Unconfigured Ad Widget

Collapse

ولد المطلّقة ...قصة قصيرة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    ولد المطلّقة ...قصة قصيرة

    في طريق عودة ( سلمان ) ذي الست سنوات ونصف من المدرسة يمشي ببطء كعادته ، لم يكن في البيت ما يجعله يعود مسرعًا ، سيجد زوجة أبيه وطفليها : (حصة ) ذات الأربع سنوات و(عامر) ذا السنتين .



    صحيح أنه يحبهما كثيرًا، فهما أخواه من أبيه، والطفلان الوحيدان في البيت ، ولكن أمهما لا تسمح له بتقبيلهما أو ملاعبتهما !! حتى الابتسام لهما من بعيد لم يعد يجرؤ عليه ، فنظرات ( عمته نورة ) الغاضبة تجعل الابتسامة تموت على شفتيه الصغيرتين .



    لم ينس ضربها له يوم أسرع إليها ليخبرها أن حصة ضربت عامرًا ، يومئذ انطلق مسرعًا إلى المطبخ ليخبر عمته ، بما فعلته حصة بعامر وببراءة :

    عمه نورة ، عمة نورة : حصة ضربت عامر وهو يبكي .

    جرى خلفها إلى الغرفة حيث عامر يبكي وحصة قد اختفت ، حضنت عامر ولكنها فاجأته بسيل من الشتائم واتهامه هو بضرب عامر وبصفعة قوية على خده الصغير بقي أثرها بقية ذلك اليوم .
    انسحب بهدوء إلى (المجلس ) واستسلم لبكاء مؤلم لم يكن يعهده ، بكاء مصحوب بغصة في حلقه ، كثيرًا ما بكى كأي طفل ولكن هذه المرة البكاء مختلف !


    قبل أن يستسلم للنوم بعد أن توقف عن البكاء ، عاد بذاكرته إلى ما قبل شهرين ، حينما كان يعيش مع والدته المطلقة .

    أمي لماذا تركتيني ؟ لماذا تخليتي عني ؟ أيرضيك أن أعيش مع هذه المرأة القاسية ؟ هي لا تحبني كما قلتي لي وقالت جدتي وأبي .

    حتى أبي أهملني بعد أسبوع تقريبًا من مجيئي إلى هنا ، لم يعد يأخذني معه بالسيارة .

    هو يقول : ابق في البيت لتهتم بدروسك !

    ---------------------------

    هاهو يستعيد هذه الذكريات المؤلمة ، وهو يجر الخطى إلى البيت ، ليس هذا بيته ، بيته الذي يحب هناك بعيدًا حيث كان يعيش مع أمه ( المطلقة ) منذ كان لا يتجاوز عامه الأول .



    ليت أمي لم تتزوج ثانيةً .

    آآآآآآه كنت أطير فرحًا عندما يأخذني خالي ( أحمد ) لأقابل أبي ... ولكن ذلك اليوم كان الوضع مختلفًا .. بكيت يومها كثيرًا وكذلك أمي التي انتزعني خالي ( أحمد ) من بين يديها بقوة لأجد أبي يحتضنني هو الآخر ، وأذكر يومها أنني رأيت دموعًا تنحدر من عينيه .



    أخبرني أبي عندما أخذني إلى بيته ، أن أمي ستتزوج من رجلٍ آخر، لن يرضى أن أعيش معه .

    كان أبي عندما يراني كل أسبوع يغدق على الهدايا والألعاب ، ولكنه منذ مدة طوييييييييييلة لم يشترِ لي أي هدية أو لعبة !

    أظنه لم يكن يحبني بصدق وإلا لماذا لم يعد يهتم بي ؟ منذ انتقلت للعيش معه ؟



    هل عمتي نورة هي السبب ؟ لماذا تكرهني ؟ لم أضرب عامر ولم أضرب حصة ، بل أحبهما !!
  • بن معتق
    عضو نشيط
    • Jun 2002
    • 764

    #2
    مثل هذه القصه قريبه جدا من الواقع بل تكاد تكون واقع الا في ما ندر



    ما اقول الا يعطيك العافيه فقط
    فقد لامست الوجدان وهيضت الاحزان
    ولا يزال هناك ...سلمان
    ديرتي دار السلام ,
    خير الانام..
    هي حصى والا تراب ...
    هي سما والا غمام,
    آنا منها ولها
    ..هي أنا هيَ جدي...
    هيََ وطن كل الكرام

    تعليق

    • عبدالله رمزي
      إداري
      • Feb 2002
      • 6605

      #3
      عزيزي أبو ماجد

      قصة حزينة ... وطفولة بريئة .. وتربية قاسية ... وحياة تعيسة .... عاشها وسيعيشها سلمان مابقي له من العمر ....

