الأطفال الصغار يتمنون الخروج من المنزل ، والخروج عن المألوف ، يريدون اللهو واللعب في كل شيء لايجدونه في المنزل ! حتى وإن كان ذلك يجلب لهم الأضرار ، ولكن الأطفال لايميزون بين ماهو حسن وماهو قبيح ، فهم لازالوا غير مؤهلين لتحمل المسؤولية ، ومن هذا المنطلق يجب أن يبقوا تحت الرقابة .. حتى لايحدث أحدهم أذية بنفسه أو بغيره ، وإليكم هذه القصة التي تدعم ماأقول :
حزم الرجل متاعه ، رتب أموره ، حيث أنه قطع عهداً على نفسه للقيام برحلة للبر، هدفه من تلك الرحلة هو: شم الهواء العليل ، البعيد عن عوادم السيارات وضجيجها ، التنزه وتغيير الجو النفسي لأسرته ، وإسكات الأطفال الذين يرتفع صراخهم كل يوم ، يريدون الخروج من المنزل ، يريدون الخروج إلى البر ، يريدون اللعب والمرح واللهو في الهواء الطلق ، يلعبون في التراب ، يكومونه إلى أن يصبح أشبه بالجبال الصغيرة ، إنها أكوام هائلة ، ولكن سرعان مايقفز أحد هؤلاء الصبية الصغار ليعتلي ذلك التل المكوم من التراب .. فيتبعثر ذلك الكوم الهائل ، تدخل بعض جزيئات التراب في أعينهم ، تمتلئ أفواههم بالغبار والتراب المتناثر من جراء ذلك العمل الصبياني .. إنهم صبية ؟ !! بعدها زجرهم الأب وقال : إياكم وهذا النوع من اللعب ! وإلا سأعود بكم إلى المنزل . قال أحدهم : والله ياأبي لن نعود إلى مثل هذا العمل مرة ثانية ، وأخذوا يدورون ويدورون .. إنهم يريدون اللعب في ماتبقى من تلك الأكوام ، استغلوا انتقال الأب وبقية افراد العائلة إلى موقع آخر فيه شجرة ظلها كبير ، فعادوا لما كانوا عليه ، لقد لمحهم ذلك الأب ولكنه أصر على ألا يضيع متعة الرحلة بمتابعة الصبية الصغار ، لازالت العائلة تتمتع بالجو اللطيف ، والأب يرتقب قرب المساء لكي يسدل ستار تلك الرحلة التي اكتشف فيها أن أبناءه لم يثمر فيهم ماتلقوه في المدرسة من تعليم ، لم يلتزموا بنصائح معلميهم ، لم يكونوا أهلاً للثقة بتركهم يأخذون حريتهم في مثل هذه الأماكن العامة ، لم يلتزموا بما قطعوه على أنفسهم من وعد بعدم العودة للعب بالتراب ، وعند المساء عاد الأب إلى منزله ، وآلى على نفسه ألا يقوم برحلة أخرى ... والسبب هم الصبية !!! والله الموفق .
تعليق