يوم مات ابي رحمه الله قال اوصيك في ثلاث
اول(ن) منها فلا تغدي تطاول منهو اكبر منك مانت مثيله
لو تقايستم يفرع عنك فوق القامة مدتين
والعواقب بعد أكثر من مقايسكم قياميه
الباب الثاني فجرة مامضيتوها تحول عنها
خل كيل الشوك للعيس امهات الضرس والنيبان
مادريت ان الذي يسقط عن الحاها تمرغ فوقه
وانت لاجنب(ن) ولا ضرس (ن) تلاوك به سواة العيس
الباب الثالث فلا يطغيك فوق الناس كيل الهبرة
وتهير به وتصبح بكره كنك طاوي(ن) سنة
خذ وصية بوك ياولدي ولا تصبح مندمي
هذة وصية احد الشعراء القدماء الذي لااعرف اسمه الى ابنه ، الا انها وصية صالحة لجميع الأبناء في عصر الشاعر وفي عصرنا الحالي فتعالوا اذا اردتم لنقف قليلا كي نفتح هذه الوصية :
لم يبتعد الشاعر هنا عن المقولة المشهورة " رحم الله امرءا عرف قدر نفسه " فهو يدعو ابنه الى ان يعرف مقدرته قبل ان يخاطر مع عدوه بمواحهة ، فالتصوير والتشبيه هنا بليغ وفي اوضح الصور ، فها هو يحذر ابنه كما نرى من ظاهر المعنى من ان يقف الى جنب احد من العمالقة ليقيس طوله بالنسبة اليه ، الا انه سرعان ماينقلنا من الظاهر المفهوم من البيت الأول الى المعتى الذي يريد الشاعر ايصاله الى ابنه وهو بيت القصيد كما يقولون فالشخص الذي اذا تقايست معه زاد عنك في قامته مدتين ستكون عاقبة المقايسه الحقيقة اكبر واخطر من المقايسة الحقيقية ، والحقيقة انه قديما قيل: اعرف عدوك. ولا زال المنظرون في جميع المعاهد والكليات العسكرية يوصون بمعرفة العدو معرفة اكيدة قبل المخاطرة بخوض المواجهة التي قد تكون في غير صالح ابن شاعرنا الذي تفوق عليه خصمه فوق القامة بمدتين ومن هم على شاكلته .
ان شاعرنا هنا يؤكد على أهمية معرفة النفس ومعرفة العدو التي يدعو اليها منظروا هذا الزمن .
ثم ينتقل شاعرنا على عادة اهل زمانه _ التي لاأتفق معهم عليها_ وهي طلبه من ابنه بأن يلتزم التزاما تاما بنفس الخطوات التي كان قد خطاها والده ، ولو ان هذا كما نعلم كان نابعا من حرصهم وخوفهم من المجهول الا ان تقمص شخصية الأب والعيش في جلبابه كما يقول اخواننا المصريون ليس بالشيء الذي يترك المجال للمغامرة واكتشاف المجهول ، وهذا الذي جعلهم يعيشون دائما في نفس المكان وبنفس الطريقة ، وهذا هو المبدأ الذي اختلف معهم عليه ، فلو بقينا واخذنا بوصية شاعرنا العزيز لما برحنا قرانا التي لم تعد تتسع لأعدادانا التي ازدادت بشكل خطير ، الا انه لايمنع من انه الوصية كانت تدعو الى الحرص واتخاذ الحيطة والحذر مع انها تنم عن ان شخصية الشاعر لم تكن بالشخصية القوية والمجازفة فهو يقول ان ابنه ليس من فصيلة الجمال التي يضرب بها المثل في الصبر والقوة والتحمل ، اي انا الشاعر نفسه كان شخصا ضعيفا ولا يوجد له ظهر ولاجنب ولا نيبان كما هو موجود للرجال الأقوياء امثال الجمال . وكنت اتمنى ان يحرض ابنه على المجازفة والصبر على النتائج .
اما الوصية الثالثة فقد اجاد فيها الشاعر حيث علم ابنه درسا في القناعة التي هي كنز لايفنى واوصاه بالعفة والقناع والأستغناء عن الناس ما امكن ، واخبره بانه اذا اعتمد على ماعند الناس فسرعان مايلتفت حوله فلا يجد شيئا .
اذا فتحتم معي هذه الوصية فقد قرأتها كالعادة قرأة مستعجلة واحببت ان تشاركوني قرأتها فأن فعلتم فلكم الشكر ولي الأجر ان شاء الله ، والى لقاء مع درة اخرى من درر تراثنا المطمورة بمعلبات عصرنا العالي الشبه فراغة .تحياتي وسامحونا .
