جاء في مجلة ( الوجه الآخر ) مانصه :
(( مصاب بالايدز رموه في شوارع جده------منقول رساله هتميل

تنقل "الرياض" صورة من صور الحياة المؤلمة الحزينة والمرة لإنسان اختار ان يضع معاناته مع المرض والعجز والوحدة تحت كوبري الخير امام استاد الأمير عبدالله الفيصل الرياضي بجدة.. بعد ان تخلى عنه كل اهله وأقاربه ومعارفه وتركوه في هذ الوضع البائس والمشين في الهواء والعراء تحت وطأة الشمس والقر والحر ينتظر قدره بعد ان اعجزه المرض الخبيث عن الحركة.. وحال الفقر بينه وبين ان يطلب العلاج في المستشفيات الخاصة التي تحتاج الى الكثير من المال والامكانات.

معاناة تحت الكوبري

في البداية لم نستطع الاقتراب كثيراً من ذلك الشخص الذي اتخذ من الكوبري مكاناً يقيم فيه.. وقد امتلأ جسمه بالتقرحات والدمامل والالتهابات.. ولم يعد بسببها يقوى على الحركة..

ينام ويعيش تحت الكوبري على سرير حديدي قال انه قدم له من احد فاعلي الخير.. كل ما حوله مليء بالتلوث والقاذورات تنتشر حوله.. مما قد يؤدي الى نقل مرضه الخطير الى كل من حوله ومن يأتون للجلوس تحت الكوبري وربماً ايضاً لما حوله من السكان في الأحياء القريبة.

قال السيد سلمان علي حميد انه يمني الجنسية.. ويعاني من مرض الايدز.. هكذا اكد لي بنبرة فيها الكثير من الحزن والألم.

وأضاف: لقد كنت في السابق اعمل نجار موبيليا.. وكنت كثير السفر وبعد ان اصابني هذا المرض عجزت عن فعل اي شيء.. وجميع المستشفيات المجانية التي ذهبت اليها رفضت قبولي والمستشفيات التي تتطلب قدرة مادية ومال لم اراجعها لأنني لا املك مالاً فاخترت العزلة عما حولي ولم اجد مكاناً الجأ اليه الا هذا المكان بعد ان اصبح كل من حولي يتحاشى الاقتراب مني.. او العيش معي.

وقال: انني على هذه الحال منذ شهر تقريباً.. ولا اجد من الطعام الا ما يجود به علي بعض المارة (ساندوتش) مثلا.. أو علبة عصير.. ولا ادري ما افعل.

وأضاف: ان لديه اولاد يعيشون في اليمن وهم ثلاثة بنات وولد.. ولكنه غير قادر على الذهاب اليهم.. والعودة لهم بهذا المرض.. خوفاً ان لا يقبلوه ويتخلون عنه.. وهو يفضل البقاء على هذه الحالة حتى يكتب الله له الفرج.

ايدز بين الناس

عدد كبير من المارة الذين التقت بهم (الرياض) في ذلك المكان عبروا عن استغرابهم أن يظل هذا الإنسان وهو يحمل هذا المرض الخطير متروكاً بين الناس.. لأن المعروف ان المصابين بمثل هذه الأمراض الخطيرة المعدية يجب عزلهم بعيداً.

وقال المواطن سعيد الجهني: ان وجود مثل هؤلاء الاشخاص الذين يتخذون من الكباري، وبعض الأماكن المهجورة سكناً لهم يجب ان لا يسمح بوجودهم.. وان تقوم الدوريات الأمنية بدورها في عدم تكرار مثل هذه الحالات التي يمارسها بعض الوافدين الى بلدنا ويشوهون بها صورة مجتمعنا المتماسك ووجود مثل هذا الشخص هذه الفترة تحت الكوبري دون ان تقوم اي جهة معنية باتخاذ اي اجراء ضده يعتبر خللا يجب ان نعالجه.. وان لا نسمح به اطلاقاً.. لأن مثل هذا الشخص مريض بمرض خطير ووجوده في هذا المكان وبين الناس يشكل خطراً داهماً على صحة المجتمع بأسره.

وقال مواطن آخر: ان هناك اشخاصاً آخرين يتخذون من هذه الأماكن مكاناً لنومهم وجلوسهم ومثل هؤلاء لا يجب السماح لهم بمثل هذه الممارسات.. لأنه ربما تكون وراءهم امور خطيرة.. قد يساعدهم التساهل في ممارستها.

واستغرب المواطن تجاهل الدوريات الأمنية لهؤلاء.. وعدم الالتفات لهم.. وعدم التدقيق في هوياتهم ومعرفة اسباب وجودهم في هذه الأماكن.. رغم ان بعضهم يتخذ منها مكاناً للتسول واستدرار عطف الناس.. ولا يعلم إلا الله ماذا يخبئون؟!.

إخلاء طبي عاجل

حالة المريض سلمان علي حميد الذي اتخذ من كوبري الخير مكاناً يعيش فيه تتطلب تدخلا عاجلا من الجهات الطبية والأمنية.. ووضعه يحتاج الى طائرة اخلاء طبي مزودة بأجهزة تعقيم وفريق طبي.. لأنه في وضع مرضي شديد الخطورة على من يقترب منه او يحاول نقله من مكانه بعد ان امتلأ جسمه وأطرافه بالالتهابات والقروح.. وربما لا يمكن نقله بواسطة سيارات الاسعاف العادية.. وبقاءه في مكانه قد يؤدي الى نقل العدوى لكل من حوله.. ولهذا يجب عزله في مكان صحي وعلاجه بأسرع ما يمكن او نقله لبلده حتى يكون بين اهله وأقاربه.

المريض قال: انه يعاني من هذه الحالة منذ ثلاثة شهور واكد انه مصاب بالإيدز.. ولكنه لم يوضح لي كيف عرف ذلك.. وهل عرض مرضه على اطباء متخصصين واكدوا له ذلك.. وإذا كان ذلك قد حدث فكيف سمح له اولئك الاطباء بالخروج.. ولم يحولوه الى الحجر الصحي.. اسئلة كثيرة لم استطع ان اجد اجابة واضحة عليها من ذلك المريض الذي يقبع في ظل كوبري الخير.. متوسداً احزانه ومعاناته.. وتاركاً لخطر المرض الذي يعانيه مجالاً خصباً لتلويث كل ما حوله.. والوصول لآخرين يمرون به اذا لم نسارع الى نقله وعلى وجه السرعة الى مستشفى لعلاجه يحمي الناس من خطر مرضه.. فربما لو وجد العلاج يكتب له الله الشفاء