هذه الصورة لأحد المجاهدين العرب الذين استشهدوا في سبيل الله ، ولا أدري أين استشهد ؟ في أفغانستان أم في البوسنة ؟ لم أجد له إسماً والموقع الذي أخذت منه هذه الصورة يلقبه بالشهيد الهزبر :
لا يهمنا اسمه الآن , إنما يهمنا سبب هذه الإبتسامه العجيبة المرتسمه على وجهه !!!! لقد شاهدنا الكثير والكثير من قتلى الحروب ولكننا لم نجدهم يبتسمون كما فعل هذا الشهيد صاحب الصورة .
يا لله العجب ترى ما الذي رآه قبل أن يبتسم حتى يودع الدنيا وهو على هذه الحال ، هنيئاً له إن كانت الجنة هي داره وقراره .
ويتبادر إلى ذهني سؤال آخر : ما هو السبب الذي جعله يترك أهله وماله وحياة الرغد والراحة ويذهب إلى تلك الديار حيث الشدة والألم والصعاب ليموت هنالك ؟
ما هو الفرق الذي بيننا وبينهم لماذا لم نفعل كما فعلوا ؟ ما الشئ الذي بث فيهم الحماس ليذهبوا ؟ وما الشئ الذي أحبطنا وأوهننا لنقعد في بيوتنا ؟
إننا والله لفي أشد الحاجة لمثل هؤلاء في وقتنا الحاضر ، كي يعيدوا لنا مجداً فقدناه منذ زمنٍ بعيد .
وأود هنا أن أورد كلمات للشهيد عبدالله عزام رحمه الله وجدتها في نفس الموقع الذي أخذت منه تلك الصورة ، تصف بالدقه طريق النجاة لوضعنا الحاضر :
" إنما تحيا الأمم بعقائدها وأفكارها ، وتموت بشهواتها ولذاتها ، وبقدر ما ينتشر في الأمة من مبادئ خيرة وعقائد صحيحة بقدر ما تضرب بجذورها في أعماق الأرض ، وترسل مجموعة سيقانها و أوراقها يانعة تستظل بها البشرية من لفح الحياة وسعيرها المادي ، ومن لظى الحقد والحسد و التنافس على المتاع الحقير والعرض القريب
والأمة المسلمة إنما عاشت على مر التاريخ البشري بالعقيدة الربانية ، وبالدماء التي أريقت من أجل نشر هذه العقيدة و غرسها في واقع الحياة
وحياة الأمة إنما ترتبط بمداد العلماء ودماء الشهداء ، وما أجمل أن نخط تاريخ الأمة بمداد العالم ودمه فتصبح خارطة التاريخ الإسلامي ملونة بخطين أحدهما أسود ، وهو ما خطه العالم بمداد قلمه والثاني أحمر وهو ما خطه الشهيد بنجيعه ودمه ، وأجمل من هذا : أن يكون الدم واحد والريشة واحدة ، فتكون يد العالم التي تبذل المداد وتحرك القلم ، هي نفس اليد التي تنزف الدم وتحرك الأمم ، وبقدر ما يزداد عدد العلماء الشهداء بقدر ما تنقذ الأجيال من رقادها وتنقذ من ضياعها وتستفيق من سباتها .
فالتاريخ لا يكتب سطوره إلا بالدم ، والمجد لا يبنى صرحه إلا بالجماجم ، والعزة والرفعة لا يمكن أن تقوم إلا على تلال من الأشلاء و الأجساد ، والممالك و الأمجاد والدول والمجتمعات لا يمكن أن تقام إلا بالنماذج .
إن الذين يظنون أنهم يستطيعون أن يغيروا واقعا ، أو يبدلوا مجتمعا دون دماء وتضحيات وأشلاء ، دون أرواح أبرياء هؤلاء لا يدركون طبيعة هذا الدين ولا يعلمون نهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
فالذين يبنون الأمم قليلون ، والأمة أحيانا تكون بواحد ، يقف موقفا ينقذ الله به هذا الدين ، كما وقف أبو بكر يوم الردة ، ووقف أحمد بن حنبل يوم أن ارتجت الأرض كلها ببدعة خلق القرآن فنجى الله الأمة به .
