يضمنوا لأنفسهم أماكن على مراكب الشعر والبيان الأصيلة
                              فتساقطوا على البحر يتعلقون بقشة الغموض والإبهام
                              ولا تغني القشة
                              فلن يذكر التاريخ إلا ركاب السفن
                              ....... .......
                              نأتي لمقالات الدكتور الدخيل:

                              إن أردت كاتبتنا من إيراده للرمزية أو الغموض وصفه لها بأنها موغلة في القدم
                              فأنا لا أبحث عن ذلك في مذهب افلاطون ( والذي لا توجد فيه كما ذكر وإنما تستند عليه بعض الشيء)
                              وإنما نحن باحثون عنها في عصور شعرنا العربي السالفة
                              وقد ذكرت لك أنها لا توجد فيها
                              والتاريخ أمامك
                              أحيلك لكتاب تاريخ آداب العرب للرافعي والذي أرخ فيه لشعرنا العربي وأنواعه فلم يذكر للغموض ولا الرمزية ولا المرونة من وجود..
                              وإنما هو – في أدبنا العربي- مذهب عصري كما ذكر مسبقاً
                              أخالك كاتبتنا قد وضعت يدك على هذه

                              ووجدت أنا في هذه المقالات أيضاً تأكيداً يقول أن الشعر الغامض هو الرمزي أو المرن حسب وصفك..
                              وبهذا أجد التأكيد للنقطة الأولى التي أشرت إليها لنتحاور حولها
                              فضلاً عما سقته لك من أدلة فيما سبق

                              نأتي للنقطة الثانية
                              وهي مناقشة الغموض وهل يجمل النص أم هو ما ذكرت أنا عنه:

                              أولا فيما يخص مقولة الفن للفن وقد اتفقنا على عوارها وخطأها
                              فأحب أن أنبهك أن المتبنين لشعر الغموض هم أصحاب هذه المقولة والذين يدعون أن فنهم للفن ذاته
                              لذلك يبرزون أعمالهم في هذه الصور التي تبهم من يطالعها
                              لأنهم لم يصوغوها ليعالجوا أمور الحياة ولا همومها ولا أفراحها سواءً لهم أو لغيرهم
                              ولو أردوا ذلك لأوضحوها

                              ثانياً: وصف المبدعون –حسب تسمية الدكتور سلطان لهم- الشعر الموجه المباشر بالسطحية
                              وهنا أتساءل:
                              شعر آباء الشعر والبيان في العصر الجاهلي شعر مباشرٌ موجه
                              وقصائدهم موجهةٌ لأحداثهم وأيامهم وخصومهم
                              فهل نتهم هذا الشعر بالسطحية؟؟

                              القرآن الكريم –مصدر اللغة- هو بيانٌ موجهٌ مباشر منزه عن الغموض
                              فماذا يقول عنه أولئك؟

                              يقولون بأنهم يريدون الغوص في أعماق النفوس
                              ولا أدري والله هل القصيدة الموجهة تعجز عن ذلك؟؟
                              الإجابة تقول: إنها لا تعجز عن التعبير عن مشاعرهم والغوص في أعماقهم إلا إذا لم يكن لهم في الشعر من سبيل.
                              ودليلي شعرنا العربي في عصوره؛ هل عجز الشعراء عن تبيان مشاعرهم
                              أم أنهم هم من سطروا ذوب قلوبهم على دواوينهم
                              وانظروا لمجنون ليلى؛ وانظروا لرثائية مالك ابن الريب نفسه؛ وانظروا قصيدة ( كذا فليجل الخطب) الموجودة بالمنتدى.
                              متى عجز الشاعر عن تبيان ما في نفسه بشعره فليودع الشعر
                              أما أن يرصف الكلمات الغريبة المتناقضة في المعنى ثم يدعي شاعريتها وغوصها بأعماق نفسه فما هكذا والله البيان..

