كل كاتب له نهج ينهجه في كتاباته وأسلوبه فمنهم من تدفعه الشهرة وحب الظهور ومنهم من يكتب غيرة لأمر معين وكاتبنا الإسلامي المميز جمعان يكتب عن غير أسلاميه وأن لا تنتهك محارم الله فلا نملك إلا الدعاء أن يوفقه الله ويسدد خطاه وأن يجعل كل ماكتب في ميزان حسناته فإنه على مايشاء قدير وبالإجابة جدير فإلى مقالة الأسبوعي .
مسألة قيادة المرأة للسيارة من المسائل التي يراهن على تحقيقها بعض الطامحين إلى دور أكبر للمرأة في بلادنا. وهم في سبيل تحقيق ذلك يسوقون عددا من الأسباب الواهية لتبرير قيادة المرأة للسيارة.ومن تلك الأسباب عدم وجود أو توفر سيارات النقل العام للوفاء بمتطلبات الحياة اليومية أو الضروريات الطارئة وهذا خلط بين الخير والشر،وأشبه ما يكون بكلمة حق أريد بها باطل.فلو نظرنا إلى وسائل النقل في بلادنا سواء منها الخاص أو العام لوجدناها تفوق الحاجة لو كان تفكيرنا وسلوكنا منطقيا.وما كثرة حوادث السيارات عندنا إلا إحدى الدلائل البسيطة على كثرة السيارات.ووسائل النقل العامة الموجودة لدينا والتي يستعملها الناس اليوم في بلادنا عديدة منها:سيارات نقل الطلاب والطالبات لجميع مراحل التعليم ،سيارات نقل الموظفين والموظفات في الدولة والشركات،سيارات النقل الجماعي،سيارات نقل الحجاج،القطارات،الطيران،سيارات الهلال الأحمر،سيارات إسعاف المستشفى،هذا إضافة إلى سيارات الجرة كالتاكسي،والليموزين،والحافلات الخاصة بالروضة ومدارس تحفيظ القران الكريم والمدارس والمعاهد الأهلية.
فهل كل هذه الوسائل لا تفي بحاجة الناس عامة والمرأة خاصة في التنقل حتى تأتي المرأة بسيارتها الخاصة فتزيد الزحام زحاما، والحوادث انتشارا والتلوث تلوثا والفتـنة فتـنة واتساعا. وإذا كنا اليوم نشكو من زيادة عدد السيارات وتلوث البيئة، فما بالك إذا طالبت اغلب النساء من طالبات وموظفات وسيدات أعمال ومترفات بسيارات خاصة؟ ثم ماذا سيكون عليه الحال إذا قادت المرأة السيارة عندنا وطالبت بان تشارك في موسم الحج أما بقيادة سيارتها الخاصة، أو قيادة سيارة تحج عليها بأسرتها، أو سيارة نقل للارتزاق من خلالها؟ثم ماذا إذا خرجت طوابير المشجعات المتحمسات للأندية الرياضية بسياراتهن عقب كل مباراة لفريقها؟
وهل شواطئنا وأسواقنا وشوارعنا ومياديننا مهيأة للمزيد من أكوام الحديد وار تال السيارات ؟ وهل البنية التحتية للطرق والشوارع مستعدة للمزيد من الاستطراف؟!
هذا من جانب ومن جانب آخر ماذا سيقع من مشكلات أخلاقية وسلوكية واجتماعية وأمنية إذا خرجت المرأة تقود سيارتها آناء الليل وأطراف النهار وهي بكامل زينتها أو حشمتها!! أليست عرضة للمضايقات والتحرشات ومما لا تحمد عقباه من قبل المعجبين أو المستهترين والمنتقمين والذئاب وغيرها من الدواب؟!! إلا ستضطر المرأة للدخول في الزحام والاختلاط بالرجال عند محطات الوقود وإشارات المرور داخل ورش إصلاح السيارات هل كل ما ذكرت وغيره دخل في حسبان المطالبين بقيادة المرأة للسيارة عندنا.
أن الادعاء بان وسائل النقل المتوفرة اليوم في المملكة عاجزة عن الوفاء بمتطلبات الحياة للأسرة مغالطة كبرى, وفرية وجحود وتنكر لما تقود به الدولة في مجال الخدمات الضرورية العاجلة عن طريق سيارات الهلال الأحمر وإسعاف المستشفيات وطائرات ألإخلاء الطبي وسيارات نقل الموتى وإطفاء الحرائق وتنظيم المرور وغيرها. وفي مجال الخدمات العادية عن طريق سيارات نقل الطالبات والموظفات وما خصص للمرأة من مقاعد في النقل الجماعي فلماذا يتم تجاهل ذلك؟ ولماذا تشويه الحقائق أم هي المغالطة والإرجاف و الاستثارة؟!اليوم في أي ساعة من ليل أو نهار تستطيع أي أسرة الاتصال بالهلال الأحمر لنقل المريض من المنزل إلى المستشفى , وقس على ذلك الخدمات الضرورية الأخرى سواء الحكومية أو الأهلية اليوم مئات بل آلاف سيارات الأجرة تجوب مدن وقرى البلاد وتبحث عن راكب؟ فأين العجز؟! وأين الحاجة؟! أليس هو الاستدراج والتحايل على المرأة حتى تخرج من بيتها ومقر عزتها؟!
هل ينقصنا زيادة استيراد السيارات وتشغيل مصانع الدول الأخرى واستهلاك الوقود وتلويث البيئة , وهدم البنية التحتية للشوارع والطرقات والأنفاق والكباري والميادين؟! هل ينقصنا زيادة حوادث السيارات المروعة والمطاردات الشبابية الطائشة؟ كم من شاب معاق وكم من أسرة بلا عائل؟ وكم من المآسي الطائشة نيجة حوادث السير , فهل نحن في حاجة إلى معاقات وضحايا أخلاقية وسلوكية؟!
وأخيرا ألم تصدر فتوى شرعية في هذه المسألة؟ فلماذا المزايدة على المراجعية الشرعية؟ ومن المستفيد من تلك المزايدة ؟! أعتقد أن المسألة أكبر من مسألة قيادة المرأة للسيارة . أعتقد أن المطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة جزء من مخطط يهدف لأمور أخرى ويومها يصفق المنتصرون ويبكي المنهزمون.
جمعان بن عايض الزهراني جريدة المدينة الثلاثاء 4محرم 1425هـ ص 12
تعليق