الإبداع موضوع جذاب تتوجه له القلوب, وتهفو له النفوس, إنه إحدى الصرخات التي بدأت تدوي مسامع العالم اليوم, إنه السهل الممتنع, القريب البعيد, البسيط المعقد ..

قبل الشروع في قراءة الموضوع أحب أن الفت انتباهك عزيزي القارئ إلى:
أثبتت الدراسات أن كل إنسان يستطيع أن يكون مبدعاً ماعدا صنفين من البشر الأول هم المجانين!! والثاني هم الذين يقررون أن لا يكونوا مبدعين!!!

فإذا لم تكن مجنوناً وإذا قررت أن تكون مبدعاً فمقدورك أن تستفيد من هذه السلسة وأن تكون مبدعاً بإذن الله تعالى...
وسوف أقوم هنا بمشيئة الله بذكر بعض طرق الإبداع.


المصدر/ سلسة الإبداع والتفكير الابتكاري (4),,للمؤلف/ د. علي الحمادي.. الإبداع بالوضوح
ونقصد به وضوح الهدف والغاية حيث أن وضوح الهدف والغاية يؤدي إلى وضوح التصور, ووضوح التصور يؤدي إلى وضوح الطريق, ووضوح الطريق يؤدي إلى وضوح الوسائل المستخدمة في هذا الطريق.

إن العملية الإبداعية منظمة, يحدد فيها الإنسان هدفه بوضوح, ثم يستجمع قواه العقلية والنفسية واللفظية لتحقيق ذلك الهدف من خلال أفكار ومنجزات إبداعية.

كما أن الضياع, وعدم معرفة ما يريده الإنسان, والتخبط في المسير, والانتقال من مجال إلى آخر ومن موضوع لآخر دونما هدف محدد دقيق, كل ذلك له تأثيره السلبي على العملية الإبداعية.

إن المبدع الناجح هو الذي يعرف ما يريد الوصول إليه, ثم يسخر جميع إمكانياته للوصول إلية بطرق إبداعية متميزة.

إننا اليوم في زمن الإبداع التخصصي, الذي يتخصص فيه المبدع في مجال واحد, بل في جزئية صغيرة من هذا المجال أو ذلك التخصص, ومن يهمل التخصص يخشى عليه من السطحية والضياع.

وصدق الله تعالى إذ يقول: "أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم"

الإبداع بالحوار
يعتبر الحوار والنقاش من الوسائل النافعة لإثراء وتطوير أية فكرة أو رأي, ذلك لأن الحوار فيه تمحيص للأفكار, وإزالة الضعيف منها, وتنمية القوي فيها, كما أن الحوار فيه تحريك للقوى العقلية والفكرية عند الإنسان.

يقول الشاعر:
ومـن آمـن الآفـات عـجـباً بـرأيـه **** أحـاطـت بـه الآفـات مـن حـيـث يـجـهـل

ويقول محمود الوراق:
إن الـلـبـيـب إذا تـفرق أمره **** فتق الأمور مناظراً ومشـاوراً
وأخو الجهالة يستبد برأيـــه **** فتراه يعتسف الأمور مخاطراً

ويقول آخر:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به **** رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها

ولكن ينبغي أن ينتبه المحاور إلى عدة أمور منها:
• أن يحاور العقلاء المبدعين.
• أن لا يكتفي بمحاورة فرد واحد, إذ كلما زاد عدد المحاورين كلما ساهم ذلك في تحسين فكرته الإبداعية وتطويرها.
• أن يختار الزمان والمكان والظرف المناسب للحوار والنقاش.
• أن لا يتأثر بتثبيط المثبطين من المحاورين, حيث أن بعض الناس لا يعيشون إلا في الظلام, ولا ينظرون إلا بعيون عمياء ومن خلال نظارة قاتمة سوداء وربما صدق فيهم قول القائل:
خفافيش أعماها النهار بضوئه ***** ووافقها قطع من الليل مظلم
الإبداع بالأحلام فوق بنفسجية
ونقصد بها الأحلام التي يعيشها الإنسان في اليقظة عن طريق التخيل والتصور, وخلاصة هذه الطريقة أن تطلب من الشخص أن يتخيل نفسه في مكان غير مألوف أو حدث له حادث غريب أو طلب عجيب, أو... الخ.

