Unconfigured Ad Widget

Collapse

ومن ذا الذي ياعز لا يتغير..!!!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • فارس الأصيل
    عضو مميز
    • Feb 2002
    • 3319

    ومن ذا الذي ياعز لا يتغير..!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في الحقيقة لا ادري من اين ابدا بل وكيف ابدا ولكن دعوني ابدا بهذه الاستفهامات حتى يمكن ان نصل الى ما يدور في ذهني الان ....

    هل من الممكن ان نلقي باللوم على الزمان كلما تحدث متغيرات ؟
    هل من الممكن القول بان الحياة اليوم في ظل ما يحيط بنا من ظروف قد اصبحت شبه مستحيلة ؟
    هل من الممكن ان تكون العزلة والوحدة هي المخرج الوحيد للهروب من شبح المتغيرات ؟
    هل من الممكن ان نقول بان لا امل في التصحيح الذاتي للفرد والمجتمع لا من قريب ولا من بعيد ؟
    هل ما نشكوه اليوم بدواخلنا هو نتيجة اخطاء في التربية الذاتية او الا سرية في الحياة الطفولية ؟ او انعكاسات للصدمات الحادة اثناء المراهقة؟
    هناك من يقول مستنكرا (فلان تغير ) وغير يقول ( الزمن تغير ) فهل هناك صلة بين هذا وذاك ؟ ام هي مغالطة للهروب من شبح الحقيقة ؟
    ...
    مدخل..
    ان كل شيء في هذا الزمن تغير ... وتقلبت الاحوال ..وكثرت المشاحنات والمباغضات .. اختلف كل شيء الان .. تعقدت الامور حتى في علاقاتنا بالمحيطين بنا .. فلقد اصبحنا نلاحظ اشياء كثيرة تحدث كان لها الوقع السيء على الفرد والمجتمع .. نلاحظ ما يجري وما جرى
    فهل سالنا انفسنا عن السبب ؟!
    لماذا هذه الفوضى التي اصبحنا نعيشها في كل شيء دون استثناء بدا بالفرد منا وانتهاء بالمجتمع باسره .. الا تشعرون اننا نتوقع حدوث اسوا الاحتمالات ؟ الا تلاحظون اننا نسمع كل يوم خبر يزلزلنا ويقلقنا ويزرع الخوف في قلوبنا ؟ الا تلاحظون اننا نتراجع الى الوراء كلما اردنا المضي قدما الى الامام ؟ فهناك حروب ودمار ... وهنا ترقب وخوف ووجل ... فمالذي يحدث ياترى ؟
    بل حتى نحن انفسنا قد اعلنا الحرب على كل المحيطين بنا لم نعد نريد فهم بعضنا البعض حتى لم نعد نجيد النقاش ولا التحليل .. فكل يسعى خلف رغبته وعزت نفسه حتى ولو كان مخطأ ؟ بل اصبح كل من يخالف افكارنا وآراءنا عدوا لدودا يجب الحذر منه !!!

    مالسبب وراء كل هذه الاحداث الداخلية والخارجية ؟

    ولو ادركنا بعقول واعية لوجدنا ان من الطبيعي جدا ان تحدث هذه المتغيرات سواء الذاتية او التلقائية وذلك لان كل شيء من حولنا يعتريه التغير فاذا هو مؤثر في احداث تغيرات على الانسان نفسه .

    وهنا في هذه الفلسفة سنستبعد ماكنا نعلق عليه فشلنا الذريع ونحن متفقون في هذا الا وهو الزمان الذي اتهم بلا ذنب ولا جريمة واصبح شماعة يعلق عليها الجاهل وغيره كل اخطائه .
    لذا كان لزاما على كل فرد منا ان يوطن نفسه على تبدل الاشياء وتغيرها حتى لا يصاب بصدمة .

    اذا هناك كثير من المفاهيم اغفلت وانعدم جوهرها برغم ظاهرها اللامع ولكن علينا من الان ان بدا بالتصحيح في كل شيء بدا بانفسنا التي هي السبب في كل ما ندعي انه تغير ..

    وسيكون لي عودة الى هذا لبيان بعض المفاهيم التي ندرك حقيقتها ولا نعمل على ايجادها بل لانستثمرها ولا نعطيها اي اهتمام بل انها ربما تكون غائبة عن الكثيرين منا ..

    الى ذلك الحين اتمنى ان اجد من يدغدغ شعوري ويحثني على الحديث
    الى ذلك الحين استودعكم الله ... وكل عام وانتم بخير

    مالك
    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
    مدونتي
    أحمد الهدية
  • عبدالله الزهراني
    إداري ومؤسس
    • Dec 2000
    • 1542

    #2
    يا مالك نحن ننتظر ؟؟؟

    سيدي !!!
    أنا ربما أتجاهل ؟؟؟
    أو أضحك ؟؟
    أو أنظر إلى الخلف ؟؟؟
    أو إلى الأمام ولكن بنظارة سوداء قاتمة اللون ؟؟
    تحياتي ...
    أبو علي ... ودمتم .

