رجعنا وإن أبطأنا..
سألت السؤال الأول وكلي ثقةٌ أن إجابتك عليه ستكون ما أجبت به؛ فليس توجهك ولا قلمك مما يرى منه ذلك القول ولله المنة
ولكني أحببت أن أرى عبره رؤيتك حول الفن والكتابة
وما خاب ظني فقد جاءني قولك:
" لأن الفن يقاس بمدى تأثيره على المتلقي ( وهو الهدف الأسمى من الفن" (
وهي حقيقةٌ رسخيها في ذهنك لما سيأتي
لكن ما بال قلمك قد جعل لأحرفه أهدافاً تعنيك وحدك كما أوضحت؟؟
وأين هو موقع الجمهور والقراء منك؟
إن الحياة كاتبتنا مليئةٌ بما يستحق أن تسود لأجله الصفحات
مواساة لبائس؛ وترانيم لمحزون؛ وابتهالات لمريض؛ وتذكير لغافل؛ وتعليم لجاهل
هؤلاء يستحقون من الأدب أكبر النصيب
فلم لا نذكر ذاك إلا عند اصابتنا ببعض شظايا المعاناة
هذه نقطة أتمنى أن يكون فيها ===> اتجاه اجباري لك للكتابة
.
.
أتينا للبحر العميق
بدايةً صححت لي معلومةً أن النص أعلاه من منقولك لا مقولك
وهنا أجدني مضطراً لتنزيل تثبيته
فقد عاهدت نفسي ألا أثبت نصاً إلا أن يكون بيراع كاتبه
وعادةً لا ينقل المرء النص إلا لغايتين:
إما أنه يريد تبيان عوارٍ وزيفٍ وخطأٍ يكتنف النص المنقول
أو أنه يجد النص المنقول قد بين عن ذاته حتى يتمنى لو كان له
والغاية الثانية هي الباعثة هنا؛؛ فاسمحي لي ان عاملتك كأنك صاحبة النص..
لا أدي أي فرقٍ بين الغموض وبين القبول لأكثر من تأويل
فكل كلمةٍ غامضةٍ هي قابلةٌ لآلاف التآويل؛ وكل نصٍ تترجح فيه التآويل فهو غامض
هكذا هما مقترنان ولا أجد الحد الذي يفرق بينهما
فلو وجدت في ردي كلمةً غامضة؛ ألا تسعين لتأويلها بأكثر من طريقة حتى تجديها وقد لا يحصل؟
وليس التناقض بين أسطر النص أعلاه إلا غموضاً لا يعرف تفسيره
ذكرت ثانياً أن الغموض أو التأويل (حسب رأيك) هو حال المنظومات الشعرية وركيزه من ركائزها
واسمحي لي أن أخالفك رأياً وألج عنك منهجا
لو أخذنا شعرنا الجاهلي الذي هو العماد في الأدب والمثال فيه
أين يا ترى أجد البيت الذي يقبل أكثر من تأويل؟ ناهيك عن النص أو القصيدة
إن الأدب العربي لم يعرف الشعر الذي تتجاذب فيه التأويل إلا في حالتين:
شعر الألغاز الذي يكون للسمر والمتعة؛ وشعر الصوفية ومن ذهب مذهبهم ممن يأولون في الإله – جل وعلى- ويغربون في ذلك..
أما غير هذين الاثنين فلم يكن الشعر العربي إلا ثلاث حالات
إما حالة الشعر المتصنع المملوء بديعاً وجناساً مما يذهب قائلوه خلف المفردات ويأتون من المعاني بالركيك والمنحط
أو شعر المباهاة والمغالاة الذي يخرج عن طور العقل على غرار القول: وتخافك النطف التي لم تخلق
أو النوع الثالث وهو الذي ساد الجميع وقادها وهو شعر النفوس للنفوس
والذي يقف فيه الشاعر بشعره متحدثاً عن ذاته ليفهمه سامعه كما هو
وليعلم قارئه مقدار ما بشاعره من حماسةٍ أو بؤسٍ أو فرحٍ أو غيرها مما يضطرم من المشاعر
وهو الشعر الذي تصغي له القلوب لأنه يلجها مباشرة
انظري لأبيات قيس ليلى وجميل بثينة وغيرهم
وما ارتفع سهم البارودي إلا لأنه وجد طريقه لهذا الشعر فكان شعره معبراً عن حاله في كل أطواره..
