قبل عام 1375 هـ لأسرة من الأسر
قبل إشراقة يوم جديد ومع صياح الديك الأول منادياً بدخول وقت السحر يستيقظ ربا الأسرة ومع أذان الفجر يستيقظ بقية أفراد الأسرة تسمع صرير الأبواب عندما تفتح ويدخل على الجميع يومهم الجديد ، يذهب الرجال إلى المسجد لأداء صلاة الفجر مصطحبين أبناءهم المكلفين والمأمورين شرعا وبعد أداء الجميع للصلاة ينطلق كلٌ إلى عمله الذي أوكل إليه في الليلة السابقة فترى الأب متمنطقاً بجنبيته وبيده عطيف أو عصا وعلى عاتقه أدوات الحرث إن كان وقت حرث أو أدوات الري إن كان وقت ري ومصطحباً الثيران أو تراه على ظهر دابته متجهاً إلى أحد الأسواق القريبة التي يرتادها الناس لطلب الرزق وتبادل المصالح (أما الأسواق البعيدة مثل المخواة وبيشة فإنهم ينطلقون إليها بعد منتصف الليل بقليل) أو خلف جمله الذي عليه تجارته أو حملته التي أوكل إليه توصيلها لجهة معينة بأُجرة.
الأم : هي محرك الأسرة تبدأ يومها مع صياح الديك الأول بأخذ الحب وطحنه على الرحى لتعد به وجبات ذلك اليوم إن لم تكن قد أعدتها في الليل (خبزة الملة التي توضع في النار بعد العشاء وتمكث فيها إلى الصباح) ثم تقوم بإخراج الدواب من ثيران وغيرها وتقدم لها الطعام لتكون جاهزة لبداية العمل في المزرعة وغيرها . ثم تؤدي صلاة الفجر هي وبناتها وزوجة ابنها بعد ذهاب أفراد أسرتها كلٌ إلى عمله الموكل إليه ، فإن كان لها زوجة ابن لحقت بأحد أفراد أسرتها لمساعدته إن كان في الري أو الحرث أو لإزالة الحشائش الضارة بالمزرعة أو لصِرام المحاصيل……إلخ. إن لم يكن لها زوجة ابن فإنها تقوم بإعداد القهوة واستخراج خبزة الملة أو عمل قرصان على الصاج (الملعقة) وما طبخ من خضراوات المزرعة إن وجد مثل الخِلفة (صغار البرسيم) والثّفُا والدُجُر (اللوبيا) والثفلة والقُراص……إلخ وتذهب بها إلى أسرتها كلٍ في موقعه الذي يعمل فيه عند تباعد المزارع . تعود مرة ثانية إلى المنزل لإخراج الأغنام وتنظيف مسكنها ومساكن الدواب الأُخرى من السماد وحمله ووضعه في موضعه المعتاد (الدمنة) ثم تأخذ الأغنام وتذهب بها إلى من سيذهب بها إلى المرعى من أفراد الأسرة .
تشارك أسرتها في العمل بقية ذلك اليوم إلى ما قبل الغروب بقليل ثم تعود إلى المنزل لتنظفه وتهيئته لأفراد أسرتها وتجلب الماء في القربة أو في القدر وهذا المقدار من الماء يكفي الأسرة يوم وليلة للأكل والشرب والوضوء والغسيل، ثم تعد الطحين وتقوم بعجنه وتقطع الحطب إلى قطع صغيرة وتضعه بجوار المكان الذي ستعد به العشاء (المطبخ الذي لا يتجاوز 2×2متر وفي وسطه حوض 1×1متر وهو المكان الذي تُشعل فيه النار والأسرة ملتفة حولها وهذا الحوض تقوم بتنظيفه من الرماد يوماً بعد يوم ) تقوم باستقبال أفراد أسرتها العائدين من أعمالهم بعد غروب الشمس وتشاركهم في الأعمال من إرضاع صغار الغنم (البهم) وإدخال الدواب إلى مساكنها……الخ إلى أن ينضج العشاء الذي يجتمعون ويتناولونه قبل أذان العِشاء ، وبعد صلاة العشاء مباشرة يخلد الجميع للنوم من جراء تعب ذلك اليوم ماعدا ربة المنزل التي تقوم بتفقد كل شيء ابتداءً بأفراد الأسرة وانتهاء بالدواب والمنزل ، ثم تخلد للنوم ، فهي أول من يستيقظ وأخر من ينام.