قليل هم الذين يحملون المبادئ ، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم ، فهم قليل من قليل من قليل ، ولا يمكن أن يصل إلى المجد إلا من عبر هذا الطريق ، ولا يمكن أن يقام لهذا الدين بنيان ، ولا أن ترفع له راية ، ولا أن تشرع له سفينة إلا عبر هذا الطريق ، هذا الطريق وحده ، بل لا جنة بدون هذا الطريق .
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) "
يحبّطنا الكثير من الناس بأنه لا حول ولا قوة لنا في حرب الكافرين في زماننا هذا ، ونسوا وتناسوا أن القوة والعزة لله جميعا وأن النصر بيده وبالتمسك بدينه ، وأذكر لهم هذا المثال العظيم لإحدى معارك المسلمين مع الروم ( غزوة مؤته ) :
عندما تحرش الروم ببلاد المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث الرسول لهم سرية قوامها ثلاثة آلاف رجل ، وكان عدد الروم في تلك الغزوة مئتي ألف رجل بعدتهم وعداتهم ، ومع ذلك لم ينتصر الروم بكثرتهم ، وكان عدد قتلى المسلمين اثنا عشر رجلاً فقط بينما لم يعرف عدد قتلى الكافرين من كثرتهم ، وبعد هذه الغزوة هاب الروم المسلمين فلم يتجرؤا بعدها من الإقتراب من بلاد المسلمين أو التحرش بها .
رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، باعوا الدنيا من أجل الآخرة ، وبحثوا عن الموت في مضانّه ، عَلَت بهم الأمة وعزّة ، همهم الوحيد رفع كلمة لا اله إلا الله والشهادة في سبيله .
حضرت الوفاة خالد بن الوليد وعزّ عليه أن يموت على فراشه فقال هذه الكلمات الخالدة :
( لقد شهدت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة سيف أو رمية سهم أو طعنة رمح ، وها أنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العَير ، فلا نامت أعين الجبناء )
نعم والله فلا نامت أعين الجبناء .
فلا نامت أعين الجبناء يا قادة الدول العربية .
فلا نامت أعين الجبناء يا من سجنتم وعذبتم وشردتم شباب الجهاد .
فلا نامت أعين الجبناء يا من إتهمتم أولئك الأسود بالإجرام والإرهاب والتخلف .
فلا نامت أعين الجبناء يا من واليتم اليهود والنصارى والكافرين وقدمتم لهم العون والنصرة .
(( منقول ))
لا يهمنا اسمه الآن , إنما يهمنا سبب هذه الإبتسامه العجيبة المرتسمه على وجهه !!!! لقد شاهدنا الكثير والكثير من قتلى الحروب ولكننا لم نجدهم يبتسمون كما فعل هذا الشهيد صاحب الصورة .
يا لله العجب ترى ما الذي رآه قبل أن يبتسم حتى يودع الدنيا وهو على هذه الحال ، هنيئاً له إن كانت الجنة هي داره وقراره .
ويتبادر إلى ذهني سؤال آخر : ما هو السبب الذي جعله يترك أهله وماله وحياة الرغد والراحة ويذهب إلى تلك الديار حيث الشدة والألم والصعاب ليموت هنالك ؟
ما هو الفرق الذي بيننا وبينهم لماذا لم نفعل كما فعلوا ؟ ما الشئ الذي بث فيهم الحماس ليذهبوا ؟ وما الشئ الذي أحبطنا وأوهننا لنقعد في بيوتنا ؟
إننا والله لفي أشد الحاجة لمثل هؤلاء في وقتنا الحاضر ، كي يعيدوا لنا مجداً فقدناه منذ زمنٍ بعيد .