اول(ن) منها فلا تغدي تطاول منهو اكبر منك مانت مثيله
لو تقايستم يفرع عنك فوق القامة مدتين
والعواقب بعد أكثر من مقايسكم قياميه
الباب الثاني فجرة مامضيتوها تحول عنها
خل كيل الشوك للعيس امهات الضرس والنيبان
مادريت ان الذي يسقط عن الحاها تمرغ فوقه
وانت لاجنب(ن) ولا ضرس (ن) تلاوك به سواة العيس
الباب الثالث فلا يطغيك فوق الناس كيل الهبرة
وتهير به وتصبح بكره كنك طاوي(ن) سنة
خذ وصية بوك ياولدي ولا تصبح مندمي
هذة وصية احد الشعراء القدماء الذي لااعرف اسمه الى ابنه ، الا انها وصية صالحة لجميع الأبناء في عصر الشاعر وفي عصرنا الحالي فتعالوا اذا اردتم لنقف قليلا كي نفتح هذه الوصية :
لم يبتعد الشاعر هنا عن المقولة المشهورة " رحم الله امرءا عرف قدر نفسه " فهو يدعو ابنه الى ان يعرف مقدرته قبل ان يخاطر مع عدوه بمواحهة ، فالتصوير والتشبيه هنا بليغ وفي اوضح الصور ، فها هو يحذر ابنه كما نرى من ظاهر المعنى من ان يقف الى جنب احد من العمالقة ليقيس طوله بالنسبة اليه ، الا انه سرعان ماينقلنا من الظاهر المفهوم من البيت الأول الى المعتى الذي يريد الشاعر ايصاله الى ابنه وهو بيت القصيد كما يقولون فالشخص الذي اذا تقايست معه زاد عنك في قامته مدتين ستكون عاقبة المقايسه الحقيقة اكبر واخطر من المقايسة الحقيقية ، والحقيقة انه قديما قيل: اعرف عدوك. ولا زال المنظرون في جميع المعاهد والكليات العسكرية يوصون بمعرفة العدو معرفة اكيدة قبل المخاطرة بخوض المواجهة التي قد تكون في غير صالح ابن شاعرنا الذي تفوق عليه خصمه فوق القامة بمدتين ومن هم على شاكلته .
ان شاعرنا هنا يؤكد على أهمية معرفة النفس ومعرفة العدو التي يدعو اليها منظروا هذا الزمن .
ثم ينتقل شاعرنا على عادة اهل زمانه _ التي لاأتفق معهم عليها_ وهي طلبه من ابنه بأن يلتزم التزاما تاما بنفس الخطوات التي كان قد خطاها والده ، ولو ان هذا كما نعلم كان نابعا من حرصهم وخوفهم من المجهول الا ان تقمص شخصية الأب والعيش في جلبابه كما يقول اخواننا المصريون ليس بالشيء الذي يترك المجال للمغامرة واكتشاف المجهول ، وهذا الذي جعلهم يعيشون دائما في نفس المكان وبنفس الطريقة ، وهذا هو المبدأ الذي اختلف معهم عليه ، فلو بقينا واخذنا بوصية شاعرنا العزيز لما برحنا قرانا التي لم تعد تتسع لأعدادانا التي ازدادت بشكل خطير ، الا انه لايمنع من انه الوصية كانت تدعو الى الحرص واتخاذ الحيطة والحذر مع انها تنم عن ان شخصية الشاعر لم تكن بالشخصية القوية والمجازفة فهو يقول ان ابنه ليس من فصيلة الجمال التي يضرب بها المثل في الصبر والقوة والتحمل ، اي انا الشاعر نفسه كان شخصا ضعيفا ولا يوجد له ظهر ولاجنب ولا نيبان كما هو موجود للرجال الأقوياء امثال الجمال . وكنت اتمنى ان يحرض ابنه على المجازفة والصبر على النتائج .
اما الوصية الثالثة فقد اجاد فيها الشاعر حيث علم ابنه درسا في القناعة التي هي كنز لايفنى واوصاه بالعفة والقناع والأستغناء عن الناس ما امكن ، واخبره بانه اذا اعتمد على ماعند الناس فسرعان مايلتفت حوله فلا يجد شيئا .
اذا فتحتم معي هذه الوصية فقد قرأتها كالعادة قرأة مستعجلة واحببت ان تشاركوني قرأتها فأن فعلتم فلكم الشكر ولي الأجر ان شاء الله ، والى لقاء مع درة اخرى من درر تراثنا المطمورة بمعلبات عصرنا العالي الشبه فراغة .تحياتي وسامحونا .
تعليق