Unconfigured Ad Widget

Collapse

أولادنا بحاجة إلى تربية غير تربيتنا

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • بنت الاسلام
    عضو مشارك
    • Aug 2002
    • 184

    أولادنا بحاجة إلى تربية غير تربيتنا

    إننا حين نربي نتعامل مع انسان يتمتع بالعنصر الروحي والإرادة الحرة ،
    وهو إلى جانب ماورثه عن أبويه من خصائص ذهنية ونفسية ، يعيش في بيئة ذات معطيات محددة ، كما أنه تعرض لأحداث حياة خاصة ، وهذا كله يكاد يجعل كل واحد من ابنائنا أشبه بحالة خاصة أو مخطوطة فريدة يحتاج التعامل معها إلى فقه خاص. ولا بد لنا معها من الإجتهاد والتأمل وحسن التصرف ....

    في اعتقادي أن الأبوين لا يستطيعان من غير التثقيف التربوي الملائم أن يعرفا ما هو طبيعي لدى أبنائهما مما هو غير طبيعي ، مما يجعلهما يجزعان من أمور لا تستحق الجزع ، ويغفلان عن أمور كان ينبغي أن تقض مضاجعهما ....

    نحن نشهد اليوم تغيرا عاصفا في كل جانب من جوانب الحياة ، ومع هذه التغيرات الشاملة سوف تختلف أشياء كثيرة ، أهمها : الفرص المتاحة والتحديات الجديدة . ومواجهة التحديات والإستفادة من الفرص تتطلبان من أبنائنا تصورات واستعدادات جديدة ، مما يتطلب وجود تربية جديدة أيضا....

    لا يصح لنا أولاأن نفترض أن كل الأساليب التربوية التي اتبعها أهلونا ومعلمونا في تربيتنا كانت صحيحة ، فهم قد اجتهدوا وفعلوا كل أو بعض ما يستطيعون فعله ، ولكن ليس هناك أي دليل لصواب ما فعلوه .
    وإذا افترضنا أنهم اتبعوا أفضل الأساليب في تربيتنا ، فذلك لا يعني أن أساليبهم تلك تصلح لكل الأزمان وكل الأجيال .

    البيئات الجديدة تفرض نعومة في التعامل وثقة بالذات وقدرة على ضبط النفس ، وفاعلية في الأداء ودقة في الفهم ، ومبادرة إلى الخير أكبر وأعظم مما كان سائدا لدى الجيل السابق لنا ، وغرس هذه المعاني وتفعيلها يحتاج إلى خبرات وأساليب تربوية جديدة ..

    إن أولادنا خلقوا ليعيشوا في زمان غير زماننا ، ولذا فإنهم بحاجة إلى تربية غير تربيتنا .....

    مع أنني أشعر بأن الوعي التربوي لدينا بدأ يتحسن شيئا فشيئا ..لكن مازال بيننا وبين المستوى المنشود مسافات شاسعة ..


    ولكن يبقى شيئا واحدا يتجدد على مر السنون ولم يفقد تأثيره على التربية الا وهو الدعاء لأبنائنا بالهداية والصلاح ... ولذا فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام _ وهم المؤيدون بالوحي _ كانوا يدعون الله تعالى أن يصلح لهم ذرياتهم ، فلنكثر من دعاء الله تعالى لأبنائنا باسداد والفلاح وأن ينشئهم في طاعته وفي رضاه ،وأن يصرف عنهم رفاق السوء إنه ولي ذلك والقادر عليه .


    من كتاب دليل التربية الاسرية للكاتب عبد الكريم بكار ( بتصرف )

    ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    اللهم اجعل خير اعمالنا خواتمهاوخير ايامنا يوم نلقاك .
  • أبو وليد
    عضو نشيط
    • Dec 2001
    • 689

    #2
    احسنت اختي الكريمه بنت الاسلام في اختيار هذا الموضوع المتجدد لجميع الفئات والازمنه.

    وحقيقة اختي لن يصلح اخر الزمان الا بما صلح به اوله.

    التربيه اختي الكريمه هي نوع من انواع العلاقه التي تبنى بين الابوين والاطفال.........وهذه العلاقه إما ان تكون مستمده من التقليد فالطفل يحب ان يتشبه با أحد الابوين.... او الاخويه فالطفل يحب ان يناقش كل اموره صغيرها وكبيرها مع اباه.

    ولكن من المؤسف ان نرى أن هذه العلاقات اصبحت معدومه فبذلك انعدم معنى التربيه بمفهومها الصحيح.

    كل ما يجب علينا ان نعيد هيكلة المجتمعات الاسلاميه التي قلدت الغرب في ما يسئ للوجه احضاري الاسلامي المشرق...وتركت ما يترقى به الامم.

    اشكر لك اختي تفضلك بهذا الطرح.
    [poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    ملكنا هذه الدنيا قرونا = وأخضعها جدود خالدونا
    وسطرنا صحائف من ضياء = فما نسي الزمان و لا نسينا
    ومافتئ الزمان يدور حتى = مضى بالمجد قوم آخرونا
    و آلمني وآلم كل حر = سؤال الدهر أين المسلمونا؟
    ترى هل يرجع الماضي فإني = أذوب لذلك الماضي حنينا
    [/poet]

    http://www.mwhoob.net/images/omy_fleateen_mw.swf

    تعليق

    • بنت الاسلام
      عضو مشارك
      • Aug 2002
      • 184

      #3
      شكرا لك اخي ابو وليد على المداخلة ، ولكن أنا لا أقصد بالتربية الحديثة هي أن نقلد الغرب ، وإنما الذي أقصده طريقة التربية والمعاملة مع الأبناء يجب أن تختلف بحيث نكون قد جمعنا بين المنهج الرباني الأقوم الذي أكرمنا الله به وبين التربية الحديثة التي تعتمد على مراعاة البيئة والحضارة التي يعيش أبنائنا فيها ... فبيئتنا غير بيئتهم بل تختلف تماما فنحن عشنا في وسط بيئي بدائي ليس أمامنا قدوة سوى الوالدين والمعلم أو المعلمة ، على عكسهم تماما فهم يعيشون في بيئة متطورة من جميع النواحي ( ماديا وثقافيا واجتماعيا وصناعيا ..)
      أي باختصار هم يريدوننا أن نوجههم إلى الصواب لا أن نفرض عليهم الأوامر فرضا ، حيث أننا معشر الكبار نحاول دائما استخدام التربية أداة لصهر الأطفال في المجتمع ، وأداة لجعلهم يشبهوننا في كل شيئ
      ... وليس هذا بالقرار الصائب ... وليس الحرص على جعل أبنائنا نسخا عنا بالشئ الحميد ...فالثراء الثقافي والحضاري لا يأتي من خلال التطابق ... وإنما من خلال التنوع ..

