من عادات الشعوب الأقزام
..القزم محب للموسيقا ويأخذ بالثأر ولايسرق أبدا
دمشق
صحيفة تشرين
منوعات
الخميس 4 نيسان 2002
حيان السوسي
الشعوب البدائية يقتصر وجودها اليوم على الجهات المنعزلة من العالم حيث يكون الحصول على الطعام أمرا شاقا وذلك بسبب أو لآخر.و من أمثلة هذه الأماكن منطقة الغابات الكثيفة وحوض الكونغو في أفريقيا وحوض الامازون.والأقزام يقتصر وجودهم على حوض الكونغو ويمتدون إلى الشرق حتى حدود أوغندا ويعتبر الأقزام الذين يقطنون غابات أيتواري هم أنقى الأقزام دما.
والقزم يختلف طوله من 4 أقدام و4 بوصات الى 4 اقدام وتسع بوصات ولون جلده بني لامع. ساقاه رفيعتان وذراعاه طويلتان وصدره تغطيه طبقة كثيفة من الشعر يميل الى الصفرة.
أما الأنف فعريض وشفتاه رقيقتان وعيناه جاحظتان وبعض الأقزام يزيدون أشكالهم قبحا بوسائل شتى اقتبسوها من الزنوج. فمن عاداتهم انهم يبردون الأسنان حتى تصير مدببة وبعضهم يخرق انفه ويضع خلاله ريشة وكثير من النساء يخرقن شفاههن ويضعن فيها حلقة.. وكان الأقزام قديما يجوبون أنحاء الغابة عريانا. أما ألان فانهم يأتزرون بإزار مصنوع من لحاء الشجر المدبوغ يعلّق إلى خصورهم بحزام من جلد (الادكابي) وهو حيوان من فصيلة الزراف وتزين المرأة شعرها بالزهور والجدائل المصنوعة من اوراق الاشجار.
وليس القزم بالرجل الغبي أو المكتئب ولكنه سريع الانفعال وعرضة للغضب أو الحزن الفجائي وهو مغرم بالموسيقى محب للأخذ بالثأر سيئ الظن بطبعه ولكنه لا يسرق أبدا.ويعيش الأقزام على الصيد وجمع الثمار البرية ويقومون بأي نوع من أنواع الزراعة ولا يربون شيئا من الماشية. وطعامهم في الماضي كان يتكون من اللحوم والعسل والأوراق والفول السوداني والفواكه وكان غذاؤه قليلا حتى ليصعب أن تفهم كيف استطاع في سالف الأيام أن يقوم على مثل ذلك الغذاء. فلم يكن لديه ألبان أو أي نوع من الأطعمة الصالحة لتغذية الصغار.
أما في الوقت الحاضر فإن الأقزام يجدون حاجتهم من الطعام ذي القيمة الغذائية في الموز ونخيل الزيت وقصب السكر. والأقزام مغرمون بالموز إلى حد انهم قد يبيعون حريتهم في سبيل الحصول عليه. والأقزام في الوقت الحاضر يقيمون أكواخهم على مقربة من الزنوج إلا انهم يعيشون عيشة الترحال ويندر أن يمكثوا في مكان واحد اكثر من ثلاثة أو اربعة اشهر يرحلون بعدها استجابة لاقل طارىء أو على إثر وفاة أي فرد من أفراد الجماعة.ولا يستطيع أي فرد منهم أن يدعي ملكية جزء من الأرض لأنها ملك الجميع. ويسكن الأقزام أكواخا في مجموعات مرتبة ويقع على عاتق النساء عبء إقامتها وجمع ما يلزم من أغصان الأشجار والأوراق العريضة ولا يستخدمون لأكواخهم أبوابا بل يسدونها اثناء الليل بالفروع والاغصان وذلك لتمنع دخول الحيوان ولتحمي الكوخ من العواصف.ولا يزيد ارتفاع الكوخ عن ثلاثة أقدام ولذلك كان لزوما على القزم أن يدخل زاحفا.ويحتفظ القزم دائما بشعلة موقدة أمام الكوخ وذلك لان بعضهم لا يعرفون كيف يوقدون النار.ومن خصائص الأقزام إلمامهم التام بكل شيء عن حيوان الغابة صغيرا أو كبيرا ولهم قدرة على اقتفاء اثاره ولهم قدرة على السير في الغابة وذلك دون أن يحدثوا اي صوت وهم يسيرون صامتين متحدثين من خلال الاشارة واذا خرجوا للصيد فانهم يخرجون بعد إفطار مسلحين بأقواسهم وسهامهم ومعهم كلابهم يلبسونها أطواقا من الخشب.ويقال أن الأقزام يستطيعون أن يقتلوا الفيل بهذه السهام ويقترب الأقزام من الفيل في حذر يقطعون خرطومه ثم يتركونه يدمى حتى يموت بعد ضربه بالسهم. ومن عادات الأقزام انهم إذا حالفهم الحظ في الصيد عادوا إلى منازلهم فرحين مهللين أما إذا لم يكن الحظ حليفهم فإنهم يتسللون ساكتين واجمين وكل الصيد الذي يصطادونه يعتبر للأسرة كلها ويقوم أكبرهم سنا بتقسيمه حسب أصولهم. ويتناول الأقزام طعامهم مرتين كل يوم في الصباح وفي المساء فإذا انتهى أحدهم من طعامه لم يغسل يديه بل يمسهما بورق الشجر أو بجلده.والواقع أن القزم لا يغسل يديه أبدا ولا حتى في الصباح عند قيامه من النوم. وللأقزام غرام شديد بالرقص ويشترك فيه الصغار والكبار وحتى الأمهات يشتركن فيه. وقد يستمر الرقص طول النهار تتخلله فترات راحة قصيرة كلما أحس الطبال بالتعب.ويلبس بعض الأقزام للرقص ملابس خاصة يصنعونها من جلود القطط البرية ويقوم الرقص على نغم المزمار ودق الطبول والنفخ في زجاجات صفراء غريبة الشكل.