وأمامك أدبنا الوفير تجدي فيه ما قلته لك
نأتي لشعر التأويل الذي أوردت هنا وأسميته أنا بشعر الغموض
وهو طارئٌ علينا دخيلٌ على أدبنا المعهود..
بعيداً عن اختلافنا في التسمية
ما الذي استفاده قائل هذا النص حين أورده؛ وإذا كان يعبر به عن حاله فما هذه الحالة؟
مهما تعددت التأويلات وتكاثرت
ومهما أورد المساهمون من أوراق كلٌ يرى أنه وجد تأويله
فأنا أتحدى أن يطابق أي تأويل من التأويلات على النص بأكمله
بل ولا يكاد يمضي فيه بضعة أسطر إلا وقد عكس ما أوضحه؛ ولست أرى في هذا مجالاً للفن
إنني بائسٌ فأقرأ قصيدة الأرملة لابن الرومي فأجد العزاء؛ أو ذو همةٍ فأجد بديوان المتنبي ما يزيدني همة؛ أو ألتمس الزهد فينفحني أبو العتاهية بفيض منه..
أما هذه ففي شتى أطوار حياتي؛ ما هو الشعور الذي ينبغي أن يخامرني لأجد فيها بعض نفسي؟
إذا لم أجد بالفن والقصيد ما يهز شعوري؛ ويضعني وجهاً لوجه كأني أعاني ما يعاني كاتبها أو يجد ما يجد؛؛
فليس هذا بالفن وإن تمالأ عصر الصحف التافهة على إخراجه وتسميته فناً
من قال أثناء قراءته للنص بتناقض فعل الزمان
أتراه استشهد بحجر الصوان الذي زاده الزمان جفافاً؛؛ وكأنه كان رطبا؟؟
ثم انه لم يرد بالنص ما ينبي عن ماضي هذا المخاطب فكيف نعرف فعل السنون به؟؟
ومن رأى به ترجمة لاندثار بطولاتنا؛؛ وهي لم تندثر تماماً ولله الحمد
كيف يرونها اندثرت وهنا من هو مستبسلٌ رغم ذل الليالي؟
إن تدافع النص في ذاته؛ وتناقضه في جزيئاته؛ بحيث يستعصي على كل تفسير
مما يجعله في رأيي الشخصي؛ مع احترامي لكل من سطر رأيه وكتب قوله
( مجرد هراء كلمات؛ وتتابع تفعيلات ذات ايقاع؛ لا يصدر عن ذاتٍ متوازنة)
بعيداً عن الهدف الذي نريد بأدبنا تحقيقه كما أوضحت مسبقاً
تذكري أديبتنا دائماً
أن جمال الأدب هو أن يستشعر قارئه ما يريد كاتبه قوله كأنه كائن في ذات روحه
فإن حصل ذاك كان أدباً؛ وإلا فما الفرق بينه وبين سجع الكهان وغمغمة سكان البيمارستان
وعلى غرار القصيدة أعلاه نظمت في دقيقة هذه العجالة:
على جدار بيته
مهدم الشعور ضاحك العيون
يرمي رؤاه للسماء
فتغمر الربى بضجة القطار
وينثني الجدار
وكلما طافت به التيوس
أوحى لها بصمته
ان حان يا دجاجتي الفرار
وحل ليل الريح والأمطار
فجف ينبوع النهار
وغاب قائد الجيوش
يحتسي كؤوس ذلٍ
صبها الخمار
شكراً كاتبتنا أن جعلت الشعر أسهل من ذبح الدجاجة
ومن لم تعجبه قصيدتي فإنه لم يفهم تأويلها ولم يجده؛ والذي يختبي ببطن قائلها؛ لا يكشفه إلا أولو الخطوة..
أنزهك كاتبتنا وأنت ذات الأدب؛ أن ينطبق عليك قول شيخنا الطنطاوي:
" أولئك قومٌ لم يستطيعوا أن يرقوا بأنفسهم للأدب؛ فاستنزلوا الأدب إليهم"
بئس هذا الهذر؛ الذي يدعي قائلوه كل تأويل؛ ليرصفوا كلماتهم
وتتكاثر على الصحف أوراق الشويعرة والمستشعرين و...( المستهبلين أيضاً)..
