Unconfigured Ad Widget

Collapse

فتنة الدجال

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ®§السهران§®
    عضو
    • Sep 2001
    • 31

    فتنة الدجال

    فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول، وتحير الألباب. فقد ورد أن معه جنة ونارا ، وجنته نار ، وناره جنة ، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، وتتبعه كنوز الأرض ، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة ، كسرعة الغيث استدبرته الريح ...... إلى غير ذلك من الخوارق

    وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة

    عن حذبفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر ، معه جنة ونار ، فناره جنة، وجنته نار) رواه مسلم

    وعن حذيفة أيضا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان ، أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه ، فإنه ماء بارد ) رواه مسلم

    وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجحال أن الصحابة قالوا : يا رسول الله! كم لبثه في الأرض ؟ قال : ( أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعه ، وسائر أيامه كأيامكم) قالوا: وما إسراعه في الأرض؟ قال : ( كالغيث إذا استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم ، فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيدهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فبقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه ، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ) رواه مسلم

    وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس ، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول للدجال ( أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ، هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا . فيقتله ، ثم يحييه ، فيقول ( أي الرجل ) والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم ، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه )- صحيح البخاري


    أخوكم السهران (( موقع المأوى // الفتن والملاحم ))
  • ®§السهران§®
    عضو
    • Sep 2001
    • 31

    #2
    صفة الدجال

    الدجال رجل من آدم ، له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به ، وتحذيرهم من شره حتى إذا خرج عرفه المؤمنون فلا يفتنون به ، بل يكونون على علم بصفاته التي أخبر بها الصادق صلى الله عليه وسلم وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة نسأل الله العافية

    ومن هذه الصفات أنه رجل ، شاب ، أحمر ، قصير ، أفحج ، جعد الرأس ، أجلى الجبهة ، عريض النحر ، ممسوح العين اليمنى ، وهذه العين ليست بناتئه ( أي ليست بارزة ) ولا جحراء ( أي ليست غائرة ) كأنها عنبة طافئة ، وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة ( وهي لحمة تنبت عند المآقي ) ومكتوب بين عينيه ( ك ف ر ) بالحروف المقطعة ، أو كافر بدون تقطيع ، يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب ، ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له

    وهذه بعض الأحاديث التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة ، وهي من الأدلة على ظهور الدجال

    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بينا أنا نائم أطوف بالبيت ...... ( فذكر أنه رأى عيسى بن مريم عليه السلام ثم رأى الدجال فوصفه فقال : ) فإذا رجل جسيم ، أحمر، جعد الرأس ، أعور العين ، كأن عينه عنبة طافئة ، قالوا: هذا الدجال أقرب الناس شبها به ابن قطن) رجل من خزاعة

    وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال ( ألا إن الله تعالى ليس بأعور ، ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافئة ) رواه البخاري

    وفي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الدجال ( إن مسيح الدجال رجل قصير ، أفجع ، جعد ، أعور ، مطموس العين ، ليس بناتئه ولا جحراء ، فإن ألبس عليكم ، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) رواه أبو داود في السنن وهو حديث صحيح

    وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأما مسيح الضلالة فإنه أعور العين ، أجلى الجبهة ، عريض النحر فيه دفأ - أي انحناء - ) رواه أحمد بإسناد صحيح

    وفي حديث حذيفة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر – أي كثيره - ) رواه مسلم

    ويلاحظ في الرويات السابقة أن بعضها وصف العين اليمنى بالعور ، وبعضها العين اليسرى وكلها روايات صحيحة وهذا فيه إشكال. فذهب الحافظ ابن حجر إلى أن حديث ابن عمر الوارد في الصحيحين والذي جاء فيه وصف عينه اليمنى بالعور أرجح من رواية مسلم التي جاء فيها وصف العين اليسرى ، لأن المتفق على صحته أقوى من غيره. وذهب القاضي عياض إلى أن عيني الدجال كلتيهما معيبه ، لأن الرويات كلها صحيحة ، وتكون العين المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة- بالهمز - أي التي ذهب ضوؤها وهي العين اليمنى ، كما في حديث ابن عمر ، وتكون العين اليسرى التي عليها ظفرة غليظة وهي الطافية – بلا همز – معيبة أيضا فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا، فكل واحدة منهما عوراء : أي معيبة . وقال النووي في هذا الجمع ( هو نهاية في الحسن ) ورجحه القرطبي

