أخي أبو ماجد ربما لم أقرا هذا الموضوع من قبل ولكني قرأته الآن وأعجبت بالطرح الراقي والمناقشة الراقية من قبل الأعضاء وأسلوب الحوار وليس لي ما أقول إلا بالرجوع إلى



دارسوا التاريخ

وعلى رأسهم مؤسس علم الاجتماع وعلم نقد التاريخ عبد الرحمن بن خلدون الذي حاول في مقدمته المشهورة أن يضع الأسس التي تساعد المؤرخ على تفهم أحوال الدول وتقلباتها وأسباب اضمحلالها والمجتمعات وأسباب رقيها وانخفاضها وليس هذا موضوع تفصيل نظريات ابن خلدون في مقدمته ولكن نضرب مثالا للأسس التي وضعها لفهم حقائق التاريخ .

نبه ابن خلدون في مقدمته إلى ناحية مهمة جدا يذهل عنها أكثر الناس وهي تبدل أحوال الناس من حالة إلى حالة في كثير من العادات والتقاليد أي يجب أن نفهم طبيعة العصر الذي عاش فيها فلان أو قامت فيه الدولة الفلانية ولا نقيسه على عصرنا تماما والذي يظن أنه يجب أن يكون بيننا الآن من أمثال هؤلاء العلماء دون أن يكون هناك بيئة علمية فهو واهم وقس على ذلك البيئة الجهادية التي بدأها عماد الدين زنكي وابنه نور الدين والتي كان من نتائجها صلاح الدين الأيوبي .

الذي لا يتفطن لهذا يظن أن الأمور متشابهه من كل الوجوه وقد يرى ما عليه الصحابة من قيامهم بالأعمال الجليلة فيظن أنه يمكن أن يتأتى له هذا دون تدريب وتعلم ولا يعلم أن العرب لأول عهدهم بالرسالة كانوا من صفاء الذهن والذكاء والفصاحة ما جعل هذه الأمور سهلة عليهم .

يقول ابن خلدون : ( من الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل الأحوال في الأمم والأجيال بتبدل الإعصار ومرور الأيام وهو داء دوي شديد الخفاء فلا يكاد يتفطن له إلا الآحاد من أهل الخليقة ومن هذا الباب مايتوهمه المتصفحون لكتب التاريخ إذ سمعوا أحوال القضاة وما كانوا عليه من الرياسة في الحروب فتترامى بهم وساوس الهمم إلى مثل تلك الرتب يحسبون أن الشأن في خطة القضاء لهذا العهد على ما كان عليه من قبل ... ).

كما أن الذي لا يتفطن إلى موضوع التطور البطئ يظن أن الأمور تنتقل فجأة من حال إلى حال لأنه يدرس المجتمعات كأنها ( ساكنة ) .

وللمؤرخين من غير المسلمين نظريات في التحليل التاريخي يجب أن لا تهمل بل نستفيد منها مع الحذر لما فيها من تعميم أو نظريات غير صحيحة .

كما أن الدراسات النفسية والاجتماعية التي تقدمت وتطورت كثيرا في هذا العصر هي من المصادر التي يعتمد عليها مع التنبه إلى عدم المغالاة فيها وفي حشرها في كل شيء .

شكرا للكاتبة المبدعة والراقية في أسلوبها في الحوار الأخت حديث الزمان وشكرا للإخوة الأعضاء المشاركين وشكر خاص لك يا أبو ماجد على رفع الموضوع

يستاهل الرفع وعلى مسؤليتي ..!

الأستاذ الفاضل الدويهي


نعم ، من مثل هؤلاء الكرام تعلمنا أدب الحوار ، واحترام الرأي الآخر .. فلهم الفضل والشكر الوفير بعد الله تبارك وتعالى .


لك الشكر الجزيل لحضورك الجميل .



---------------

الأستاذ الفاضل أبو أحمد


سوف أعود قريباً إن كتبت لي الحياة .

الأخت الكاتبة حديث الزمان كنت أشير في ردي الأول إلى مقدمة ابن خلدون ليس إلا أن نقارن بين ما كانوا عليه أسلافنا حيث لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا عندما أعدوا له العدة فنحن هنا لم نقم بما قاموا به الأوائل فعندما نعلم أن من العلماء المسلمين ابن سينا وابن زهر وابن حيان والرازي وغيرهم تدرس كتبهم في الغرب ولم يستفيد منها المسلمون بل ساروا يتلقون علومهم من هناك من حيث ما ترجمت فعندنا أمهر الطيارين وليس عندنا من يصنع طيارة وعندنا فن البرمجة وليس عندنا من يصنع الكمبيوتر وعندنا المهندسون ولكن نستورد قطع المصنع وتصل لنا عبر المواني على سفن ليست من صنعنا وتركب المصانع بايدي أجنبية إلا ما ندر رغم الأمكانية المتاحة فمثلاً دول الخليج حباها الله بموارد كثيرة لكنها لم تستغل في تدريب الشباب على تعلم الصناعات بل أكثر ما وصلت إليه تعلمهم تشغيل الآلة المستوردة وعندما تعطل تلك الآلة ننتظر حتى يتم جلبها لنا من هناك من حيث المصدر .
أرجو أن أكون قد أوضحت بعض الأشياء التي لم تتضح في الرد الأول

الأستاذ الفاضل أبو أحمد


أوافقك الرأي فيما ذكرت ، كما يوافقك عالمنا العربي أجمع ..


من الغريب حقاً علمنا اننا نسير في الاتجاه الخطأ - كما ذكرت - ومع ذلك لا نحرك ساكناً ...



ترى .. أي سر يختبىء خلف هذا الخذلان ؟