أنظرو ماذا قالة هذة الكاتبة في جريدة الأشرق الأوسط
نرجو التعلبق
الطائف: ناهد إنديجاني
فيما يطمئن الكثير من الآباء عند استخدام أبنائهم للإنترنت بسبب وجود هيئات رقابية تتابع المواقع الإلكترونية الإباحية وتحجبها على الفور، فانهم لا يعلمون أن أبناءهم يتعرضون لتدفق أفكار أصولية من دون أن يدركوا. فمثلاً، بعض مواقع الأطفال الدينية متصلة بصفحات تحكي سيرة أسامة بن لادن، وتعرض خطبه المسجلة مثل خطبة «اخرجوا الكفار من جزيرة العرب» وتوعده لواشنطن بضربة قاضية. هذا إلى جانب خطب أبو مصعب الزرقاوي التي يدعو فيها لقتال الأميركيين في العراق، وبث أخبار الفلوجة ساعة بساعة، ونشر قصص عن المقاتلين العرب في أفغانستان.
ومن الممكن الوصول إلى هذه الصفحات عبر الضغط على «وصلات إعلانية» مختلفة على مواقع الأطفال، أو من خلال وصلات ترشيح «أفضل موقع إسلامي». أما الوصول إلى مواقع الأطفال الدينية نفسها على الإنترنت، فيتم طبعاً عبر محركات البحث المعروفة بمجرد كتابة عبارة «الطفل المسلم».
* أنشودة أميركا والفلوجة!
* من أكثر المواقع الاسلامية الخاصة بالأطفال، إقبالاً، موقع «عالم المسلم الصغير» الذي فاز بالمركز الأول خمس مرات في مسابقة أفضل المواقع الدعوية، اذ يبلغ عدد الأعضاء المسجلين فيه 339 شخصاً، فيما يصل عدد الزائرين في اليوم الواحد إلى 2000 زائر كلهم دون 15 عاماً. ويضم هذا الموقع قصصاً دينية وأخلاقية تدعو إلى «المثالية» ومنتديات يكتبها الأطفال على اختلاف أعمارهم وثقافتهم وأكثرهم من أطفال العرب الذين يعيشون في أوروبا.
فمعاذ حسين، 13 عاما، مثلاُ، يحب أن يتصفح هذا الموقع لكونه «مليئاً بالقصص الإسلامية والأناشيد الجميلة التي يحفظها»، كما يحب أن يكتب في منتديات الموقع، لكنه ينتقد خلوه من صور الشخصيات الكرتونية التي يحبها. ومن بين المنتديات التي يصل إليها الأطفال، ساحة «الصوتيات الإسلامية» التي يشارك فيها الزوار بصنع بطاقات تدعو إلى «الجهاد». وهناك من يشارك بوضع رابط لمواقع خاصة بأناشيد جهادية مثل أنشودة «حيوا الفلوجة»، وهي أنشودة باللهجة العراقية تقول كلماتها:
قوموا نصلي الفجـــر.. نسجد للمولى شكر.. يا إخواني لاح النصر.. على أمريكا وعلوجه.. والله لاحفر لك قبر.. يا أمريكي يابن القاصر.. واشوفك نجوم الظهر .. والعجايب معجوبة».
* إثارة بن لادن والملا عمر
* يقول الطفل عبد الله، 11 عاما، انه يحب أن يغوص عميقاً في عالم الشبكة العنكبوتية ويستكشف. وقد استطاع الوصول من موقع «شبكة القصة الإسلامية» إلى موقع آخر هو «شبكة كلمة الحق».
وتأثر عبد الله كثيراً بموقع «شبكة كلمة الحق»، اذ قال ان «أول ما شدني إليه هي صورة أسامة بن لادن بالفلاش وعندما فتحتها صرت لا أعرف ماذا أقرأ وماذا أترك، فبدأت بصفحات الجهاد». أما شقيقه مهدي، 14 عاما، فيشرح قائلاً: «صرنا نفتح على موقع عالم المسلم الصغير ثم شبكة كلمة الحق حتى نوهم والدنا بأننا نقرأ قصص الأطفال لأنه بين مدة وأخرى يفاجئنا بالدخول إلى غرفتنا». أما عن سبب إعجابه بهذا الموقع فيقول الفتى بانبهار: «أحب أن أعرف أخبار القاعدة وخصوصاً خطب بن لادن». ويضيف أنه رشح الموقع كأفضل موقع دعوي. ويقول صديقهما مؤيد، 14 عاما، انه دخل من خلال «شبكة كلمة الحق» إلى أفضل المواقع الجهادية ومنها «فداء»، والذي جعله يشعر بالإثارة وهو يقرأ الخطب والمقالات وسير وصور بن لادن والملا عمر.
