الاخ ابو صالح الموضوع مهم ويستحق
تقديم التجارب من الجميع للاستفادة
ونحن في انتظار تكملة الموضوع

السلام عليكم

شكرا ابو صالح على الاستجابة للدعوة وهذا المؤمل فيكم ،، نرجو أن يستمر التواصل

أما بخصوص موضوعك عن الغيرة بين الأبناء فقد أحسنت الاختيار فهو بحق موضوع يستحق النقاش

أسباب الغيرة التي تولد بين الأبناء

تعود إلى التفرقة في التعامل من قبل الأبوين لكون الابن المميز هو الابن الأكبر أو البكري حيث لا تخفى مكانة الابن الأكبر عند الوالدين كأمر طبيعي إذا لم يتجاوز الحد المعقول..
أو تلك الغيرة المتولدة أيضاً بسبب التفرقة بين الجنسين (الاولاد والبنات).
ولا شك أن تفضيل أحد الأبوين لأحد الأبناء دون آخر يشعل الغيرة لدى الابن الأخر ضد أخيه وأغلب الآباء يقعون في مثل هذه الأخطاء ..
والملاحظ أنه إذا كان أحد الاخوة قليل الإمكانات كأن يكون قليل الذكاء أو ضعيفاً في تحصيله الدراسي بالنسبة لأحد اخوته القريب له في العمر ومن نفس الجنس فإن الابن الأقل في امكاناته يميل الى إظهار العدوان أكثر في التعامل مع أخيه الآخر، وخصوصاً عندما يحس بأن كل عمل يقوم به يقارن مع أعمال أخيه..
لذلك يجب على الآباء مراعاة بعض الأسباب العلاجية لمرض الغيرة عند أبناءهم ومن ذلك ان يتعامل الآباء بإشعار أبنائهم بأنهم محبوبون لديهم وذوو قيمة وأن يكون ذلك الحب الأبوي غير مرتبط بقدرات الابن او ميزاته، فبعض الآباء ربما عاملوا أحد أبنائهم بمعاملة خاصة دون بقية اخوته لا لشيء إلا أن هذا الابن لديه هبة ربانية كأن يكون جميل الطلعة أو ذكياً أو سريع البديهة أو غير ذلك كما يجب على الآباء معاملة جميع الأبناء بعدالة مع مراعاة الفروق الفردية الناتجة عن الترتيب العمري أو القدرات الذاتية ..
وأخيراً يجب على الآباء أن يكونوا أكثر وعياً لتصرفاتهم التي تدل على التفضيل ومن ذلك:
التحدث والضحك مع أحد الأبناء أكثر من غيره، أو تدليل أحد الأبناء بزيادة المصروف أو الهدايا، كذلك مناداة أحد الأبناء باستخدام العبارات الجميلة أو مناداته باسم الدلع دون بقية اخوته، وغير ذلك من التصرفات التي تشعل نار الغيرة بين الابناء دون قصد من أبيهم..
ومن أفضل السبل إلى العدل بين الأبناء هو عدم الحكم على نفسك (بالعدل وعدم التفرقة بين أبنائك) من وجهة نظرك الخاصة لأن الشعور بالتمييز والتفضيل شعور غير مباشر ويظهر بطريقة غير مباشرة، لذلك من الصعب الحكم بذلك..
لذلك يجب أن يسأل الآباء أبناءهم بين الفينة والأخرى وبين الوقت والآخر فيما إذا كانوا يشعرون بأنك تفضل أحدهم على الآخر أم لا..