وإذا أراد أحدهم الزواج اختار عروسه من فروع أسرته غير الفرع الذي ينتمي إليه وقد يختارها من قبيلة غير قبيلته.والطريف في الأمر أن العريس لا يستطيع أن يتزوج من عروسه آلا إذا كان هناك بديل لها في أسرته تأخذها الأسرة الأخرى ويسمى هذا بنظام (الرأس بالرأس) وهذا أمر طبيعي حيث تدعو طبيعة الحياة هناك إلى إبدال امرأة بامرأة أخرى لان النساء عليهن المعتمد في جمع الخضرة التي يتكون منها معظم طعامهم والقاعدة العامة بين الأقزام عدم تعدد الزوجات.
ويعتمد الأقزام التعاويذ وهم يتخذونها من الخشب يعلقونها حول رسخ الطفل ويرتدي الصيادون خواتم من جلد الثعابين وهذه التعاويذ أخذوها عن جيرانهم الزنوج نتيجة اعتقادهم بالسحر.ويدفن الأقزام موتاهم في الأرض كالعادة.
مع تحيات أخوكم الفقيه
..القزم محب للموسيقا ويأخذ بالثأر ولايسرق أبدا
دمشق
صحيفة تشرين
منوعات
الخميس 4 نيسان 2002
حيان السوسي
الشعوب البدائية يقتصر وجودها اليوم على الجهات المنعزلة من العالم حيث يكون الحصول على الطعام أمرا شاقا وذلك بسبب أو لآخر.و من أمثلة هذه الأماكن منطقة الغابات الكثيفة وحوض الكونغو في أفريقيا وحوض الامازون.والأقزام يقتصر وجودهم على حوض الكونغو ويمتدون إلى الشرق حتى حدود أوغندا ويعتبر الأقزام الذين يقطنون غابات أيتواري هم أنقى الأقزام دما.
والقزم يختلف طوله من 4 أقدام و4 بوصات الى 4 اقدام وتسع بوصات ولون جلده بني لامع. ساقاه رفيعتان وذراعاه طويلتان وصدره تغطيه طبقة كثيفة من الشعر يميل الى الصفرة.
أما الأنف فعريض وشفتاه رقيقتان وعيناه جاحظتان وبعض الأقزام يزيدون أشكالهم قبحا بوسائل شتى اقتبسوها من الزنوج. فمن عاداتهم انهم يبردون الأسنان حتى تصير مدببة وبعضهم يخرق انفه ويضع خلاله ريشة وكثير من النساء يخرقن شفاههن ويضعن فيها حلقة.. وكان الأقزام قديما يجوبون أنحاء الغابة عريانا. أما ألان فانهم يأتزرون بإزار مصنوع من لحاء الشجر المدبوغ يعلّق إلى خصورهم بحزام من جلد (الادكابي) وهو حيوان من فصيلة الزراف وتزين المرأة شعرها بالزهور والجدائل المصنوعة من اوراق الاشجار.
وليس القزم بالرجل الغبي أو المكتئب ولكنه سريع الانفعال وعرضة للغضب أو الحزن الفجائي وهو مغرم بالموسيقى محب للأخذ بالثأر سيئ الظن بطبعه ولكنه لا يسرق أبدا.ويعيش الأقزام على الصيد وجمع الثمار البرية ويقومون بأي نوع من أنواع الزراعة ولا يربون شيئا من الماشية. وطعامهم في الماضي كان يتكون من اللحوم والعسل والأوراق والفول السوداني والفواكه وكان غذاؤه قليلا حتى ليصعب أن تفهم كيف استطاع في سالف الأيام أن يقوم على مثل ذلك الغذاء. فلم يكن لديه ألبان أو أي نوع من الأطعمة الصالحة لتغذية الصغار.
