أرى أن المسؤولية تقع فيما ذهبت إليه على الأسرة فهي من يستطيع زرع الثقة في نفوس أبنائنا ، والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان..

شكرًا لك ياسليل الأمجاد على طرح هذا الموضوع بهذا الأسلوب الأدبي الجميل ..

نحن في انتظار المزيد..


الســــــــــــــــــــــــــــــوادي

بسم الله الحمن الرحيم


الأخ العزيز سليل الأمجاد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتفق معك في أن التشدق بلفة الأعاجم ليس من الرجولة ولا من الثقافة الحقة في شيء . وكل من "يتكلنز "باللغة بغرض المباهاة والأتباع الأعمى يعتبر منحلا وليس محتلا .

إلا أنني لا أتفق معك في عدم وجوب تعلم لغة الأعاجم ، بل بالعكس أحث على تعلمها وتفهمها وسبر أغوارها ، فبدون ذلك لن نعرف ماذا يدور حولنا في عالم اليوم المتربص بنا .

مرحبا بك سليل المجد بين احبتك واخوتك وعلى الخير نجتمع وعلى الخير نلتقي ان شاء الله .

انت تطرح موضوعا في غاية الاهميه وصفت فيه الداء وكأنك تسأل عن الدواء

اما الداء فلا ازيد على ما اوردت انت وان كنت انت قد خلطت بين اكتساب مايفيد كتعلم علومهم ولغاتهم وما وصلوا اليه من علم ((وهذا ما اراده بن مرضي في ايثاره عدم موافقتك في ذالك وما اوافقه انا فيه ولعل تلك العباره التي قالها ذالك الحكيم ان كان فعلا حكيما انه يقصد ان لاتتعلموا لكنة الاعاجم حديثي عهد بلغة العرب فخلطوا هذه بتلك واخترعوا مفردات ليس لها اصل في لغة العرب وهو بالتاكيد يحذر من انتشارها وهذا ما حدث في عصرنا هذا من تعلم البعض للكنة الهنود وهو ما تلحظه في كلام اهل مصر وتونس والمغرب وبعض ابناء الخليج من خلطهم لغة العرب بلغة الفرس والترك والفرنسيين والانقليز والا فان اللكنة غير اللغه والحكيم يفرّق ولا شك وفي الأثر من تعلم لغة قومٍِ امن مكرهم))وبين اكتساب ما لايفيد وهو التقليد الاعمى حتى في ما نعلم انه يخالف ديننا وعوائدنا الاصيله ((التي لاتعارض شرعتنا ))
ولعل الداء يستفحل عندما يصل الى النساء ولاسيما وانهن احدى الفتن التي حذر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم امته منها بل وجعلها من اشد الفتن خطوره

واما الدواء فيكمن في معرفة سبب الداء ومنه نهتدي للدواء

ولنعرف سبب الداء تعال معي الى عام 800 للهجره لنبحر قليلا في بحر ابن خلدون ولنقرأ فلسفته في مقدمته الشهيره حول ذالك ولعلنا ناخذ بقوله اونرده فكلٌ يُحتج لقوله الا كتاب الله وحديث نبيه فانه يُحتج بهما
قال ابن خلدون
((ان المغلوب مولعٌ ابدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر عوائده. والسبب في ذالك ان ان النفس ابدا تعتقد الكمال في من غلبها اما لنظره بالكمال بما وفر عندها من تعظيمه او لما تغالظ به من ان انقيادها له ليس لغلبٍِ طبيعي انما هو لكمال الغالب عنها فاذا اتصل لها اعتقادا بذالك تشبهت به وذالك هو الاقتداء لما تراه ,والله اعلم, من ان غلب الغالب لها ليس بعصبية ولا قوة بأس وانما هو بما انتحله من عوائد ومذاهب ))

ولعل في ما ذكره ابن خلدون فيما نقلته لك شيئا من الحقيقة الملموسه التي نراها اليوم بام اعيننا وانني ارى رايه هذا بل وأكاد اجزم برجاحته عن غيره

