امرنا الله تعالى بطاعة الوالدين والاحسان اليهما وقضى بطاعتهما فلهما أفضال كثيرة لا تعد ولا تحصى ولا تقارن بفضل أي شخص آخر مهما بذل من العمل. ولكن للاسف الشديد بعض الابناء يعصي والديه وذلك بالنهر والتنكر والهجر وجحود فضليهما - وهذا بحد ذاته مأساة مؤلم بالنسبة للوادين، من هذا المبدأ الذي يقضي بوجوب طاعة الوالدين التقت "الرياض" ببعض الآباء والامهات الذين خذلهم ابناؤهم وتخلوا عنهم وهم في امس الحاجة اليهم بعد تقدم السن.. وذلك كأمثلة حية وواقعية.هجرها ابنهافي البداية تقول السيدة فاطمة علي - المتأثرة كثيرا بوفاة شقيقتها التي هجرها ابنها وماتت بدارها ومضى على وفاتها ثلاثة أيام دون ان يعرف عنها احد. وتروي السيدة فاطمة قصة شقيقتها المأساوية وتتابع وتقول لشقيقتي ولد واحد تكفلت بتربيته بعد وفاة والده. ولم تتزوج، وذلك كرست حياتها من اجل نشأة ولدها الوحيد في جو مليء بالحب والاستقرار دون ان تشرك اي انسان في ذلك الحب. فعملت ما في وسعها لتوفر له سبل الراحة المعنوية والمادية ولذلك كانت تقوم بالخدمة في البيوت وتتبع كذلك وسيلة البيع والشراء وتقضي باقي وقتها في المنزل ترعاه رعاية الوالدة لولدها واستمرت كذلك حتى كبر وحصل على وظيف
ة كريمة وتزوج وانجب وعاش مع والدته في المنزل الجديد الذي قامت هي ايضا بتشييده من عرق جبينها. وبعد ان كبر ابناؤه وكبر مركزه المادي والاجتماعي بادر بإخراج والدته التي تقدم بها السن من منزلها الذي شيدته بكفاحها وباع المنزل واسكنها في منزل شعبي رديء. وتبعا لظروف العمل انتقل الابن الوحيد للعيش في مدينة اخرى دون ان يصطحب والدته التي بدأ يهجرها قليلا قليلا قبل انتقاله وفي يوم ما قام بزيارة خاطفة لها فعاتبته عتاب الام المحبة لولدها فرد عليها بالتأفف والنهر..فقالت الام لابد ان تطمئن علي من وقت لآخر - فربما اموت وحيدة، فقال اذا توفيتِ وتعفنتِ سأعرف ذلك.. وخرج وهو يكرر كلمته التي كانت سببا في تدهور حالة شقيقتي الصحية والنفسية.. وما لبثت تردد ذلك امامي كلما قمت بزيارتها او هاتفتها. ونظرا لظروفي العائلية تأخرت عنها لمدة ثلاثة ايام.. مرضت خلالها شقيقتي مرضا شديدا وتوفيت في دارها ولم يعرف عنها ولدها شيئا الا بعد ان افتقدتها انا وجاراتها وطرقنا الباب عدة مرات فلم تجب شقيقتي فاتصلنا بابنها الذي اخبرنا انه لا يعرف عنها شيئا منذ فترة طويلة فطلبت من الشرطة الحضور لتفقد المنزل، وبالفعل وجدناها متوفاة وتبين لنا انه مضى على وفاتها
ثلاثة ايام ولم يعرف ابنها عنها شيئا.الرباط مأواي الوحيدوفي زيارة لأحد الاربطة المعروفة باحدى المحافظات التقينا بالسيدة المسنة س. ع.. التي استقبلتنا ببشاشة الام الحنون الطيبة وبدت كما اتضح من اسلوبها من حيث استقبالها وتعاملها معنا وكأنها تعرفنا منذ امد طويل وبادرت معاتبة.. اين كنتم لم اركم منذ زمن طويل طويل جدا تعبت من الوحدة تعبت من التفكر والقلق ماذا حل بكم.. اين كنتم طوال هذه الفترة الطويلة عسى المانع خيرا.. وعندما اتضح لها اننا لسنا ممن تتوقع حضورهم بين آونة وأخرى من الاقرباء الذين طال انتظارها لهم وما زالت تأمل رؤياهم.. بادرتنا بالاسف الشديد وبدا عليها الانكسار والألم.. اعتذرت قائلة للاسف ظننتكن من القريبات من بناتي او حفيداتي، اللاتي لم يقمن بزيارتي منذ ايام.. وتابعت قائلة لي أربعة ابناء وأربع بنات وجميعهم متزوجون وحياتهم هانئة ومستقرة ولديهم ابناء وبنات، وكنت اعيش في منزل للايجار حيث ان والدهم رحمه الله توفي ولم يكن لدينا منزل نملكه، وقمت بواجبي نحوهم معتمدة بعد الله تعالى في حياتنا المعيشية علي راتب التقاعد الذي كان يصرف لنا، القناعة الدائمة تكفي ابن آدم من حاجة الناس، وبعد زواجهم استقلوا بحياتهم وعاش