هذا الأسلوب يحرك الخيال, وينطق العقل, ويفجر الإبداع, ولعل من الأسئلة التي يمكن أن تسألها في هذا الأسلوب ما يلي:
تخيل أنك على كوكب المشتري ماذا تصنع ؟
تخيل أن الرئيس الفرنسي شيراك أسلم وطلب منك أن تصبح وزيراً للأوقاف في فرنسا ماذا تصنع ؟
تخيل أنك في بطن حوت كيف ستتعايش مع هذه الحياة الجديدة؟
تخيل أنك أصبحت وزيراً للصناعة والتجارة في بلدك كيف ستعالج الركود الصناعي والتجاري؟
تخيل أنك حصلت على مليار دولار ماذا تصنع به ؟
تخيل أنك طفل صغير كيف ستفكر؟
تصور أنك لم تنم لمدة شهر كامل ماذا سيحدث لك؟
تخيل أنك شجره قريبة من نهر جار كيف سيكون شعورك ؟
ماذا يحدث لو أن الإنسان تعلم لغة الحيوانات ؟
ماذا يحدث لو أن الجمادات تتكلم ؟
كيف سيكون تصرفك لو خرج لك جني في منتصف الليل وأنت في طريق مهجور ؟
تصور أنك في عرصات يوم القيامة كيف سيكون شعورك وموقفك ؟
تصور أنك في الفردوس الأعلى كيف سيكون حالك؟
الإبداع بالأسئلة غير المألوفة
من الأمور التي تعين على تنمية الإبداع عند الإنسان هو أن يطور من قدرة عقله على التخيل, ومن الوسائل الجيدة في ذلك أن يسأل أسئلة غريبة وغير مألوفة, ثم يفكر في هذه الأسئلة, ويحاول تخيلها, وسوف يجد نفسه مع الأيام قد بدأ يدرك ما وراء هذه الأسئلة ويتخيل أبعادها .

ومن الأمثلة على هذه الأسئلة ما يلي :
ما هو وزن غضبك ؟
ما هي سرعة هدفك ؟
ما هو طول فرحتك ؟
ما هو لون طموحاتك ؟
ماهو طعم اللون البنفسجي ؟
كم عمر الحرف " ك " ؟
ماهو ملمس اللون الأخضر ؟
رقم " 2 " ذكر أم أنثى ؟
ماذا يوحي إليك فصل الشتاء ؟
نفسك الداخلية تشبه ماذا من الطبيعة ؟
حرف " ل " يشبه ماذا من الحيوانات ؟
ماهو لون أفضل عطر عندك ؟
الإبداع بالمقلوب
ونقصد بها أن نفكر بالعكس أو بالمقلوب وبمعنى آخر إذا كان لديك فكرة إبداعية فلكي تولد فكره إبداعيه أخرى فما عليك إلا أن تفكر عكس الفكرة أو الرأي أو البديل المطروح ..

ومن أمثلة ذلك ما يلي:

- إذا كانت عقارب الساعة تتحرك من اليسار إلى اليمين فلم لا يتم التفكير بساعة ابداعيه تتحرك عقاربها من اليمين إلى اليسار ( وقد حدث ذلك )

- إذا كان الشاي يصنع ويباع دائما وهو ساخن فلماذا لا نفكر بشاي يصنع ويباع بارد ( وقد حدث ذلك)

- إذا كانت السيارة تصنع للرجال فلماذا لايتم صنع سيارات خاصة للأطفال.

- إذا المرضى يذهبون إلى الأطباء للعلاج فلماذا لايحدث العكس ( وقد حدث ذلك )

- كان الحبر سابقا يوضع خارج الأقلام ( المحبرة) أما الحبر اليوم فهو داخل الأقلام ( التفكير بالمقلوب)

حدائق الحيوان في معظم أنحاء العالم تكون فيها الحيوانات محبوسه في أقفاص والناس أحراراً يتجولون فجاء بعض المبدعين وفكروا بالمقلوب وقالوا : لم لا نجعل الحيوانات أحرارا والناس محبوسين؟ وفعلا قاموا بإنشاء حدائق للحيوانات الطليقة أما الناس فهم في عربات أو سيارات ينظرون إلى هذه الحيوانات المتجولة في الحديقة.

تمرين الكلمات المقلوبه
أقلب أحرف الكلمات التالية وتأمل الفرق الكبير في المعنى:

حصان / ملح / فرع / بط / عرش / حار / سفر / حرف / سار /حرس / فرغ / نار / جار .

تمرين العبارات المقلوبة
اقلب كلمات العبارات التالية ثم تأمل الفرق في المعنى:

جمال الطبيعة / عمليات الادارة / أزمة استثمار / إدارة أسرة / حركة الابداع / أحداث أمة / أزمة إدارة