    تعليق

    • المجداف
      عضو مميز
      • Apr 2002
      • 4273

      #3
      السلام على الجميع

      اخي الكريم مالك

      يقول الشاعر :

      نعيب زماننا والعيب فينا

      وما لزماننا عيب سوانا


      فالزمن لايتغير ابدا ولكن تتغير قلوب الناس وتنقلب مشاعرهم

      فالطيب يصبح شريرا والشرير يصبح طيبا وهكذا ايضا هناك من

      يتقلب بين الطيبة والشر فتارة تجده شريرا وتارة اخرى تجده

      طيبا و من الممكن ان يتغير في لحظة الى الصفة الاخرى والعكس

      وايضا هناك الطموح الذي يتمناه الانسان واقصد كل انسان

      على كرتنا الارضية كل حسب معتقده وحسب ديانته فالبعض

      يكون طموحه صعبا والبعض عكس ذلك يجد طموحه سهل المنال

      بل ان الابواب يجدها دائما مفتوحة امامه مما يسهل عليه

      تحقيق طموحاته الكثيره التي ربما تجعله يعتقد بأنه الافضل

      بين الناس وانه الاميز والوحيد والاخرين من الناس الاقل حظا

      والاقل سعادة هم الفئة الغبيه متناسيا ان الفضل كله لله فيما

      وهب له من خيرات وهنا يبدا التغيير السيء في النفوس حيث

      يدخل الغرور الى قلبه متناسيا الوهاب والمعطي الذي وهبه

      كل شيء بما فيه الصحة والسعاده , اما الانسان الاقل حظا

      واقل نجاحا يعتقد بأنه من الفئة المظلومه وانه من المنبوذين

      في مجتمعه وهذه الفئة هي الاكثر سعيا وراء التغيير لاثبات

      وجوده ولتحقيق طموحاته التي قد تكون في اغلب الاحيان شبه

      مستحيلة لصعوبة تحقيقها لانه وصل في السابق الى تحت

      مستوى الفقر وجرب الهوان والحياة التعيسة في نفس الوقت

      وهذه الفئة من الناس الاكثر خطورة والاكثر شراسة من بقية

      افراد المجتمع وذلك لانه يرغب في التغيير السريع باي شكل

      وباية طريقة مستخدما كل الادوات المتاحة له سواء كانت اداة

      جيده او ادوات رديئه وسيئه وهذه الفئة قد تستغل من جهات

      تعادي المجتمع بحيث يتم تقديم التسهيلات المادية لها لتحقيق

      التغيير المطلوب لهؤلاء الاعداء وايضا لانه باعتقاد هذه الفئة التي

      لم تكن حظوظها في النجاحات كبيره بأنها اذا اتبعت تلك الطرق

      بأنها ستحقق طموحاتها التي كانت في يوم من الايام مستحيله.

      اخي الكريم هذه وجهات نظر شخصيه قد تلامس الحقيقة وقد

      تخطئها وفي نهاية المطاف هي مجرد وجهة نظر شخصية بحته.

      ولكن دعني اتحدث معك بكل صراحة وشفافية صرفه واقول مااعتقدت

      بأنه السبب وراء هذه التداعيات الخطيرة في مجتمعنا وايضا السبب

      في توالي الاحداث التي لانحب ونكره ايظا ان نسمعها او نراها

      تنهش في عظام مجتمعنا الذي كان في يوم من الايام مضربا للمثل

      ومنبرا للاستقامة وحديثا لكل الامم في شتى بقاع الارض , فانا

      اعتقد بأن السبب اولا قلة الوعي والادراك من الجميع ولست اخص

      شخصا معينا او اخر بل اقول بانه خطأ الجميع ثقافيا وفكريا ونهجا

      وسلوكا والمجتمع بأسره مسؤول عن هذه المستجدات وهذه

      الاحداث وهنا يجب على الجميع الالتفاف حول هذه المشاكل وتطويقها

      قبل ان تستفحل وتتحول الى فوضى لاتسعد الا اعدائنا والحاقدين

      على امتنا العظيمه وعلى ديننا الكامل .

      اخي الفاضل انني احس بما تعانيه من الالم واتألم معك ايضا

      بل قد اجزم بأني اشد الما لما اراه يتعاظم كل يوم من المأسي

      والفتن الجائره التي اعتقد بانها قد اخطأت من كان يستحقها

      واتت الينا بكل بلوة ومصيبه ليست هينة او سهله واصابت مجتمعنا

      البسيط والطيب جدا اصابات بليغة قد تكون قاتله.

      ان التغيير في نهاية المطاف سيكون لزاما علينا جميعا ويجب ان

      لايكون تغييرا شاملا لاننا في الحقيقة اوجدنا الاسس والمفاهيم

      مبدئيا ويجب ان يكون التغيير مكملا لهذه الاسس كي يصبح هذا

      التغيير فعالا وعمليا نصل به الى الغايات والمقاصد وهي التغيير

      نحو الافضل ونحو المستقبل الواعد وليس تغييرا ينتهي مفعوله

      بعد مدة وجيزه والتغيير لايجب ان يطلق عليه تغييرا بهذا المفهوم

      بل يجب ان يطلق عليه ربما تحديثا لهذه الاسس والمفاهيم بحيث

      يسد كل ثغرة كانت فيها.

      وهذا التحديث يجب ان يشمل التالي :

      اولا :

      تحديث المناهج بحيث تنمي اولا الروح الوطنيه لدى الجميع

      وتقوي العلاقات بين افراد المجتمع كافه بحيث يشعر الجميع

      بان كل واحد جزء لا يتجزأ من الاخر والجميع مكملا للبعض ولا

      فوارق بين الجميع .

      ثانيا:

      تدريس السلوك والعلاقات الانسانية للطلاب في المدارس

      بحيث يستطيع الشاب والطالب مهذبا ومحترما للنظام السلوكي

      يحترم الاخرين ويقدر هم ويكون الاحترام متبادلا بين الجميع يعرف

      كيف يتخاطب مع الاخرين بكل احترام وتودد.