كل منهم في منزل مستقل وكل بدا مسؤولا عن حياته ايجار المنزل الذي اسكنه يعتمد كل منهم على الآخر في دفع الايجار حتى ضجر صاحب المنزل وطلب مني المغادرة، واصبحت بعد ذلك اتنقل في بيوت ابنائي وبناتي الذين ضجروا بدورهم مني واقترحوا علي اسكن في الرباط بل اجتهدوا كثيرا باسكاني فيه حتى يومي هذا وكانوا يقومون بزيارتي بين آونة واخرى وقليلاً قليلاً اصبحت زيارتهم لي قليلة ويمرالشهر ولا ارى منهم احدا.. وبدأ القلق والتوتر والألم اقرب شيء لي واكثر ما يملأ وحدتي. وأصبحت اشعر بأني ضجرت من الحياة التي اعيشها.. وأشعر بأني عالة حتى على نفسي التي حين تمرض لا يسعفها بعد الله سوى جارة لي ارملة تعيش مع ابنائها الذين يقومون احيانا بنقلي للمستشفي وامكث فيها اياما واعود ان كتبت لي الحياة واعيش على وضعي هذا. الذي ترينه.. وكررت الام المسنة الحمد والثناء لله على ان اعطاها الصبر والثبات وقدرتها على التحمل والانتظار ومع ذلك كان هم الام (والجدة) الاول هو الاطمئنان على صحة ابنائها واحفادها.. فأين هم الآن وماذا ينتظرون؟ اعتقد ان كلا منهم ما زال يعتمد على الآخر للقيام بالزيارة.الجمعية الخيرية تساندهن..توفي زوجها بعد ان ترك لها اثنين من الابناء وترك
لها حياة ليس لها اي دخل.. قامت بتربية ابنيها مع والدتها العجوز تربية صالحة حتى اكمل الابنان دراستهما وتوظفا الواحد تلو الآخر وتزوجا واستقلا بحياتهما، ترك الابنان القرية وعاشا في المدينة ونسيا الوالدة والجدة الى ان اشتد بهما المرض فطردوهما واجبروهما على الرجوع الى القرية من حيث اتيا الى ان قام احد الاقارب بزيارة القرية فوجد الام والجدة في حالة يرثى لها فأحضرهما معه الى المدينة واسكنهما في منزل مجاور له وقام برعايتهما واضافة الى ذلك فان الجمعية الخيرية تساندهما وتساهم مع هذا الرجل الطيب.الغريب في الامر ان الابنين اللذين عرفا بذلك لم يحرك هذا الموقف من قريبهما اي مشاعر نحو امهما وجدتهما.وامرأة أخرى.. توفي زوجها وترك لها سبعة من الانباء قامت بتربيتهم وتحملت صعوبة الحياة وقلة الموارد حتى تخرّج الابناء وتزوجت البنات ولم يحاولوا مكافأة والدتهم بتعويضها عن الحياة الصعبة التي عاشتها في صغرهم إذ انقطعت البنات عن زيارتها وانشغلن بحياتهن الخاصة وجلس الابناء في المنزل رافضين العمل ومجبرين الام على الصرف عليهم ومتهمين الوالدة بسرقة تقاعد الاب اذ يبلغ (400) ريال في الشهر ولم يكتفوا بهذا بل يقومون بين الحين والآخر بضرب الام
وشتمها وطردها من المنزل.تعليق لباحثة اجتماعيةالباحثة الاجتماعية هناء عبدالله حمزة باللجنة الاجتماعية بجمعية فتاة ثقيف الخيرية النسائية علقت قائلة: تمر على اللجنة الاجتماعية بالجمعية حالات كثيرة مماثلة نحاول معالجتها بشكل او بآخر. يمكن ان يكون الوازع الديني هو السبب لكثير من الحالات او عدم الاهتمام بالتربية وغرس طاعة الوالدين في الاطفال منذ الصغر.. ويوجد سبب آخر وهو كثرة الابناء وعدم التركيز والاهتمام بغرس هذه الصفة فيهم.. وهناك سبب آخر أيضاً هو انشغال الأهل بتوفير المتطلبات الاساسية لابنائهم.. هنا نجد دور الجمعية في ايجاد الحلول لهذه المشاكل مثل ان تساهم الجمعية في اقامة محاضرات توعوية عن كيفية تربية الابناء وغرس مبادئ العقيدة الاسلامية في نفوسهم وتوفير بعض الاحتياجات للاسرة من الارزاق والكسوة والادوات المدرسية كما توفر دراسة مجانية لبعض الأسر المحتاجة المسجلة بالجمعية بالدورات المقامة بها.رأي الشرع في عقوق الوالدينتحدث فضيلة الشيخ الداعية بمكتب الدعوة والإرشاد لشؤون الأوقاف بمحافظة الطائف وليد علي العوفي فقال: لقد اولى القرآن الكريم الوالدين اهتماما عظيما وأوضح ذلك في آيات محكمات حثت على برهما وطاعتهما ونهت