الأبناء الذكور :
ينطلق كلٌ منهم إلى الجهة الموكل إليه العمل بها وحمايتها بعد صلاة الفجر مباشرة تراه شاداً وسطه بحزام وعلى كتفه عطيف . يمشي حافياً أو شبه حاف ضاماً ذراعيه إلى صدره واضعاً كفيه تحت إبطيه من شدة البرد وقلة اللباس وخلو بطنه من الطعام وخوفه من السباع والهوام ، والعقاب من أهله إذا سبقه أعداؤه من قرود وطير وحمام إلى ما اوكل إليه حمايته باهتمام ، فعندما يوكل إليه حماية الطير والحمام مثلاً ، فإنه يأخذ المرجمة (المقلاع) ويجمع ما يرجم به الطير من كُباب (الطين المتماسك بعد جفافه) فإذا رأى الطير رجمه وصاح ليبعده عن الأكل المباح. يستمر في هذا العمل حتى يأتي من ينوب عنه في الحماية إذا احتيج إليه للعمل في موضع أخر كرعاية الغنم مثلاُ أو غيرها .
يستمر كلٌ في عمله إلى ما بعد غروب الشمس في اغلب الأوقات.
البنات :
اكثر أعمالهن رعاية الغنم (حتى إن الرجل إذا رزق بنتاً بشروه بقولهم جاء لك راعية غنم) بالإضافة لمشاركتهن أفراد الأسرة في جميع الأعمال .
تقوم البنت عند أذان الفجر لمساعدة والدتها في أعمال المنزل فإن احتيج لها في الأعمال الأُخرى ذهبت وإن لم يُحتج لها فإنها تقوم بإخراج الدواب وتنظيف مساكنها من السماد ووضعه في مكانه المعتاد ومع الشروق تصطحب أغنامها إلى المرعى حتى تغرب الشمس.
عند عودتها في المساء تراها خلف أغنامها وعلى رأسها حزمة حطب أو عشب للدواب ، وتحمل بيدها صغار الغنم الذين ولدتهم أمهاتهم في الأرياع وبمجرد وصولها تشارك في أعمال المنزل إلى أن يحين وقت النوم.
زوجة الابن :
هي كالأم تشارك في جميع الأعمال صغيرها وكبيرها بدون تذمر ولكنها أوفر حظاً من الأم في الراحة بسبب مراعاة الأم لها وتكليفها بالأعمال الخفيفة وكأنها ابنتها الوحيدة ، وبسبب هذه المعاملة الطيبة من الأم وتقدير زوجة الابن لذلك وانعدام وقت الفراغ لم تكن تحدث مشاكل بين الأمهات وزوجات الأبناء إلا فيما ندر.
المرجع : كتاب السيرة في علوم الديرة
قبل إشراقة يوم جديد ومع صياح الديك الأول منادياً بدخول وقت السحر يستيقظ ربا الأسرة ومع أذان الفجر يستيقظ بقية أفراد الأسرة تسمع صرير الأبواب عندما تفتح ويدخل على الجميع يومهم الجديد ، يذهب الرجال إلى المسجد لأداء صلاة الفجر مصطحبين أبناءهم المكلفين والمأمورين شرعا وبعد أداء الجميع للصلاة ينطلق كلٌ إلى عمله الذي أوكل إليه في الليلة السابقة فترى الأب متمنطقاً بجنبيته وبيده عطيف أو عصا وعلى عاتقه أدوات الحرث إن كان وقت حرث أو أدوات الري إن كان وقت ري ومصطحباً الثيران أو تراه على ظهر دابته متجهاً إلى أحد الأسواق القريبة التي يرتادها الناس لطلب الرزق وتبادل المصالح (أما الأسواق البعيدة مثل المخواة وبيشة فإنهم ينطلقون إليها بعد منتصف الليل بقليل) أو خلف جمله الذي عليه تجارته أو حملته التي أوكل إليه توصيلها لجهة معينة بأُجرة.
الأم : هي محرك الأسرة تبدأ يومها مع صياح الديك الأول بأخذ الحب وطحنه على الرحى لتعد به وجبات ذلك اليوم إن لم تكن قد أعدتها في الليل (خبزة الملة التي توضع في النار بعد العشاء وتمكث فيها إلى الصباح) ثم تقوم بإخراج الدواب من ثيران وغيرها وتقدم لها الطعام لتكون جاهزة لبداية العمل في المزرعة وغيرها . ثم تؤدي صلاة الفجر هي وبناتها وزوجة ابنها بعد ذهاب أفراد أسرتها كلٌ إلى عمله الموكل إليه ، فإن كان لها زوجة ابن لحقت بأحد أفراد أسرتها لمساعدته إن كان في الري أو الحرث أو لإزالة الحشائش الضارة بالمزرعة أو لصِرام المحاصيل……إلخ. إن لم يكن لها زوجة ابن فإنها تقوم بإعداد القهوة واستخراج خبزة الملة أو عمل قرصان على الصاج (الملعقة) وما طبخ من خضراوات المزرعة إن وجد مثل الخِلفة (صغار البرسيم) والثّفُا والدُجُر (اللوبيا) والثفلة والقُراص……إلخ وتذهب بها إلى أسرتها كلٍ في موقعه الذي يعمل فيه عند تباعد المزارع . تعود مرة ثانية إلى المنزل لإخراج الأغنام وتنظيف مسكنها ومساكن الدواب الأُخرى من السماد وحمله ووضعه في موضعه المعتاد (الدمنة) ثم تأخذ الأغنام وتذهب بها إلى من سيذهب بها إلى المرعى من أفراد الأسرة .