      اخشى أن ترسخ في ذاكرته ويطبق ما تعلم من قسوة في جميع أمور حياته...


      لكن سؤال .. أنت وش اغداك على ماحصل .........؟؟؟؟؟
      يالله سمعنا خير.
      عبد الله رمزي
      آخر تعديل تم من قبل عبدالله رمزي; 11-01-2004, 11:52 PM.
      ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

      تعليق

      • أبو ماجد
        المشرف العام
        • Sep 2001
        • 6289

        #4
        أخي الفاضل : بن معتق

        شرفتني بمرورك الكريم ... أشكرك كثيرًا ... والله يعطيك العافية .

        ----------------
        أخي الفاضل : عبدالله رمزي

        شكرًا لمرورك يا أباسهيل الذي أسعدني

        لا إجابة على سؤالك ‍‍ !! هذه محاولة أولى من مبتدىء يرجو أن تحوز على رضاكم .




        تعليق

        • الباشا
          عضو مميز
          • Aug 2001
          • 1496

          #5
          هذه الحكاية .. أحس أن بها الكثير من الواقعيه
          ولكن ما نشاهده ونسمع عنه أكثر من أن تحتويه حكاية أو قصة
          بل هي رواية بؤس تتجدد كل يوم لمن يعيشها .
          اصبح دور الأب ( إلا من رحم ربك ) مجرد صراف آلي يوفر النقود
          والأم تهتم بكل معضلات التربية ...
          فكيف بعزيزنا ( سلمان ) وقد فقد الصدر الحنون وأصبح هم الجميع التخلص منه
          وكأنه خطيئة يجب دسها في التراب
          الأب ... يذكره بطلنا بماضيه الذي سعى جاهداً للفرار منه .
          الأم ..... أصبح من أكبر معوقات زواجها هذا الــ ( سلمان ) فليرحل بعيداً
          الجد والجده ... لا يرغبا في تحمل غضب الأب ويريدا العيش بسلام فيما تبقى من العمر .


          لك الله يا أبا ماجد ... كيف أثرت الشجون
          الا يكفي مافي الدنيا من هموم لتزيدنا هماً من خيالك .
          [frame="2 80"][align=center]سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم[/align][/frame]

          تعليق

          • أبو ماجد
            المشرف العام
            • Sep 2001
            • 6289

            #6
            أخي الكريم : الباشا

            أشكر لك مرورك الكريم الذي أضفى على (ما أسميته بالقصة ) أبعادًا جديدة .











            تعليق

            • الفنار
              عضو مميز
              • Sep 2003
              • 653

              #7
              أستاذنا...أبوماجد

              بارك الله يراعك..

              أعجبني في قصتك تحدثها بأسلوبٍ يناسب تفكير الطفولة ونظرة الطفولة للأمور..
              حبذا لو أطلتها وتعمقت في أغوار المشكلة.. وانت على ذلك قادر

              ان ما ذكرته مشكلةٌ نعاينها على الواقع..
              والأدب اسلوبٌ من اساليب التهذيب والتقويم للأخلاق..

              فلا تبخل علينا بما يقوم النفوس من قصص وأدب

              وسلمت يمينك...
              " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

              تعليق

              • أبو ماجد
                المشرف العام
                • Sep 2001
                • 6289

                #8
                أخي الفاضل : عبدالله الغمدي

                هذه أول محاولة لي في هذا المجال ، فلست مثلك ياعبدالله ( ماشاء الله لاقوة إلا بالله ) أرجو أن أرى ملحوظاتك فأنا بحاجة للتوجيه ، فوالله لم أوردها هنا إلا بقصد الاستفادة من ملحوظات الجميع .

                أشكر لك هذه الإطلالة .






                تعليق

                Working...