كان إيقاع الزمان سريعاً جداً
اليوم يمر كساعة
السعادة لا حدود لها
نشوة الرضى تعتريني دوماً .. لم يدخل قلبي الحزن يوماً ، ولا أعرف للألم طعماً
الهم لا يعرف لي طريق ... والندم تعاهد غيري فاشتغل به
أسابق الساعات والأيام فلا أهزمها ... ولا ارقب المستقبل لأنه يأتي قبل أن أفكر به
ماضٍ جميل ، وحاضر أجمل ، ومستقبل يزف لي بشارات الخير
ما أتمناه يتحقق دون عناء
أنا اسعد الناس .. نعم إنني أسعدهم على الإطلاق
لا أعرف الفراغ الذي عصف بغيري
اجدني كل يوم في بحث جديد ، أقرأ هنا وأكتب هناك
همي الوحيد كيف اجد مفردة جديده ، ومعلومة مفيدة ... لأمررها لغيري
كل دقيقة تمر تضيف إلى ذاكرتي رصيد جديد ... وتنظم لؤلؤة جميلة في عقدي الفريد
ودوام الحال من المحال
توقفت عجلة الزمن أو كادت ... واصبح إيقاعها بطيئاً جداً
اللحظة تمر كساعة ... والساعة كيوم
الوقت بطيء وكئيب جداً
سلبت فرحتي ، وجثا الهم على قلبي ، وتملكني الحزن ... وانتشر الألم في كل جسدي
أفكر في المستقبل ... لا أرى فيه إلا غيمة سوداء مخيفة
لا أتمنى شيئاً ... فأنا أخشى أن لا يتحقق ... فيزداد همي وألمي
تدمع عيني عندما أفكر في الماضي الجميل ... الذي لن يرجع
أصارع الحاضر الذي لا يريد أن يتحرك ... أو يتغير
مللت القراءة وكرهت الورقة والقلم
كل لحظة تمر تفتح لي ألف سؤال لا إجابة لها .. وكل دقيقة تقتل بعضاً من بقايا ذكرياتي
تبدل الحال
إنه قدري .... الذي أراد أن يخبرني أن الماضي بات من الأحلام
والحاضر آلام
والمستقبل ظلام
وكل الأماني أوهام
لم اصدق الحقيقة ، فعدت لأوراقي القديمة فهي ما تبقى لي
لم تشفع لي حروفها التي سطرتها من دمي
ولم تعفو عني كلمات الوفاء التي خصصتها بها .. !
تبدلت أوراقي ... وزاد احتراقي
تغير لونها الأبيض ... و أصبحت ملطخة بالدماء
أين ذهبت سعادتي ؟ ومن سلب فرحتي ؟
لا أعلم إلا ما تعلمه طفلة المهد .. فصرخت كما تصرخ دون أن أفهم سبب صراخي
تماسكت قليلاً قبل أن تنهار قواي المتهالكة
تساقطت قطرات من دموعي الحارقة
تجاهلتها
وسألت نفسي من جديد ، ما الذي أصابني ، وماذا حدث ؟؟
ازدادت دموعي ... وارتفع صوتي الشاحب
حاولت كتمانه في صدري ... عجزت
ماذا حدث ؟
انهارت كل قواي ... وارتعد كل جسدي النحيل
وارتفع صوتي مردداً
لقد خسرت كل شيء ... لقد خسرت كل شيء
بلا ذنب اقترفته ... ولا جرم جنيته ... إلا أنني دفعت الظلم عن نفسي !!!!!!!!!!!!!!
* في الحديث القدسي " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً "
ألف شكراً لكل من ساهم في خسارتي وسعى لها ... ألف شكر
كغيري من الأجانب .. وداعاً
تعليق