أديبتنا؛ مع اعتذاري إن اطلت
أو قسوت
ولك التقدير دائماً
سألت السؤال الأول وكلي ثقةٌ أن إجابتك عليه ستكون ما أجبت به؛ فليس توجهك ولا قلمك مما يرى منه ذلك القول ولله المنة
ولكني أحببت أن أرى عبره رؤيتك حول الفن والكتابة
وما خاب ظني فقد جاءني قولك:
" لأن الفن يقاس بمدى تأثيره على المتلقي ( وهو الهدف الأسمى من الفن" (
وهي حقيقةٌ رسخيها في ذهنك لما سيأتي
لكن ما بال قلمك قد جعل لأحرفه أهدافاً تعنيك وحدك كما أوضحت؟؟
وأين هو موقع الجمهور والقراء منك؟
إن الحياة كاتبتنا مليئةٌ بما يستحق أن تسود لأجله الصفحات
مواساة لبائس؛ وترانيم لمحزون؛ وابتهالات لمريض؛ وتذكير لغافل؛ وتعليم لجاهل
هؤلاء يستحقون من الأدب أكبر النصيب
فلم لا نذكر ذاك إلا عند اصابتنا ببعض شظايا المعاناة
هذه نقطة أتمنى أن يكون فيها ===> اتجاه اجباري لك للكتابة
.
.
أتينا للبحر العميق
بدايةً صححت لي معلومةً أن النص أعلاه من منقولك لا مقولك
وهنا أجدني مضطراً لتنزيل تثبيته
فقد عاهدت نفسي ألا أثبت نصاً إلا أن يكون بيراع كاتبه
وعادةً لا ينقل المرء النص إلا لغايتين:
إما أنه يريد تبيان عوارٍ وزيفٍ وخطأٍ يكتنف النص المنقول
أو أنه يجد النص المنقول قد بين عن ذاته حتى يتمنى لو كان له
والغاية الثانية هي الباعثة هنا؛؛ فاسمحي لي ان عاملتك كأنك صاحبة النص..
لا أدي أي فرقٍ بين الغموض وبين القبول لأكثر من تأويل
فكل كلمةٍ غامضةٍ هي قابلةٌ لآلاف التآويل؛ وكل نصٍ تترجح فيه التآويل فهو غامض
هكذا هما مقترنان ولا أجد الحد الذي يفرق بينهما
فلو وجدت في ردي كلمةً غامضة؛ ألا تسعين لتأويلها بأكثر من طريقة حتى تجديها وقد لا يحصل؟
وليس التناقض بين أسطر النص أعلاه إلا غموضاً لا يعرف تفسيره
ذكرت ثانياً أن الغموض أو التأويل (حسب رأيك) هو حال المنظومات الشعرية وركيزه من ركائزها
واسمحي لي أن أخالفك رأياً وألج عنك منهجا
لو أخذنا شعرنا الجاهلي الذي هو العماد في الأدب والمثال فيه
أين يا ترى أجد البيت الذي يقبل أكثر من تأويل؟ ناهيك عن النص أو القصيدة
إن الأدب العربي لم يعرف الشعر الذي تتجاذب فيه التأويل إلا في حالتين:
شعر الألغاز الذي يكون للسمر والمتعة؛ وشعر الصوفية ومن ذهب مذهبهم ممن يأولون في الإله – جل وعلى- ويغربون في ذلك..
أما غير هذين الاثنين فلم يكن الشعر العربي إلا ثلاث حالات
إما حالة الشعر المتصنع المملوء بديعاً وجناساً مما يذهب قائلوه خلف المفردات ويأتون من المعاني بالركيك والمنحط
أو شعر المباهاة والمغالاة الذي يخرج عن طور العقل على غرار القول: وتخافك النطف التي لم تخلق
أو النوع الثالث وهو الذي ساد الجميع وقادها وهو شعر النفوس للنفوس
والذي يقف فيه الشاعر بشعره متحدثاً عن ذاته ليفهمه سامعه كما هو
وليعلم قارئه مقدار ما بشاعره من حماسةٍ أو بؤسٍ أو فرحٍ أو غيرها مما يضطرم من المشاعر
وهو الشعر الذي تصغي له القلوب لأنه يلجها مباشرة
انظري لأبيات قيس ليلى وجميل بثينة وغيرهم
وما ارتفع سهم البارودي إلا لأنه وجد طريقه لهذا الشعر فكان شعره معبراً عن حاله في كل أطواره..
