بسم الله الرحمن الرحيم
>
>الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد
>وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
>
>
>فإنه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل
>الصالح وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح.. ومن أعظم هذه المواسم
>وأجلَّها.. أيام عشر ذي الحجة.
>
>
>
>وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
>
>
>
>1- قول الله تعالى: وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1--2]، قال ابن
>كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.
>
>
>2- قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
>[الحج:28]، قال ابن عباس: أيام العشر.
>
>
>3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { \"ما العمل في أيام أفضل
>من هذه العشر\" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: \"ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه
>وماله فلم يرجع بشيء\" } [رواه البخاري].
>
>
>4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله
>سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل
>والتكبير والتحميد } [رواه الطبراني في المعجم الكبير].
>
>
>5- كان سعيد بن جبير رحمه الله ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق ) إذا دخلت
>العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه [رواه الدارمي بإسناد حسن].
>
>
>6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان
>اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في
>غيره.
>
>
>7- قال المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر
>الأواخر من رمضان أفضل الليالي.
>
>
>
>مايستحب فعله في هذه الأيام
>
>
>
>1- الصلاة: يستحب التكبير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل
>القربات. عن ثوبان قال سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله فإنك لا
>تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئه } [رواه مسلم] وهذا عام
>في كل وقت.
>
>
>2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض
>أزواج النبي ، قالت: { كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة
>أيام من كل شهر } [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن
>صوم أيام العشر: إنه مستحب استحباباً شديداً.
>
>
>3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن
>من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله ( كان ابن عمر
>وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس
>بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد
>فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).
>
>
>وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلةات وعلى فراشه، وفي فسطاطه،
>ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه
>وأبي هريرة.
>
>
>فحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هُجرت في هذه الأيام، وتكاد
>تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.
>
>
>4- صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه أنه قال عن صوم
>عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه
>مسلم].
>
>
>5- فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض
>العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم
>رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن
>أبي داود عنه : { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر } ( يوم القر
>هو يوم الاستقرار في منى، وهو يوم الحادي عشر ) وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأن
>صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة، ولأنه
>سبحانه وتعالى يدنو من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب: القول
>الأول: لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.. وسواء كان هو أفضل أم يوم
>عرفة فليحرص المسلم حاجاً كان أم مقيماً على إدراك فضله، وانتهاز فرصته.
>
>
>
>بماذا تستقبل مواسم الخير؟
>
>
>
>حريٌّ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع
>عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن
>مولاه. كما يستقبل مواسم الخير علمة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي
>الله - عز وجل - فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
>لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وقال تعلى: وَسَارِعُواْ إِلَى
>مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
>أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]. فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه
>الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم. فإن الدنيا أيام قلائل
>ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب واجنة والنار، وكن من الذين عناهم
>الله عز وجل بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
>وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
>
>
>
>أحكام عيد الأضحى المبارك
>
>
>
>أخي المسلم:
>
>
>احمد الله عز وجل أن جعلك ممن أدرك هذا اليوم العظيم، ومدّ في عمرك لترى تتابع
>الأيام والشهور وتقدم لنفسك فيها من الأعمال والأقوال والأفعال ما تقربك إلى
>الله زلفى.
>
>
>والعيد من خصائص هذه الأمة ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام فعليك
>بالعناية بها وتعظيمها. ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا
>مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
>
>
>
>وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام العيد:
>
>
>
>1- التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث
>عشر من شهر ذي الحجة قال تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ
>مَّعْدُودَاتٍ [البقرة:203]K وصفته أن تقول: ( الله أكبر، الله أكبر، لاإله
>إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد ) ويسن جهر الرجال به في المساجد
>والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلانا بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.
>
>
>2- ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله : { من ذبح قبل أن
>يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح } [رواه البخاري ومسلم]. ووقت
>الذبح أربعة أيام العيد، ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي
>أنه قال: { كل أيام التشريق ذبح } [انظر السلسلة الصحيحة برقم 2467].
>
>
>3- الإغتسال والتطيب للرجال: ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق
>لحية فهذا حرام - أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا
>تطيب، وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من
>تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال.
>
>
>4- الأكل من الأضحية: كان رسول الله لا يطعم حتى يرجع من المصلى قيأكل من
>أضحيته.
>
>
>5- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر: والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا
>كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد لفعل الرسول .
>
>
>6- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء
>مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى: فَصَلِّ
>لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]. ولا تسقط إلا بعذر شرعي والنساء يشهدن العيد
>مع المسلمين، حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى.
>
>
>7- مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر
>لفعل النبي .
>
>
>8- التهنئة بالعيد: لا بأس مثل قول: تقبل الله منا ومنكم.
>
>
>واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها:
>
>
>1- التكبير الجماعي: بصوت واحد أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
>
>
>2- اللهو أيام العيد بالمحرمات: كسماع الغناء، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال
>بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات.
