التصنيف العالمي لمستويات الدول سواء المستوى الثقافي او الاقتصادي او الصناعي ( العسكري ، المدني ) وضعنا تحت مسمى الدول النامية ...
كنت انظر لهذا المسمى نظرة احتقار ودونية وكأنه عار في جبين الأمة لا يغفرها الزمان ..
حقيقة ليس عيباً أن نكون دولة نامية تتطلع للوصول إلى مستوى الدول الصناعية أو ما يسمى بدول - مجتمعات - ما بعد الصناعية التي تفوقت ووصلت إلى مراحل متقدمة جداً في كافة مستوياته ...
ولعل هذا ما يجعلنا نردد عبارة حرة تناقلناها عن المثقفين حتى مللنا سماعها .. !!
تلك العبارة هي ( بدأنا من حيث انتهى الآخرون ) ..
جميلة جداً هذه العبارة عندما تدخل حيز التنفيذ لأنها ستقفز بنا إلى المقدمه بسرعة فائقة وفي فترة قصيرة حسب مفهومها ..
ولكن ...
هذه العبارة مملة جداً عندما تصبح مجرد - كلام في الهواء - لأننا بكل صراحة لم نبدأ من حيث انتهى الآخرون ولا من حيث بدأوا ... !!
لو أخذنا عنصراً هاماً من عناصر التنمية وهو ( الصناعة ) لوجدنا انفسنا لم نبدأ بعد لأننا وبكل بساطة ( دولة أو مجتمع مستهلك فقط ) وبذلك فنحن نقف في مؤخرة الركب بدون منافس ..
اننا لم نفهم ما صنعه الآخرون ولم ندرسه ولم نقلده ولم نستورد منهم إلا ما عفى عنه الزمن وكل ما نفعله ( الإستهلاك الأخرق ) ...
تايوان أدهشت العالم صناعياً حتى انها باتت تنافس الصناعات المتقدمة ( غير العسكرية ) واستطاعت إغراق الأسواق العالمية بصناعاتها المقلدة للصناعات الأمريكية بل وتنافسها من حيث الجودة والتسويق والتوازن بين التكلفة والربحية ...
الصين تفوقت هي الأخرى في نفس مجال التقليد إلا أنها تفوقت وبجدارة فائقة في التصنيع العسكري حتى وصلت إلى المقدمة منافسة مع أمريكا ...
ومن المعروف أن التصنيع العسكري هو المقياس الوحيد هذه الأيام الذي يصنع للدولة مكاناً أو لا مكان على المسرح العالمي ..
الهند هي الأخرى تنافس وبقوة على الظهور بتميز على المسرح العالمي ، ومن المدهش حقاً أن الهند وبالرغم من الكثافة السكانية الهائلة لا تستورد شيئاً من الخارج سواء صناعات عسكرية أو مدنية أو مواد استهلاكية ... بل تعتمد على الإنتاج المحلي 100% بغض النظر عن جودته التي تسعى الى تطويرها لمنافسة العالمية ...
السؤال :
هل بدأنا فعلاً من حيث انتهى الآخرون كما بدأ هؤلاء ؟؟؟؟؟
للحديث بقية ... من الواقع .
تعليق