      أرجو أن أكون قد وفقت في شرح المقصود ..........

      ودمتم،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
      اللهم اجعل خير اعمالنا خواتمهاوخير ايامنا يوم نلقاك .

      تعليق

      • أبو وليد
        عضو نشيط
        • Dec 2001
        • 689

        #4
        أختي الكريمه بنت الاسلام
        جزاك الله خيرا على هذا التوضيح الذي ينم عن قدره كامنه للاصول التربويه.

        اوا فقك في كل ما ذهبت اليه......بل إنه عين الصواب.........وهذا ما توقعته.
        ولكن فاقد الشئ لا يعطيه............فجيلٌ تربى على العزله والصلافه لايمكن ان يوجه جيل وجد الانفتاح والتحليق بعيدا بين الفتن....اقول وجد هذا له مسلكا.

        إذا ما هو الحل السليم....... اعتقد أختي الكريمه ان الحل هو أن نربي في ابنائنا التمسك بما يوافق معايير الكتاب والسنه. وأن كل دخيل علينا لا يجب ان نذهب فيه مذاهب ربما تبعدنا عن الحق. بل نرى ما يتوافق مع ديننا ونأخذه ونجتنب ما يتعارض معه. وأن نجعلهم يعتمدون على انفسهم في تمييز مكامن الصواب والخطأ. لا أن نقول لهم هذا صح وهذا خطأ..... بل نرشدهم الى الاسباب التي جعلتنا نحكم بهذا الحكم من تصويب وغيره.

        وهناك حلول ارجو منك التكرم بطرحها وارجو من الاخوه التكرم بإثرائنا بشئ من هذه الحلول.

        أسال الله العظيم أن يجعل هذا في موازين حسناتك.
        [poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
        ملكنا هذه الدنيا قرونا = وأخضعها جدود خالدونا
        وسطرنا صحائف من ضياء = فما نسي الزمان و لا نسينا
        ومافتئ الزمان يدور حتى = مضى بالمجد قوم آخرونا
        و آلمني وآلم كل حر = سؤال الدهر أين المسلمونا؟
        ترى هل يرجع الماضي فإني = أذوب لذلك الماضي حنينا
        [/poet]

        http://www.mwhoob.net/images/omy_fleateen_mw.swf

        تعليق

        • منار الزهراني
          عضوة مميزة
          • Jul 2002
          • 893

          #5
          التوجيه السليم والقدوة الحسنة

          إن أصعب ما يواجه الآباء والأمهات هو تربية الأبناء التربية الصحيحة التي تبنى على
          المنهج القويم خصوصا في هذا العصر عصر الانفتاح الحضاري والعولمة ومن الصعب
          إيجاد حلول بناءة في ظل هذا التشويه الفكري الذي يغزو عقول أبنائنا ويمكن السيطرة
          على الأبناء في حال الصغر حيث تتوفر لهم كل أسباب التقويم الصحيح وذلك بغرس
          محبة الله في قلوبهم بتعليمهم القرآن الكريم وتعويدهم على دخول المسجد وإرشادهم
          الى ما يجوز ومالا يجوز من أمور الشرع واتباع المنهج الرباني والنبوي في التوجيه ...
          فأكثر انحرافات الأبناء بعد الكبر ناتجة لسوء التربية وعدم إتقان التحكم
          في الأبناء منذ الصغر

          جزاك الله خيرا أختي بنت الاسلام على طرح هذا الموضوع فقد تعودنا
          منك دائما على طرح المواضيع المهمة وذات المضمون القيم


          بُلغتي يا ذات الخمار مناكِ
          وحباك ربك عزة ورعاكِ
          لبيت صوت الحق دون تلعثم
          وعصيتِ صوت الفاجر الأفاكِ

          أختكم في الله منار

          تعليق

          • أبو ماجد
            المشرف العام
            • Sep 2001
            • 6289

            #6
            أختي بنت الإسلام ..................وفقها الله

            أولاً أستميحك العذر في تأخري في الرد وما ذلك إلا بسبب مشاغل جعلتني لا أكثر الدخول للمنتدى في الأيام الماضية ، ثم أن دخولي لمنتدى الأسرة والطفل قليل وبذلك أنا أعترف بالتقصير .

            أختي الكريمة : لقد وضعتٍ النقاط على الحروف تمامًا في قولك :[أي باختصار هم يريدوننا أن نوجههم إلى الصواب لا أن نفرض عليهم الأوامر فرضا ، حيث أننا معشر الكبار نحاول دائما استخدام التربية أداة لصهر الأطفال في المجتمع ، وأداة لجعلهم يشبهوننا في كل شيئ
            ... وليس هذا بالقرار الصائب ... وليس الحرص على جعل أبنائنا نسخا عنا بالشئ الحميد ...فالثراء الثقافي والحضاري لا يأتي من خلال التطابق ... وإنما من خلال التنوع ..] .

            نعم طريقة آبائنا جزاهم الله عنا كل خير كانت الرغبة في أن نكون صورًا طبق الأصل منهم ، وهذا ما لم يحدث فلكل إنسان شخصيته الخاصة به التي لا يمكن أن تتطابق مع شخصية أخرى ، قد تتأثر أو تشبه في ( بعض جوانبها ) إما بالوراثة أو بالتأثر ، ولكن التطابق مستحيل ، ثم إنهم كانوا يريدوننا أن نكون مثلهم ونحن لم نزل أطفالاً !!! لذلك كان جيلنا يعاني من اختلال واضح يجب أن نعترف به فلا نحن كآبائنا ولم نكن كما يجب أن نكون في هذا العصر .

            بالتأكيد أن آباءنا لم يقصروا ولم يتهاونوا ولكنهم اجتهدوا فأخطأ بعضهم فلهم الأجر إن شاء الله ، وعذرهم في ذلك جهلهم بأساليب التربية .

            ومما يؤسف له أن منا من يرتكب نفس الخطأ الآن وهو يعدّ نفسه من المتعلمين !!
            في هذا الزمن يا أخيتي مطلوب منا اليقظة والتوجيه بالحسنى والإقناع ، اليقظة لما قد يتسبب في انحراف الأبناء ، والتوجيه نحو الطريق الصحيح بالحسنى فزمن التوجيه بالقوة ولّى ، بيل إن القوة والعنف وفرض الرأي قد يكون سببًا لانحراف الأبناء ، والشواهد كثيرة .