      اخي الكريم هناك الكثير والكثير من التغييرات التي يجب ان نتحدث

      عنها والتي اهمها ماذكرته اعلاه ولكن يجب ان تبدا كل التغييرات

      بنعم انا اخطأت ويجب ان اعمل كذا وكذا لكي اصحح اخطائي

      فالاعتراف بالاخطاء هو الطريق الصحيح لتحسين الاوضاع ويجب

      عدم المكابرة بالاعتراف بهذه المقولة المذكورة اعلاه ودمتم ودامت

      امتنا بخير وسعادة دائمه وليحفظ الله الوطن واهله من كل سوء

      وشر .
      ....

      ناس (ن) يجيها المال وناس(ن) بلا مال

      وناس(ن) على جمر الغضا ماسكينه

      يا الله ياربي طلبتك بالآمال

      تعجل لنا بالغيث لو جات عينه


      ... المجداف ...

      تعليق

      • فارس الأصيل
        عضو مميز
        • Feb 2002
        • 3319

        #4
        اخي الكريم عبد الله
        اعلم يا سيدي ان كل منا ينتظر ما عند الآخر وان كنت ساجل في هذا الموضوع بالذات انك لم تقل شيء ولم تلمح لي الى اي شيء فقط لي ان اشكرك على حدة توقيعك وغرابته ...
        اتمنى ان تكون اكثر فاعلية في المرة المقبلة ..
        تحياتي

        اخي النمر
        ما ذهبت اليه هو نتاج مراحل يمر بها تفكير الانسان فمن اشرت اليهم هم اؤلائك الذين كان البناء الفكري لديهم هشا ولم يكونوا ابدا ممن يعرف طريقه بل هم من الذين يصدقون ويصطفون وراء كل ناعق دون التحري والتدقيق ...
        اشكرك على هذه المداخله ...
        تحياتي


        احبابي الكرام
        رغم اني احيانا اتخبط في الاسلوب فيبدو الموضوع مبهما لايعرف راسه من ذيله الا اني اعرف طريقي جيدا واعرف الى ماذا ارمي اليه ولكن مع الاسف الشديد ان اصحاب الاقلام التي كانت تدخل في نقاشات هي اشبه ما يكون بمستنقعات ضحله .. لا اجدهم هنا ولذلك تركت الموضوع لمدة اسبوع كامل ولكن لم اجد غير اثنين فقط وهذا يدل على عدة اشياء ... اما ان اكون سيئا للغاية ولا اجيد حبك الموضوع او ان كل من قرا الموضوع قرأه بمعدة مملوءة وفكر مشتت ....
        لا علي فانا لا اطلب من احد كي يكون مشاركا معي هنا ولكني ساواصل ما بدات به ....
        وسيكون باذن الله نقاشي في المرة القادمة هو عن او عنصر من عناصر الموضوع الا وهو :
        العلاقة بين الاهل والابناء ومخرجاتها ...

        الى ذلك الحين استودعكم الله .


        مالك
        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
        مدونتي
        أحمد الهدية

        تعليق

        • ابن مرضي
          إداري
          • Dec 2002
          • 6171

          #5
          لك الحق ياعزيزي مالك ، نعم لك الحق تزعل ثم لك حق نرضيك كما تقول الأنشودة المشهورة .


          عزيزي : مواضيعك دائما فيها فكر وأدب ، وحوار مع العقل وهذا وكما تبين لك لايستهوينا هنا في هذا المنتدى كثيرا . وأنا انصحك إذا أردت التفاعل مع موضوعك بأن تبدأ بتوجيه اتهاماتك نحو شخصي الفقير وسترى كم سيدخل إلى الموضوع في الساعة الواحدة .


          سيدي هناك كتاب لمؤلف أمريكي اسمه " ستيفن كوفي " واسم الكتاب [ الصفات السبع للناس المؤثرين ] وهذا الكتاب حقق اعلى رقم في مبيعات الكتب في السنوات الماضية .

          قرأت هذا الكتاب ووجدته يدور حول آية في القراءن الكريم :" لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .[ لست متأكدا من صحة الآية ].

          كل مايقوله هو أن علينا أن نبدأ بتغيير انفسنا من الداخل وألا نبحث عمن نعلق عليه اخطاءنا . وهذا معلوم عندنا منذ بعث فينا محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا اننا وللأسف الشديد نعرفه ولا نطبقه ! وهذا هو سر تخلفنا وسوء معاملاتنا مع بعضنا ياسيدي الكريم .

          في انتظار ماستطرحه من محاور وثق تماما أننا نتابع ماتكتب ونحرص على قراءته .
          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

          تعليق

          • فارس الأصيل
            عضو مميز
            • Feb 2002
            • 3319

            #6
            عزيزي بن مرضي ...
            لم اكن غاضبا ياعزيزي ابدا بقدر ما كنت مستغربا هذا العزوف الغير مبرر لهذا الموضوع والذي استنتجت من خلال وقفة الموضوع لمدة تزيد على الاسبوع برغم كثرة القراء ان ( اهرب من الحقيقة ما استطعت )
            على كل اشكرك ياسيدي ففيك الخير والبركة وسانتهي من محاور الموضوع الاول غدا وسانشره كاملا وما تاخري الا بسبب عطل في الجهاز اتمنى ان نلتقي غدا فالموضوع طويل جدا اعانني الله واياكم على تمامة ....

