حتى وهو لم يبلغ السادسة من عمره كان متميزا عن أقرانه ومتفوقا عليهم . في المدرسة وجد ضالته ، وأصبح يسابق المناهج والمعلمين ، في السنة الثالثة ويستعير كتبا من مقررات السنة الرابعة بل وحتى الخامسة .
في الثانوية العامة ، التي وصل إليها سريعاً ، بدأت تظهر له مميزات أخرى ، فإلى جانب الذكاء تبلور الطموح الجامح ، وأتضحت ملامح الشاب الوسيم حتى أصبح محطا للأنظار ومرمىً وهدفا للحساد والحاقدين .
في الجامعة لم ينتظر زملائه الذين سجلوا معه ، فسرعان ماحصل على شهادة الهندسة بأمتياز مع مرتبة الشرف الأولى التي كانت لاترضي طموحه .
تلقفته المؤسسات التي كانت تتابعة حتى أثناء سنوات الدراسة ، أختار أكبرها وأكثرها نجاحا ، ربما يجد فيها مايشفي غليلة ، أصبح يترقى فيها بأسرع ماتكون الترقيات حتى وصل إلى أعلى منصب فيها .
تزوج من فتاة كانت من الجمال والذكاء بما يوزاي وسامته وذكاؤه ، أتفقا في كل شيء تقريبا ، أنجبا طفلا وطفلة ، قمرا وأخته .
سافر لأول مرة خارج بلاده في رحلة عمل سياحية ، في وقته الحر من إرتباطات العمل والأجتماعات ، أنظم إلى مجموعة سياحية ، صعد معها إلى قمة أعلى جبل في تلك المدينة ، لم يكتفي بخط نهاية السواح ، بل أستمر في الصعود حتى وصل إلى ذروة الجبل ، طموحه دائما ليس له حدود !
أثناء نزوله للحاق بالمجموعة التي كانت قد بدأت في النزول إلى سفح الجبل ، مرّ على مغارة مظلمة ، دخل إليها ليكتشف مابداخلها مدفوعا بحب الأستطلاع الذي يحركه طموحه الجامع .
عند خروجه من المغارة التي لم يجد فيها ماكان يتوقعه ؟ ناداه صوت من داخلها بإسمه الذي لم يكن يتوقع أن أحدا يعرفه : علاء الدين ، ياعلاء الدين .. ماذا تريد ؟ ماذا تتمنى ، أطلب تجد !
لم يدخل إلى نفسه الخوف ولم يساوره الشك ، أستجاب للنداء وبدأ في عرض مطالبه :
أريد فانوسا سحريا ، يليق بأسمي ،؛ فانوس علاء الدين السحري!!
جاءه الرد ؛ أنت في عصر الفضاء والتقنية الرقمية ، وتريد فانوساً ، أطلب أشياء عصرية .
أريد نظارة إذاً . نظارة !! ماذا تريد بالنظارة ؟ أريد أن أقرأ بها أفكار الآخرين .
لك ذلك ، أخرج وتجدها عند باب الكهف .
التقط صندوقا اسود وجده عند مخرج المغارة ، وفتحه سريعا ، فطموحه لايسمح بالأنتظار . وجد نظارةً سوداء .. .
لحق بمجموعته وأستعجل دليلهم في العودة إلى مقر السكن ، وصل إلى غرفته ورمى بنفسه على السرير .
وضع النظارة على عينيه فإذا هو يرى السماء من خلال الأدوار التي فوقه ، نظر إلى أسفل فإذا به يرى قواعد المبنى وماتحتها .
طبّق نظارته وجعلها في جيبه القريب من صدره ، فقد أصبحت تساوي عنده أغلى من كل شيء.
عاد مسرعا إلى مدينته ، خرج من المطار ، لبس نظارته ، فإذا به يرى كنوزا وأثارا ، بدأ يفكر كيف يمكنه الحصول عليها دون أن يشاركه فيها أحد .
وصل إلى منزله ، فأستقبلته زوجته وأبنه الذي يشبهه وأبنته الفائقة الجمال . أستأذنهم في الذهاب إلى غرفة نومه فهو متعب من عناء الرحلة وضغوط العمل .
جاءت زوجته في الصباح لتوقظه من النوم ، لبس النظارة سريعا ، ليقرأ فكر شريكته المخلصة ، قالت له : صباح الخير ياعمري .
قرأها تقول : يوم أخر مع هذا الأناني النذل ...
جاءت البنت تقول : مع السلامة يابابا .
قرأها تقول : كم كنت سعيدة بغيابك.
قبل أن يصل إليه أبنه ، رأى ثقبا كبيرا في قلبه ، نزع نظارته وهشمها بيده وتحطم قلبه هو أيضا ومات .