    وفي حديث أنس رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم ( وإن بين عينيه مكتوب كافر ) رواه البخاري

    وفي رواية : ( ثم تهجاها ( ك ف ر ) ، يقرؤه كل مسلم ) رواه مسلم

    وفي رواية عن حذيقة ( يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ) رواه مسلم

    ومن صفاته أيضا ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها في قصة الجساسة ، وفيه قال تميم رضي الله عنه ( فانطلقنا سراعا ، حتى دخلنا الدير ، فإذا فيع أعظم إنسان رأيناه قط ، وأشده وثاقا ) رواه مسلم

    وفي حديث عمران بن حصين رضي اله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال ) رواه مسلم

    ***

    تعليق

    • ®§السهران§®
      عضو
      • Sep 2001
      • 31

      #3
      مكان خروج الدجال !!

      يخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان ، من يهودية أصبهان ، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلدا إلا دخله إلا مكة والمدينة ، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما . ففي حديث تميم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال ( إلا إنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن ، لا بل من المشرق ماهو ، من قبل المشرق ماهو ( وأوما بيده إلى المشرق ) رواه مسلم

      وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها : خراسان ) رواه الترمذي

      وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يخرج الدجال من يهودية أصبهان ، معه سبعون ألفا من اليهود ) رواه أحمد



      قال ابن حجر : ( وأما من أين يخرج ؟ فمن قبل المشرق جزما ) - فتح الباري

      تعليق

      • ®§السهران§®
        عضو
        • Sep 2001
        • 31

        #4
        الوقاية من فتنة المسيح الدجال

        أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك. فلم يدع خيرا إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذرها منه. ومن جملة ما حذر ممه فتنة المسيح الدجال ، لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة، وكان كل نبي ينذر أمته الأعور الدجال ، واختص محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنذار،لأنه خارج في هذه الأمة لا محالة، فهي آخر الأمم. وهذه بعض الإرشادات النبوية لتنجو من الفتنة العظيمة نسأل الله العظيم أن يعيذنا منها

        أولا : التمسك بالإسلام والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله الحسنى التي لا يشاركه فيه أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب وأن الله تعالى منزه عن ذلك ، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم



        ثانيا: التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فعن عائشة رضي الله عنها ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ........... الحديث ) رواه الشيخان

        وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا تشهد أحدكم، فليستعذ بالله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال) رواه مسلم

        وكان الإمام طاووس يأمر ابنه بإعادة الصلاة إذا لم يقرأ بهذا الدعاء في صلاته



        ثالثا: حفظ آيات من سورة الكهف ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال، وفي بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها.وقد جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل ، وفيه ( من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف) رواه مسلم

        وروى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال) أي من فتنته



        رابعا : الفرار من الدجال والابتعاد منه ، والأفضل سكنى مكة والمدينة، فإنه لا يدخلهما. فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات ، فيتبع الدجال . نسأل الله أن يعيذنا من فتنته، فعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمنن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث من الشبهات ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم

        تعليق

        • السروي
          عضو مميز
          • Mar 2002
          • 1584

          #5
          الأخ الفاضل / السهران .......... سلمه الله

          جزاك الله خير الجزاء على هذه المعلومات التي يجهلها البعض منا وأنا أحدهم ، ولكن لي ملاحظة ياعزيزي ، وآمل أن تراعينا وتتحملنا وهي :

          أنت قمت بإنزال المعلومات عن الدجال في أربعة مواضيع مما يجعل الغالبية لايفتحوها بالكامل ، وبالتالي لايستفيدون منها ، ولكي نستطيع متابعة الموضوع حبذا لو جمعتها في موضوع واحد تحت اربعةعناوين ، وتقوم بحذف السابقة لتعم الفائدة ، ولكي تتلقى ردود أكثر ومشاركة فعالة من الجميع ولك تقديري والله الموفق .
          اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

          تعليق

          • ®§السهران§®
            عضو
            • Sep 2001
            • 31

            #6
            هلاك الدجال

            يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، ويكثر أتباعه وتعم فتنته ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين ، وعند ذلك ينزل عيسى عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق ويلتف حوله عباد الله المؤمنون، فيسير بهم قاصدا المسميح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجها إلى بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب ( لد ) ، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح ، فيقول له عيسى عليه السلام : ( إن لي فيك ضربة لن تفوتني ) فيتداركه عيسى فيقتله بحربته ، وينهزم أتباعه، فيتبعهم المؤمنون، فيقتلونهم، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم! يا عبدالله ! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود

            عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يخرج الدجال في أمتي .... ( فذكر الحديث وفيه ) فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه) رواه مسلم

            وعن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقو ( يقتل ابن مريم الدجال عند باب لد ) رواه أحمد والترمذي

            وفي حديث النواس بن سمعان الطويل عن الدجال وفيه قصة نزول عيسى وقتله الدجال وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ( فلا يحل لكافريجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ) رواه مسلم

            وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ...... ( فذكر الحديث وفيه ) ثم ينزل عيسى بن مريم فينادي من السحر ، فيقول: أيها الناس! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث. فيقولون : هذا رجل جني . فينطلقون ، فإذا هم بعيسى بن مريمصلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم ، فيصل بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه. قال : فحين يرى الكذاب ينماث - أي يذوب - كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه فيقتله ، حتى إن الشجر والحجر ينادي : يا روح الله ! هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله ) رواه أحمد

            تعليق

            • ®§السهران§®
              عضو
              • Sep 2001
              • 31

              #7
              المهدي المنتظر

              في آخر الزمان يخرج رجل من أهل البيت يؤيد الله به الدين يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض نباتها ، وتمطر السماء قطرها ، ويعطى المال بغير عد. قال ابن كثير رحمه الله : ( في زمانه تكون الثمار كثيرة والزروع غزيرة )، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم ، والعدو راغم ، والخير في أيامه دائم)ه



              اسمه وصفته

              وهذا الرجل اسمه كاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون اسمه محمد – أو أحمد – بن عبدالله ، وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهم

              قال ابن كثير رحمه الله في المهدي (وهو محمد بن عبدالله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه )ه

              وصفته الوارده أنه أجلى الجبهة أقنى الأنف

              وذكر العلامة محمد السفاريني في كتابه المسيح الدجال واسرار الساعة: ورأيتني قد وصفته في كتابي البحار الزاخرة بأنه:ه

              آدم : اي أسمر

              ضرب من الرجال: أي نحيف

              ممشوق مستدق ربعه : اي لا بالطويل ولا بالقصير

              أجلى الجبهة: أي خفيف شعر النزعتين عن الصدغين وهو الذي انحسر الشعر عن جبهته

              أقنى الأنف: أي طويل الأنف مع دقة أرنبته

              أشم : أي رفيع العرنين

              أزج : اي حاجبه فيه تقويس مع طول في طرفه أو امتداده

              أبلج أعين أكحل العينين واسع العين براق الثنايا أفرقها أي ليست متلاصقة، أزبل الفخذين أي منفرج الفخذين متباعدهما وفي رواية : في لسانه ثقل ، وإذا أبطأ عليه ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى ابن أربعين وفي رواية ما بين ثلاثين إلى أربعين



              مكان خروجه

              يكون ظهور المهدي من قبل المشرق ، فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ...... ( ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال : ) فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي)رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين

              قال ابن كثير رحمه الله ( والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة ، يقتتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء ، حتى يكون آخر الزمان ، فيخرج المهدي ، ويكون ظهوره من بلاد المشرق ، لا من سرداب سامراء ، كما يزعمه جهلة الرافضة من أنه موجود فيه الآن ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان ، فإن هذا نوع من الهذيان ، وقسط كبير من الخذلان ، شديد من الشيطان ، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان ، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان )ه

              وقال أيضا يؤيد بناس من أهل المشرق ينصرونه ، ويقيمون سلطانه ، ويشيدون أركانه ، وتكون راياتهم سود أيضا ، وهو زي عليه الوقار لأن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها العقاب )ه

              إلى أن قال ( والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهور وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت ، كما دل على ذلك بعض الأحاديث )ه



              الأدلة من السنة على حقيقة المهدي

              عن الإمام علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) رواه ابن ماجه وأحمد وصحيح الجامع للألباني

              قال ابن كثير: ( أي : يتوب عليه ، ويلهمه ، ويرشده ، بعد أن لم يكن كذلك )ه

              عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويملك سبع سنين) رواه أبو داود وقال الألباني اسناده حسن

              عن أم سلمة رضي الله عنه قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) رواه أبو داود والحاكم في المستدرك

              عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن تهلك أمة أنا أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهدي في وسطها) أخرجه أحمد

              عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ، قال : ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ) رواه أحمد وابن حبان والحاكم

              عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليو م حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهلي يواطئ اسمه اسمي واسم ابيه اسم أبي) رواه أبو داود والترمذي

              عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها ترسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من النبات والمال كدوس يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني ، فيقول : خذ ) رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

              عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، وإمامكم منكم ) رواه البخاري ومسلم

              وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) قال : ( فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم : تعال صل لنا . فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض إمراء، تكرمة الله لهذه الأمة ) رواه مسلم

              تعليق

              • ®§السهران§®
                عضو
                • Sep 2001
                • 31

                #8
                يأجوج و مأجوج

                يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان ، وقيل : عربيان

                وعلى هذا يكون اشتقاقهما من أجت النار أجيجا : إذا التهبت . أو من الأجاج : وهو الماء الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته ، وقيل عن الأج : وهو سرعة العدو. وقيل : مأجوج من ماج إذا اضطرب،ويؤيد هذا الاشتقاق قوله تعالى ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ) ، وهما على وزن يفعول في ( يأجوج ) ، ومفعول في ( مأجوج ) أو على وزن فاعول فيهما

                هذا إذا كان الاسمان عربيان ، أما إذا كانا أعجميين فليس لهما اشتقاق ، لأن الأعجمية لا تشتق

                وأصل يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام . وهما من ذرية يافث أبي الترك ، ويافث من ولد نوح عليه السلام . والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقول لبيك وسعديك ، والخير في يديك . فيقول اخرج بعث النار . قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين . فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد ). قالوا : وأينا ذلك الواحد ؟ قال : ( ابشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف) رواه البخاري

                وعن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا ) ه

                صفتهم

                هم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون ، ذلف الأنوف ، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة ، على أشكال الترك وألوانهم . وروى الإمام أحمد : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب ، فقال ( إنكم تقولون لا عدو ، وإنكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار العيون ، شهب الشعاف ( الشعور ) ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة) .

                وقد ذكر ابن حجر بعض الاثار في صفتهم ولكنها كلها روايات ضعيفة ، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف

                صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدا

                وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع

                وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى

                وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبرين ، وأطولهم ثلاثة أشبار

                والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا طاقة لأحد بقتالهم، ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين. ففي حديث النواس بن سمعان أن الله تعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يدان لأحد بقتالهم، ويأمره بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول لهم ( حرز عبادي إلى الطور) ه

                أدلة خروجهم

                قال تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ) الأنبياء:96-97

                وقال تعالى في قصة ذي القرنين ( ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما . آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا . فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا. قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف : 92- 99

                وهذه الآيات تدل على خروجهم ، وأن هذا علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا، وقيام الساعة

                وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ( وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها ) قالت زينب بنت جحش : فقلت يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث )ه

                وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه ( إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) في رقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ) رواه مسلم وزاد في رواية – بعد قوله ( لقد كان بهذه مرة ماء ) – ( ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما )ه

                وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر منها ( يأجوج ومأجوج ) رواه مسلم

                سد يأجوج ومأجوج

                بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم. كما قال تعالى ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف

                هذا ما جاء به الكلام على بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد

                والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين ، لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ بين السدين ) والسدان : هما جبلان متقابلان. ثم قال ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى به رؤوس الجبلين وذلك بزبر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاس مذابا ، فكان السد محكما

                وهذا السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد ، وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف

                والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى. قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم ) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم


                ***

                تعليق

                • ®§السهران§®
                  عضو
                  • Sep 2001
                  • 31

                  #9
                  نزول عيسى عليه السلام

                  صفة عيسى عليه السلام

                  صفته التي جاءت بها الروايات أنه رجل مربوع القامة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أحمر جعد ، عريض الصدر ، سبط الشعر ، كأنما خرج من ديماس- أي حمام- له لمة تملأ ما بيم منكبيه

                  واللمة بكسر اللام : شعر الرأس . يقال له إذا جاوز شحمة الأذن : لمة ، وإذا جاوز ذلك فهو جمة

                  والأحايث الواردة في ذلك

                  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليلة أسري بي لقيت موسى ......... فنعته إلى أن قال ) ولقيت عيسى ....... ( فنعته فقال ) ربعة ، أحمر ، كأنما يخرج من ديماس- أي الحمام ) رواه البخاري ومسلم