وقد تمثل رحمه الله بتقليد الشعوب لملوكها لانها ترى ان الملوك هم الغالبين وانهم المغلوبين فهوت انفسهم اتباع ملوكهم تبعا لكون النفس المغلوبه تتبع غالبها لاعتقادها بكماله عنها بما انتحله من عوائد ومذاهب فتشبهوا بهم في عوائدهم وزيّهم وبيوتهم ما استطاعوا لذالك ((الامم على دين ملوكها ))
وقد قال رحمه الله في عرض كلامه مقالا نفيسا توقع فيه سقوط الاندلس حيث قال(( حتى انه اذا كانت امة تجاور اخرى ولها الغلب عليها فيسري اليهم من هذا التشبه والاقتداء حظٌ كبيرٌ كما هو في الاندلس لهذا العهد مع امم الجلالقه فانك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم واحوالهم حتى في رسم التماثيل على الجدران والمصانع والبيوت حتى لقد يستشعر من ذالك الناظر بعين الحكمه ان ذالك من علامات الاستيلاء والامر لله ))
ولعل في هذا نذير لنا لتشابه حالنا مع حال اهل الاندلس في ذالك الاوان

واذا كان ذالك هو السبب فان الدواء ان نتحول من امة مغلوبه الى امة غالبه كما كنا. ولن يعجز اهل الحكمة من معرفة الطريق الى ذالك ولا طريق لذالك الى بالعودة الى الله فكيف تكون العوده ؟وهل نبدأ من القشرة ام من اللب ؟وما هذا وما ذاك؟

أخي سليل الأمجاد :

أسعد الله أوقاتك بكل خير

أقف إحتراماً لموضوعك كونه أخرج لنا إجابات الأخوة حسب فهمهم للمشكلة ..

أخي الغمر :

أوقفتني إحتراماً عند مشاركتك لتفهمك المشكلة وعرضك تحليلاً لمسبباتها ..
أحسنت أخي في عرضك .. في إستشهاداتك .. في تحليلك .. في طرق العلاج .
أحيي فيك وعيك وفهمك .. فبارك الله فيك .


للجميع تحياتي ،،،

لا أدري لماذا ركز الإخوة الكرام على اللغة .. أخونا سليل الأمجاد تكلم عن التقليد بصفة عامة وذكر بعض المفردات غير العربية التي يستخدمها ليس الصغار فقط بل حتى الكبار..

تعلم اللغة الإنجليزية أيها الإخوة أضحىضرورة فالعلوم اليوم باتت حكراً على الغرب وإن لم نتعلم لغتهم فلن نستطيع أن ننهل مما اكتسبوه من علم ومعلومات ..مع الأسف الشديد أننا لا زلنا نكابر بل ونبرر عدم تعلمنا اللغات الأخرى بخوفنا على لغتنا العربية ..

لغتنا العربية أحبتي ليست في حاجة لنا لحفظها فقد تكفل ربنا جل شأنه بذلك.. إذن لا خوف عليها أبداً..

دعونا ننطلق.. دعونا نتعلم ..

ولا تنسوا أن :من تعلم لغة قوم أمن مكرهم..

أخي العزيز السوادي :

أسعد الله أوقاتك والجميع بكل خير

" تعلم اللغة الإنجليزية أيها الإخوة أضحى ضرورة فالعلوم اليوم باتت حكراً على الغرب وإن لم نتعلم لغتهم فلن نستطيع أن ننهل مما اكتسبوه من علم ومعلومات "

هذا ما نادى به أخي إبن مرضي وأيده أخي الغمر ..
فموضوع اللغة بارك الله فيك متحدين جميعاً على أهميته .

وبنظرة سريعة لمشاركة أخي الغمر نجد أنه تحدث عن التقليد بصفة العموم ( ويندرج تحت مشاركته التقليد للغة أو لزي أو لعادات ) ..

نشاركك برغبتنا للتعلم .. وبإنطلاقة مفاهيمنا .

بارك الله فيك

للجميع تحياتي ،،،

أحبائي..... أعضاء المنتدى...

لقد سررت بتفاعلكم مع موضوعي غاية السرور فكل منكم أضاف له إضافة مميزة.... ولكن شعرت أن البعض لم يفهم مرادي فهما كاملا ،
وظننتم أنني ضد تعلم اللغات الأجنبية ولذلك أحببت التوضيح .