            في زمن الثورة المعلوماتية والاتصالات أصبح أبناؤنا يعرفون أكثر مما نعرف وخاصة فيما لا نريد أن يعرفوه ، لذا تجب اليقظة والتوجيه بالحسنى والإقناع .

            أتفق معك ومع من قال بأهمية الدعاء بصلاح الذرية ، ولكن ذلك وحده لا يكفي ، فرسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم يقول " اعقلها وتوكل " أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

            في هذا العصر يجب علينا تهيئة ما ((يناسب ))طموحاتنا لأبنائنا وفي الوقت ذاته لايكون فيه سبب أو أسباب لانحرافهم فلا تفريط ولا إفراط .

            هناك من يرى أن تتم تربيتهم كما كان الصحابة يربون أبناءهم ، ولكن هل يمكن أن يكون ذلك عمليًا ؟؟؟ أشك في ذلك فمجتمعنا ليس كمجتمع الصحابة رضوان الله عليهم ، فأسباب الغواية والإغراءات طغت على مجتمعنا المعاصر ، وما يمكن أن نغرسه بالقوة أو بالكبت والإرغام في طفل خلال سنوات سينهار دفعة واحدة عندما يشب عن الطوق ويخرج إلى مجتمع ليس بيت أسرته الذي تربى فيه ، لكل ذلك يجب أن تغرس القيم والمبادىء بالحسنى والإقناع والقدوة الحسنة ليتشربها الطفل ويحس أنها تنبع من ذاته وليست غطاء أو كمامة مفروضة عليه لا يلبث أن يخلعها عند أول فرصة تتاح له .

            من يقضي الساعات على الإنترنت في حجرة مقفلة ، وعندما يقف بجانبه ابنه أو بنته ينهره ويأمره بالخروج ( قد يكون يتصفح مثل هذا المنتدى النزيه بإذن الله )، فسييتعامل ابنه أو بنته مع الإنترنت في يومِ ما ولكنه سيدخل مباشرة إلى مواقع الرذيلة والتي قد لايكون دخل إليها ذلك الأب الحريص .

            اللهم اصلح ذرياتنا أجمعين واهدهم سراطك المستقيم واحفظهم بحفظك من كل سوء .

            ------------------ أخوكم : أبو ماجد -----------------

            تعليق

            • بنت الاسلام
              عضو مشارك
              • Aug 2002
              • 184

              #7
              الأخ أبو وليد جزاك الله خير على ما تفضلت به من مناقشة قيمة لانستغني عنها ..

              الأخت منارالزهرانية جزيت كل خير على المداخلة الجيدة وشكرا على الإطراء ...

              الأخ الفاضل أبو ماجد :

              أشكرك كل الشكر على ما خطت يمينك المعطاء وهذا ما كنا نتمناه .. أن تتحفنا بما من الله عليك به من خبرة في التربية والتعليم فأنتم أهل لان تنيروا لنا طريق التربية الذي نحن مازلنا في أمس الحاجة إليه لنواكب متغيرات العصر في تربية أبنائنا .... فجزاك الله الف خير ....


              ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
              اللهم اجعل خير اعمالنا خواتمهاوخير ايامنا يوم نلقاك .

              تعليق

              • حديث الزمان
                عضوة مميزة
                • Jan 2002
                • 2927

                #8
                الأخوة والأخوات .... تحية لكم ..

                موضوع التربية موضوع شائك ومتشعب جداً ولن يستطيع الإلمام به والتفوق فيه أحد مهما كان ذلك المربي لسبب بسيط جداً وهو ان لكل جيل متطلباته ورغباته وتفكيره ربما لا تتطابق مع الجيل الذي قبله أو بعده في كثير من الأحيان ...

                لذلك أرى ان من افضل انواع التربية هو اقرار مبدأ التجربة لكسر حاجز الفضول في كل الأمور التي نتيقن انها لن تؤدي الى كارثة أخلاقية ومن ثم يأتي دور التوجيه السليم وهنا يجب الإهتمام بطريقة التوجيه ليتم قبوله بسهولة وتنفيذ بنوده ....


                أختي الفاضلة تقبلي مني وافر التحية ولكل من شارك في هذا الموضوع الهام جداً ....

                لكل بداية .. نهاية

                تعليق

                • السروي
                  عضو مميز
                  • Mar 2002
                  • 1584

