السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مقتطفات اخترتها لكم من كتاب الأدب الكبير لابن المقفع لما فيها من
الفوائد الجمة والتوجيهات الجليلة . وأرجو الله أن ينفع بها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد
في معاملة الأصدقاء
_________________
إن سمعت من صاحبك كلاماً أو رأيت منه رأياً يعجبك ، فلا تنتحله تزيناً به
عند الناس . وآكتف من التزين بأن تجتني الصواب إذا سمعنه ، وتنسبه إلى صاحبه .
وآعلم أن انتحالك ذلك مسخطة لصاحبك ، وإن فيه مع ذلك عاراً أو سخفا
____________________________________________________
أخزن عقلك وكلامك ، إلا عند إصابة الموضع . فإنه ليس في كل حين يحسن كل صواب .
وإنما تمام إصابة الرأي والقول بإصابة موضعه . فإن أخطأك ذلك ، أدخلت المحنه على عقلك وقولك
حتى تأتي به في موضعه . وإن أتيت به في غير موضعه ، أتيت به وهو لا بهاء ولا طلاوة له .
_____________________________________________________
إن آثرت أن تفاخر أحداً أو تمازح من تستأنس إليه في لهو الحديث ، فاجعل غاية ذلك الجد
ولا تعتد إن تتكلم فيه بما كان هزلاً . فإذا بلغ الجد أو قاربه فدعه .
ولا تخلطن بالجد هزلاً ، ولا بالهزل جداً . فإنك إن خلطت بالجد هزلاً سخفته وإن خلطت بالهزل جداً كدرته .
______________________________________________________
إن رأيت صاحبك مع عدوك ، فلا يغضبنك ذلك . فإنما هو أحد رجلين :
إن كان رجلاً من إخوان الثقة ، فأنفع مواطنه لك أقربها من عدوك : لشر يكفيكه عنك
أو لعورة يسترها منك ، أو غائبة يطلع عليها لك . فأما صديقك ، فما أغناك أن يحضره ذو ثقتك !
وإن كان رجلاً من غير خاصة إخوانك ، فبأي حق تقطعه من الناس وتكلفه أن لا يجالس إلا من تهوى ؟ .
____________________________________________________
إذا رأيت رجلاً يحدث حديثاً قد علمته أو يخبر خبراً قد سمعته ، فلا تشاركه فيه ولا تفتحه عليه
حرصاً على أن يعلم الناس أنك قد علمته . فإن في ذلك ، مع سوء الأدب
خفة وسخفاً وحسداً وتضييع حزمِ وعجباً .
_____________________________________________________
لا تعتذرن إلا إلى من يحب أن يجد لك عذراً ، ولا تستعينن إلا بمن يحب أن يظفرك بحاجتك
ولا تحدثن إلا من يرى حديثك مغنماً ، ما لم يغلبك اضطرار .
إذا آعتذر إليك معتذر ، فتلقه بوجه مشرق وبشر ولسان طلق إلا أن يكون ممن قطيعته غنيمة .
____________________________________________________
اعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا . هم زينة في الرخاء وعدة في الشدة
ومعونة على خير المعاش والمعاد . فلا تفرطن في آكتسابهم وآبتغاء الوصلات والأسباب إليهم
_____________________________________________________
ذلل نفسك بالصبر على جار السوء ، وعشير السوء ، وجليس السوء . فإن ذلك مما لا يكاد يخطئك .
وآعلم إن الصبر صبران : صبر المرء على ما يكره ، وصبره عما يحب .
والصبر على المكروه أكبر هما ، وأشبههما أن يكون صاحبه مضطراً .
وآعلم أن اللئــام أصبر أجساداً ، وأن الكرام هم أصبر نقوســاً .
_____________________________________________________
لا يعجبنك إكرام من يكرمك لمنزلة أو سلطان فإن السلطان أوشك أمور الدنيا زوالاً .
ولا يعجبنك إكرام من يكرمك للمال ، فإنه هو الذي يتلو السلطان في سرعة الزوال .
ولا يعجبنك إكرامهم إياك للنسب ، فإن الأنساب أقل مناقب الخير غنـاء عن أهلها في الدين والدنيـا .
ولكن إذا أكرمت على دين أو مروءة ، فذلك فليعجبك! فإن المروءة لا تزايلك في الدنيـا
وإن الدين لا يزايلك في الآخرة .
____________________________________________________
تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام . ومن حسن الاستماع إمهال المتكلم حتى
ينقضي حديثه ، وقلة التلفت إلى الجواب ، والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم والوعي لما يقول .