                  عن ابن عابس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيت عيسى وموسى وإبراهيم ، فأما عيسى ، فأحمر جعد عريض الصدر ) رواه البخاري

                  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني .... ( فذكر الحديث وفيه ) وإذا عيسى عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة ابن مسعود الثقفي ) رواه مسلم

                  وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أراني عند الكعبة ، فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم، قد رجلها ، فهي تقطر ماء ، متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت : من هذا ؟ فقيل : هذا المسيح عيسى بن مريم ) ، وفي رواية لبخاري عن ابن عمر قال ( لا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم أحمر ولكن قال ( فذكر تمام الحديث بنحو الرواية السابقة ))ه

                  صفة نزوله

                  بعد خروج الدجال وإفساده في الأرض ، يبعث الله عيسى عليه السلام ، فينزل إلى الأرض ، ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق الشام ، وعليه مهرودتان، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفع رأسه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه

                  ويكون نزوله على الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق وتكون مجتمعة لقتال الدجال، فينزل وقت إقامة الصلاة ، يصلي خلف أمير تلك الطائفة

                  ففي حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم ( إذا بعث الله المسيح ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، بين مهرودتين ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه – أي يطلب الدجال – حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه ، فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ) رواه مسلم

                  أدلة نزوله

                  قال الله تعالى ( ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) إلى قوله ( وإنه لعلم للساعة ) فهذه الآيات جاءت في الكلام على عيسى عليه السلام وجاء في آخرها ( وإنه لعلم للساعة ) أي نزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة علامة على قرب الساعة ، ويدل على ذلك القراءة الأخرى ( وإنه لعلم للساعة ) بفتح العين واللام ( أي علامة وإمارة وهذه القراءة مروية عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أئمة التفسير )ه

                  وقال تعالى ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) إلى قوله تعالى ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته .... ) فهذه الآيات بالإضافة إلى دلالتها على أن اليهود لم يقتلوا المسيح عليه السلام ، فهي تدل على أن من أهل الكتاب من سيؤمن بعيسى عليه السلام آخر الزمان ، وذلك عند نزوله ، وقبل موته

                  قال شيخ الإسلام ابن تيمية في جوابه لسؤال وجه إليه عن وفاة عيسى ورفعه ( الحمدلله ، عيسى عليه السلام حي، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى لله عليه سلم أنه قال ( ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ) وثبت في الصحيح عنه أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق ، وأنه يقتل الدجال ، ومن فارقت روحه جسده ، لم ينزل جسده من السماء ، وإذا أحيي ، فإنه يقوم من قبره. وأما قوله تعالى ( إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا ) فهذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى كسائر المؤمنين ، فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء ، فعلم أن ليس في ذلك خاصية) . وليس الكلام هنا للبحث عن رفع عيسى وإنما جاء ذكر ذلك لبيان أنه رفع ببدنه وروحه ، وأنه حي الآن في السماء ، وسينزل في آخر الزمان ويؤمن به من كان موجودا من أهل الكتاب

                  ومن الأدلة أيضا على نزوله عليه السلام ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف أنتم إذا أُنزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) متفق عليه

                  وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال ، فينزل عيسى بن مريم عليه السلام ، فيقول أميرهم : صل لنا. فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله لهذه الأمة ) رواه مسلم

                  وجاء في حديث حذيفة عن أشراط الساعة الكبرى ، وفيه ( ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ) رواه مسلم

                  وقال ابن كثير ( تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا ) - تفسير ابن كثير

                  والأحاديث في هذا الشأن كثيرة اكتفينا بذكر ما تقدم منها

                  الحكمة في نزول عيسى بن مريم

                  أولا: الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا عيسى بن مريم ، فبين الله تعالى كذبهم ، وأنه هو الذي يقتلهم ويقتل زعيمهم الدجال

                  ثانيا: أن عيسى عليه السلام وجد في الإنجيل فضل أمة محمد كما في قوله تعالى ( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ) ، فدعا الله أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه ، وابقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددا لأمر الإسلام

                  قال الإمام مالك رحمه الله ( بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون : والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا ) – تفسير ابن كثير

                  ثالثا : أن نزول عيسى عليه السلام من السماء لدنو أجله ، ليدفن في الأرض ، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها

                  رابعا : أنه ينزل مكذبا للنصارى فيظهر زيفهم في دعواهم الأباطيل ، فإنه يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ويضع الجزية