            تحياتي
            مالك
            هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
            كالبحر عمقاً والفضاء مدى
            مدونتي
            أحمد الهدية

            تعليق

            • فارس الأصيل
              عضو مميز
              • Feb 2002
              • 3319

              #7
              احبتي
              هذا هو أو محور لدينا وهو يتفرع الى عنصرين وهما:
              ا - العلاقة بين الاهل والبناء بشكل عام .
              ب- السلطة الوالدية وعلاقتها بالمراهقين


              وسأبدأ في الحديث مستعينا بالله عن العنصر الاول :

              يعيش الفرد منا في اطار اجتماعي محدد يسوده العديد من العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
              وتعتبر الاسرة احدى هذه المؤسسات التي ينتمي اليها الفرد ويخضع لقيمها ومعاييرها متمثلة في قيم سلطوية أبوية تطلب من ابنائها الامتثال الكامل لها , ليتكون لدى كل واحد منهم جهة مرجعية تكون بمثابة الضابط للعملية النفسية التي تعزز في النهاية حلقة سلطوية جديدة ولكنها ذاتية وهي تعرف بسلطة الفرد على نفسه وبما أن الفرد يعيش مع الآخرين وفي محيطهم فهو إذا لايستطيع إلا أن يعيش معهم حتى يكون بامكانه الاستمرار في البقاء فانه لابد أن يخضع للسلطة .
              وهنا يدور التساؤل التالي : هل يصلح مجتمع لا يوجد فيه تقييد ولا لائحة موانع وإنما تترك فيه الحرية للفرد ليمارس حياته اليومية كما يبتغيها ؟ وهل يوجد مثل هذا المجتمع ؟ أم أنه لا بد من توفر حد أدنى من السلطة سواء كانت قمعية جائرة أم كانت واعية متفهمة ؟
              لابد من توفر هذه السلطة بكل أنواعها , فكما هو معلوم أن السلطة التي يخضع لها الفرد تتباين بتباين الفلسفة المعتمدة في المجتمع وتحديدا في مجال العلاقة بين الأهل والأبناء حيث تتمثل هذه السلطة ضمن إطار ثلاثة محاور ..:
              الأول : النمط السلبي ..
              وهو حين تكون ممارسة سلطة الأهل غير قادرة على الوصول إلى هدفها إلا عن طريق القمع بشكل كامل , فتعتمد أسلوب التهديد والتأنيب والصراخ , ويكون اتجاه السلطة في هذا النمط ايجابيا من وجهة نظرهم حين يكون اسلوبها في ممارسة القمع معتمدة على القمع الجسدي المباشر حتى تضمن استمرارية قانونها , فالطفل او الشاب يكون رائعا في نظرهم ما دام يسير وفق النمط المرسوم له سلفا من قبلهم بحيث يطبق كل افكارهم وإلا تعرض للعقوبة .

              الثاني : اسلوب الحوار والتفهم ..
              ويسمى الحوار الديمقراطي حيث تحاول الاسرة الاقناع للطفل أو الشاب بقيمها ومعاييرها ولتحقيق ذلك نجدها تلجأ إلى كل وسائل الإقناع الديمقراطي , وبهذا الشكل تعود الأسرة نفسها على الإستماع إلى كل انتقادات أبنائها المناقضة لآرائها وتتسامح مع آراء أبناءها متقبلة تلك الاعتراضات دون تذمر .
              الثالث : السلطة الضعيفة المفككة ...
              وهي التي لاتقوى على إيصال آرائها ومعلوماتها إلى أطفالها وشبابها وبالتالي لا تتمكن من جعل الشاب يحترمها فليس لها هيبة , فتتمثل ردود أفعال الشباب إما بالقبول ويكون ردا لفعل سلبي أي أنه يجسد موقفا انسحابيا للشباب فينغلق على ذاته ويقبل كل ما يقال له , ويتمثل بالاندماج الكامل مع السلطة والقبول المطلق بما تفرضه , أو أسلوب الفض وهنا يكون رد الفعل سلبيا أي أنه عبارة عن ردود فعل عضوية وفورية عن السلطة وهذا الرد الإنفعالي يتمثل أحيانا بالتمرد غير العقلاني ويتحول فيما بعد إلى مواقف خطيرة تعود على الشاب , وهذا السلوك التمردي يصيبه الفشل أحيانا لذلك يخضع الشاب لهذه السلطة مرة أخرى نادما على ما قام به من أفعال تمردية .