                  #9
                  الأخت الفاضلة بنت الإسلام ...........سلمها الله

                  كم أنا حريص على الكتابة في موضوعك هذا باستفاضة ، وفي صلبه أيضاً ـ ولكن لضيق وقتي ، حيث أنني أقتطعه اقتطاعاً للرد في المنتدى ، فإنني أشاركك بمقدمة بحث أجريته قبل سنتين ، وأثناء عملي في التدريس ، ويقع في حوالي أربع عشرة صفحة ، وهو قريب إلى حد ما من موضوعك ، وأطلبك العذر على ذلك وتتلخص المقدمة فيما يلي :
                  الحمد لله الذي بيده زمام الأمور ، يصرفها على النحو الذي يريده ، فهو الفعال لما يريد ، قلوب عباده بين إصبعين من أصابعه ، يقلبها كيف يشاء ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، المعلم الأول والقدوة الحسنة لمن بعده وبعد :
                  فعندما طلب مني المشرف التربوي ورئيس شعبة الصفوف الأولية ، إجراء دراسة بحثية حول عدد من النقاط فإنني اعتمدت فيها على الله عز وجل ثم على ذاكرتي التي لم تعد تسعفني بالكثير مما أنشدها ، ومن خلال تجربتي في التعليم ، ولم أعمد إلى المراجع التي كان من الأحرى بي الرجوع إليها ولو من باب الاستزادة والتوسع والمقارنة ، ولكن لعدم توفر المراجع نهجت هذا النهج والذي ضمنته هذه الدراسة البحثية التي تناقش الحد الأدنى المطلوب والذي يجب أن يتمتع به معلم الصف الثالث الابتدائي من حيث الثقافة العامة ، والحجم المعرفي بما يقدمه للطالب من علوم ومعارف ، وكذلك الطرق والأساليب التي تقدم بها تلك العلوم والمعارف ، وكذلك كون المعلم قدوة لطلابه .
                  وكذلك مناقشة الأخطاء التربوية التي تقف سداً منيعاً أمام إحراز التقدم والوصول من قبل التلميذ إلى لمس الحقائق العلمية ، والوصول إلى أن تلك الأخطاء غالباً ماتحدث كنتيجة طبيعية لما يمارسه المعلم مع طلابه من قسوة عن طريق السيطرة والإجبار على النمط التعليمي الذي يفرضه وقوع الطالب تحت نوع من الاضطهاد الفكري إن صح التعبير ، وهذه تحدث نتيجة بعض التداعيات والتي نأخذ منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي:
                  عدم متابعة المعلم لما يستجد في الميدان التربوي من طرق تربوية حديثة ، وكذلك الحد من جعل الطالب يصل إلى كثير من الحقائق عن طريق الاستنتاج الذاتي ، وعدم الاهتمام بما يحاول التلميذ التوصل إليه في هذا الجانب .
                  وبم أنه يوجد فرق بين ماتتضمنه كلمة تربية عن ماتتضمنه كلمة تعليم ، مع العلم بأنها متلازمة لاتنفك ، فإنه يصبح لزاماً علينا مناقشة هذا الجانب لكي نصل إلى حقائق الأمور ، ونوظفها التوظيف الجيد الذي يكفل لنا الرقي بالمستوى التحصيلي للتلميذ .
                  ولا غرو في أن كل عمل جيد لايصل إلى درجة الجودة إلا بعد أن يضطلع القائم عليه بإضفاء بعض المهارات التي يكون لها عميق الأثر في انجاح ذلك العمل ، فحري بنا نحن رجال التربية والتعليم أن نجعل للتدريس مهارات يكون فيها محاكاة للواقع ، وضمان لإيصال المعلومة للطالب بالشكل الذي تتضاءل معه نسبة الإخفاق ، ومن هذا المنطلق فإنه يجب علينا معانقة اليقين بأهمية تطبيق تلك المهارات قبل وأثناء وبعد الأداء ، وبناءً على كل ماتقدم فإنه يجب علينا الشروع في تحديث معلوماتنا وأساليبنا ، وإعطاء الطالب المعلومة الصحيحة بالأساليب والطرق السليمة ، والبعد به عن الطرق التعسفية ، والردع في حال انطلاق الطالب إلى آفاق أكثر اتساعاً ، وكذلك البعد به عن الطرق والمعلومات الهابطة في مضامينها ؛ لكي ننتج جيلاً يعتد به .
                  لذا يجب علينا أن نعقد العزم على استكمال المسيرة بكل تبصر ، مع تجنب الخواء والشلل الفكري الذي فيه تيه يرجع بنا إلى مزبلة التاريخ .
                  وحتى لانحيد عن جادة الصواب ، ولكي نتمكن من الارتقاء بالنشئ ، فإنه يجب علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً ، وأن نجعل من عملنا رسالة لا وظيفة ، ولكي نكون مثالاً للنزاهة والخلق الرفيع والفطنة والذكاء والاتزان ، ولكي ننتج معرفة ، ونتداول علماً وفكراً نيراً ، وهنا أتذكر مقولة للمبدع مصطفى صادق الرافعي حيث يقول ( إن لم يكن البحر فلا تنتظر اللؤلؤ ، وإن لم يكن النجم فلا تنتظر الشعاع ، وإن لم تكن شجرة الورد فلا تنتظر الورد ، وإن لم يكن الكاتب البياني فلا تنتظر الأدب ) وهذه المقولة تحتم علينا أن نلحق بها : إن لم يكن المعلم الكفء فلا تنتظر جيلاً واعياً والله الموفق .
                  اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

                  تعليق

                  • بنت الاسلام
                    عضو مشارك
                    • Aug 2002
                    • 184

                    #10
                    الأخت رهف حفظها الله
                    أشكرك على مرورك على الموضوع وجزاك الله خيرا ..

                    الأخ السروي إنه ليعجز اللسان عن شكرك..ويعجزالقلم عن مجاراتك في الكتابة والتحليل... فأنت والله تعد بحق من رجالات التربية الذين لا يشق لهم غبار ... تطبيقا وبحثا وتحليلا واستنتاجا .. فبحثك هذا قد ابان لنا وجه الحقيقة التي نبحث عنها ونطلبها في كتب التربية والثقافة العامة

                    فجزاك الله كل خير على ما كتبت وشكرا على مرورك على الموضوع..

                    ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
                    اللهم اجعل خير اعمالنا خواتمهاوخير ايامنا يوم نلقاك .

                    تعليق

                    • العامري
                      عضو نشيط
                      • Jun 2002
                      • 406

                      #11
                      أحسنت يا "منار الاسلام" مرتين
                      مرة في اختيار موضوع يهم الكل و اعتبره - شخصياً - ثاني ركيزة بعد العقيدة السليمة في رفعة شان الامه او وضعه.
                      والثانية لتشخيصك الدقيق و عرضك الشيق للمادة العلمية فيه.

                      واضافت مداخلات الاخوة ثراء معرفيا جزلا.

                      ولان الشيء بالشيء يذكر ، فقد يكون في الرابط المبين ادناه بعض الفائدة لمن اراد التوسع في تشخيص اسباب او "نواحي" النقص فينا - كمربين ننتمي الى جيل يؤطره زمن له خصوصيته و بيئة اجتماعية تعرضت للتغير الفجائي في ابعادها ونتائجها:

                      و قبل ما تجي القهوه ونبدا العلوم هي محاوله لطرق باب هذا النوع من الادب علما بانني لست من المدافعين عنه (شعر تفعيله وقهوه!! طيب قل كافي؟)<<---لا تاخذون عليه تراه يهرج نفسه ملاحظه: (تمارس معظم الامهات لف المواليد وتقييد حركة ايديهم وارجلهم ، وهي عادة لا يقرها الاطباء و كذلك مفتاح فكرة الابيات) القيد نظرة تحليلية


                      وخلاصة ما ورد من خلال الرابط - لمن لا يملك وقتا كافيا - هي:

                      محاولة لتلمس جذور الضعف في قدراتنا الذهنية ، و التي ساهمت في زرع المعوقات امام الاتجاهات التربوية الصحية.
                      وكان من ثمارها ؛ الفشل في خلق البيئة السليمة لتحسين وتطوير الاساليب التربوية التي تحمل خاصية التكيف تجاه المتغيرات وهي ما تميز بها الانسان دونا عن سواه من مخلوقات الله.

                      و بمعنى آخر: وقوع الجيل المربي لنا في دائرة النمطية و استسلامه لقيود العادات والاعراف.

