للكاتب فهد الاحمدي
هناك كتب لا نستطيع نسيانها بسبب فكرتها الجميلة و"دمها الخفيف". ومن هذه الكتب كتاب يدعى "أكبر الأخطاء في التاريخ" للمؤلف البريطاني نايجل بلندن. وقد قرأت ترجمة الكتاب في سن مبكرة بعد أن سمعت عنه لأول مرة من كاتبنا المعتزل "فاروق لقمان".. ومن الأخطاء التي جاءت فيه:
@ باع جورج هاريشن من جنوب أفريقيا مزرعته إلى شركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم صلاحيتها للزراعة. وحين شرعت الشركة في استغلالها اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على الاطلاق أصبح بسرعة مسؤولاً عن70% من إنتاج الذهب في العالم!!
@ وفي إحدى ليالي 1696م أوى الخباز البريطاني جوفينز إلى فراشه ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه.. وقد أدى هذا "الخطأ" إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها فيما أصبح يعرف "بالحريق الكبير".. جوفينز نفسه لم يصب بأذى!
@ وفي عام 1347م دخلت بعض الفئران إلى ثلاث سفن إيطالية كانت راسية في الصين. وحين وصلت إلى ميناء مسينا الإيطالي خرجت منها ونشرت الطاعون في المدينة ثم في كامل إيطاليا. وكان الطاعون قد قضى أصلاً على نصف سكان الصين في ذلك الوقت. ثم من إيطاليا انتشر في كامل أوروبا فقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات فقط!
.. وكما هو واضح اقتصر المؤلف (بحكم ثقافته) على أعظم الأخطاء في التاريخ الأوروبي والغربي. وعليه فكرت بالبحث - بطريقة مشابهة - عن أعظم الأخطاء في تاريخنا العربي والإسلامي.. ونظراً لضيق المساحة قررت إيرادها في مقال خاص ومنفصل - ولكن كنموذج فقط إليكم بعضها:
@ تذكر بعض المصادر أن أحد الملوك البريطانيين اختلف مع البابا في وقت كانت فيه بريطانيا كاثوليكية؛ وكرد انتقامي حرّم البابا تزاوج البريطانيين الأمرالذي أوقع الملك في حرج أمام شعبه. وللخروج من هذا المأزق طلب من ملوك الطوائف في الأندلس إرسال بعض المشايخ كي تتحول بريطانيا للإسلام نكاية بالفاتيكان.. إلاّ أن "جماعتنا" تقاعسوا عن تنفيذ هذا الطلب حتى وصل الخبر إلى البابا فأصلح الخلاف ورفع قرار التحريم (ولك أن تتصور إسلام بريطانيا، ثم ظهورها كامبراطورية لا تغيب عنها الشمس)!!
@ وكانت فرصة مشابهة قد سنحت للمسلمين من خلال معركة بلاط الشهداء (قرب بواتييه في فرنسا) ففي هذه المعركة كرر المسلمون نفس الخطأ القاتل في معركة أحد؛ فقد تراجعوا لحماية غنائمهم من جيش شارلمان فغلبوا وتوقف الزحف الإسلامي على كامل أوروبا.. يقول أحد المؤرخين الإنجليز "لو لم يهزم العرب في بواتييه لرأيتم القرآن يُتلى ويُفسر في كامبريدج واكسفورد"!!
@ أما أعظم (خطأ شخصي) في نظري فهو ما اقترفته ابنة الجون الكلابية (وقيل غيرها)؛ فقد تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وحين دخل عليها بادرته بقولها: "أعوذ بالله منك" فصرف وجهه عنها وقال: "لقد عذت بعظيم، إلحقي بأهلك".. ويذكر بعض المؤرخين أنها فعلت ذلك من باب الدلال؛ غير أن دلالاً بهذا القدر حرمها من دخول التاريخ والانتماء إلى دائرة "أمهات المؤمنين الأطهار"!