              وبعد فيمكن القول أن مواقف الشباب تتحدد من خلال تحديد العلاقة بين الأهل والأبناء خاصة في بداية مرحلة الشباب حيث تتأزم العلاقة أحيانا ليس لتغير في ظروف الأسرة بل لأن المنظور الذي ينظر من خلاله كل من الأهل والأبناء إلى بعضهما البعض قد تغير ويشتكي الشباب من الأهل بأنهم لم يعودوا يفهمونهم وأن آباءهم لم يعودوا كما كانوا يعاملونهم في فترة الطفولة بل إن حبهم وعطفهم واهتمامهم بهم قد تغير وأصبح يأخذ شكل المتابعة والمراقبة والتدقيق , وهذا الأمر يؤدي إلى وجود نوع من العلاقات الضعيفة والهامشية التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الإنحرافات عند كثير من الشباب , وتأخذ العلاقة إلى وجود نوع من الملل لدى الأهل حين تقيد جزءا من حريتهم في التصرف والتوجيه لأبنائهم إلى درجة يصبح الشباب أداة لتحقيق غايات عجز الأهل عن تحقيقها فيعتبر الآباء أن بناءهم عبارة عن فرص جديدة لتحقيق مشروعاتهم التي لم يستطيعوا تنفيذها نتيجة لتسلط أحد الوالدين أو كليهما عليهم , وفي أغلب الأحيان تشير المواقف المتباينة إلى وجود نوع من الخلاف بين أفراد الأسرة .
              إن اتخاذ الأهل مواقف متناقضة يؤدي إلى وجود خلافات بين أفراد الأسرة لأن هذه المواقف المتباينة حسب رغبات الأهل تخضع دائما إلى تغيرات اجماعية عامة .
              وتدخل عوامل أخرى تخضع للواقع الاجتماعي وهي العوامل الاقتصادية والثقافية وتؤثر في دفع الأهل إلى وجود نوع من العلاقة مع أبنائهم وتتمدد هذه العلاقة بالاستثناء إلى وضع الأهل المادي , على سبيل المثال أحيانا يتجاوز أبناء الطبقة العليا رغبات الأهل أكثر من أبناء الطبقتين الوسطى والدنيا , كما أن اختلاف موقف الأهل يعتبر ظاهرة عامة ومنتشرة خاصة في الأوساط المثقفة , في حين أن عدم العمل لا يخفف كثيرا من حدة هذه الظاهرة حيث أن الثقافة تزيد من حدة التناقض بين الأهل والأبناء وهنا يدور السؤال الهام ... ماهو الأسلوب الذي يجب أن يتبع مع الأبناء وهل يحافظ الجهل على سلطة الأهل نحو أبنائهم أم أن الوعي الثقافي والاجتماعي يؤدي إلى نوع من التناقض ؟ أم أن التناقض هو ضرورة حياتية يفرضها الزمن بين الأجيال بشكل عام ويعود الخلاف بين الأهل والأبناء إلى انتمائهم إلى جيلين مختلفين ؟
              والشق الاخير هو الأكثر شيوعا باعتبار أن لكل جيل أجواءه الخاصة ومعاناته وتاريخه وإطاره الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والذي يفرض عليه نوعا معينا من المواقف تجاه القضايا المطروحة أمامه , لذلك توجد بعض الرؤى التي ترى أن الجيل القديم والجيل الجديد هما عبارة عن خطين متوازيين لايمكن أن يلتقيا ولكن في الواقع أن الجيل القديم والجديد هما نتاج بيئة اجماعية اقتصادية دينية ثقافية معينة , لذلك فإن عملية التكيف والتأقلم وخاصة من جانب الأهل هي (( عملية استيعاب حقائق العصر ومعطياته وعناصره المتناقضه ))
              فهذه نظرة للعنصر الأول من العناصر التي أود فيها إيظاح بعض الامور التي نسيها كثير من الأسر اليوم ...
              لذا اتمنى ان اجد من يستوعب ما اريد ايصاله كما اتمنى ان يوفقني الله في مواصلة هذا المشوار ... في الاسبوع القادم سأناقش (( السلطة الوالدية وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى المراهقين ))

              الى ذلك الحين استودعكم الله
              هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
              كالبحر عمقاً والفضاء مدى
              مدونتي
              أحمد الهدية

              تعليق

              • فارس الأصيل
                عضو مميز
                • Feb 2002
                • 3319

                #8
                حان الموعد ... وعلي العرض دون المناقشه فمن لديه اعتراض او ايظاح فلا يخجل من شيء فاني مستعد له ولنقاشه ...

                .....

                ((السلطة الوالدية وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى المراهقين ))
                وهو الشق الثاني من العنصر الأول الذي بدأنا به ... ومن ثم نقول بعد بسم الله ..:

