Unconfigured Ad Widget

Collapse

حوار..أم..خوار

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    حوار..أم..خوار

    لا تكاد تخلو عامة المنتديات – ومنها منتدانا هذا- من الحوارات والمناظرات المقامة بشتى الأساليب في شتى المواضيع.
    إن وجود الحوار وتبادل الآراء؛ لهو ظاهرة صحية طيبة، تنبي عن فهم واعٍ وعقلٍ مدرك لدى أطراف الحوار........لكن( ماذا لو انقلب الحوار إلى خوار؟؟؟!!)..
    إنه لمن المؤسف بحق أن نرى أن معظم محاوراتنا يكون هم المحاور فيها هزيمة الطرف الآخر للحوار، إذ هو يعتبره خصماً لا مناظراً، وهنا تصبح مساحة الرأي حلبة مصارعة – مصارعة ثيران – يعلو فيها صوت الخوار لا صوت الحوار...
    عزيزي المحاور... مهما تكن شدة المحاورة، فإن اعترافك للطرف الآخر بصحة كلامه لهو في الواقع انتصار لك وذلك في ثلاثة ميادين:
    الأول: ميدان الانتصار على الذات، والتغلب على الأنانية المغروزة في الشخص، والتي تصعّب على كل فرد فينا أن يعترف بهزيمته..
    الثاني: ميدان رد الاعتبار لنفسك، فأنت باعترافك للطرف الآخر بصحة كلامه ورأيه؛ قد رفعت قدرك ومنزلتك في ذاتك أنت أولاً؛ ثم في عين من يحاورك ومن يتابع حواركما..
    الثالث: ميدان البدء منذ لحظة الموافقة على قول من تناظره؛ بإصلاح رأيك إن كان المُختلف عليه رأياً، أو فعلك إن كان المُختلف عليه فعلاً، وفي هذا كل الخير لك...
    أخيراً... يبقى للأخلاق الفاضلة والردود العقلية المتزنة؛ دورها في إصلاح الحوار وإنهائه بأجمل صورة، مما يوفر للجميع مادةً دسمةً مشبعةً بكل ما يمتع ويفيد..
    هذا رأيي ومن كان له رأي معارض فليورده بدلائله المقنعة؛ وأنا عندئذٍ أشد على يده وأبارك آراءه و..أعترف بصوابها...

    وللجميع أسمى تحية
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
  • عطيه بن عقدان
    عضو مميز
    • Mar 2002
    • 2282

    #2
    عزيزي عبدالله الغمدي
    موضوع جميل ويحتاج الى الكثير من تفاعل الاخوه الاعضاء
    لدي مشاركه منقوله ولها علاقه بهذا الموضوع وهي عن أدب الحوار.
    أدب الحوار


    الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

    لقد قيض الله لهذا الدين أنصارا من أمم وشعوب شتى ينافحون عنه ، ويدعون إليه ، ويبينونه للناس ، فعلى من اختاره الله لهذه المهمة النبيلة أن يكون لبقا ، حكيما في دعوته ، وأمره ونهيه ، واضعا نصب عينيه قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ...) إن الكلمة الطيبة التي يلقيها الداعية الصادق في أذن امرىء شارد عن الطريق فيغرس بها بذرة الهداية في قلبه ، تعود على الداعي بثواب عظيم ، وأجر جزيل ، قال عنه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص من أجورهم شيئا)

    ولأن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها، بل وأسماها وأنبلها؛ لأنها مطلب إلهي أوصى الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى: ( وجادلهم بالتي هي أحسن )

    و لقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار ، أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) بل إن صفة الحوار ، أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها )

    عليه فإن للحوار أصولا متبعة ، وللحديث قواعد ينبغي مراعاتها ، وعلى من يريد المشاركة في أي حوار أن يكون على دراية تامة بأصول الحوار المتبعة ؛ لينجح ـ بحول الله ـ في مسعاه ، ويحقق ما يرمي إليه ، ومن آداب الحوار وأصوله ما يلي:

    1ـ إخلاص النية لله ـ تعالى ـ وهي لب الأمر وأساسه ، و أن يكون الهدف هو الوصول إلى الحقيقة ، متبعا في ذلك قاعدة : ( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ) فالحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق به، كما أنه ضالة كل عاقل . فيلزم من الحوار أن يكون حسن المقصد ليس المقصود منه الانتصار للنفس إنما يكون المقصود منه الوصول إلى الحق أو الدعوة إلى الله ـ عز وجل ـ كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول ( ما ناظرت أحداً الا وددت أن الله تعالى أجرى الحق على لسانه ) هذه أخلاق أتباع الأنبياء ، وهنا الإخلاص والتجرد.

    2- فهم نفسية الطرف الآخر ، ومعرفة مستواه العلمي ، وقدراته الفكرية سواء كان فردا أو مجموعة ؛ ليخاطبهم بحسب ما يفهمون.

    3- حسن الخطاب وعدم استفزاز وازدراء الغير، فالحوار غير الجدال ، واحترام أراء الآخرين أمر مطلوب ، ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أسوه حسنة، فموسى وهارون أمرا أن يقولا لفرعون قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى . وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوبا لمخاطبة غير المسلمين حيث يقول فى معرض الحوار . "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" .

    4- حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها فهما صحيحا ، وعدم مقاطعة المتكلم ، أو الاعتراض عليه أثناء حديثه.

    5- التراجع عن الخطأ والاعتراف به ، فالرجوع إلى الحق فضيلة.

    6- أن يكون الكلام في حدود الموضوع المطروح ، وعدم الدخول في موضوعات أخرى.

    7- البعد عن اللجج ، ورفع الصوت ، والفحش في الكلام ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث ابن مسعود ( ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا الفاحش ولا البذيء ) وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو ابن العاص ـ رضي الله عنه ـ انه قال: ( لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشاً ومتفحشاً ) وكان يقول : ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) .

    8- البعد عن التنطع في الكلام ، والإعجاب بالنفس ، وحب الظهور ولفت أنظار الآخرين.

    9- التروي وعدم الاستعجال ، وعدم إصدار الكلام إلا بعد التفكر والتأمل في مضمونه ، وما يترتب عليه.

    10- عدم المبالغة في رفع الصوت ، إذ ليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في النقاش والحوار بل كل ما كان الإنسان أهداء كان أعمق .

    إذا فالحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت ، ويرى العقبات ويرى أيضا إمكانيات التغلب عليها ، وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله .

    وبالله التوفيق...

    تعليق

    Working...