وأمامك أدبنا الوفير تجدي فيه ما قلته لك
نأتي لشعر التأويل الذي أوردت هنا وأسميته أنا بشعر الغموض
وهو طارئٌ علينا دخيلٌ على أدبنا المعهود..
بعيداً عن اختلافنا في التسمية
ما الذي استفاده قائل هذا النص حين أورده؛ وإذا كان يعبر به عن حاله فما هذه الحالة؟
مهما تعددت التأويلات وتكاثرت
ومهما أورد المساهمون من أوراق كلٌ يرى أنه وجد تأويله
فأنا أتحدى أن يطابق أي تأويل من التأويلات على النص بأكمله
بل ولا يكاد يمضي فيه بضعة أسطر إلا وقد عكس ما أوضحه؛ ولست أرى في هذا مجالاً للفن
إنني بائسٌ فأقرأ قصيدة الأرملة لابن الرومي فأجد العزاء؛ أو ذو همةٍ فأجد بديوان المتنبي ما يزيدني همة؛ أو ألتمس الزهد فينفحني أبو العتاهية بفيض منه..
أما هذه ففي شتى أطوار حياتي؛ ما هو الشعور الذي ينبغي أن يخامرني لأجد فيها بعض نفسي؟
إذا لم أجد بالفن والقصيد ما يهز شعوري؛ ويضعني وجهاً لوجه كأني أعاني ما يعاني كاتبها أو يجد ما يجد؛؛
فليس هذا بالفن وإن تمالأ عصر الصحف التافهة على إخراجه وتسميته فناً
من قال أثناء قراءته للنص بتناقض فعل الزمان
أتراه استشهد بحجر الصوان الذي زاده الزمان جفافاً؛؛ وكأنه كان رطبا؟؟
ثم انه لم يرد بالنص ما ينبي عن ماضي هذا المخاطب فكيف نعرف فعل السنون به؟؟
ومن رأى به ترجمة لاندثار بطولاتنا؛؛ وهي لم تندثر تماماً ولله الحمد
كيف يرونها اندثرت وهنا من هو مستبسلٌ رغم ذل الليالي؟
إن تدافع النص في ذاته؛ وتناقضه في جزيئاته؛ بحيث يستعصي على كل تفسير
مما يجعله في رأيي الشخصي؛ مع احترامي لكل من سطر رأيه وكتب قوله
( مجرد هراء كلمات؛ وتتابع تفعيلات ذات ايقاع؛ لا يصدر عن ذاتٍ متوازنة)
بعيداً عن الهدف الذي نريد بأدبنا تحقيقه كما أوضحت مسبقاً
تذكري أديبتنا دائماً
أن جمال الأدب هو أن يستشعر قارئه ما يريد كاتبه قوله كأنه كائن في ذات روحه
فإن حصل ذاك كان أدباً؛ وإلا فما الفرق بينه وبين سجع الكهان وغمغمة سكان البيمارستان
وعلى غرار القصيدة أعلاه نظمت في دقيقة هذه العجالة:
على جدار بيته
مهدم الشعور ضاحك العيون
يرمي رؤاه للسماء
فتغمر الربى بضجة القطار
وينثني الجدار
وكلما طافت به التيوس
أوحى لها بصمته
ان حان يا دجاجتي الفرار
وحل ليل الريح والأمطار
فجف ينبوع النهار
وغاب قائد الجيوش
يحتسي كؤوس ذلٍ
صبها الخمار
شكراً كاتبتنا أن جعلت الشعر أسهل من ذبح الدجاجة
ومن لم تعجبه قصيدتي فإنه لم يفهم تأويلها ولم يجده؛ والذي يختبي ببطن قائلها؛ لا يكشفه إلا أولو الخطوة..
أنزهك كاتبتنا وأنت ذات الأدب؛ أن ينطبق عليك قول شيخنا الطنطاوي:
" أولئك قومٌ لم يستطيعوا أن يرقوا بأنفسهم للأدب؛ فاستنزلوا الأدب إليهم"
بئس هذا الهذر؛ الذي يدعي قائلوه كل تأويل؛ ليرصفوا كلماتهم
وتتكاثر على الصحف أوراق الشويعرة والمستشعرين و...( المستهبلين أيضاً)..
أديبتنا؛ مع اعتذاري إن اطلت
أو قسوت
ولك التقدير دائماً
تعليق