                  خامسا :إ ن خصوصيته بهذه الأمور المذكورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا أولى الناس بعيسى بن مريم ، ليس بيني وبينه نبي ) رواه البخاري

                  انتشار الأمن وظهور البركات

                  زمن عيسى عليه السلام زمن أمن ورخاء ، يرسل الله فيه المطر الغزير ، وتخرج الأرض ثمرتها وبركتها ، ويفيض المال ، وتذهب الشحناء والتباغض والتحاسد. فقد جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى عليه السلام ودعائه عليهم وهلاكهم وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ( ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ويبارك في الرِّسل ( بكسر الراء وهو اللبن )حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ) رواه مسلم

                  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والله لينزلن عيسى بن مريم حكما عادلا ............ وليضعن الجزية ، ولتُتركنَّ القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى لمال فلا يقبله أحد ) رواه مسلم

                  قال النووي ومعناه أن يزهد الناس فيها – أي الإبل - ولا يرغب في اقتنائها ، لكثرة الأموال ، وقلة الآمال ، وعدم الحاجة ، والعلم بقرب القيامة

                  مدة بقائه بعد نزوله ثم وفاته

                  جاء في بعض الروايات أن مدة بقائه عليه السلام في الأرض بعد نزوله سبع سنين ، وجاء في بعضها أربعين سنة . ففي رواية عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ( فيبعث الله عيسى بن مريم ....... ثم يمكث سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته) رواه مسلم

                  وفي رواية الإمام أحمد وأبي داود ( فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى ، ويصلي عليه المسلمين )ه

                  وكلا الروايتين صحيحة ، وهذا مشكل ، إلا أن تُحمل رواية السبع سنين على مدة إقامته بعد نزوله ، ويكون ذلك مضافا إلى مكثه في الأرض قبل رفعه إلى السماء ، وكان عمره إذ ذاك ثلاثا وثلاثين سنة على المشهور . والله أعلم

                  تعليق

                  • ®§السهران§®
                    عضو
                    • Sep 2001
                    • 31

                    #10
                    الخسوفات الثلاثة

                    معنى الخسف

                    يقال : خسف المكان إذا ذهب في الأرض ، وغاب فيها ، ومنه قوله تعالى ( فخسفنا به وبداره الأرض ) ، والخسوفات الثلاثة التي هي من أشراط الساعة جاء ذكرها ضمن العلامات الكبرى

                    الأدلة من السنة

                    عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الساعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات ...... ( فذكر منها ) وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب) رواه مسلم

                    وعن أم سلمة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( سيكون بعدي خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ) قلت : يا رسول الله ! أيخسف بالأرض وفينا الصالحون ؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أكثر أهلها الخبث ) رواه الطبراني

                    هل وقعت هذه الخسوفات

                    هذه الخسوفات الثلاثة لم تقع بعد ، كغيرها من أشراط الساعة الكبرى ، وإن كان بعض العلماء يرى أنها قد وقعت . ولكن الصحيح أنه لم يحدث شيء منها إلى الآن ، وإنما وقع بعض الخسوفات في أماكن متفرقة وفي أزمان متباعدة وذلك من أشراط الساعة الصغرى

                    أما هذه الخسوفات الثلاثة فتكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض في مشارقها ومغاربها وفي جزيرة العرب

                    قال ابن حجر ( وقد وجد الخسف في مواضع ، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرا زائدا على ما وجد كأن يكون أعظم منه مكانا وقدرا ) – فتح الباري

                    ويؤيد هذا ما جاء في الحديث من أنها إنما تقع إذا كثر الخبث في الناس وفشت فيهم المعاصي . والله أعلم

                    تعليق

                    • ®§السهران§®
                      عضو
                      • Sep 2001
                      • 31

                      #11
                      الدخان

                      الدخان

                      ظهور الدخان في آخر الزمان من علاملات الساعة الكبرى التي دل عليها الكتاب والسنة

                      أدلة ظهوره

                      قال تعالى ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . يغشى الناس هذا عذاب أليم ) الدخان : 10- 11

                      والمعنى : انتظر يا محمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يغشى الناس ويعمهم ، وعند ذلك يقال لهم : هذا عذاب أليم تقريعا وتوبيخا ، أو يقول بعضهم لبعض ذلك – تفسير القرطبي