_____________________________________________________
ومن الأخلاق التي أنت جدير بتركها _ إذا حدث الرجل حديثاً تعرفه _ أن لا تسابقه إليه
وتفتحه عليه وتشاركه فيه ، حتى كأنك تظهر للناس بأنك تريد أن يعلموا أنك تعلم من ذلك
مثل الذي يعلم . وما عليك أن تهنئــه ذلك وتفرده بــه
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
_________________________
و الله اسأل أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم لقائه إنه سميع مجيب
هذه مقتطفات اخترتها لكم من كتاب الأدب الكبير لابن المقفع لما فيها من
الفوائد الجمة والتوجيهات الجليلة . وأرجو الله أن ينفع بها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد
في معاملة الأصدقاء
_________________
إن سمعت من صاحبك كلاماً أو رأيت منه رأياً يعجبك ، فلا تنتحله تزيناً به
عند الناس . وآكتف من التزين بأن تجتني الصواب إذا سمعنه ، وتنسبه إلى صاحبه .
وآعلم أن انتحالك ذلك مسخطة لصاحبك ، وإن فيه مع ذلك عاراً أو سخفا
____________________________________________________
أخزن عقلك وكلامك ، إلا عند إصابة الموضع . فإنه ليس في كل حين يحسن كل صواب .
وإنما تمام إصابة الرأي والقول بإصابة موضعه . فإن أخطأك ذلك ، أدخلت المحنه على عقلك وقولك
حتى تأتي به في موضعه . وإن أتيت به في غير موضعه ، أتيت به وهو لا بهاء ولا طلاوة له .
_____________________________________________________
إن آثرت أن تفاخر أحداً أو تمازح من تستأنس إليه في لهو الحديث ، فاجعل غاية ذلك الجد
ولا تعتد إن تتكلم فيه بما كان هزلاً . فإذا بلغ الجد أو قاربه فدعه .
ولا تخلطن بالجد هزلاً ، ولا بالهزل جداً . فإنك إن خلطت بالجد هزلاً سخفته وإن خلطت بالهزل جداً كدرته .
______________________________________________________
إن رأيت صاحبك مع عدوك ، فلا يغضبنك ذلك . فإنما هو أحد رجلين :
إن كان رجلاً من إخوان الثقة ، فأنفع مواطنه لك أقربها من عدوك : لشر يكفيكه عنك
أو لعورة يسترها منك ، أو غائبة يطلع عليها لك . فأما صديقك ، فما أغناك أن يحضره ذو ثقتك !
وإن كان رجلاً من غير خاصة إخوانك ، فبأي حق تقطعه من الناس وتكلفه أن لا يجالس إلا من تهوى ؟ .
____________________________________________________
إذا رأيت رجلاً يحدث حديثاً قد علمته أو يخبر خبراً قد سمعته ، فلا تشاركه فيه ولا تفتحه عليه
حرصاً على أن يعلم الناس أنك قد علمته . فإن في ذلك ، مع سوء الأدب
خفة وسخفاً وحسداً وتضييع حزمِ وعجباً .
_____________________________________________________
لا تعتذرن إلا إلى من يحب أن يجد لك عذراً ، ولا تستعينن إلا بمن يحب أن يظفرك بحاجتك
ولا تحدثن إلا من يرى حديثك مغنماً ، ما لم يغلبك اضطرار .
إذا آعتذر إليك معتذر ، فتلقه بوجه مشرق وبشر ولسان طلق إلا أن يكون ممن قطيعته غنيمة .
____________________________________________________
اعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا . هم زينة في الرخاء وعدة في الشدة
ومعونة على خير المعاش والمعاد . فلا تفرطن في آكتسابهم وآبتغاء الوصلات والأسباب إليهم
_____________________________________________________
ذلل نفسك بالصبر على جار السوء ، وعشير السوء ، وجليس السوء . فإن ذلك مما لا يكاد يخطئك .
وآعلم إن الصبر صبران : صبر المرء على ما يكره ، وصبره عما يحب .
والصبر على المكروه أكبر هما ، وأشبههما أن يكون صاحبه مضطراً .
وآعلم أن اللئــام أصبر أجساداً ، وأن الكرام هم أصبر نقوســاً .
_____________________________________________________
لا يعجبنك إكرام من يكرمك لمنزلة أو سلطان فإن السلطان أوشك أمور الدنيا زوالاً .
ولا يعجبنك إكرام من يكرمك للمال ، فإنه هو الذي يتلو السلطان في سرعة الزوال .
ولا يعجبنك إكرامهم إياك للنسب ، فإن الأنساب أقل مناقب الخير غنـاء عن أهلها في الدين والدنيـا .
ولكن إذا أكرمت على دين أو مروءة ، فذلك فليعجبك! فإن المروءة لا تزايلك في الدنيـا
وإن الدين لا يزايلك في الآخرة .
____________________________________________________
تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام . ومن حسن الاستماع إمهال المتكلم حتى
ينقضي حديثه ، وقلة التلفت إلى الجواب ، والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم والوعي لما يقول .
_____________________________________________________
ومن الأخلاق التي أنت جدير بتركها _ إذا حدث الرجل حديثاً تعرفه _ أن لا تسابقه إليه
وتفتحه عليه وتشاركه فيه ، حتى كأنك تظهر للناس بأنك تريد أن يعلموا أنك تعلم من ذلك
مثل الذي يعلم . وما عليك أن تهنئــه ذلك وتفرده بــه
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
_________________________
و الله اسأل أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم لقائه إنه سميع مجيب
تعليق