                              ويقول الرمزيون: أنه لابد من إضفاء شيء من الغموض والخفاء والإبهام على الصورة الشعرية لتتوافر أمام القارئ فرصة التأمل والتفكير
                              ياللعجب أيها الرمزيون
                              لا أدري والله أيشتغل المتشاعر منهم بنظم قصيدته يودع ذوب روحه
                              أم يكون همه متمركزاً في الغموض وإبهام القاري
                              إن كانت الأولى فما جمال النص إلا أن تطرح روحك في القصيدة كما هي
                              إن تحس بتألم تألمنا معك؛ وإن بكيت أبكيتنا؛ وإن ضحكت ضحكنا
                              وإن كانت الأخرى فأولى بك أن تشتغل بمسألةٍ رياضية من أن تسطر الشعر الذي هو خلاصة الأرواح

                              الشعر أيها الأحبة –واخي ابو صخر خاصة- هو تعبير الفرد عما يجول بنفسه
                              الشعر هو ما تسكبه النفس على الورق لا مجال لتشغيل العقل فيه
                              إذا حضر الشعر بطل عمل العقل وجاء عمل العواطف والنفوس
                              هل نقرأ الشعر لنحرك وجداننا ؛ أم نقرأ الشعر لنحل ألغازه وطلاسمه؟؟؟..

                              ويقول الرمزيون: أن اللغة فيها شيء من القصور عن أن تنقل لنا المعاني المحددة والأجواء النفسية فيما لو أردنا إبرازها والتعبير عنها.

                              سبحان الله
                              أترك هذا القول لكم أيها الأحبة؛ فجوابه أنتم أعلم به
                              " وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً "
                              ...... ....... ........
                              أما فيما يخص مقولة
                              أن الغموض قد يعالج المشاكل الأخلاقية والإنسانية كما ذكر الكاتب

                              فلم نر يوماً للشعر الغامض في هذا المجال من وجود
                              وكيف يحل لنا مشاكلنا ونحن نحتاج إلى حلٍ لأحاجيه وألغازه

                              ليتنا نسلم شره وشر قائليه أن يلوثوا علينا ذائقيتنا
                              فإن سلمنا
                              فقد حلوا لنا أكبر المشاكل


                              ولكم أحبتي أجل تحية وعرفان
                              ولربما لي عودة
                              " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                              تعليق

                              • ابوزهير
                                عضو مميز
                                • Jan 2003
                                • 2254

                                #30
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                اتفق معك اخي الفنار فيما ذهبت اليه,ولكن هناك نقطة جديرة بالبحث وهي قدرة اللغة على التعبير عن المشاعر والاحاسيس :

                                اللغة هي: وسيلة تواصل بين الافراد وتبرز قدرة الفرد في مدى تمكنه من ايصال المعنى الى المتلقي وجعله يعيش الحدث او يوضح له الصورة .واشراكه في مشاعره,اما خزعبلات الحداثيين فهم اول من تنصل لها وهجرها.

                                اما قدرة اللغة في التعبير فهو قسمان:

                                1-التعبير عن الاشياء المادية او الظاهرية مثل الطول والعرض والمساحة والحجم وماشابهها فهذه لايختلف عليها اثنان فاذا قلت الطول كيلومتر فقد اوصلت المعنى بدقة.ولايحتاج لافصاحة ولابلاغة.شيء ثابت.
                                2- التعبير عن المشاعر والااحاسيس وهذه لاتستطيع اللغة التعبير عنها بدقة,فاذا قلت فلان سعيد هل ممكن تعرف مقدار السعادة وهل ممكن تصنف درجاتها بدقة,ولو قلت احمد حزين ,وصالح اشد حزنا .لعدد من الناس ,هل يكون التصور عندهم متساوي ,مثل لو قلت حجم هذا الصندوق متر مكعب.

                                ولذلك ياتي هنا تفاوت قدرات الناس في استخدام مفردات اللغة لايصال مايريد ايصاله للسامع.ووصف فلان بالبلاغة ,وفلان بالفصاحة لهذا السبب.
                                يارفيقي مد شوفك مدى البصر
                                لايغرك في الشتاء لمعة القمر
                                الذي في غير مكة نوى يحتجه
                                لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

                                تعليق

                                Working...