* الطفل .. و«الجهاد»
* ويعلق المشرف على الموقع عدلي الغزالي المتخصص في الدراسات الإسلامية قائلاً إن عالم الإنترنت «عالم واسع ومفتوح للجميع ويمكن لأي شخص أن يصل من خلاله للكثير من المواقع الجيدة والسيئة على حد سواء». ويعتبر عدلي أن الذي يترك طفله يتصفح الإنترنت دون رقابة «هو من يتحمل نتائج ذلك من أفكار قد يلتقطها ابنه من المواقع الجنسية أو التي تحمل أفكارا مخالفة للإسلام».
ويدافع عن موقعه الذي انطلق منذ أكثر من خمس سنوات قائلاً «إن الموقع لا يدعو للجهاد وإنما هدفه تثقيف الطفل المسلم وتربيته على أساس الكتاب والسنة الصحيحة. وفي النهاية فإن كل من يكتب يعبر عن رأيه الشخصي وليس عن رأي الموقع».
لكن الغزالي لا يلبث طويلاً قبل أن يعود ليضيف أن على الطفل «أن يتربى على حب الجهاد وبغض أعداء الله ونصرة الإسلام والمسلمين في أي بلد مسلم. ولا بد أن يعرف الطفل بأن له أخوة في الإسلام يقتلون ويشردون». ولا ينكر بان معظم قصص الموقع للكبار، الا انه يعلل وجودها بأنها من إضافات الزوار، ويقول: «بالنسبة للقصص الخاصة بالطفل، هناك نية لإثرائها في الموقع وتنوعها بحيث تشمل جميع حاجات الطفل النفسية والتربوية».
* المواقع العربية للأطفال فقيرة
* ويقابل ظاهرة انتشار المواقع «الدينية» للأطفال شح في المواقع المتخصصة سواء التعليمية أوالخيالية أو الترفيهية على الإنترنت، حيث لا يكفي الموجود حاجة 90 مليون طفل عربي، كما يشير الباحث احمد شبلول في احدى دراساته. ويستند شبلول في ذلك إلى أن ما يقارب من 45 % من سكان الدول العربية تقل أعمارهم عن 14 سنة، وأن ثقافة هذا الجيل هي «ثقافة حاسوبية».
وترى أم عبير أن ثقافة أطفال السعودية في مجال الكومبيوتر فقيرة مقارنة بأطفال الدول العربية الأخرى، وتقول: «علمت ابنتي عبير، 11 عاما، كيف تستفيد من الإنترنت وما هي المواقع التي تتصفحها والتي تناسبها». إلا أنها ترى ان هناك مشكلة بخصوص مواقع الطفل باللغة العربية. وتقول: «تريد ابنتي مواقع أو على الأقل موقعاً واحداً يهتم بالطفلة باللغة العربية. لم نجد غير مواقع باللغة الإنجليزية مثل باربي، جاست فور كيدز، وغيرها، فأضطر لأترجم لها ما تريد معرفته، خصوصاً أن الكثير منها يتبع نظام التعليم بالترفيه».
وتعليقاً على ذلك، يقول رافع يحيى الذي يشرف على موقع «أدب الطفل العربي» ان مواقع الأطفال تميل إلى «الشمولية»، وهو ما وصفه بأنه «غير ممكن في عصر تحتاج فيه كل ظاهرة إلى موقع». ويقترح يحيى أن تكون المواقع مبنية بحسب التخصصات حيث يكون هناك أكثر من موقع في نفس التخصص. كما شدد على أهمية كون القائمين على المواقع من المتخصصين وليس من الهواة.
من جهة ثانية، تقول الدكتورة خديجة خوجة، وهي متخصصة في علم النفس ونمو الأطفال، ان «الطفل يحب الاكتشاف والتجربة بطبيعته، وهنا تكمن خطورة تصفحه لمواقع أصولية متشددة أو إباحية أو تبشيرية». وترى خوجة أنّ الطفل الذي يعيش فترة الطفولة المتأخرة من سن 9 إلى 14 سنة يسعى للمقارنة بين ما يتعلمه في البيت وما يراه في الإنترنت، خاصة إذا كانت الأسرة متشددة دينيا. وتضيف أنه يجب الانتباه إلى الطفل في هذه الفترة كونه يبحث عن المشهورين ليقلدهم.
ويقدم الباحث احمد شبلول، في دراسته، حلولا للوالدين لحماية أولادهم من خطر تلك المواقع الإلكترونية، مقترحاً برامج تفتيش المواقع التي تراقب وتمنع الوصول إلى مواقع الإنترنت غير المرغوب فيها. وتعتمد هذه البرامج على قاعدة معلومات تحتوي على عشرات الآلاف من عناوين المواقع الإباحية أو المتطرفة.