                تشهد فترة المراهقة الكثير من التغيرات البيلوجية التي تجعل المراهق يبدو وكأنه دخل عالم الكبار رغم أنه ما يزال مشدودا إلى عالم الطفولة , وكذلك تغيرات عقلية حيث يكون قد اكتمل نموه العقلي والذي يجعله يكتشف الكثير من التناقض بين ما يقوله الوالدان وما يفعلانه , وكل هذا يؤدي إلى وقوع المراهق فريسة للصراع النفسي فهو يريد الاستقلال عن الوالدين وفي نفس الوقت يخشى فقدان الحب والعطف والحنان .
                ومن أهم المشكلات التي يتعرض لها المراهق في حياته اليومية والتي تحول بينه وبين التكيف السليم هي علاقة المراهق بالراشدين , وعلى وجه الخصوص الآباء ومكافحته التدريجية للتحرر من سلطات الراشدين من أجل أن يصل إلى مستوى الكبار من حيث المركز والاستقلال , وتلك هي أمنية المراهق الأولى إلا أنه يواجه المرة تلو الأخرى برغبة أكيدة من الآباء حيث يطلبون منه تبعية الطفل , وفي الكثير من الأحيان يتدخلون حتى في شؤونه الخاصة , فينهالون عليه بأسئلة من هذا النوع ( أين كنت ) (مع من تذهب ) ( مالذي تقرأ ) وماذا تسمع ) ( ماذا تشاهد ) ....الخ
                وفي هذه المظاهرة من الحياة الممثلة في الصراع من سلطة الكبار يصبح عمل المنزل مشابها لعمل الشرطة
                والمراهق يشعر نتيجة ما يعتريه من تغيرات جسمية وفسيولوجية ونفسية بأنه لم يعد قاصرا يحاسب على كل أعماله , وعليه أن يقدم تقريرا يوميا عن كل شيء لهذه السلطات العليا , وهذا القول حقيقي سواء أكان المراهق فتى أم فتاة , فالسلطة المنزلية لها الحق في السؤال عن أخص أمور حياته , وعن سلوكه الشخصي والاجتماعي , ولها حق النقد والتعليق والتوجيه والأمر والنهي , بل والقذف أحيانا ولكن بالطريقة الصحيحة السليمة التي تخلو من العنف في الخطاب والتي لاتؤدي إلى التصادم ومن ثم تفاقم المشكلة ... ولكن المراهق لايشعر أن هذه السلطة لها كل هذه الحقوق عليه , بل يشعر أنه في حاجة إلى فطام نفسي عن الأسرة , والفطام النفسي هي العملية التي يتم بها استقلال الناشيء أو الناشئة في كثير من أساليب سلوكه وفي طريقة تفكيره عن السلطة العليا في المنزل , وهي عملية غاية في الأهمية لكمال النضج الانفعالي والنضج الاجتماعي لدى المراهقين , والفطام النفسي مفيد لأبنائنا وكذلك مفيد جدا للكبار منا ... فكثير من الآباء والأمهات يخفون مشاعرهم الدفينة نحو السيطرة على الأبناء والتحكم من أن يكبروا ويتحرروا عنهم , واتجاهاتهم العنيفة نحو ملكيتهم لأبنائهم والفطام النفسي عملية مزدوجة ذات شقين , فطام الوالدين عن أبنائهم وفطام الأبناء عن والديهم واعتمادهم على انفسهم .
                فيحسن بالوالدين أن يدركوا أن الأطفال كبروا وهم يعيشون تحت تأثير عوامل ثقافية واجتماعية واقتصادية غير تلك التي مرت بهم حين كانوا اطفالا او مراهقين , وأن هذه العوامل المحيطة بالناشئين تؤثر في طريقة استجابتهم , وأن من حق هؤلاء الصغار أن يسمح لهم بنوع من الاستقلال المتدرج من الأمور البسيطة إلى الأمور المعقدة الخاصة إلى التفكير وإبداء الرأي في الأمور العامة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية .
                وقد تبين من كثير من الدراسات والتطبيقات أن الذكور يتحدون السلطة الوالدية بقدر أكبر مما تفعل الإناث في هذه الناحية , ومع ذلك يتشبه المراهقون بآبائهم ويحبونهم ويعجبون بهم على الرغم مما قد يوجد من مشكلات بين الفريقين , وتكون الفتيات أقل مقاومة من الفتيان عند إبداء احتجاجهن على القيود المفروضة عليهن .
                ويرى المراهق نفسه جديرا بالوقوف من المجتمع موقف النقد يمتحن نظمه وعقائده وتقاليده ويفكر في رأي أسرته فيه ومعاملتها له , وغالبا ما تكون الأسرة غير مقرة برجولته وحقوقه كشخص ذي قيمة خاصة , ويغيظه عجزه عن تحقيق آماله العريضة ومشروعاته الضخمة وهو يرى أن هذا العجز راجا لعقبات تضعها الأسرة في طريقه أو يضعها المجتمع .
                ومن هنا تحتدم في نفسه الرغبة في تأكيد ذاته تأكيدا يتوقف شكله على إمكانياته من ذكاء وقدرة على التكيف وعلى موقف البيئة منه ولكنه في جوهره تمرد على المجتمع خفيا كان ذلك أم صريحا تمردا قد يؤدي أحيانا إلى عواقب وخيمة وخطوة لابد منها تؤدي في النهاية إلى طور النضج واكتمال النمو النفسي ويكون التمرد على الأسرة والمجتمع والمدرسة والقيم الدينية والتقاليد والعادات والدولة .
                فقد يأتي المراهق أحيانا بسلوك لا يتناسب مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه ,وأحيانا يكون تمرده على الإنسانية جمعاء , وأغرب من هذا كله تمرد المراهق على نفسه كما يحدث في حالات الرهبنة والانتحار , وبالنسبة للفتيات المراهقات تكون أهم مشكلاتهم هي مشكلة الملابس والخروج للنزهة ... والأم هي عادة من يقوم بتنفيذ أوامر السلطات العليا ممثلة في الأب , فهو يحدث الأم فيما يراه وهي تنفذ تعليماته بطريقتها الخاصة , وهنا يحسن أن تقلع الأم عن استخدام الألفاظ الجارحة بالنسبة للفتاة بسبب حساسيتها في هذه الفترة الحرجة من النمو وتتجه إلى توجيه أبنائها وخاصة الإناث إلى السلوكيات التي تتفق مع تقاليد مجتمعنا باستخدام العطف والحزم معا , وقد ترجع ثورات الغضب التي تعانيها الأسرة من أبنائها في سن المراهقة إلى أسباب في غاية التفاهة مثل تأخر موعد الطعام , رفض الأب خروج المراهق من المنزل , إصرار المراهق أن يستذكر دروسه عند صديقه , أو في أفخم حجرات المنزل , دون مراعاة للنظام وغير ذلك من أمور لا تتناسب مع عنفوان ثورته , كل شيء في المنزل مصدر ضيق بالنسبة له :الأب متحكم , الأم ظالمة , الأخوة غيورون , والحقيقة أن الإبن دكتاتور يقنع بأي غلطة كي ينفس عن النزعة العدوانية لديه , بل إن تسامح الأب أو عطف الأم قد يصبح مثارا لغضب المراهق , ويكون المراهق سعيدا عندما يجد في السلطة التي يتمرد عليها مبررا لتمرده كالقسوة أو الإهمال لشأنه .
                ...
                وفي الاسبوع المقبل سوف اعرض لكم بعض نتائج الدراسات التي أجريت على السلطة الوالدية وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية للمراهقين من الجنسين ببعض البلدان العربية ...
                إلى ذلك الحين أستودعكم الله ..
                مالك
                هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                مدونتي
                أحمد الهدية

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #9
                  نحن نتابع ماتكتب يا استاذ مالك ، والعملية متشعبة ومعقدة ، والأمور اصبحت حقيقة مخيفة ، ولكن الله سبحانه وتعالى قد نظم لنا العلاقة مع الوالدين ومع الأبناء والأقرباء ، فلو فهمناها لنجينا ورب الكعبة .

                  شكرا لك على هذا المجهود وكتبه الله في موازينك أعمالك.
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • فارس الأصيل
                    عضو مميز
                    • Feb 2002
                    • 3319

                    #10
                    ابن مرضي ...
                    يسعدني دائما ان اراك هنا تبذر البذرة ثم تخرج لا يهمك ان تحصدها لانها خرجت من نفس صافية وقلب سليم فلله درك ...