                      هل وقع الدخان ؟ أم هو من الآيات المرتقبة ؟

                      وللعلماء قولان في ذلك

                      الأول: أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشا من الشدة و الجوع عندما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يستجيبوا له ، فأصبحوا يرون السماء كهيئة الدخان. وإلى هذا القول ذهب عبدالله بن مسعود رضي الله عه وتبعه جماعة من السلف

                      قال رضي الله عنه : خمس قد مضين : اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان – صحيح البخاري

                      ولما حدث رجل من كندة عن الدخان وقال : إنه يجيئ دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع لمنافقين وأبصارهم ، غضب ابن مسعود رضي الله عنه وقال ( من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : لاأعلم ، فإن الله قال لنبيه : ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) وإن قريشا أبطؤوا الإسلام ، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها ، وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان) رواه البخاري ومسلم

                      وهذا القول رجحه ابن جرير الطبري ثم قال : لأن الله جل ثناؤه توعد بالدخان مشركي قريش وأن قوله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) في سياق خطاب الله كفار قريش وتقريعه إياهم بشركهم بقوله ( لا إله إلا هو يحي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين . بل هم في شك يلعبون) ، ثم أتبع ذلك قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أمرا له بالصبر .... إلى أن يأتيهم بأسه وتهديدا للمشركين ، فهو بأن يكون إذ كان وعيدا لهم قد أحله بهم أشبه من أن يكون أخره عنهم لغيرهم



                      الثاني : أن هذا الدخان من الآيات المنتظرة ، التي لم تجئ بعد وسيقع قرب قيام الساعة . وفي هذا القول ذهب ابن عباس وبعض الصحابة والتابعين، فقد روى الطبري وابن أبي حاتم عن عبدالله بن أبي مليكة قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت . قلت : لم ؟ قال : قالوا طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حت أصبحت )ه

                      وقال ابن كثير : وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن........ - إلى أن قال - مع أنه ظاهر القرآن قال الله تعالى( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي : بين واضح يراه كل أحد ، على أن ما فسر به ابن مسعود رضي الله عنه إنما كان هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد. وهكذا قوله ( يغشى الناس ) أي : يتغشاهم ويعمهم ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه ( يغشى الناس )

                      وقد ذهب بعض العلماء إلى الجمع بين هذه الاثار بأنهما دخانان ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى وهي التي ستقع آخر الزمان. قال القرطبي ( قال مجاهد : كان ابن مسعود يقول : هما دخانان قد مضى أحدهما ، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يجد المؤمن منه إلا كالزكمه ، وأما الكافر فتثقب مسامعه )ه

                      ومن الأدلة الصريحة على حدوث الدخان آخر الزمان

                      عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا الأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة ) رواه مسلم

                      عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال : اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال : ( ما تذاكرون ) ؟ قالوا : نذكر الساعة . قال : ( إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ) . فذكر : الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى عليه السلام ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)رواه مسلم

                      عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم أنذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ،ويأخذ الكافر فينتفخ حت يخرج من كل مسمع منه ) تفسير الطبري ، وقال ابن حجر عن رواية الطبري : وإسنادهما ضعيف جدا ، لكن تضافر هذه الأحاديث يدل على أن لذلك أصلا

                      تعليق

                      • ®§السهران§®
                        عضو
                        • Sep 2001
                        • 31

                        #12
                        طلوع الشمس من مغربها

                        طلوع الشمس من مغربها من العلامات الكبرى الثابتة بالكتاب والسنة

                        الأدلة على وقوع ذلك

                        قال تعالى ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) الأنعام:158

                        وقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها وهو قول أكثر المفسرين. قال الطبري ( وأولى الأقوال بالصواب في ذلك ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (وذلك حين تطلع الشمس من مغربها ))، وقال الشوكاني: فإذا رفع هذا التفسير النبوي من وجه صحيح لا قادح فيه ، فهو واجب التقديم محتم الأخذ به

                        وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) رواه الشيخان

                        وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا الأعمال ستا : ( فذكر منها ) طلوع الشمس من مغربها ) رواه مسلم

                        وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ) رواه أحمد

                        وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما : ( أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ اقلوا : الله ورسوله أعلم . قال : إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ارجعي من حيث جئت. فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها لا يستنكر الناس منه شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ، فتصبح طالعة من مغربها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) رواه مسلم



