المداراة هي الترفق واللين لنيل حق أو إعطاء حق..
والمداهنة هي التنازل عن الحق لإعطاء شيء من الباطل أو أخذه..
ونحن بحاجة الى مداراة في حياتنا.. وإذا لم ندار فسوف ندفع الثمن من راحتنا وصحتنا وسلامتنا.. لابد أن تداري صديقك وإلا هجرك.. وأن تداري أباك وإلا سخط عليك.. وأن تداري أمك وإلا جفتك.. وأن تداري زوجتك وإلا صدت عنك.. حتى طفلك الصغير لابد أن تداريه وإلا تبرم منك وأعرض عنك.. بل إن الحيوان من جمل وثور وفرس لابد أن تستخدم معه المداراة.. وإلا جمح ونفر.
ما أحسن المداراة إنها فن المعايشة والأسلوب الحق والحضاري للتعامل مع الآخرين.
تعالوا ندار من له حق علينا ليصلح الحال ويستقيم الأمر.
أما من لم يدار فهو الضحية لأنه رفض الطريق السهل والأسلوب الأمثل والخلق الراقي فنبشره بشقاء دائم وحزن مستمر.
الحياة كلها تحتاج إلى مداراة ولم ينجح في الحياة إلا من دارى ولم يسعد إلا من تغاضى.. ولم يفلح إلا من تغابى..
ليس الغبي بسيد في قومه=لكن سيد قومه المتغابي
المصدر : د. عائض القرني
تعليق