الاستاذ الفاضل أبو ماجد
اشكر متابعتك للموضوع .
ثقتي مطلقة أن استفادتك من هذا الموضوع لن تكون كبيرة بقدر استفادتي من متابعتك ودعمك .
دمت بصحة وسلامة
=========================
بعد حصول القصيبي على درجة البكالوريوس وقف على مفترق هام في حياته يعنى باتخاذ قرار من اصعب القرارات في حياته وهو ما يعاني منه جيل اليوم الذين يقفون حيارى أمام اتخاذ مثل ذلك القرار الصعب ..
تيقن القصيبي انه لا يحمل عقلية تجارية لذا رفض وبجرأة تعكس شخصيته القيادية الطموحة في صناعة القرار والعمل على إنجاحه ما عرضه عليه والده الثري للعمل في التجارة وتيقن انه قادر على إكمال دراساته العليا في تحدٍ واضح للواقع والمنطق ، كما انه حدد ميوله وموهبته مسبقاً باختياره مجال الإدارة في تعليمه الجامعي ... كما رفض عروض أخرى من جهات حكومية كانت مغرية جداً منها المنصب الكبير الذي عرض عليه في وزارة البترول والثروة المعدنية كمدير عام لندرة الشهادة الجامعية آنذاك ..
تعليق خاص :
يسعى كثير من الشباب اليوم إلى الحصول على الوظيفة بأقصر الطرق الممكنة حتى ان منهم من يكتفي بالشهادة الثانوية ويقف عاجزاً عن تحديد المسار المناسب له فيدفن قدراته في وظيفة ربما لا تتناسب مع إمكاناته العقلية ليبقى طيلة حياته مرؤوساً مهما طالت سنين خدماته . إنني القي باللوم الكبير على محدودية فكرهم وقصر نفسهم وجلدهم وروح الانهزامية التي حلت بكثير منهم عن مواجهة تحديات الشهادات العليا و سلالم القيادة .
البحث عن المادة مطلب أساسي في الحياة ولكن تحقيق الطموح وبناء الذات في نظري أهم بكثير من اختصار الطريق للمادة لأن كل الطرق تؤدي لها وإن طال الزمان ... فالرزق مكتوب سلفاً
انتقل إلى الولايات المتحدة وتعرف على أساليب إدارية جديدة بعيدة كل البعد عن البيروقراطية التي كان ولا يزال يعاني منها العالم العربي ..
كانت هناك مفارقة مذهلة بين الشرق ( الوطن العربي ) وبين الولايات المتحدة إدارياً فقد كان هناك حد أدنى من الروتين سواء في الجامعة أو في الحكومة وفي الحياة عموماً ..
هذه المفارقة المدهشة التي يفاجأ بها القادم من الشرق تسببت في إحداث نقلة كبيرة جداً في بناء الشخصية القيادية لدى القصيبي وأقرانه فقد كانت الفجوة كبيرة جداً بين الغرب والشرق ( إدارياً ) فهنا إدارة بيروقراطية عقيمة متبوعة بكثير من أنواع الفساد الإداري وهناك إدارة علمية متقدمة خالية من الفساد ...
تعلم القصيبي الكثير من الأساليب الإدارية المتقدمة هناك ( الادارة السياسية ) من أهمها ما تعلمه من رسالة الماجستير التي كتبها عن العالم الألماني / الأمريكي هانس مورجنثاو الذي يرى (( أن السياسة كانت ، منذ الأزل وتبقى إلى الأبد صراعاً على القوة )) ومعنى القوة إخضاع الآخرين لسلطة المرء عن طرق ثلاثة دوافع :
1-الرغبة في الثواب .
2-الخوف من العقاب .
3-أو الحب والاحترام .
ولهذه الأساسيات ترتيب حسب الأولوية يجب أن يدركها الإداري ليتحقق له النجاح بإذن الله :
1-تبدأ بتحفيز الآخرين عن طريق تبادل الحب والاحترام .
2-إذا لم يتحقق الهدف تلجأ إلى الإغراء بالثواب .
3-إذا لم يتحقق الهدف تلجأ إلى آخر العلاج ( العقاب أو التلويح به ) .
يؤكد هنا القصيبي أن القائد الإداري يجب أن لا يستخدم أسلوبا عنيفاً لتحقيق أهدافه متى كان بوسعه استخدام الرقة وهنا يتذكر الحديث النبوي الشريف عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه )) وهذا هو الأسلوب الإداري والنهج النبوي الشريف الذي زرع حبه عليه أفضل الصلاة والسلام في قلوب المسلمين حتى تقوم الساعة .
يعود القصيبي ليؤكد من جهة أخرى أن القائد الذي يجبن عن استخدام الشدة وقت الضرورة حينما لا يجد عنها بديلاً لا يستحق أن يوضع في موضع القيادة .
>>>> التالي : تجربة إدارية جديدة والاصطدام باللوبي الصهيوني ( ص 32 ) .
تعليق