                        عدم قبول الإيمان والتوبة بعد طلوع الشمس

                        فإذا طلعت الشمس من مغربها فإنه لايقبل الإيمان ممن لم يكن قبل ذلك مؤمنا ، كما لا تقبل توبة العاصي، وذلك لأن طلوع الشمس من مغربها آية عظيمة يراها كل من كان في ذلك الزمان فتنكشف لهم الحقائق ، ويشاهدون من الأهوال ما يلوي أعناقهم إلى الإقرار والتصديق، وحكمهم في ذلك كما في قوله تعالى ( فلما رأ,ا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين. فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون)ا

                        قال ابن كثير: إذا أنشأ الكافر إيمانا يومئذ لا يقبل منه ، فأما من كان مؤمنا قبل ذلك ، فإن كان مصلحا في عمله فهو بخير عظيم ، وإن كان مخلطا فأحدث توبة حينئذ لم تقبل منه توبته. وقال عليه الصلاة والسلام ( لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفي الناس العمل )

                        ويرى بعض العلماء أن الذين لا يقبل إيمانهم هم الكفار الذين عاينوا طلوع الشمس من مغربها ، أما إذا امتد الزمان ونسي الناس ذلك، فإنه يقبل إيمان الكفار وتوبة العصاة

                        وقال القرطبي : قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر) رواه أحمد. أي تبلغ روحه رأس حلقه، وذلك وقت المعاينة الذي يرى فيه مقعده من الجنة ومقعده من النار ، فالمشاهد لطلوع الشمس من مغربها مثله ، وعلى هذا ينبغي أن تكون توبة كل من شاهد ذلك أو كان كالشاهد له مردودة ما عاش ، لأن علمه بالله وتعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم قد صار ضرورة ، فإن امتدت أيام الدنيا إلى أن ينسى الناس من هذا الأمر العظيم ما كان ولا يتحدثون عنه إلا قليلا ، فيصير الخبر عنه خاصا وينقطع التواتر عنه فمن أسلم في ذلك الوقت أو تاب قبل منه والله أعلم

                        والجواب عن ذلك أن النصوص دلت على أن التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها ، ولم تفرق بين من شاهد هذه الآية وبين من لم يشاهدها. ويؤيد هذا ما رواه الطبري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال ( التوبة مبسوطة مالم تطلع الشمس من مغربها ) تفسير الطبري. وقد ذهب إلى هذا القول أيضا ابن حجر وذكر آثارا تدل على استمرار قفل باب التوبة إلى يوم القيامة



                        وطلوع الشمس من المغرب يحدث فقط مرة واحدة يوم الطلوع، ثم تعود إلى الطلوع من المشرق وتستمر هكذا إلى أن يشاء الله

                        ***

                        تعليق

                        • الوليد
                          عضو نشيط
                          • Mar 2002
                          • 1054

                          #13
                          الرسالة الأصلية كتبت بواسطة السروي
                          الأخ الفاضل / السهران .......... سلمه الله

                          جزاك الله خير الجزاء على هذه المعلومات التي يجهلها البعض منا وأنا أحدهم ، ولكن لي ملاحظة ياعزيزي ، وآمل أن تراعينا وتتحملنا وهي :

                          أنت قمت بإنزال المعلومات عن الدجال في أربعة مواضيع مما يجعل الغالبية لايفتحوها بالكامل ، وبالتالي لايستفيدون منها ، ولكي نستطيع متابعة الموضوع حبذا لو جمعتها في موضوع واحد تحت اربعةعناوين ، وتقوم بحذف السابقة لتعم الفائدة ، ولكي تتلقى ردود أكثر ومشاركة فعالة من الجميع ولك تقديري والله الموفق .

                          تعليق

                          • أبو ماجد
                            المشرف العام
                            • Sep 2001
                            • 6289

                            #14
                            أخي السهران ........................وفقه الله

                            نظرًا لتعدد الموضوعات التي أوردتها وجميعها تتعلق بموضوعٍ واحد هو ( الدجال ) ولأنها تشغل حيّزًا كبيرًا من الصفحة الرئيسية للمنتدى العام وعلى حساب موضوعات أخرى ، فقد قمت بدمج جميع الموضوعات ضمن الموضوع الأول .

                            هذا للإحاطة ولك تحياتي .

                            ----------------------- أخوك أبو ماجد ----------------

                            تعليق

                            • ®§السهران§®
                              عضو
                              • Sep 2001
                              • 31

                              #15
                              شكرا يا ابو ماجد

                              تعليق

                              Working...