إن طفرة المعلومات اليوم والانفجار العلمي الرهيب وصل الى آفاق ليس لها سابقة إذا ما نظرنا الى الماضي القريب والسحيق منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها ( فيما أعلم ) بالرغم من إيماني الكامل بالحضارات القديمة التي وصلت الى مراحل علمية متقدمة جداً في مختلف المجالات كحضارة الإغريق والفراعنه وعاد وثمود وغيرهم من الأمم السابقة الذين برعوا في مجالات عدة كالطب والهندسة والفلك وعلم البحار وعلوم الطبيعة والنبات وغيرها ...
ومع كل تلك الحضارات ومنها حضارتنا المعاصرة فإن التحدي الرباني كان وما يزال قائماً أبد الآبدين ...
هذا التحدي للجنس البشري والجآن على حد سواء هو آية من آيات عظمة الخالق تبارك وتعالى يجب أن نستشعرها دوماً ليثبت اليقين المطلق لعظمة الله فنكف عن جهلنا ومعاصينا وتقصيرنا الكامل في أداء ما خلقنا من أجله ((( العبودية المطلقة لله تبارك وتعالى )) .
إن استشعار عظمة الخالق تؤدي إلى تقديسه وخشيته ومن ذلك العلم به تعالى ومعرفة أنه على كل شيء قدير كما قال تعالى (( ومن الناس والدوآب والأنعام مختلف ألوانه كذلك ، إنما يخشى الله من عباده العلماء )) ..
في الآية الكريمة يبين الله عظمته وقدرته تعالى في خلق الناس والدواب والأنعام بألوان مختلفة ومتعددة حتى في الجنس الواحد والمتأمل في الجنس البشري وحده يدرك تلك الحقيقة وتلك العظمة الربانية فتبارك الله أحسن الخالقين ..
ومما جاء في سياق التحدي الذي تقف عنده كل المخلوقات عاجزة خاضعة ذليلة ما يلي :
1 - قال الله تعالى (( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )) ..
2- قال الله تعالى (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ))
3- قال الله تعالى (( فلولآ إذا بلغت الحلقوم ، وأنتم حينئذ تنظرون ، ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ، فلولآ إن كنتم غير مدينين ، ترجعونهآ إن كنتم صادقين )) ..
وقفة :
إن أعظم تحدي يواجهه الانسان وأعظم ما قهر الله به عباده هو الموت ..
فالروح أصلاً غير معروف مكانها ولا طبيعتها وفضلاً عن ذلك كله العجز الكامل للإنسان عن أيقاف خروجها من الجسد عندما يقضي بذلك رب العالمين ..
هو تحدٍ رباني عظيم ودلائل عظيمة على قدرة وعظمة الله الذي أهمل كثير من الناس خشيته وتقديسه حق قدسيته وغرتهم الحياة الدنيا حتى أن المرء يفعل المعصية متجاهلاً إطلاع الحكيم العليم عليه فيأمن من مكر الله ومن يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرين ..
إن من يأمن من الله في الدنيا لن يأمن منه تعالى في الآخرة ومن خاف من الله في الدنيا أمنه الله يوم القيامة .
هكذا هو التحدي الرباني غاية في الإعجاز ووسيلة عظيمة يستعان بها على التعرف على الله العظيم الكريم واستشعار قدرته المطلقة تبارك وتعالى .
**************************
اللهم إني أشهدك أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد ، أسألك أن تجعل ما كتبت شاهداً لي لا علي يوم ألقاك إنك سميع مجيب الدعاء .
* اعتذر عن طرح الموضوع في العام بدلاً من الاسلامي وارجو من السادة المشرفين عدم نقله لتعم الفائدة .
تعليق