                      تحياتي لكم جميعا
                      [ALIGN=LEFT][SIZE=5]" أبـو نـا صــــر "

                      تعليق

                      • السروي
                        عضو مميز
                        • Mar 2002
                        • 1584

                        #12
                        الأخ الفاضل / العامري ..... سلمه الله

                        لقد شجعتني على القيام بإنزال أغلب مجريات البحث ، وأسأل الله أن تعم الفائدة ، وإليكم بعضه وأعتذر للإطالة :

                        الكفايات التدريسية التي ينبغي أن يتصف بها معلم الصفوف الدنيا ، مع العلم بأن بعضهم لايجيد حتى أبسط قواعد الإملاء .

                        يجب علينا أن ندرك بأنه ليس هناك حد أعلى للعلم والمعرفة ، وأن مجال الإطلاع مفتوح لكل من يرغب الاستزادة ، والمعلم أولى الناس بطرق باب الاطلاع والبحث ، أما عن الحد الأدنى فهناك خطوط حمراء يجب أن ينكص إليها المعلم بالذات ، بل يجب عليه محاولة الرقي بمستواه الثقافي ، كما وأنه يجب أن يلم بكل جوانب المادة التي يدرسها ، كما أنه يجب أن يكون له من الثقافة العامة نصيب وافر إلى جانب التمتع بصفات شخصية طيبة ، وأن يكون قادراً على مجاراة إيقاع العصر المتسارع ، ومستجدات الأمور لكي يجسد مايستنتجه من التجارب اليومية ، ويصوغها في بوتقة علمية جميلة ، يقدمها لطلابه في شكل دروس علمية مصحوبة ببعض المهارات الأدائية لضمان وصولها إلى المتلقي بالصورة المطلوبة .
                        وبما أن سعة الأفق هي إحدى البواعث الرئيسية للعمل الجيد ، فإنه يصبح تعهد الكتاب أمراً ضرورياً ، ولكون الكتاب يشكل منعطفاً في حياة كل قارئ مهما كانت درجة النيل من ذالك الكتاب ، وتتفاوت الفائدة بتفاوت درجة القراءة ومدى الفهم الصحيح للمعلومة ، هنا نؤكد على أهمية المكتبة المنزلية للمعلم ، خصوصاً إذا اشتملت على بعض المراجع التربوية .
                        ويجب أن يكون المعلم دائم التعرف على سلوكيات واتجاهات وميول تلاميذه ، ليساعده ذلك على توجيههم التوجيه الصحيح ، ومن ثم معالجة المواضيع التي لها علاقة بالتلقي والكفاءة الإنتاجية .
                        هناك بعض ممن انخرط في سلك التدريس والذي هو يعتمد على طرائق وأساليب متجددة ، ولكنه لايجشم نفسه عناء الذهاب حتى إلى المكتبة المدرسية التي وضعت بين يديه صباح مساء ، وذلك إما عن طريق التردد عليها والقراءة فيها ، أو الاستعارة واصطحاب الكتاب إلى المنزل ، وهذا العزوف عن القراءة ومتابعة مايستجد يلقي بضلاله سلباً على المعلم الذي حتماً سيكون لايرى أبعد من أنفه سواء في مجال عمله أم في طريقة تعاملة مع الكلمة ومع الآخرين ، وهذه تعتبر من السلبيات التي تفت في عضد التعليم ، وتقف في طريق التقدم والرقي .
                        وهناك نوع آخر من الممارسات الإيجابية والتي على المعلم عدم إغفالها وهي استخدامات الوسائل التعليمية ، والبحث عن كل مايدعم المادة العلمية ، ويخرجها من جو الجمود الذي يكتنفها ، وجعل المادة المعروضة كوسيلة أكثر تشويقاً للمتابعة الجادة .
                        بقي أن نذكر التوجه العام للمدرس القائم على تلك الصفوف ، وذلك من خلال مقدرته على ممارسة الدور الأبوي داخل الصف وخارجه ، وتوظيف قدراته التي يجب أن يتمتع بها كشرط أساسي لصلاحيته لهذه المرحلة وهي جودة الصوت وسلامة النطق والقدرة على إدارة الصف بطريقة تربوية ، وكذلك التحديث المستمر لطرائق التدريس لحين الوصول إلى الطريقة المثلى ، والتي يجد أنها الأنجح والأنجع من بين كل الوسائل والطرق .

                        السيطرة والإجبار ودورها في إعاقة التلميذ عن لمس الحقائق العلمية

                        لاشك بأن التشجيع على الوصول إلى الحقائق العلمية من أفضل الطرق التربوية ، حيث أنه يستطيع كل تلميذ لمس حقائق علمية معينة كل حسب قدراته ، وكذلك بمقدوره الإبداع والإبتكار وفق قدراته العقلية والفكرية والجسدية والحسية ، وبم أن الابتكار يرتبط باسلوب الأعمال العقلية ، لكنه مستقل إلى حد ما عن الذكاء ، والابتكار لايتطلب في بعض الأحيان إلا نسبة قليلة من الذكاء ، وهذا مايجعلنا مع الطالب الذي يحاول الخروج عن المألوف ، ويرغب في استنتاج الحقائق وخوض التجارب العلمية ، آخذين في الإعتبار احترام شخصية التلميذ كفرد قادر على الاستنتاج والإنتاج ، كما أن التفكير الإستنتاجي أو الإبتكاري هو عملية احساس بالوصول إلى نتائج مايطرح وهذا في الحالة الأولى ، والإحساس بالمشكلات والثغرات في المعلومات والعناصر المفقودة ، ومن ثم انتاج أكبر قدر من الأفكار حولها وهذا في الثانية .
                        وعندما نجد أن التلميذ لديه القدرة على لمس الحقائق العلمية ، فإنه يجب علينا تبني واحتضان هذا التوجه لدى التلميذ بصورة واعية من جانب المعلم ، ومن ثم ممارسة التشجيع لذلك التلميذ ، وحث البقية على هذا التوجه السليم ، وخلق الدافع لديهم ، والذي يعد محرك البحث والتفكير .
                        وبم أن النبوغ والإبتكار واستشفاف النتائج يعد مثل الصوت الذي لايوجد ولا ينتقل في فراغ ، لهذا لابد من جعل البيئة المدرسية جذابة ومشجعة ومؤثرة وواعية ، حتى تساعد الطالب على طرق آفاق المعرفة بالمحاولة المتكررة ، للوصول إلى حقائق الأشياء .
                        ومع وجود بعض الفروق الفردية ، فإن هذا يجعل استخدام الأساليب الجماعية اوفر حظاً للوصول إلى نتائج طيبة ومرضية .
                        كما أن السماح للتلميذ بممارسة الأساليب التعبيرية عن كل مايستنتجه ويتوصل إليه ، تعطيه دافعاً أكبر لطرق باب التفكير والتوصل إلى النتائج ، وترفع درجة فاعليته بمقدار يقل أو يكثر في تنشيط سلوكه الإبداعي .
                        ومن الصفات أو الممارسات التي يجب أن ينهجها المعلم ، هي المحاولة المستمرة للكشف عن استعدادات وميول طلابه المعرفية والسلوكية والإبداعية ، ومن ثم يعمل على تنميتها وتطويرها وتحديد البرامج التي تظهر تلك الإستعدادات لإشباع الدوافع والحاجات الكامنة لدى كل تلميذ ، كما أن تكرار المحاولات يجعل التلميذ يلمس حقائق أخرى لم يتوصل إليها في المرات السابقة ، والممارسة المتكررة ضرورية لأن التلميذ يحاول التعلم من تجاربه السابقة ، مع العلم بأن تلك الممارسات رغم ضرورتها ولكنها لاتكفي فهي ليست ضمانة للنجاح ، ولذلك يجب على المعلم القيام بدور التغذية الفكرية التصحيحية ، وتقديم المعلومات الدقيقة لمساعدة ذلك التلميذ للوصول إلى أفضل مايمكن الوصول إليه .
                        نصل إلى خلاصة القول وهي أن محاولة الإستقواء على التلميذ عن طريق السيطرة على أفكاره ، وجعل فرص الإستنتاج لديه ضئيلة ، كما أن ممارسة إجبار التلميذ على قبول مانستنتجه نحن تعد من أكبر الأخطاء التربوية ، لما لها من دور فاعل في الشلل الفكري لدى التلميذ ، وقتل جهوده في سبيل الإنطلاق إلى فضاء أرحب في مجال التفكير والإستنتاج .
                        الطريقة المثلى للتدريس