]
نرجو التعلبق
الطائف: ناهد إنديجاني
فيما يطمئن الكثير من الآباء عند استخدام أبنائهم للإنترنت بسبب وجود هيئات رقابية تتابع المواقع الإلكترونية الإباحية وتحجبها على الفور، فانهم لا يعلمون أن أبناءهم يتعرضون لتدفق أفكار أصولية من دون أن يدركوا. فمثلاً، بعض مواقع الأطفال الدينية متصلة بصفحات تحكي سيرة أسامة بن لادن، وتعرض خطبه المسجلة مثل خطبة «اخرجوا الكفار من جزيرة العرب» وتوعده لواشنطن بضربة قاضية. هذا إلى جانب خطب أبو مصعب الزرقاوي التي يدعو فيها لقتال الأميركيين في العراق، وبث أخبار الفلوجة ساعة بساعة، ونشر قصص عن المقاتلين العرب في أفغانستان.
ومن الممكن الوصول إلى هذه الصفحات عبر الضغط على «وصلات إعلانية» مختلفة على مواقع الأطفال، أو من خلال وصلات ترشيح «أفضل موقع إسلامي». أما الوصول إلى مواقع الأطفال الدينية نفسها على الإنترنت، فيتم طبعاً عبر محركات البحث المعروفة بمجرد كتابة عبارة «الطفل المسلم».
* أنشودة أميركا والفلوجة!
* من أكثر المواقع الاسلامية الخاصة بالأطفال، إقبالاً، موقع «عالم المسلم الصغير» الذي فاز بالمركز الأول خمس مرات في مسابقة أفضل المواقع الدعوية، اذ يبلغ عدد الأعضاء المسجلين فيه 339 شخصاً، فيما يصل عدد الزائرين في اليوم الواحد إلى 2000 زائر كلهم دون 15 عاماً. ويضم هذا الموقع قصصاً دينية وأخلاقية تدعو إلى «المثالية» ومنتديات يكتبها الأطفال على اختلاف أعمارهم وثقافتهم وأكثرهم من أطفال العرب الذين يعيشون في أوروبا.
فمعاذ حسين، 13 عاما، مثلاُ، يحب أن يتصفح هذا الموقع لكونه «مليئاً بالقصص الإسلامية والأناشيد الجميلة التي يحفظها»، كما يحب أن يكتب في منتديات الموقع، لكنه ينتقد خلوه من صور الشخصيات الكرتونية التي يحبها. ومن بين المنتديات التي يصل إليها الأطفال، ساحة «الصوتيات الإسلامية» التي يشارك فيها الزوار بصنع بطاقات تدعو إلى «الجهاد». وهناك من يشارك بوضع رابط لمواقع خاصة بأناشيد جهادية مثل أنشودة «حيوا الفلوجة»، وهي أنشودة باللهجة العراقية تقول كلماتها:
قوموا نصلي الفجـــر.. نسجد للمولى شكر.. يا إخواني لاح النصر.. على أمريكا وعلوجه.. والله لاحفر لك قبر.. يا أمريكي يابن القاصر.. واشوفك نجوم الظهر .. والعجايب معجوبة».
* إثارة بن لادن والملا عمر
* يقول الطفل عبد الله، 11 عاما، انه يحب أن يغوص عميقاً في عالم الشبكة العنكبوتية ويستكشف. وقد استطاع الوصول من موقع «شبكة القصة الإسلامية» إلى موقع آخر هو «شبكة كلمة الحق».
وتأثر عبد الله كثيراً بموقع «شبكة كلمة الحق»، اذ قال ان «أول ما شدني إليه هي صورة أسامة بن لادن بالفلاش وعندما فتحتها صرت لا أعرف ماذا أقرأ وماذا أترك، فبدأت بصفحات الجهاد». أما شقيقه مهدي، 14 عاما، فيشرح قائلاً: «صرنا نفتح على موقع عالم المسلم الصغير ثم شبكة كلمة الحق حتى نوهم والدنا بأننا نقرأ قصص الأطفال لأنه بين مدة وأخرى يفاجئنا بالدخول إلى غرفتنا». أما عن سبب إعجابه بهذا الموقع فيقول الفتى بانبهار: «أحب أن أعرف أخبار القاعدة وخصوصاً خطب بن لادن». ويضيف أنه رشح الموقع كأفضل موقع دعوي. ويقول صديقهما مؤيد، 14 عاما، انه دخل من خلال «شبكة كلمة الحق» إلى أفضل المواقع الجهادية ومنها «فداء»، والذي جعله يشعر بالإثارة وهو يقرأ الخطب والمقالات وسير وصور بن لادن والملا عمر.