أما في الوقت الحاضر فإن الأقزام يجدون حاجتهم من الطعام ذي القيمة الغذائية في الموز ونخيل الزيت وقصب السكر. والأقزام مغرمون بالموز إلى حد انهم قد يبيعون حريتهم في سبيل الحصول عليه. والأقزام في الوقت الحاضر يقيمون أكواخهم على مقربة من الزنوج إلا انهم يعيشون عيشة الترحال ويندر أن يمكثوا في مكان واحد اكثر من ثلاثة أو اربعة اشهر يرحلون بعدها استجابة لاقل طارىء أو على إثر وفاة أي فرد من أفراد الجماعة.ولا يستطيع أي فرد منهم أن يدعي ملكية جزء من الأرض لأنها ملك الجميع. ويسكن الأقزام أكواخا في مجموعات مرتبة ويقع على عاتق النساء عبء إقامتها وجمع ما يلزم من أغصان الأشجار والأوراق العريضة ولا يستخدمون لأكواخهم أبوابا بل يسدونها اثناء الليل بالفروع والاغصان وذلك لتمنع دخول الحيوان ولتحمي الكوخ من العواصف.ولا يزيد ارتفاع الكوخ عن ثلاثة أقدام ولذلك كان لزوما على القزم أن يدخل زاحفا.ويحتفظ القزم دائما بشعلة موقدة أمام الكوخ وذلك لان بعضهم لا يعرفون كيف يوقدون النار.ومن خصائص الأقزام إلمامهم التام بكل شيء عن حيوان الغابة صغيرا أو كبيرا ولهم قدرة على اقتفاء اثاره ولهم قدرة على السير في الغابة وذلك دون أن يحدثوا اي صوت وهم يسيرون صامتين متحدثين من خلال الاشارة واذا خرجوا للصيد فانهم يخرجون بعد إفطار مسلحين بأقواسهم وسهامهم ومعهم كلابهم يلبسونها أطواقا من الخشب.ويقال أن الأقزام يستطيعون أن يقتلوا الفيل بهذه السهام ويقترب الأقزام من الفيل في حذر يقطعون خرطومه ثم يتركونه يدمى حتى يموت بعد ضربه بالسهم. ومن عادات الأقزام انهم إذا حالفهم الحظ في الصيد عادوا إلى منازلهم فرحين مهللين أما إذا لم يكن الحظ حليفهم فإنهم يتسللون ساكتين واجمين وكل الصيد الذي يصطادونه يعتبر للأسرة كلها ويقوم أكبرهم سنا بتقسيمه حسب أصولهم. ويتناول الأقزام طعامهم مرتين كل يوم في الصباح وفي المساء فإذا انتهى أحدهم من طعامه لم يغسل يديه بل يمسهما بورق الشجر أو بجلده.والواقع أن القزم لا يغسل يديه أبدا ولا حتى في الصباح عند قيامه من النوم. وللأقزام غرام شديد بالرقص ويشترك فيه الصغار والكبار وحتى الأمهات يشتركن فيه. وقد يستمر الرقص طول النهار تتخلله فترات راحة قصيرة كلما أحس الطبال بالتعب.ويلبس بعض الأقزام للرقص ملابس خاصة يصنعونها من جلود القطط البرية ويقوم الرقص على نغم المزمار ودق الطبول والنفخ في زجاجات صفراء غريبة الشكل.
وإذا أراد أحدهم الزواج اختار عروسه من فروع أسرته غير الفرع الذي ينتمي إليه وقد يختارها من قبيلة غير قبيلته.والطريف في الأمر أن العريس لا يستطيع أن يتزوج من عروسه آلا إذا كان هناك بديل لها في أسرته تأخذها الأسرة الأخرى ويسمى هذا بنظام (الرأس بالرأس) وهذا أمر طبيعي حيث تدعو طبيعة الحياة هناك إلى إبدال امرأة بامرأة أخرى لان النساء عليهن المعتمد في جمع الخضرة التي يتكون منها معظم طعامهم والقاعدة العامة بين الأقزام عدم تعدد الزوجات.
ويعتمد الأقزام التعاويذ وهم يتخذونها من الخشب يعلقونها حول رسخ الطفل ويرتدي الصيادون خواتم من جلد الثعابين وهذه التعاويذ أخذوها عن جيرانهم الزنوج نتيجة اعتقادهم بالسحر.ويدفن الأقزام موتاهم في الأرض كالعادة.
مع تحيات أخوكم الفقيه