تشارك أسرتها في العمل بقية ذلك اليوم إلى ما قبل الغروب بقليل ثم تعود إلى المنزل لتنظفه وتهيئته لأفراد أسرتها وتجلب الماء في القربة أو في القدر وهذا المقدار من الماء يكفي الأسرة يوم وليلة للأكل والشرب والوضوء والغسيل، ثم تعد الطحين وتقوم بعجنه وتقطع الحطب إلى قطع صغيرة وتضعه بجوار المكان الذي ستعد به العشاء (المطبخ الذي لا يتجاوز 2×2متر وفي وسطه حوض 1×1متر وهو المكان الذي تُشعل فيه النار والأسرة ملتفة حولها وهذا الحوض تقوم بتنظيفه من الرماد يوماً بعد يوم ) تقوم باستقبال أفراد أسرتها العائدين من أعمالهم بعد غروب الشمس وتشاركهم في الأعمال من إرضاع صغار الغنم (البهم) وإدخال الدواب إلى مساكنها……الخ إلى أن ينضج العشاء الذي يجتمعون ويتناولونه قبل أذان العِشاء ، وبعد صلاة العشاء مباشرة يخلد الجميع للنوم من جراء تعب ذلك اليوم ماعدا ربة المنزل التي تقوم بتفقد كل شيء ابتداءً بأفراد الأسرة وانتهاء بالدواب والمنزل ، ثم تخلد للنوم ، فهي أول من يستيقظ وأخر من ينام.
الأبناء الذكور :
ينطلق كلٌ منهم إلى الجهة الموكل إليه العمل بها وحمايتها بعد صلاة الفجر مباشرة تراه شاداً وسطه بحزام وعلى كتفه عطيف . يمشي حافياً أو شبه حاف ضاماً ذراعيه إلى صدره واضعاً كفيه تحت إبطيه من شدة البرد وقلة اللباس وخلو بطنه من الطعام وخوفه من السباع والهوام ، والعقاب من أهله إذا سبقه أعداؤه من قرود وطير وحمام إلى ما اوكل إليه حمايته باهتمام ، فعندما يوكل إليه حماية الطير والحمام مثلاً ، فإنه يأخذ المرجمة (المقلاع) ويجمع ما يرجم به الطير من كُباب (الطين المتماسك بعد جفافه) فإذا رأى الطير رجمه وصاح ليبعده عن الأكل المباح. يستمر في هذا العمل حتى يأتي من ينوب عنه في الحماية إذا احتيج إليه للعمل في موضع أخر كرعاية الغنم مثلاُ أو غيرها .
يستمر كلٌ في عمله إلى ما بعد غروب الشمس في اغلب الأوقات.
البنات :
اكثر أعمالهن رعاية الغنم (حتى إن الرجل إذا رزق بنتاً بشروه بقولهم جاء لك راعية غنم) بالإضافة لمشاركتهن أفراد الأسرة في جميع الأعمال .
تقوم البنت عند أذان الفجر لمساعدة والدتها في أعمال المنزل فإن احتيج لها في الأعمال الأُخرى ذهبت وإن لم يُحتج لها فإنها تقوم بإخراج الدواب وتنظيف مساكنها من السماد ووضعه في مكانه المعتاد ومع الشروق تصطحب أغنامها إلى المرعى حتى تغرب الشمس.
عند عودتها في المساء تراها خلف أغنامها وعلى رأسها حزمة حطب أو عشب للدواب ، وتحمل بيدها صغار الغنم الذين ولدتهم أمهاتهم في الأرياع وبمجرد وصولها تشارك في أعمال المنزل إلى أن يحين وقت النوم.
زوجة الابن :
هي كالأم تشارك في جميع الأعمال صغيرها وكبيرها بدون تذمر ولكنها أوفر حظاً من الأم في الراحة بسبب مراعاة الأم لها وتكليفها بالأعمال الخفيفة وكأنها ابنتها الوحيدة ، وبسبب هذه المعاملة الطيبة من الأم وتقدير زوجة الابن لذلك وانعدام وقت الفراغ لم تكن تحدث مشاكل بين الأمهات وزوجات الأبناء إلا فيما ندر.
المرجع : كتاب السيرة في علوم الديرة
تعليق