>
>
>3- أخذ شيء من الشعر، أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي لنهي النبي عن ذلك.
>
>
>4- الإسراف والتبذير: بما لا طائل تحته ولا مصلحة فية ولا فائدة منه لقول الله
>تعالى: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].
>
>
>
>بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها
>
>
>
>شرع الله الأضحية بقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] وقوله
>تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ [الحج:36]،
>وهي سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس الذي رواه البخاري
>ومسلم أن النبي ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر.
>
>
>
>مم تكون الأضحية؟
>
>
>
>الأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم لقول الله تعالى: لِيَذْكُرُوا
>اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ [الحج:34].
>ومن شروط الأضحية السلامة من العيوب. قال رسول الله : { أربعة لا تجزئ في
>الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها،
>والعجفاء التي لا تنقي } [رواه الترمذي].
>
>
>
>وقت الذبح
>
>
>
>بداية وقت الذبح بعد صلاة العيد لقول الرسول : { من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح
>لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة } [متفق عليه].
>
>
>ويسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول: بسم الله والله أكبر، اللهم
>هذا عن فلان ( ويسمِّي نفسه أو من أوصاه ) فإن رسول الله ذبح كبشاً وقال:
> بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعن من لم يُضح من أمتي } [رواه أبو داود
>والترمذي]، ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.
>
>
>
>توزيع الأضحية
>
>
>
>يسن للمضحب أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران ويتصدق منها على الفقراء
>قال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]
>وقال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
>[الحج:36] وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً: فيجعل ثلثاً لنفسه، وثلثاً
>هدبة للأغنياء، وثلثاً صدقة للفقراء. ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر.
>
>
>
>فيما يجتنبه من أراد الأضحية
>
>
>
>إذا أرادأحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره
>أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي
>قال: { إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره }[رواه أحمد
>ومسلم]، وفي لفظ: { فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي } وإذا نوى
>الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل
>النية.
>
>
>ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
>
>
>وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أ ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى
>الله - تعالى - ولا يعود ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية، وإذا أخذ
>شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وأن احتاج
>إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه مثل: أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصة، أو ينزل
>الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.
>
>
>وختاماً: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم،
>وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على
>المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
>
>
>نسأل الله أن يوفقنا لمل يحب ويرضى.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
>وصحبه أجمعين.
>
>
>الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد
>وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
>
>
>فإنه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل
>الصالح وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح.. ومن أعظم هذه المواسم
>وأجلَّها.. أيام عشر ذي الحجة.
>
>
>
>وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
>
>
>
>1- قول الله تعالى: وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1--2]، قال ابن
>كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.
>
>
>2- قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
>[الحج:28]، قال ابن عباس: أيام العشر.
>
>
>3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { \"ما العمل في أيام أفضل
>من هذه العشر\" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: \"ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه
>وماله فلم يرجع بشيء\" } [رواه البخاري].
>
>
>4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله
>سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل
>والتكبير والتحميد } [رواه الطبراني في المعجم الكبير].
>
>
>5- كان سعيد بن جبير رحمه الله ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق ) إذا دخلت
>العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه [رواه الدارمي بإسناد حسن].
>
>
>6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان
>اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في
>غيره.
>
>
>7- قال المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر
>الأواخر من رمضان أفضل الليالي.
>
>
>
>مايستحب فعله في هذه الأيام
>
>
>
>1- الصلاة: يستحب التكبير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل
>القربات. عن ثوبان قال سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله فإنك لا
>تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئه } [رواه مسلم] وهذا عام
>في كل وقت.
>
>
>2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض
>أزواج النبي ، قالت: { كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة
>أيام من كل شهر } [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن
>صوم أيام العشر: إنه مستحب استحباباً شديداً.
>
>
>3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن
>من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله ( كان ابن عمر
>وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس
>بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد
>فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).
>
>
>وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلةات وعلى فراشه، وفي فسطاطه،
>ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه
>وأبي هريرة.
>
>
>فحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هُجرت في هذه الأيام، وتكاد
>تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.
>
>
>4- صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه أنه قال عن صوم
>عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه
>مسلم].
>
>
>5- فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض
>العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم
>رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن
>أبي داود عنه : { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر } ( يوم القر
>هو يوم الاستقرار في منى، وهو يوم الحادي عشر ) وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأن
>صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة، ولأنه
>سبحانه وتعالى يدنو من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب: القول
>الأول: لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.. وسواء كان هو أفضل أم يوم
>عرفة فليحرص المسلم حاجاً كان أم مقيماً على إدراك فضله، وانتهاز فرصته.