هناك كتب لا نستطيع نسيانها بسبب فكرتها الجميلة و"دمها الخفيف". ومن هذه الكتب كتاب يدعى "أكبر الأخطاء في التاريخ" للمؤلف البريطاني نايجل بلندن. وقد قرأت ترجمة الكتاب في سن مبكرة بعد أن سمعت عنه لأول مرة من كاتبنا المعتزل "فاروق لقمان".. ومن الأخطاء التي جاءت فيه:
@ باع جورج هاريشن من جنوب أفريقيا مزرعته إلى شركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم صلاحيتها للزراعة. وحين شرعت الشركة في استغلالها اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على الاطلاق أصبح بسرعة مسؤولاً عن70% من إنتاج الذهب في العالم!!
@ وفي إحدى ليالي 1696م أوى الخباز البريطاني جوفينز إلى فراشه ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه.. وقد أدى هذا "الخطأ" إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها فيما أصبح يعرف "بالحريق الكبير".. جوفينز نفسه لم يصب بأذى!
@ وفي عام 1347م دخلت بعض الفئران إلى ثلاث سفن إيطالية كانت راسية في الصين. وحين وصلت إلى ميناء مسينا الإيطالي خرجت منها ونشرت الطاعون في المدينة ثم في كامل إيطاليا. وكان الطاعون قد قضى أصلاً على نصف سكان الصين في ذلك الوقت. ثم من إيطاليا انتشر في كامل أوروبا فقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات فقط!
.. وكما هو واضح اقتصر المؤلف (بحكم ثقافته) على أعظم الأخطاء في التاريخ الأوروبي والغربي. وعليه فكرت بالبحث - بطريقة مشابهة - عن أعظم الأخطاء في تاريخنا العربي والإسلامي.. ونظراً لضيق المساحة قررت إيرادها في مقال خاص ومنفصل - ولكن كنموذج فقط إليكم بعضها:
@ تذكر بعض المصادر أن أحد الملوك البريطانيين اختلف مع البابا في وقت كانت فيه بريطانيا كاثوليكية؛ وكرد انتقامي حرّم البابا تزاوج البريطانيين الأمرالذي أوقع الملك في حرج أمام شعبه. وللخروج من هذا المأزق طلب من ملوك الطوائف في الأندلس إرسال بعض المشايخ كي تتحول بريطانيا للإسلام نكاية بالفاتيكان.. إلاّ أن "جماعتنا" تقاعسوا عن تنفيذ هذا الطلب حتى وصل الخبر إلى البابا فأصلح الخلاف ورفع قرار التحريم (ولك أن تتصور إسلام بريطانيا، ثم ظهورها كامبراطورية لا تغيب عنها الشمس)!!
@ وكانت فرصة مشابهة قد سنحت للمسلمين من خلال معركة بلاط الشهداء (قرب بواتييه في فرنسا) ففي هذه المعركة كرر المسلمون نفس الخطأ القاتل في معركة أحد؛ فقد تراجعوا لحماية غنائمهم من جيش شارلمان فغلبوا وتوقف الزحف الإسلامي على كامل أوروبا.. يقول أحد المؤرخين الإنجليز "لو لم يهزم العرب في بواتييه لرأيتم القرآن يُتلى ويُفسر في كامبريدج واكسفورد"!!
@ أما أعظم (خطأ شخصي) في نظري فهو ما اقترفته ابنة الجون الكلابية (وقيل غيرها)؛ فقد تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وحين دخل عليها بادرته بقولها: "أعوذ بالله منك" فصرف وجهه عنها وقال: "لقد عذت بعظيم، إلحقي بأهلك".. ويذكر بعض المؤرخين أنها فعلت ذلك من باب الدلال؛ غير أن دلالاً بهذا القدر حرمها من دخول التاريخ والانتماء إلى دائرة "أمهات المؤمنين الأطهار"!
تعليق