المعروف أن هناك دائما طريقة أفضل للتعبير وأختيار المفردة المناسبة .
والعرب قد ضربوا في السمو باللغة أرقى المستويات ، حيث قد أختاروا مفردات لها دلالات لا تغير المعنى ولا تخدش الحياء ، ولا تنال من الكرامة ، ولا تقلل من شأن المخاطب بها ، بل على العكس فقد تُطيّب خاطره وترفع من معنويته ، وقد أرتقوا بالمستوى الخطابي إلى أعلى مستوياته عندما قالوا للأعور ؛ أبو عين كريمة ، والأعمى ؛ بصير ، والأسود ؛ خال . والأمثلة على ذلك كثيرة .
ولوتأملنا المفردات السابقة لوجدنا فيها جانب جمالي قد بان حسنا في اللفظ ، وتجلّى علوا في المعنى ، بينما لم يغيّر في الحقيقة شيء ، فالخال مأخوذ من الخال الأسود في الوجه الأبيض ، فالأسمر بيننا هو بمثابة الخال في الوجه الجميل ، وفاقد النظر لم يفقد البصيرة فقيل بصيرا. وكذلك العين المفقودة أستعيض عنها بالكريمة .
أتذكر محاضرة لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعرواي يرحمه الله حيث كان يشرح معنى كلمة فلّما تغشاها .
فتردد قليلا يبحث عن مفردة مناسبة . صاح أحد الحاضرين وكأنه يسعف الشيخ قائلا: جامعها ياشيخ !
تبسم الشيخ وقال : نحن نبحث عن مفردة تليق بأسلوب القرآن البلاغي يا أخي ، فالله سبحانه وتعالى قال فلما تغشاها ، والتغشي هنا يعني اكتساح الشيء من أعلاه وتغطيته ، وأنت يا أخي تريد أن تعبر بلغة غير مناسبة ..!
وفي القرآن الكريم كثير من هذه الأمثلة ؛ فالغائط هو المكان المنخفض، والمكان المنخفض لا ينقض الوضوء لمجرد أنه منخفض ، إلا انها غالبا ما تتجمع فيها البقايا القذرة ، لذلك جاء التعبير هنا رمزيا للدلالة على أن مكان تجمع القاذورات ؛ الغائط ، ينقض الوضوء إذا لا مسه الإنسان الطاهر .
وفي قصة يوسف جاء التعبير عن الأمر الذي كاد أن يحصل بين يوسف وإمراة العزيز بأنها قد همت به وهم بها .
أختيارالألفاظ المناسبة مطلب ضروري ، وخاصة إذا كان الكلام سينشر في منتدى أو صحيفة أو اي وسيلة أعلامية ، وديننا الحنيف وما ورثناه من أعراف وتقاليد تحتم علينا التناصح والتواصي بالتأدب في الخطاب . فهناك دائما مفردة راقية تحل بدل المبتذلة وتعبر عن معناها . وقديما قيل :" كل إناء بما فيه ينضح ".
----------
ملاحظة : هذا من تعليق على موضوع سابق في المنتدى ، رأيت إعادة بعضه هنا للفائدة .
والعرب قد ضربوا في السمو باللغة أرقى المستويات ، حيث قد أختاروا مفردات لها دلالات لا تغير المعنى ولا تخدش الحياء ، ولا تنال من الكرامة ، ولا تقلل من شأن المخاطب بها ، بل على العكس فقد تُطيّب خاطره وترفع من معنويته ، وقد أرتقوا بالمستوى الخطابي إلى أعلى مستوياته عندما قالوا للأعور ؛ أبو عين كريمة ، والأعمى ؛ بصير ، والأسود ؛ خال . والأمثلة على ذلك كثيرة .
ولوتأملنا المفردات السابقة لوجدنا فيها جانب جمالي قد بان حسنا في اللفظ ، وتجلّى علوا في المعنى ، بينما لم يغيّر في الحقيقة شيء ، فالخال مأخوذ من الخال الأسود في الوجه الأبيض ، فالأسمر بيننا هو بمثابة الخال في الوجه الجميل ، وفاقد النظر لم يفقد البصيرة فقيل بصيرا. وكذلك العين المفقودة أستعيض عنها بالكريمة .
أتذكر محاضرة لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعرواي يرحمه الله حيث كان يشرح معنى كلمة فلّما تغشاها .
فتردد قليلا يبحث عن مفردة مناسبة . صاح أحد الحاضرين وكأنه يسعف الشيخ قائلا: جامعها ياشيخ !
تبسم الشيخ وقال : نحن نبحث عن مفردة تليق بأسلوب القرآن البلاغي يا أخي ، فالله سبحانه وتعالى قال فلما تغشاها ، والتغشي هنا يعني اكتساح الشيء من أعلاه وتغطيته ، وأنت يا أخي تريد أن تعبر بلغة غير مناسبة ..!
وفي القرآن الكريم كثير من هذه الأمثلة ؛ فالغائط هو المكان المنخفض، والمكان المنخفض لا ينقض الوضوء لمجرد أنه منخفض ، إلا انها غالبا ما تتجمع فيها البقايا القذرة ، لذلك جاء التعبير هنا رمزيا للدلالة على أن مكان تجمع القاذورات ؛ الغائط ، ينقض الوضوء إذا لا مسه الإنسان الطاهر .
وفي قصة يوسف جاء التعبير عن الأمر الذي كاد أن يحصل بين يوسف وإمراة العزيز بأنها قد همت به وهم بها .
أختيارالألفاظ المناسبة مطلب ضروري ، وخاصة إذا كان الكلام سينشر في منتدى أو صحيفة أو اي وسيلة أعلامية ، وديننا الحنيف وما ورثناه من أعراف وتقاليد تحتم علينا التناصح والتواصي بالتأدب في الخطاب . فهناك دائما مفردة راقية تحل بدل المبتذلة وتعبر عن معناها . وقديما قيل :" كل إناء بما فيه ينضح ".
----------
ملاحظة : هذا من تعليق على موضوع سابق في المنتدى ، رأيت إعادة بعضه هنا للفائدة .
تعليق