                        إن التدريس هو عبارة عن فن مستقل بذاته ، ويحمل في طياته كل المعاني السامية لكلمة فن ، فهو فن في كيفية التعامل مع هذه اللبنة الطرية ، والقابلة للتشكيل على النحو الذي يكسبها معه المدرس روح الجمال ، وهنا يجب أن يكون هذا الفن يمتزج بين فنون التعامل ، وفنون إيصال المعلومة على الوجه الصحيح ، مع إكساب الطالب الثقة بالنفس ، وجعله شريكاً فعالاً في عملية اكتساب المعلومة لكي نبتعد عن مجال الحشو الذهني الذي مايلبث أن يزول بالتقادم ، ولكن المشاركة في عملية الاكتساب تعتبر صقلاً لمواهب الطالب ، وإكساباً للمعلومة ، وزيادة في الثقة بالنفس .
                        ومما يجدر ذكره هنا لتعزيز هذه النظرية هو أن هناك أناس كثيرون خارج مهنة التدريس مثلهم مثل المدرس يجيدون القراءة والكتابة والخطابة ، ولكن ليس هذا هو المطلوب بيد أنه لو حاول أحدهم التدريس لفشل في ذلك الأمر ، لأنه ليس مؤهلاً لهذا العمل ، حيث أن التريس يحتاج إلى طرائق ، وفنون معينة لإيال المعلومة إلى جانب اللين في التعامل مع الطالب ، إلى جانب الكيفية في إيصال المعلومة ، وممارسة دور الأبوة أثناء كل التعاملات ، وهذا مايجعلنا نتأكد بأن عملية الإلقاء عملية غير مجدية لأنها أسلوب من أساليب الخطابة ، وهذا النوع من سرد المعلومات بهدف الإيصال لايصلح لهذه المرحلة البتة .
                        ولايفوتني أن أشير هنا إلى أنه طلب مني أن أذكر الطريقة التدريسية المثلى التي تحقق الغاعلية التربوية ، ولكنني أجد أنه ليس هناك طريقة يجب أن تبقى حكراً على كل المواد ، فالطرائق متعددة بتعدد المواد ، ولا أجد نفسي مخطئاً إن قلت أنها بتعدد دروس المادة الواحدة .
                        على أي حال فإن لكل مادة من المواد أهداف خاصة وعامة تكمن وراء تدريسها ، وبناءً على ذلك فإنها تختلف طرق التدريس باختلاف المواد ، ونحن عندما نحدد طريقة واحدة للتدريس فإننا ندخل كثير من المواد في خانات لاتصلح لها ولا تحقق أهدافها.
                        والطريقة المثلى للتدريس في نظري هي كل طريقة تحقق تلك الأهداف المرسومة للمادة سلفاً ، ولكن تبقى عملية إشراك الطالب في الدرس بشكل فاعل ، وجعل الطالب يصل إلى كثير من الحقائق ، ليحقق ذاته من خلال ذلك ، كما أن عنصر التشويق من أهم العناصر الموصلة للمعلومة فعليه معول كبير في جعل الطالب يقترب من المادة أكثر فأكثر ، وكلما جددنا في عملية التشويق كلما كان الطالب أقرب إلى الفهم .