وأود هنا أن أورد كلمات للشهيد عبدالله عزام رحمه الله وجدتها في نفس الموقع الذي أخذت منه تلك الصورة ، تصف بالدقه طريق النجاة لوضعنا الحاضر :
" إنما تحيا الأمم بعقائدها وأفكارها ، وتموت بشهواتها ولذاتها ، وبقدر ما ينتشر في الأمة من مبادئ خيرة وعقائد صحيحة بقدر ما تضرب بجذورها في أعماق الأرض ، وترسل مجموعة سيقانها و أوراقها يانعة تستظل بها البشرية من لفح الحياة وسعيرها المادي ، ومن لظى الحقد والحسد و التنافس على المتاع الحقير والعرض القريب
والأمة المسلمة إنما عاشت على مر التاريخ البشري بالعقيدة الربانية ، وبالدماء التي أريقت من أجل نشر هذه العقيدة و غرسها في واقع الحياة
وحياة الأمة إنما ترتبط بمداد العلماء ودماء الشهداء ، وما أجمل أن نخط تاريخ الأمة بمداد العالم ودمه فتصبح خارطة التاريخ الإسلامي ملونة بخطين أحدهما أسود ، وهو ما خطه العالم بمداد قلمه والثاني أحمر وهو ما خطه الشهيد بنجيعه ودمه ، وأجمل من هذا : أن يكون الدم واحد والريشة واحدة ، فتكون يد العالم التي تبذل المداد وتحرك القلم ، هي نفس اليد التي تنزف الدم وتحرك الأمم ، وبقدر ما يزداد عدد العلماء الشهداء بقدر ما تنقذ الأجيال من رقادها وتنقذ من ضياعها وتستفيق من سباتها .
فالتاريخ لا يكتب سطوره إلا بالدم ، والمجد لا يبنى صرحه إلا بالجماجم ، والعزة والرفعة لا يمكن أن تقوم إلا على تلال من الأشلاء و الأجساد ، والممالك و الأمجاد والدول والمجتمعات لا يمكن أن تقام إلا بالنماذج .
إن الذين يظنون أنهم يستطيعون أن يغيروا واقعا ، أو يبدلوا مجتمعا دون دماء وتضحيات وأشلاء ، دون أرواح أبرياء هؤلاء لا يدركون طبيعة هذا الدين ولا يعلمون نهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
فالذين يبنون الأمم قليلون ، والأمة أحيانا تكون بواحد ، يقف موقفا ينقذ الله به هذا الدين ، كما وقف أبو بكر يوم الردة ، ووقف أحمد بن حنبل يوم أن ارتجت الأرض كلها ببدعة خلق القرآن فنجى الله الأمة به .
قليل هم الذين يحملون المبادئ ، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم ، فهم قليل من قليل من قليل ، ولا يمكن أن يصل إلى المجد إلا من عبر هذا الطريق ، ولا يمكن أن يقام لهذا الدين بنيان ، ولا أن ترفع له راية ، ولا أن تشرع له سفينة إلا عبر هذا الطريق ، هذا الطريق وحده ، بل لا جنة بدون هذا الطريق .
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) "
يحبّطنا الكثير من الناس بأنه لا حول ولا قوة لنا في حرب الكافرين في زماننا هذا ، ونسوا وتناسوا أن القوة والعزة لله جميعا وأن النصر بيده وبالتمسك بدينه ، وأذكر لهم هذا المثال العظيم لإحدى معارك المسلمين مع الروم ( غزوة مؤته ) :
عندما تحرش الروم ببلاد المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث الرسول لهم سرية قوامها ثلاثة آلاف رجل ، وكان عدد الروم في تلك الغزوة مئتي ألف رجل بعدتهم وعداتهم ، ومع ذلك لم ينتصر الروم بكثرتهم ، وكان عدد قتلى المسلمين اثنا عشر رجلاً فقط بينما لم يعرف عدد قتلى الكافرين من كثرتهم ، وبعد هذه الغزوة هاب الروم المسلمين فلم يتجرؤا بعدها من الإقتراب من بلاد المسلمين أو التحرش بها .
رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، باعوا الدنيا من أجل الآخرة ، وبحثوا عن الموت في مضانّه ، عَلَت بهم الأمة وعزّة ، همهم الوحيد رفع كلمة لا اله إلا الله والشهادة في سبيله .
حضرت الوفاة خالد بن الوليد وعزّ عليه أن يموت على فراشه فقال هذه الكلمات الخالدة :
( لقد شهدت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة سيف أو رمية سهم أو طعنة رمح ، وها أنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العَير ، فلا نامت أعين الجبناء )
نعم والله فلا نامت أعين الجبناء .
فلا نامت أعين الجبناء يا قادة الدول العربية .
فلا نامت أعين الجبناء يا من سجنتم وعذبتم وشردتم شباب الجهاد .
فلا نامت أعين الجبناء يا من إتهمتم أولئك الأسود بالإجرام والإرهاب والتخلف .
فلا نامت أعين الجبناء يا من واليتم اليهود والنصارى والكافرين وقدمتم لهم العون والنصرة .
(( منقول ))
تعليق