عن عقوقهما فقال تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغت عندك الكِبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صيرا} من تفسير ابن كثير (3) وجاء في تفسير قوله تعالى {فلا تقل لهما أفٍ} أي لا تسمعهما قولاً سيئا ابدا.. حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القبول السيء. وقال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ.. الشوكاني ج 3فلينظر رحمكم الله في الآية الأولى كيف قرن الله سبحانه وتعالى بتوحيده التوحيد الخالص وأمر بالإحسان إلى الوالدين لعظم حقهما عليمكم..وقد جاء في صحيح مسلم من حديث عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبوية عند الكبر أحدهما او كلاهما فلم يدخل الجنة" ومعنى رغم انف ان ألصق بالرغامة وهو التراب.. فيا لها من غنيمة عظيمة من حرمها حرم خيرا كثيرا.كما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين من احب الاعمال الى الله.. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسو
ل الله صلى الله عليه وسلم اي الأعمال احب الى الله قال الصلاة في وقتها قلت ثم اي قال بر الوالدين قلت ثم اي قال الجهاد في سبيل الله.فحق الوالدين عظيم جدا جدا ومجازاتهما ببرهما الدائم والاحسان اليهما وعدم التضجر منهما أو التأفف ويجب خفض الجناح لهما وإبداء العطف والرحمة لهما ومشاورتهما في الأمور حتى يحسا انك قريب منهما وفي حاجتهما دائما كما يجب الانفاق عليهما من اكل وشرب ولبس وغير ذلك وستر عيوبهما وعدم غيبتهما والدعاء لهما. ومن هذه الواجبات في حياتهما وهي كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى وأما في حال وفاتهما فكذلك للوالدين حقوق كثيرة ايضا نوضح بعضا منها.. مثل ان يكون الوالد صالحا في نفسه وان يكثر الدعاء والاستغفار لهما وان يصل الرحم التي توصل بهما وان ينفذ عهدهما ويتصدق عنهما، وفي نهاية هذا الرأي المختصر اسأل الله تعالي ان يجعلني واياكم من البارين لوالديهم وان يجمعنا في الدنيا على كل خير وفي جنات عدن وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
منقول
ة كريمة وتزوج وانجب وعاش مع والدته في المنزل الجديد الذي قامت هي ايضا بتشييده من عرق جبينها. وبعد ان كبر ابناؤه وكبر مركزه المادي والاجتماعي بادر بإخراج والدته التي تقدم بها السن من منزلها الذي شيدته بكفاحها وباع المنزل واسكنها في منزل شعبي رديء. وتبعا لظروف العمل انتقل الابن الوحيد للعيش في مدينة اخرى دون ان يصطحب والدته التي بدأ يهجرها قليلا قليلا قبل انتقاله وفي يوم ما قام بزيارة خاطفة لها فعاتبته عتاب الام المحبة لولدها فرد عليها بالتأفف والنهر..فقالت الام لابد ان تطمئن علي من وقت لآخر - فربما اموت وحيدة، فقال اذا توفيتِ وتعفنتِ سأعرف ذلك.. وخرج وهو يكرر كلمته التي كانت سببا في تدهور حالة شقيقتي الصحية والنفسية.. وما لبثت تردد ذلك امامي كلما قمت بزيارتها او هاتفتها. ونظرا لظروفي العائلية تأخرت عنها لمدة ثلاثة ايام.. مرضت خلالها شقيقتي مرضا شديدا وتوفيت في دارها ولم يعرف عنها ولدها شيئا الا بعد ان افتقدتها انا وجاراتها وطرقنا الباب عدة مرات فلم تجب شقيقتي فاتصلنا بابنها الذي اخبرنا انه لا يعرف عنها شيئا منذ فترة طويلة فطلبت من الشرطة الحضور لتفقد المنزل، وبالفعل وجدناها متوفاة وتبين لنا انه مضى على وفاتها