                        الفرق بين التربية والتعليم

                        ليس هناك من شك في أن التعريف لكل من التربية والتعليم يختلف كل منهما عن الآخر كاختلاف المسمى ، ولكنهما يجتمعان في بعض الأشياء ذات الصفة المشتركة في كليهما ، وبمان أن التربية يسبق دورها دور التعليم بفترة ، فإنهما ينفصلان عن بعض حسب ذلك ، ولكن لاغنى عن توافر الإثنتين لكي يكون الإنسان مؤهلاً تأهيلاً كاملاً لما خلق من أجله .
                        عليه نجد أن التربية تشمل جميع النواحي مثل : النمو الفكري والجسدي والعقائدي ، ومجموعة القيم والأخلاق التي يتلقاها الإنسان منذ ولادته إلى ماشاء الله ، كما أنه يتلقاها في البيت ، والشارع ، والمدرسة ، والمسجد .
                        أما التعليم فهو عبارة عن تلك الجرعات العلمية ، ومجموعة المهارات التي يتلقاها ويكتسبها التلميذ عن طريق المدرسة ، وتكون مرتبطة بمنهج أو مناهج معينة ، وتكون متدرجة من السهل إلى الصعب وذلك حسب السن وحسب المرحلة الدراسية ، على أن تتلاءم تلك المناهج مع قدراته العقلية والإستيعابية ، بحيث أنه يراعى عند وضعها القياس على الشريحة الوسطى من بين الشرائح الثلاث ( ذكي ـ متوسط الذكاء ـ قليل الذكاء ) كما أنه يتخلل العملية التعليمية جرعات تربوية كثيرة ومتعددة من بينها : التربية في مجال العقيدة وهذه أسمى درجات التربية عند تحقيقها على الوجه المطلوب ، والتربية في مجال الآداب العامة التي يكتسبها التلميذ من خلال مايؤثر به عليه معلمه ، كما أن ممارسة النظام داخل المدرسة يجعل الإلتزام أمراً مألوفاً لدى الطالب مما يجعله يتقيد به مستقبلاً .
                        هناك آراء قرأتها في هذا المجال حول تعريف التربية والتعليم فهناك من يقول ( إن التربية في حقيقة أمرها تشمل كل جوانب نمو الإنسان ، إنها تنظيم للقوى والقدرات البشرية لدى الكائن البشري تنظيماً يضمن له التعرف والتكيف والتأقلم والتوافق والانسجام مع بيئته الاجتماعية ماأمكن ذلك .
                        خاصة وأن التربية تهتم بتدريب قوى الفرد وتوجهه الوجهة السليمة والمناسبة من أجل أن يكتسب عادات عقلية ومهارية نافعة ومفيدة ، فهي بذلك تعني التوجيه الشامل والكامل للحياة كلها ، والتشكيل لطريقة الحياة الاجتماعية القائمة بالفعل ) 1.
                        وهناك تعريف آخر للتربية مفاده أن التربية ( عملية هادفة لها أغراضها وأهدافها وغاياتها ، وأن المربي الحق على الإطلاق هو الله الخالق : خالق الفطرة وواهب المواهب ، وهو الذي سن سنناً لنموها وتدرجها وتفاعلها ، كما أنه شرع شرشرعاً لتحقيق كمالها وصلاحها وسعادتها .
                        كما أن التربية تقتضي خططاً متدرجة تسير فيها الأعمال التربوية والتعليمية وفق ترتيب منظم صاعد ، ينتقل مع الناشئ من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة .
                        إن عمل المربي تالٍ وتابعٍ لخلق الله وإيجاده ، كما أنه تابع لشرع الله ودينه )2 .


                        المهارات التدريسية التي يحتاجها المعلم وخصوصاً الصفوف الأولية

                        هناك مهارات مختلفة المواقع بالنسبة للدرس فهناك مايسبق الدرس ومنها الإعداد الجيد للدرس ذهنياً ، وكتابياً ، وإعداد وسائل الإيضاح ، والإلمام التام بالدرس من كل جوانبه .
                        وبعض المهارات تكون أثناء الأداء ومنها إدارة الفصل بشكل جيد ، واستخدام الوسائل التي سبق إعدادها ، مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ ، إشراك الجميع في الدرس والتركيز على الضعاف ، محاولة شد انتباه التلاميذ إلى كل مايقوم به ، تنوع الأساليب في عرض مادة الدرس والتشويق له ، والأسلوب القصصي في بعض الدروس مهم جداً ، والدعابة والمرح تلائم البعض الآخر ، كما أن تمثيل بعض المشاهد يعد من أفضل المهارات التدريسية على الإطلاق .
                        أما مابعد الأداء فليس هناك مهارات أفضل من مهارة التقويم للوقوف على المدى التحصيلي للتلاميذ ومن ثم تقييم طريقة التدريس التي نفذ بها ذلك الدرس لكي تكون نبراساً له ، إما لتكرار الطريقة أو البعد عنها والبحث إلى ماهو أجدى منها .
                        الخـاتمـة

                        نختم بذكر من بأنا باسمه وهو الله الخالق المدبر لكل شيء ، وولي التوفيق في كل عمل ، وأصلي وأسلم على من كانت رسالته ختام الرسالات السماوية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وبعد :
                        فبعد أن وصلت إلى ختام بحثي هذا والذي أسأل الله جلت قدرته أن أكون قد وفقت فيه لأن يرقى لدرجة القبول ، وهو جهد المقل والذي أتقدم به لأستاذي الجليل المشرف على خميس ، ونحن لاننازع الأمر أهله ولكننا نعلم سلفاً بأن هذا البحث جاء بطلب منه لتعميق فهمنا من خلال ماكلفنا بالحصول عليه من مراجع ، ولكن ومن أسف فلم أجد منها إلا قليل القليل ، وهذا مادعاني للوثوب فوق صهوة الذاكرة المتهالكة ، والتي لم تسعفني بأكثر مما قدمت في هذه الوريقات والتي توصلنا من خلالها إلى عدة أمور منها على سبيل المثال :
                        × وجوب أن يكون المعلم القائم على الصف الثالث على قدر كبير من العلم بمادته .
                        × أن يكون لديه قدر كافٍ من المعرفة والثقافة .
                        × أن يكون ممن يمارسون دور الأبوة بدون تكلف ، حيث أنها يجب أن تكون صفة دائمة فيه .
                        × القدرة على مجاراة المستجدات ، والقدرة على ابتكار الأساليب والطرائق الجديدة الناجحة في عملية الأداء والتقويم .
                        × أن يكون مشجعاً ومحفزاً للطالب على الوصول إلى المعلومة ، وأن لايكون عقبة في سبيل ذلك .
                        × أن يكون بعيداً عن العنف قريباً إلى الملاطفة وحسن التعامل .
                        × أن يكون جماعاً بين دوره كمربي ودوره كمعلم ، وألا يغفل أحد الجانبين لحساب الآخر .
                        × أن يكون على علاقة مستمرة بكل جديد ، ومراجعة التعاميم كل ماحانت له الفرصة في سبيل ذلك .
                        × أن يجعل إعداد الدروس من أهم اهتماماته ، مع الأخذ في الإعتبار بصياغة الأهداف التي تحقق مايصبوا إليه .
                        × أن يهتم بوسائل الإيضاح التي لها دور كبير وفاعل في إيصال المعلومة.
                        × أن لايغفل المهارات التدريسية ، وأن يحاول التجديد والمثابرة على الوصول إلى كل مامن شأنه إيصال المعلومة بالشكل الصحيح وبالقدر المطلوب .
                        وأخيراً أسأل الله للجميع التوفيق والسداد إنه على ذلك قديروالله الموفق .