>
>
>
>بماذا تستقبل مواسم الخير؟
>
>
>
>حريٌّ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع
>عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن
>مولاه. كما يستقبل مواسم الخير علمة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي
>الله - عز وجل - فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
>لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وقال تعلى: وَسَارِعُواْ إِلَى
>مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
>أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]. فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه
>الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم. فإن الدنيا أيام قلائل
>ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب واجنة والنار، وكن من الذين عناهم
>الله عز وجل بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
>وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
>
>
>
>أحكام عيد الأضحى المبارك
>
>
>
>أخي المسلم:
>
>
>احمد الله عز وجل أن جعلك ممن أدرك هذا اليوم العظيم، ومدّ في عمرك لترى تتابع
>الأيام والشهور وتقدم لنفسك فيها من الأعمال والأقوال والأفعال ما تقربك إلى
>الله زلفى.
>
>
>والعيد من خصائص هذه الأمة ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام فعليك
>بالعناية بها وتعظيمها. ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا
>مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
>
>
>
>وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام العيد:
>
>
>
>1- التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث
>عشر من شهر ذي الحجة قال تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ
>مَّعْدُودَاتٍ [البقرة:203]K وصفته أن تقول: ( الله أكبر، الله أكبر، لاإله
>إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد ) ويسن جهر الرجال به في المساجد
>والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلانا بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.
>
>
>2- ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله : { من ذبح قبل أن
>يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح } [رواه البخاري ومسلم]. ووقت
>الذبح أربعة أيام العيد، ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي
>أنه قال: { كل أيام التشريق ذبح } [انظر السلسلة الصحيحة برقم 2467].
>
>
>3- الإغتسال والتطيب للرجال: ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق
>لحية فهذا حرام - أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا
>تطيب، وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من
>تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال.
>
>
>4- الأكل من الأضحية: كان رسول الله لا يطعم حتى يرجع من المصلى قيأكل من
>أضحيته.
>
>
>5- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر: والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا
>كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد لفعل الرسول .
>
>
>6- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء
>مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى: فَصَلِّ
>لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]. ولا تسقط إلا بعذر شرعي والنساء يشهدن العيد
>مع المسلمين، حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى.
>
>
>7- مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر
>لفعل النبي .
>
>
>8- التهنئة بالعيد: لا بأس مثل قول: تقبل الله منا ومنكم.
>
>
>واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها:
>
>
>1- التكبير الجماعي: بصوت واحد أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
>
>
>2- اللهو أيام العيد بالمحرمات: كسماع الغناء، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال
>بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات.
>
>
>3- أخذ شيء من الشعر، أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي لنهي النبي عن ذلك.
>
>
>4- الإسراف والتبذير: بما لا طائل تحته ولا مصلحة فية ولا فائدة منه لقول الله
>تعالى: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].
>
>
>
>بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها
>
>
>
>شرع الله الأضحية بقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] وقوله
>تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ [الحج:36]،
>وهي سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس الذي رواه البخاري
>ومسلم أن النبي ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر.
>
>
>
>مم تكون الأضحية؟
>
>
>
>الأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم لقول الله تعالى: لِيَذْكُرُوا
>اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ [الحج:34].
>ومن شروط الأضحية السلامة من العيوب. قال رسول الله : { أربعة لا تجزئ في
>الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها،
>والعجفاء التي لا تنقي } [رواه الترمذي].
>
>
>
>وقت الذبح
>
>
>
>بداية وقت الذبح بعد صلاة العيد لقول الرسول : { من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح
>لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة } [متفق عليه].
>
>
>ويسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول: بسم الله والله أكبر، اللهم
>هذا عن فلان ( ويسمِّي نفسه أو من أوصاه ) فإن رسول الله ذبح كبشاً وقال:
> بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعن من لم يُضح من أمتي } [رواه أبو داود
>والترمذي]، ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.
>
>
>
>توزيع الأضحية
>
>
>
>يسن للمضحب أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران ويتصدق منها على الفقراء
>قال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]
>وقال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
>[الحج:36] وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً: فيجعل ثلثاً لنفسه، وثلثاً
>هدبة للأغنياء، وثلثاً صدقة للفقراء. ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر.
>
>
>
>فيما يجتنبه من أراد الأضحية
>
>
>
>إذا أرادأحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره
>أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي
>قال: { إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره }[رواه أحمد
>ومسلم]، وفي لفظ: { فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي } وإذا نوى
>الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل
>النية.
>
>
>ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
>
>
>وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أ ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى
>الله - تعالى - ولا يعود ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية، وإذا أخذ
>شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وأن احتاج
>إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه مثل: أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصة، أو ينزل
>الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.
>
>
>وختاماً: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم،
>وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على
>المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
>
>
>نسأل الله أن يوفقنا لمل يحب ويرضى.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
>وصحبه أجمعين.
>
تعليق