ثلاثة ايام ولم يعرف ابنها عنها شيئا.الرباط مأواي الوحيدوفي زيارة لأحد الاربطة المعروفة باحدى المحافظات التقينا بالسيدة المسنة س. ع.. التي استقبلتنا ببشاشة الام الحنون الطيبة وبدت كما اتضح من اسلوبها من حيث استقبالها وتعاملها معنا وكأنها تعرفنا منذ امد طويل وبادرت معاتبة.. اين كنتم لم اركم منذ زمن طويل طويل جدا تعبت من الوحدة تعبت من التفكر والقلق ماذا حل بكم.. اين كنتم طوال هذه الفترة الطويلة عسى المانع خيرا.. وعندما اتضح لها اننا لسنا ممن تتوقع حضورهم بين آونة وأخرى من الاقرباء الذين طال انتظارها لهم وما زالت تأمل رؤياهم.. بادرتنا بالاسف الشديد وبدا عليها الانكسار والألم.. اعتذرت قائلة للاسف ظننتكن من القريبات من بناتي او حفيداتي، اللاتي لم يقمن بزيارتي منذ ايام.. وتابعت قائلة لي أربعة ابناء وأربع بنات وجميعهم متزوجون وحياتهم هانئة ومستقرة ولديهم ابناء وبنات، وكنت اعيش في منزل للايجار حيث ان والدهم رحمه الله توفي ولم يكن لدينا منزل نملكه، وقمت بواجبي نحوهم معتمدة بعد الله تعالى في حياتنا المعيشية علي راتب التقاعد الذي كان يصرف لنا، القناعة الدائمة تكفي ابن آدم من حاجة الناس، وبعد زواجهم استقلوا بحياتهم وعاش
كل منهم في منزل مستقل وكل بدا مسؤولا عن حياته ايجار المنزل الذي اسكنه يعتمد كل منهم على الآخر في دفع الايجار حتى ضجر صاحب المنزل وطلب مني المغادرة، واصبحت بعد ذلك اتنقل في بيوت ابنائي وبناتي الذين ضجروا بدورهم مني واقترحوا علي اسكن في الرباط بل اجتهدوا كثيرا باسكاني فيه حتى يومي هذا وكانوا يقومون بزيارتي بين آونة واخرى وقليلاً قليلاً اصبحت زيارتهم لي قليلة ويمرالشهر ولا ارى منهم احدا.. وبدأ القلق والتوتر والألم اقرب شيء لي واكثر ما يملأ وحدتي. وأصبحت اشعر بأني ضجرت من الحياة التي اعيشها.. وأشعر بأني عالة حتى على نفسي التي حين تمرض لا يسعفها بعد الله سوى جارة لي ارملة تعيش مع ابنائها الذين يقومون احيانا بنقلي للمستشفي وامكث فيها اياما واعود ان كتبت لي الحياة واعيش على وضعي هذا. الذي ترينه.. وكررت الام المسنة الحمد والثناء لله على ان اعطاها الصبر والثبات وقدرتها على التحمل والانتظار ومع ذلك كان هم الام (والجدة) الاول هو الاطمئنان على صحة ابنائها واحفادها.. فأين هم الآن وماذا ينتظرون؟ اعتقد ان كلا منهم ما زال يعتمد على الآخر للقيام بالزيارة.الجمعية الخيرية تساندهن..توفي زوجها بعد ان ترك لها اثنين من الابناء وترك
لها حياة ليس لها اي دخل.. قامت بتربية ابنيها مع والدتها العجوز تربية صالحة حتى اكمل الابنان دراستهما وتوظفا الواحد تلو الآخر وتزوجا واستقلا بحياتهما، ترك الابنان القرية وعاشا في المدينة ونسيا الوالدة والجدة الى ان اشتد بهما المرض فطردوهما واجبروهما على الرجوع الى القرية من حيث اتيا الى ان قام احد الاقارب بزيارة القرية فوجد الام والجدة في حالة يرثى لها فأحضرهما معه الى المدينة واسكنهما في منزل مجاور له وقام برعايتهما واضافة الى ذلك فان الجمعية الخيرية تساندهما وتساهم مع هذا الرجل الطيب.الغريب في الامر ان الابنين اللذين عرفا بذلك لم يحرك هذا الموقف من قريبهما اي مشاعر نحو امهما وجدتهما.وامرأة أخرى.. توفي زوجها وترك لها سبعة من الانباء قامت بتربيتهم وتحملت صعوبة الحياة وقلة الموارد حتى تخرّج الابناء وتزوجت البنات ولم يحاولوا مكافأة والدتهم بتعويضها عن الحياة الصعبة التي عاشتها في صغرهم إذ انقطعت البنات عن زيارتها وانشغلن بحياتهن الخاصة وجلس الابناء في المنزل رافضين العمل ومجبرين الام على الصرف عليهم ومتهمين الوالدة بسرقة تقاعد الاب اذ يبلغ (400) ريال في الشهر ولم يكتفوا بهذا بل يقومون بين الحين والآخر بضرب الام