                        المراجع

                        تاريخ الطبع*** دار النشر*** المؤلف*** الكتاب
                        1420هـ دار المعراج الدولية ، د/ محمد سعد القزازالاستاذ/ صالح الشهري ، المبادئ العامة للتربية
                        1999م دار الفكر المعاصر ،عبدالرحمن النحلاوي ، اصول التربية الإسلامية
                        اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

                        تعليق

                        • العامري
                          عضو نشيط
                          • Jun 2002
                          • 406

                          #13
                          اللهم زد وبارك

                          لمثل هذه المواضيع تحمد المنتديات

                          يبقى لكاتب الموضوع الحق في تلخيص مجمل الافكار لعموم الفائدة ، او يقوم بذلك من يفوضه.
                          اعذروني "للقافتي" لكن هذا رايي طرحته على اخواني ، ولا ضير من تركه.
                          والاخوان ما بينهم زعل ولا تحاسد

                          للاخ السروي: ما شاء الله عليك
                          [ALIGN=LEFT][SIZE=5]" أبـو نـا صــــر "

                          تعليق

                          • بنت الاسلام
                            عضو مشارك
                            • Aug 2002
                            • 184

                            #14
                            شكرا لك اخ العامري على ما طرحت من مشاركة فعالة .. وأشكر الأخ السروي على ما تفضل به من إيراد خلاصة بحثه .. ولكن قد اختص بالمعلم فقط .. وقد أردت أن نعرف دور الوالدين لانهما الأساس في التربية وهما من سيتعامل مع الابناء على مدار الساعة وهما اللذان سيؤثران سلبا وإيجابا على سلوك أبنائهما ..


                            وهذا ما استنتجته من المناقشة والبحث في كتب التربية :

                            1- أن على الأباء إعداد الأبناء ليحيوا حياة تليق بالإنسان المسلم الواعي .

                            2- أن نتقبل الأطفال على ماهم عليه ونربيهم كل حسب قدراته الذهنية والخَلقية لينشأ واثقا من نفسه ، سعيدا في حياته..على العكس من ذلك الطفل الذي يذكره أهله بعيوبه ونواحي قصوره أو يشعرونه أنه عبئا عليهم ، إنهم بذلك يجعلون علته العقلية أو الجسدية مضاعفة عليه أضعافا عديدة..
                            3-أن المجتمع له دور كبير في التربية لا يمكن الإستهانه به ..فمثلا إذا طلبنا من أحد الابناء عدم الخروج إلى الشارع ، وكان معظم أقرانه يلعبون فيه فإنه سيتضايق مما نقوله .. وسيرى ذلك نوعا من التشدد غير المفهوم ..هذا يعني أن على الأبوين أن يتحسسا مواقع كلامهما لدى الأبناء وأن يكثفا الحوار معهم وأن يوفروا المناخ الذي ينمي فيهم معاني الخير والإستقامة والجدية..

                            4-أنه ليس من الصواب أن نظهر أنفسنا أمام أبنائنا بمظهر المعصوم .. ليس أجمل من أن ينظر الطفل في أسرته فيرى في ابيه وامه وإخوته بعض السمو الذي يتطلع إليه وليس أروع من أن يتشبع الطفل بأحاسيس الإعجاب والإحترام نحو من يقومون على تربيته .. ولكن شريطة أن يكون طبيعيا غير متصنع ولا متكلف ..أي يبتعدون عن إظهار أنفسهم أنهم لا يخطئون ..حتى لا يصدم الطفل فيهم عند أول خطأيقعون فيه أمامه ..

                            5- أن التربية خدمة جليلة وليست استعبادا .. بمعنىأن يبتغي الأبوان من وراء تربية أولادهم رضوان الله تعالى ورجاء ثوابه - وبناء على ذلك فإن من غير المقبول ما نرى من بعض الأباء والأمهات من فرض هيمنتهم على الصغار على نحو يجعل العلاقة بينهم علاقة تسلط واستعباد ..

                            إن التربية الجيدة ليست تلك التي تجعل الطفل يشعر أنه جندي يعيش في ثكنة عسكرية وإنما تلك التربية التي يستمتع فيها الطفل بصحبة والديه ويشعر أن اختياراته موضع اعتبار وتقدير..

                            6-علينا أن نعتمد في التربية على تعريف الطفل على الله تعالى .. يمكن للأبوين أن يعلقا قلب الطفل بالله تعالى من خلال السؤال تارة والتلقين تارة أخرى ونحن في أيامنا هذه أحوج مانكون إلى ترسيخ هذه المعاني .

                            7-مساعدة الطفل على اكتشاف ذاته وحتى يتمكن الأبوان من ذلك فإنهما يحتاجان إلى شيئين : ثقافة جيدة واهتمام كبير.

                            8- الاباء والأمهات في البيوت مطالبون بتكوين عقلية الطفل نحو المتغيرات الجديدة تكوينا متوازنا .. كجعل الطفل يعتقد أن الحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها فهو أولى بها ...

                            9- تعويد الطفل على التجريب والمحاولة عدة مرات وعدم اليأس...

                            10- تحفيز روح التساؤل لدى الأطفال فكبت حب التساؤل تدمير لروح التطلع والإستكشاف لدى الصغار.

                            11-تحمل المسؤولية :اول ما على الأهل أن يوقظوا مشاعر أبنائهم نحو المسؤولية منها ما يتعلق بأموره وتصرفاته الخاصة ومنها ما يتعلق بالأسرة.

                            12- التربية بالقدوةفالأب الذي يتقاعس عن صلاة الجماعة مطالب بأن يحرص عليها إذا ما كان يريد حقا من ابنائه ان يكونوا من رواد المساجد .

                            13- تنويع الاساليب التربوية.
                            14-العدل بين الابناء .
                            15-اختلاف المربين يفسد التربية فعلى الأبوين أن يتفقوا فيما بينهم على أسلوب واحد في التربية
                            16-نقد السلوك لا نقد الذات بحيث ننقد ما قموا به من سلوك خاطئ ولا ننقد شخصهم كأن نقول ( هذا العمل خاطئ ) ولا نقول انت ماتفهم .

                            17-التوازن بين الحماية والتدليل بمعنى مزج عنصر حب الطفل ومراعاة مشاعره وتلبية رغباته وعنصر التوجيه والنظام .لا إفراط ولا تفريط ..

                            أرجو أن أكون قد وفقت في استخلاص عناصر التربية الحديثة بأبسط صورة.............

                            شكرا لكل من شارك في هذا الحوار الهادف الذي سينفعنا جميعا بإذن الله تعالى ،،،

                            ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
                            اللهم اجعل خير اعمالنا خواتمهاوخير ايامنا يوم نلقاك .

                            تعليق

                            Working...