                    اوافقك الرأي ولكن اخذا بالاسباب وايضاحا لما عن الاعقول والقلوب غاب فلا يزال في الجعبة اشياء كثر سآتي عليها تباعا ...

                    وفقك الله واطال في عمرك على الخير ..

                    تحياتي
                    مالك
                    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                    مدونتي
                    أحمد الهدية

                    تعليق

                    • حديث الزمان
                      عضوة مميزة
                      • Jan 2002
                      • 2927

                      #11

                      الاستاذ الكريم مالك


                      قرأت الموضوع أكثر من خمس مرات وفي كل مرة أحاول الرد عليه إلا أنني أجد نفسي عاجزة تماماً لأن الموضوع كبير جداً وشائك جداً ومعقد جداً ..


                      لن أضيف على ما سطرته من تفصيل نتابعة بشغف ولكنني أود أن أهمس لك :


                      لا تحملنا ما لا نطيق .



                      نعم نستطيع أن نبدأ بتصحيح أنفسنا ولكن الواقع والمتغيرات والحياة بعامة صعبة للغاية ...


                      ليست سليبة ولكنها واقعية



                      لي عودة بإذن الله

                      لكل بداية .. نهاية

                      تعليق

                      • فارس الأصيل
                        عضو مميز
                        • Feb 2002
                        • 3319

                        #12
                        عزيزتي ..حديث..

                        يكفيني انك قرأت الموضوع وارجو أن تكوني استفدت شيئا فهو لك ولكل باحث عن حقيقة ما نعانيه من متغيرات ... اما ان احملك مالا تطيقين فهذا يتوقف على حجم الحقيقة الموجودة داخل الموضوع ..

                        تحياتي
                        ...................
                        تحدثنا سابقا عن ( السلطة الوالدية وآثارها النفسية لدى المراهقين ) .. لذا دعونا الآن ندخل في بعض نتائج بعض الدراسات الميدانية والتي أجريت ببعض البلدان العربية ...
                        بعض النتائج :
                        1-توجد علاقة إرتباطية موجبة دالة (عند 0,01 ) إدراك الإناث لتسامح الأب ودافعية الإنجاز لديهن .
                        2-توجد علاقة إرتباطية موجبة دالة ( عند 0,05) بين إدراك المراهقين من الجنسين للين الأب وبين ( دافعية الإنجاز – مفهوم الذات ).
                        3-توجد علاقة إرتباطية موجبة دالة ( عند 0,05) بين إدراك المراهقين من الجنسين لحزم الأم وكل من ( دافعية الإنجاز – ومفهوم الذات ).
                        4-توجد علاقة إرتباطية موجبة دالة ( عند 0.05) بين إدراك المراهقين من الجنسين لتسامح الأم ودافعيتهم للإنجاز .
                        مناقشة النتائج :
                        وذلك يرجع إلى طبيعة المرحلة العمرية لعينة الدراسة (مرحلة المراهقة) التي تجعلهم أكثر قربا من الأمهات عن الآباء , فالأم تقوم بدور كبير في تنشئة الطفل منذ ولادته وتتولى إشباع حاجاته البيولوجية والنفسية سواء في مجال الرضاعة أو النوم أو الإخراج أو من حيث إعطائه العطف والحنان والأمن والأمان والاطمئنان النفسي , ولذلك اعتبرها كثير من الباحثين المسؤول الأول في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء من الجنسين , بالإضافة إلى أن الفتاه في مرحلة المراهقة تعيش تغيرات شديدة في مختلف جوانب شخصيتها وتحتاج إلى من يتعاطف معها ويشرح لها ذلك وبالطبع فإن الأم تقوم بهذه المهمة لأن هذه التغيرات جنسية ترتبط بالتفكير والاستعداد في دور الفتاة لهذا الدور , ولذا تدرك الإناث أن الأم أكثر تسامحا من الأب وأكثر رعاية واهتماما لها رغم حزم الأم مع بناتها أكثر من الذكور فاهتمام الأم بابنتها يدفعها لأن تكون على درجة من المنافسة والتفوق داخل الأسرة , وتوفر لها الأمن والأمان , فتنمي لها الثقة في النفس والقدرة على الدافع للإنجاز وتقدير العمل والاجتهاد لتحقيق أهدافها في الحياة ومن ثم تتكيف مع ظروف البيئة التي تعيش فيها فتشعر بتحقيق ذاتها وتقديرها من خلال ما تنجزه من أعمال وفيما تحققه من أهداف .
                        ويرجع وجود علاقة إرتباطية موجبة بين إدراك المراهقين من الجنسين لحزم الأم وكل من (دافعية الإنجاز ومفهوم الذات ) إلى أن الأم عندما تلاحظ كثرة غياب الأب عن المنزل وانشغاله بعمله ومسؤولياته كثيرا إلى استخدام الحزم وتتسم معاملتها بالشدة وذلك حتى تحمي أبناءها من جماعة الرفاق ومن الانحرافات السلوكية , وإدراك الأبناء من الجنسين لحزم الأم في معاملتها لهم يوجه أنشطتهم بطريقة علمية ومدروسة ’ بحيث يصبح سلوكهم مصحوبا بقرارات حازمة , مما يساعدهم على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس وإكسابهم القدرة على حل المشكلات التي تواجههم من أجل تحقيق أهدافهم ويدفعهم ذلك إلى الإنجاز المطلوب , ويشجعهم على إبداء الرأي والاعتماد على النفس والثقة بها والتكيف مع مجتمعهم فيشعرون بتحقيق الذات وتقديرها , وبذلك يتكون لديهم مفهوم إيجابي للذات .
                        وتفسر العلاقة االارتباطية الموجبة بين إدراك المراهقين من الجنسين للين الأب وكل من ( دافعية الإنجاز ومفهوم الذات ) بأن إدراك الأبناء للين الأب أو تسامحه في معاملته لهم قد يدركونه في أغلب الأحيان على أنه حرية واحترام لذواتهم وثقة وعطف وهذه المعاملة من الأب تساعدهم على تحمل المسؤولية والتغلب على الصعاب في حل مشاكل الحياة اليومية وتقدير ذواتهم والتوافق مع المجتمع ويقوي لديهم الدافع للإنجاز .