____________________________________________
تصرفت في هذه القصة التي قرأتها منذ سنوات ، لعلها من كتاب " عن هذا وذاك " لغازي القصيبي ، لا أدري ؟؟.
في الثانوية العامة ، التي وصل إليها سريعاً ، بدأت تظهر له مميزات أخرى ، فإلى جانب الذكاء تبلور الطموح الجامح ، وأتضحت ملامح الشاب الوسيم حتى أصبح محطا للأنظار ومرمىً وهدفا للحساد والحاقدين .
في الجامعة لم ينتظر زملائه الذين سجلوا معه ، فسرعان ماحصل على شهادة الهندسة بأمتياز مع مرتبة الشرف الأولى التي كانت لاترضي طموحه .
تلقفته المؤسسات التي كانت تتابعة حتى أثناء سنوات الدراسة ، أختار أكبرها وأكثرها نجاحا ، ربما يجد فيها مايشفي غليلة ، أصبح يترقى فيها بأسرع ماتكون الترقيات حتى وصل إلى أعلى منصب فيها .
تزوج من فتاة كانت من الجمال والذكاء بما يوزاي وسامته وذكاؤه ، أتفقا في كل شيء تقريبا ، أنجبا طفلا وطفلة ، قمرا وأخته .
سافر لأول مرة خارج بلاده في رحلة عمل سياحية ، في وقته الحر من إرتباطات العمل والأجتماعات ، أنظم إلى مجموعة سياحية ، صعد معها إلى قمة أعلى جبل في تلك المدينة ، لم يكتفي بخط نهاية السواح ، بل أستمر في الصعود حتى وصل إلى ذروة الجبل ، طموحه دائما ليس له حدود !
أثناء نزوله للحاق بالمجموعة التي كانت قد بدأت في النزول إلى سفح الجبل ، مرّ على مغارة مظلمة ، دخل إليها ليكتشف مابداخلها مدفوعا بحب الأستطلاع الذي يحركه طموحه الجامع .
عند خروجه من المغارة التي لم يجد فيها ماكان يتوقعه ؟ ناداه صوت من داخلها بإسمه الذي لم يكن يتوقع أن أحدا يعرفه : علاء الدين ، ياعلاء الدين .. ماذا تريد ؟ ماذا تتمنى ، أطلب تجد !
لم يدخل إلى نفسه الخوف ولم يساوره الشك ، أستجاب للنداء وبدأ في عرض مطالبه :
أريد فانوسا سحريا ، يليق بأسمي ،؛ فانوس علاء الدين السحري!!
جاءه الرد ؛ أنت في عصر الفضاء والتقنية الرقمية ، وتريد فانوساً ، أطلب أشياء عصرية .
أريد نظارة إذاً . نظارة !! ماذا تريد بالنظارة ؟ أريد أن أقرأ بها أفكار الآخرين .
لك ذلك ، أخرج وتجدها عند باب الكهف .
التقط صندوقا اسود وجده عند مخرج المغارة ، وفتحه سريعا ، فطموحه لايسمح بالأنتظار . وجد نظارةً سوداء .. .
لحق بمجموعته وأستعجل دليلهم في العودة إلى مقر السكن ، وصل إلى غرفته ورمى بنفسه على السرير .
وضع النظارة على عينيه فإذا هو يرى السماء من خلال الأدوار التي فوقه ، نظر إلى أسفل فإذا به يرى قواعد المبنى وماتحتها .
طبّق نظارته وجعلها في جيبه القريب من صدره ، فقد أصبحت تساوي عنده أغلى من كل شيء.
عاد مسرعا إلى مدينته ، خرج من المطار ، لبس نظارته ، فإذا به يرى كنوزا وأثارا ، بدأ يفكر كيف يمكنه الحصول عليها دون أن يشاركه فيها أحد .
وصل إلى منزله ، فأستقبلته زوجته وأبنه الذي يشبهه وأبنته الفائقة الجمال . أستأذنهم في الذهاب إلى غرفة نومه فهو متعب من عناء الرحلة وضغوط العمل .
جاءت زوجته في الصباح لتوقظه من النوم ، لبس النظارة سريعا ، ليقرأ فكر شريكته المخلصة ، قالت له : صباح الخير ياعمري .
قرأها تقول : يوم أخر مع هذا الأناني النذل ...
جاءت البنت تقول : مع السلامة يابابا .
قرأها تقول : كم كنت سعيدة بغيابك.
قبل أن يصل إليه أبنه ، رأى ثقبا كبيرا في قلبه ، نزع نظارته وهشمها بيده وتحطم قلبه هو أيضا ومات .
____________________________________________
تصرفت في هذه القصة التي قرأتها منذ سنوات ، لعلها من كتاب " عن هذا وذاك " لغازي القصيبي ، لا أدري ؟؟.
تعليق