وشتمها وطردها من المنزل.تعليق لباحثة اجتماعيةالباحثة الاجتماعية هناء عبدالله حمزة باللجنة الاجتماعية بجمعية فتاة ثقيف الخيرية النسائية علقت قائلة: تمر على اللجنة الاجتماعية بالجمعية حالات كثيرة مماثلة نحاول معالجتها بشكل او بآخر. يمكن ان يكون الوازع الديني هو السبب لكثير من الحالات او عدم الاهتمام بالتربية وغرس طاعة الوالدين في الاطفال منذ الصغر.. ويوجد سبب آخر وهو كثرة الابناء وعدم التركيز والاهتمام بغرس هذه الصفة فيهم.. وهناك سبب آخر أيضاً هو انشغال الأهل بتوفير المتطلبات الاساسية لابنائهم.. هنا نجد دور الجمعية في ايجاد الحلول لهذه المشاكل مثل ان تساهم الجمعية في اقامة محاضرات توعوية عن كيفية تربية الابناء وغرس مبادئ العقيدة الاسلامية في نفوسهم وتوفير بعض الاحتياجات للاسرة من الارزاق والكسوة والادوات المدرسية كما توفر دراسة مجانية لبعض الأسر المحتاجة المسجلة بالجمعية بالدورات المقامة بها.رأي الشرع في عقوق الوالدينتحدث فضيلة الشيخ الداعية بمكتب الدعوة والإرشاد لشؤون الأوقاف بمحافظة الطائف وليد علي العوفي فقال: لقد اولى القرآن الكريم الوالدين اهتماما عظيما وأوضح ذلك في آيات محكمات حثت على برهما وطاعتهما ونهت
عن عقوقهما فقال تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغت عندك الكِبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صيرا} من تفسير ابن كثير (3) وجاء في تفسير قوله تعالى {فلا تقل لهما أفٍ} أي لا تسمعهما قولاً سيئا ابدا.. حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القبول السيء. وقال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ.. الشوكاني ج 3فلينظر رحمكم الله في الآية الأولى كيف قرن الله سبحانه وتعالى بتوحيده التوحيد الخالص وأمر بالإحسان إلى الوالدين لعظم حقهما عليمكم..وقد جاء في صحيح مسلم من حديث عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبوية عند الكبر أحدهما او كلاهما فلم يدخل الجنة" ومعنى رغم انف ان ألصق بالرغامة وهو التراب.. فيا لها من غنيمة عظيمة من حرمها حرم خيرا كثيرا.كما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين من احب الاعمال الى الله.. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسو
ل الله صلى الله عليه وسلم اي الأعمال احب الى الله قال الصلاة في وقتها قلت ثم اي قال بر الوالدين قلت ثم اي قال الجهاد في سبيل الله.فحق الوالدين عظيم جدا جدا ومجازاتهما ببرهما الدائم والاحسان اليهما وعدم التضجر منهما أو التأفف ويجب خفض الجناح لهما وإبداء العطف والرحمة لهما ومشاورتهما في الأمور حتى يحسا انك قريب منهما وفي حاجتهما دائما كما يجب الانفاق عليهما من اكل وشرب ولبس وغير ذلك وستر عيوبهما وعدم غيبتهما والدعاء لهما. ومن هذه الواجبات في حياتهما وهي كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى وأما في حال وفاتهما فكذلك للوالدين حقوق كثيرة ايضا نوضح بعضا منها.. مثل ان يكون الوالد صالحا في نفسه وان يكثر الدعاء والاستغفار لهما وان يصل الرحم التي توصل بهما وان ينفذ عهدهما ويتصدق عنهما، وفي نهاية هذا الرأي المختصر اسأل الله تعالي ان يجعلني واياكم من البارين لوالديهم وان يجمعنا في الدنيا على كل خير وفي جنات عدن وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
منقول
تعليق