                        هذا كل ما يعلق بفلسفة التربية والعلاقة بين الأبناء والأسرة (الأب والأم) .. وفي المرة القادمة سنعطي بعض النقاط التي ينبغي على الأب والأم إتباعها في التعامل مع أبنائهم وهي ستكون آخر محطة لتبيين وتوضيح العنصرين السابقين حيث سندخل بعدها إلى التربية الذاتية ...

                        إلى ذلك الحين استودعكم الله ..


                        مالك
                        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                        مدونتي
                        أحمد الهدية

                        تعليق

                        • فارس الأصيل
                          عضو مميز
                          • Feb 2002
                          • 3319

                          #13
                          احباب الكرام ..

                          بعد هذا السرد الذي اعتذر عن طوله ولكن الموضوع متشعب ويحتاج المزيد .. ها انا اصل الى ختام النقطتين الماضيتين بذكر بعض الاساليب التي تساعد في تربية الابناء وتكوين العلاقة الاسرية القوية وقد اوردتها الدكتورة / ليلى شديد عضو هيئة التدريس بكلية التربية بمنطقة الباحة
                          وهي :
                          1-عدم التفرقة في المعاملة الوالدية بين الأبناء وخصوصا بين الذكر والأنثى وكذلك زيادة الاهتمام بالأبناء في أمورهم المدرسية .
                          2-يجب أن يتفق الوالدان في تربية الأبناء على أسلوب معين في التربية مما يؤدي إلى خلق المناخ النفسي الملائم خاصة وأن الجو النفسي للأسرة وما يسوده من وئام أو أخلاق بين الوالدين يلعب دورا هاما في الاستقرار النفسي للأبناء والذي بدوره يساعدهم على في إضهار مهاراتهم مما يكسب الأبناء الثقة في النفس والثقة في المجتمع الذي يتعامل معه .
                          3-أن يتعامل الوالدان مع الأبناء بمزيد من الحب والتقبل والتسامح واستخدام المرونة في فهم الطفل , وتجنب اتساع الفجوة بين جيل الآباء والأبناء ومساعدتهم على فهم أنفسهم ونمو مفهوم الذات الموجب .
                          4-يجب على الآباء التقليل من أساليب التسلط والقسوة تجاه الأبناء لكي يتجنبوا معاناة الأبناء من الإحباط وعدم الثقة بالنفس وانخفاض مستوى الطموح وتأخرهم الدراسي .
                          5-يجب على الأمهات التقليل من أسلوب الحماية الزائدة والتبعية لها مع أبنائها ويجب أن تستعمل أسلوب الحزم معهم وذلك عن طريق مساعدة الأبناء منذ الطفولة على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية لتنمي لديهم دافع الإنجاز .
                          6-ضرورة متابعة الوالدين للأبناء بالتوجيه والإرشاد الدائم لتعديل سلوكهم حسب العرف الاجتماعي في البيئة وتدريبهم على الاعتماد على النفس في حياتهم اليومية .
                          7-ضرورة ملاحظة الوالدين لمستويات إنجاز أبنائهم وتشجيعهم على التطلع إلى أهداف طموحات متمشية مع قدراتهم وإمكاناتهم والاهتمام بتوفير وسائل الثقافة والمعرفة بأنواعها المختلفة – بشرط ألا تتعارض مع الشريعة – وتنمية مواهبهم وهواياتهم بما يتناسب مع شخصياتهم وميولهم وقدراتهم العقلية والجسدية , وذلك لتوسيع مداركهم ورفع مستوى طموحاتهم وبناء مفهوم الذات الموجب لديهم .
                          8-يجب على الوالدين استعمال التعبيرات السلوكية والتي تؤدي إلى إقامة علاقة قوية وسوية مع الأبناء والتي من شأنها تنمية مفهوم الذات لديهم وعدم استعمال التعبيرات السلوكية التي تؤدي إلى الاحباط والشعور بالفشل وعدم الاسراف في المديع والثناء والتدليل وكذلك العكس .
                          9-ضرورة مساعدة المراهق في فهم نفسه إعطائه حق اختيار أصدقائه وأوجه نشاطه المدرسي , وملا بسه وهواياته وحقه في امتلاك خصوصياته .
                          10-يجب على الوالدين ترك الأبناء يقبلون على جماعة الأقران ليبحثوا فيها عن أنفسهم , ولكن مع ملاحظة عن بعد لحسن الاختيار والتوجيه السليم بذلك كي لا تثار لديهم عنصر التحدي .
                          ..................
                          هذا ما تيسر لي جمعه وربطه فيما يتعلق بالتربية الأسرية والعلاقات فيما بينها , وتحمل الأب والأم الدور الأكبر في ذلك كله ..
                          وهنا أقف وقفه لانتظار من كان لديه إضافة أو تعليق أو استفسار ... قبل أن ندخل في العنصر القادم والمتعلق بكل فرد منا والذي اخترت له عنوان (كن رائعا )..

                          الى ذلك الحين اترككم في رعاية الله ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                          مالك
                          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                          مدونتي
                          أحمد الهدية

                          تعليق

                          Working...