* الطفل .. و«الجهاد»
* ويعلق المشرف على الموقع عدلي الغزالي المتخصص في الدراسات الإسلامية قائلاً إن عالم الإنترنت «عالم واسع ومفتوح للجميع ويمكن لأي شخص أن يصل من خلاله للكثير من المواقع الجيدة والسيئة على حد سواء». ويعتبر عدلي أن الذي يترك طفله يتصفح الإنترنت دون رقابة «هو من يتحمل نتائج ذلك من أفكار قد يلتقطها ابنه من المواقع الجنسية أو التي تحمل أفكارا مخالفة للإسلام».
ويدافع عن موقعه الذي انطلق منذ أكثر من خمس سنوات قائلاً «إن الموقع لا يدعو للجهاد وإنما هدفه تثقيف الطفل المسلم وتربيته على أساس الكتاب والسنة الصحيحة. وفي النهاية فإن كل من يكتب يعبر عن رأيه الشخصي وليس عن رأي الموقع».
لكن الغزالي لا يلبث طويلاً قبل أن يعود ليضيف أن على الطفل «أن يتربى على حب الجهاد وبغض أعداء الله ونصرة الإسلام والمسلمين في أي بلد مسلم. ولا بد أن يعرف الطفل بأن له أخوة في الإسلام يقتلون ويشردون». ولا ينكر بان معظم قصص الموقع للكبار، الا انه يعلل وجودها بأنها من إضافات الزوار، ويقول: «بالنسبة للقصص الخاصة بالطفل، هناك نية لإثرائها في الموقع وتنوعها بحيث تشمل جميع حاجات الطفل النفسية والتربوية».
* المواقع العربية للأطفال فقيرة
* ويقابل ظاهرة انتشار المواقع «الدينية» للأطفال شح في المواقع المتخصصة سواء التعليمية أوالخيالية أو الترفيهية على الإنترنت، حيث لا يكفي الموجود حاجة 90 مليون طفل عربي، كما يشير الباحث احمد شبلول في احدى دراساته. ويستند شبلول في ذلك إلى أن ما يقارب من 45 % من سكان الدول العربية تقل أعمارهم عن 14 سنة، وأن ثقافة هذا الجيل هي «ثقافة حاسوبية».
وترى أم عبير أن ثقافة أطفال السعودية في مجال الكومبيوتر فقيرة مقارنة بأطفال الدول العربية الأخرى، وتقول: «علمت ابنتي عبير، 11 عاما، كيف تستفيد من الإنترنت وما هي المواقع التي تتصفحها والتي تناسبها». إلا أنها ترى ان هناك مشكلة بخصوص مواقع الطفل باللغة العربية. وتقول: «تريد ابنتي مواقع أو على الأقل موقعاً واحداً يهتم بالطفلة باللغة العربية. لم نجد غير مواقع باللغة الإنجليزية مثل باربي، جاست فور كيدز، وغيرها، فأضطر لأترجم لها ما تريد معرفته، خصوصاً أن الكثير منها يتبع نظام التعليم بالترفيه».
وتعليقاً على ذلك، يقول رافع يحيى الذي يشرف على موقع «أدب الطفل العربي» ان مواقع الأطفال تميل إلى «الشمولية»، وهو ما وصفه بأنه «غير ممكن في عصر تحتاج فيه كل ظاهرة إلى موقع». ويقترح يحيى أن تكون المواقع مبنية بحسب التخصصات حيث يكون هناك أكثر من موقع في نفس التخصص. كما شدد على أهمية كون القائمين على المواقع من المتخصصين وليس من الهواة.
من جهة ثانية، تقول الدكتورة خديجة خوجة، وهي متخصصة في علم النفس ونمو الأطفال، ان «الطفل يحب الاكتشاف والتجربة بطبيعته، وهنا تكمن خطورة تصفحه لمواقع أصولية متشددة أو إباحية أو تبشيرية». وترى خوجة أنّ الطفل الذي يعيش فترة الطفولة المتأخرة من سن 9 إلى 14 سنة يسعى للمقارنة بين ما يتعلمه في البيت وما يراه في الإنترنت، خاصة إذا كانت الأسرة متشددة دينيا. وتضيف أنه يجب الانتباه إلى الطفل في هذه الفترة كونه يبحث عن المشهورين ليقلدهم.
ويقدم الباحث احمد شبلول، في دراسته، حلولا للوالدين لحماية أولادهم من خطر تلك المواقع الإلكترونية، مقترحاً برامج تفتيش المواقع التي تراقب وتمنع الوصول إلى مواقع الإنترنت غير المرغوب فيها. وتعتمد هذه البرامج على قاعدة معلومات تحتوي على عشرات الآلاف من عناوين المواقع الإباحية أو المتطرفة.
]
تعليق