مقتطف من مقال لأنوار ابو خالد عن اسباب الغيرة عند الأبناء

ان هذه القضية من القضايا الهامة في حياة الاسرة ولها ابعادها الدينية والاجتماعية والنفسية، فمن الوجهة الدينية فإن اسلامنا الحنيف يأمرنا بالعدل والانصاف في جميع الامور ولاسيما الابناء لأن الآثار الاجتماعية والنفسية في هذا الموضوع لها تأثير كبير على حياة الابناء التي ربما تستمر الى مرحلة متأخرة من العمر مشكلة بذلك عقدة نفسية في حياته لاتنتهي لذلك يجب على الوالدين اقامة العدل والانصاف بين الابناء ذكوراً كانوا أم اناثا اطفالا كانوا ام مراهقين وهذا العدل يأتي عبر طرق عديدة مثل العطف والحنان فيجب على الأب والأم ان يلتزما الدقة في مسألة العطف والحنان فإن قبل الأب الطفل على رأسه يجب عليه تقبيل جميع ابنائه على رؤوسهم ان كانوا حاضرين فاضفاء الحنان على جميع الابناء امر لابد منه فهو اول سلم للوصول الى النفسية السوية وكذلك عدم اشعار الابناء بالعطف الزائد والحب الكبير للطفل الجديد، في هذه الاسرة لان الاطفال لايزالون صغاراً ولا يدركون ان هذا الرضيع له وضع خاص وانما يرونه طفلا مثلهم ويجب ان يعامل كما يعاملون ويجب على الوالدين احترام عقلية الاطفال وهذا يجرنا الى مسألة اخرى وهي معرفة مدارك الابناء الذهنية والعقلية وهذا من شأنه ضبط العملية من ناحية الأب والأم. فعقلية الابناء مختلفة فمنهم من يقدر بعض الامور فلا يشعر بالظلم والبعض الآخر تحرقه نار الغيرة فيجب على الأب ان يتسم بالحذر والحيطة وعليه اشراك جميع الابناء بالهدايا ويفضل ان تكون متقاربة لان اختلافها يؤدي الى ضيق الابناء فأحدهم يقول ان هدية الآخر كبيرة الحجم والأخر يقول ان تلك الهدية اجمل من الهدية المقدمة لي وهذا الاختلاف يورث الضغينة والبغضاء بين الاشقاء وكذلك مساواتهم في عملية الخروج من المنزل فعلى الاب ان يصطحب معه جميع الابناء الذكور ويذهب بهم الى اماكن اللعب والتسلي وعليه ان يشارك جميع الابناء في اللعب كل حسب سنه وقدراته ولا يجوز منع احدهم لصغر سنه إلا اذا امتنع بنفسه وفضل عدم اللعب وكذلك السماح للجميع بالشراء من المحلات المتنوعة بشكل متساو وعدم التفريق ولا ينبغي من الأب ان يميل لاحد الابناء فيجعل له النصيب الاكبر من الالعاب والشراء واجحاف الآخرين حقهم وإلا سوف يكبر الابن كارها أباه واخوانه ولا يجوز تفضيل احد الابناء إلا في بعض الحالات ومنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: الطفل حتى يكبر والغائب حتى يعود والمريض حتى يشفى.


وفي مرحلة الطفولة المتقدمة خاصة مرحلة الدراسة يجب على الوالدين مساواة الجميع في بعض الامور ابتداء من عملية الذهاب الى المدرسة، فاما ان يكون الجميع في الباص واما مع الأب لان المسألة تؤثر على نفسية الطفل لانه يتساءل لماذا اذهب في الباص واخي يذهب مع أبي في سيارته الخاصة وكذلك المساواة في المصروف وهكذا وبعد العودة من المدرسة تتم مراجعة الدروس للابناء على حد سواء وعدم اغفال البعض وعندما يكبر الابناء الى مرحلة دون المراهقة فعلى الأب والأم مساواة ابنائهم في الحديث فلا يجب تخصيص البعض بالحديث واهمال آخرين فكل هذه المعطيات تؤثر سلبا وايجابا في حياة الابناء فعدم الانتباه لهذه الاشياء البسيطة يعني عدم الاهتمام بمشاعرهم واحاسيسهم الامر الذي يؤدي الى الاكتئاب النفسي.


شكرا لأبو صالح على هذا الموضوع الاجتماعي المهم...والذي نتمنى ان يناقش من قبل الجميع....تحياتي.


الوليد