فنحن أعزائي في عصر العولمة ولن نستطيع التكيف مع هذا العصر دون الإلمام بلغة صنّاعها ومن يبحث عن العلم والثقافة لابد أن يتعلم ولو القليل منها ...
ولا ننسى أحبتي أننا نحمل على عواتقنا مهمة كلفنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي التبليغ بالإسلام والدعوة إليه ولن يتسنى لنا دعوة غيرنا ممن ليسوا من بني جلدتنا ولا يتكلمون لغتنا إلا إذا تعلمنا لغتهم ،

وماكنت أرمي إليه في موضوعي هو التقليد بعامته ...
ويندرج تحته التقليد في الألفاظ ... فشبابنا أعجبوا بالغرب إعجابا يفوق الخيال ... فهم يتفوهون بتلك الألفاظ لا لعلم أو ثقافة بل لمجرد التقليد ثم أنهم يعيشون في أوساط عربية ويخاطبون عربا أمثالهم فما الداعي إذاً لألفاظهم المكتسبة إذا كانت الغاية لمجرد التقليد فحسب!!
ثم إنني لاأبالغ إذا قلت: أن الغالبية العظمى منهم لا يفهمون معنى الكلمات التي يستخدمونها ...


ولا أخفيكم سراً أنني حمدت الله كثيرا أن كل منكم نظر إلى موضوعي بنظرته الخاصة ولم يفهم البعض مرادي لأن ذلك كان دافعا قويا لإخراج إبداعاتكم الرائعة ...
ولكم خالص امتناني....

أخي الفاضل : سليل الأمجاد .........وفقه الله

أشكر لك طرح هذا الموضوع وبهذا الأسلوب الراقي وهذا ما أمِلناه منك.

لقد أثرت ياعزيزي موضوعًا على قدر كبير من الأهمية وأثراه الإخوة الأفاضل الذين سبقوني في الرد فلكم جميعًا التقدير والعرفان .

مسألة التقليد مسألة فطرية لدى الإنسان ، وقد تكون إيجابية أو سلبية ، فالطفل يتعلم اللغة من والديه وأسرته بالتقليد وهي هنا عملية إيجابية ، وما أشرت إليه في موضوعك القيّم يتم غالبًا من المراهقين وقديشترك معهم من هم أكبر منهم (سنًا ) في هذا التقليد وهو تقليد سلبي ، فمجال التقليد والفائدة منه هو ما يحدد إيجابيته أو سلبيته وهنا لا يوجد أي فائدة من تقليد الغير باستخدام كلمات لاتضيف شيئًا لأي موضوع تستخدم فيه ( باي - هاي - OK - بلييز ...الخ ) بل تنبيء عن خنوع ونقص من يستخدم هذه الألفاظ ، فكما تفضل أخيالغمر في رده ومما أورده عن مؤسس علم الاجتماع ( ابن خلدون ) والذي يقول فيه :
[ إن المغلوب مولعٌ أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر عوائده...الخ ] .
فهذا دليل على خنوع هؤلاء وانبهارهم بالغرب وهم أعجز الناس عن تقليد الغرب فيما يفيدهم وأمتهم .

كما تفضل أخيالسوادي الأسرة تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية عن تفشي هذه الظاهرة تليها المدرسة، فلو قام كل أب وأم بدورهما كاملاً تجاه أبنائهما ورفضا السماح لهم بارتداء الجينز والقمصان الغريبة وعمل القصات المتفشية في شباب الغرب الضائع ، وقامت المدرسة بدورها أيضًا ، لما رأينا في شبابنا من يطارد الموضة !!! .

ثم أن الفراغ الذي يعاني منه الشباب وقضاءهم له بطرق سلبية يؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة ، فلو اشغل كل شاب وقت فراغه بما يعود عليه بالفائدة من الرياضة والقراءة وممارسة الهوايات المفيدة لما رأينا شبابًا في عمر الزهور يتمايلون على الأرصفة على أنغام أغانٍ هابطة ويرتدون ملابس أقل ما يقال عنها أنها ( عيب ) .

وصدق الشاعر إذ يقول :

إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة .