أحبتي مما لاشك فيه أن الآباء والأجداد على أرض الجزيرة العربية عاشوا في ظروف غير ظروفنا ، وعانوا ما لم نعانيه ، ولكنهم كانوا يتميّزون بخصال حميدة ، يجب علينا التمسك بها مثل : الكرم ، والشجاعة ، والوفاء ، والصدق ، والفراسة .
وهذه قصة من تلك العصور الخوالي أرجو أن تحوز على رضاكم واستحسانكم ، وقد نقلتها من أحد المواقع .
الحلقة الأولى :
في زمن ما وفي مكان ما كان هناك عشيرة ذات مركز وجاه بين العشائر و كان يتولى قيادة هذه العشيرة رجل وأولاه ثلاثة وكانت هذه العائلة تعيش في سلام وود وترابط وتعاون ، ومن أمثلة التعاون في ما بينهم انه كلما فاق الأب من نومه في الصباح الباكر ردد بيتا من الشعر بصوت عالي يخاطب فيه أبناءه وهو :-
صبح جديد وتو نوره طالع @ وش فعلكم لي يا عيال منيره
وكان يرد عليه الابن الأكبر (علي) ويقول :-
ما تنبت النبته بدون الزارع @ زرع زرعته يايبه خذ خيره
ويرد عليه الأخ الأوسط (عبدالله) بنفس البيت وأيضا يرد عليه الأخ الأصغر (حمد) وهو المقرب إلى أبيه بنفس البيت ولكن كان يزيد عليه ويقول :-
ما تنبت النبته بدون الزارع @ زرع زرعته يايبه خـذ خيره
ولخوتك شاري ولاني بايــــع @ يا والدٍ درب السنع تدبيــــره
علمتنا نكسا الضعيف الجايع @ علمتنا اصل الكرم والجيـــره
وكان الاب يقول هذا البيت وهو في شقه ( وهو جانب من بيت الشَعَرْ) وكان أولاده يردون من أي مكان كانوا فيه ماداموا يسمعون نداء أبيهم.
ويبدأ يوم جديد بالمحبه والتعاون ويذهب كل ابن الى عمله الابن (علي) والابن (عبدالله) يتولون أحوال الرعيه والغنم والماعز أما (علي) فقد كان يهوى الأبل وكان المسؤول عنها ، وهكذا يوزع العمل في ما بينهم بسبب كثره ( الحلال ) مما أثار الحسد في بعض قلوب الحاسدين ومنهم (سعد) .
(سعد) هذا ليس من أهل هذه العشيرة ولكن قد جلى من عشيرته بسبب مشاكل قد احدثها فيها ،ولم يكن لسعد اولادا مما زاد ناره وغليله، وكان (سعد) كلما راى هذا الحلال لدى (ابوعلي) تاكله النار من الحسد وكان قاطعا على نفسه وعدا وهو ان يغير حياة هذه الاسره الآمنة ، وتقرب (سعد) من هذه الاسرة وبالأخص من (حمد) لدرجه ان (حمد) تزوج ابنة (سعد) ، وطبعا كانت زواجه مصلحه ،مع ان الاب (ابوعلي) كان يشك في (سعد) ولكن لم يرى منه شيء ، وفي يوم من الايام طلب (سعد) من ابنته ان تسرق خنجر (حمد) وتعاونت البنت مع ابيها وسرقت الخنجر واعطته ابيها (سعد) وفي نفس الليله تسلل (سعد) الى بيت الاب (ابوعلي) وطعنه في بطنه وهو كاتم صوته حتى لايسمعه احد ، وترك (سعد) خنجر (حمد) في احشاء ابيه وهو يظن انه قد مات، وكان الوقت مقاربا للفجر والاب ينزف وصدفت ان (حمد) حس بصوت من جانب بيت ابيه فذهب ليرى ما حدث ولما دخل البيت وجد ابيه ممددا وهو ينزف و راى (حمد) خنجره في احشاء ابيه فذهل ولم يعرف ماذا يفعل واخذ يصرخ و يون من ما في صدره ولما سمع صوت (علي) و(عبدالله) وقد قاما من نومهما ليروا ما حدث ، فارتبك (حمد) حيث ان اداة الجريمه هي خنجره وكان يعلم ان علي وعبدالله سيقتلانه دون استشارة ، لان الخنجر لايؤخذ من صاحبه دون علمه ابدا في ذلك الوقت . وركب (حمد) حصانه الى جهة غير معلومه وهو يردد ويقول :-
طعنت يا خنجر فواد عاش لي
ياخنجري وش فيك خنت اللي مضا
يومك تتبع امهات الجــــادلي
يازين شوفك بين جــــمرات الغضا
اكبر بلا إنه يعاديني هـــــــلي
ما عاد لي يا كود صحرا او فضــــا
وكان (حمد) يردد هذه الابيات والدموع تنهمر من عيونه حزنا على ابيه الذي لا يعرف ما هو مصيره .
الحلقة الثانية والأخيرة :-
بعدما غادر حمد القبيله والحزن يملا صدره وهو لا يعلم وجهته . وكان يحسب ان ابيه قد فارق الحياة .
اخذ علي وعبد الله ابيهم الى حكيم يبعد عن ديارهم ليعالج ابيهم من غيبوبته ، حيث انه كان في غيبوبه كامله ولم يكن يعى ما يحصل حوله ، وكان سعد يتمنى ان يموت لكي لا ينكشف امره .وبعد ايام وحمد جالس في غار لجاء اليه ومن بعد الحياه السعيدة سمع عوا ذيب وهو قد افتقد الاصوات وقال :
من اولٍ مــاني ادور للــونس @ واليوم نفسي تفرح بذيبٍ عوا
عزي لرجلٍ خانه الدهــر وعبس @ ثمٍ تقطع خافقه ثم انشــوا
ان كنت عارف من خويك فحترس @ المشكله لا لف زندك والتوا
وهو حزين لم تعد لحياته أي معنى .
وبعد ليالٍ عده فاق الاب من غيبوبته عند الحكيم وقال بيته المعتاد والذي يقوله كل صباح وهو:-
صبح جديد وتو نوره طالع @ وش فعلكم لي ياعيال منيره
ولكن لم يرد عليه احد حيث انهم ذهبو للقبيله فعلم ان حمد ليس هنا لانه لو كان هنا لما فارقه دقيقه ونزلت دمعه ضعف واسى من الاب وقال :-0
ياليت نجفة طاعني في صدري @ وياليتني وسط الثرا مدفون
واصبح وحيد وميت في قبري @ ماني وحيدٍ والملا يدرون
فاخذ الحكيم يهون على الاب مافيه ويتحمد له بالسلامه وقال الحكيم للاب :اتريدني ان ارسل في طلب اولادك ، فقال الاب لا بل ارسل لهم هذه القصيدة ولا ياتون إلا اذا نفذو ما فيها وقال :-
ارسل ابياتي لكم يامسندي @ يارجال العز فاليوم الصعيب
ذيب وقتي عاويٍ دوم يحدي @ يطلب الفزعه ويطلب له مجيب
بانت الخله مع الحيل الردي @ يالنشاما افزعوا جرحي عطيب
حالف بالله لفارق مرقدي @ لين راس المعتدي مني يشيب
والله ان يمحيه برقي ورعدي @ والله ان منفاه للنجمه قريب
سار في درب العدو المعتدي @ حاول الفرقا و لا ظني يصيب
عزوتي فيكم علاجي لزهدي @ وابغي علاجٍ به جروحي تطيب
دوروا له في بيوتٍ تسنـدي @ للعقول اللي تحظر ولا تغيب
وارسل الاب القصيده الى اولاده ولكن لم يفهموها حيث ان العلاج المطلوب في القصيده كان مبهما ، وذهبوا لرجل كبير فالعمر وكان من اعز اصدقاء ابيهم وقالوا له القصيده فلما سمعها قال : ان ابيكم كان كلما ارسل لي قصيده واراد ان لا يفهمها الا انا وكان لايريد المرسول ان يفهمها كتب لي بحروف اول الابيات . وقال الرجل الكبير اجمعوا كل اول حرف من كل بيت فلما جمعوها اصبحت جمله وهي _اذبحوا سعد _ فعرفوا بان سعد هو من طعن ابيهم فذهبوا له واسمعوه القصيده وقتلوه ، وذهبو لابيهم وذهبوا لياتوا بحمد حيث انه قد ترك غاره وزبن على قبيله واعلموه بما جرى واجتمع الشمل . إنتهى ...
------------- أخوكم : أبو ماجد -------------------
وهذه قصة من تلك العصور الخوالي أرجو أن تحوز على رضاكم واستحسانكم ، وقد نقلتها من أحد المواقع .
الحلقة الأولى :
في زمن ما وفي مكان ما كان هناك عشيرة ذات مركز وجاه بين العشائر و كان يتولى قيادة هذه العشيرة رجل وأولاه ثلاثة وكانت هذه العائلة تعيش في سلام وود وترابط وتعاون ، ومن أمثلة التعاون في ما بينهم انه كلما فاق الأب من نومه في الصباح الباكر ردد بيتا من الشعر بصوت عالي يخاطب فيه أبناءه وهو :-
صبح جديد وتو نوره طالع @ وش فعلكم لي يا عيال منيره
وكان يرد عليه الابن الأكبر (علي) ويقول :-
ما تنبت النبته بدون الزارع @ زرع زرعته يايبه خذ خيره
ويرد عليه الأخ الأوسط (عبدالله) بنفس البيت وأيضا يرد عليه الأخ الأصغر (حمد) وهو المقرب إلى أبيه بنفس البيت ولكن كان يزيد عليه ويقول :-
ما تنبت النبته بدون الزارع @ زرع زرعته يايبه خـذ خيره
ولخوتك شاري ولاني بايــــع @ يا والدٍ درب السنع تدبيــــره
علمتنا نكسا الضعيف الجايع @ علمتنا اصل الكرم والجيـــره
وكان الاب يقول هذا البيت وهو في شقه ( وهو جانب من بيت الشَعَرْ) وكان أولاده يردون من أي مكان كانوا فيه ماداموا يسمعون نداء أبيهم.
ويبدأ يوم جديد بالمحبه والتعاون ويذهب كل ابن الى عمله الابن (علي) والابن (عبدالله) يتولون أحوال الرعيه والغنم والماعز أما (علي) فقد كان يهوى الأبل وكان المسؤول عنها ، وهكذا يوزع العمل في ما بينهم بسبب كثره ( الحلال ) مما أثار الحسد في بعض قلوب الحاسدين ومنهم (سعد) .
(سعد) هذا ليس من أهل هذه العشيرة ولكن قد جلى من عشيرته بسبب مشاكل قد احدثها فيها ،ولم يكن لسعد اولادا مما زاد ناره وغليله، وكان (سعد) كلما راى هذا الحلال لدى (ابوعلي) تاكله النار من الحسد وكان قاطعا على نفسه وعدا وهو ان يغير حياة هذه الاسره الآمنة ، وتقرب (سعد) من هذه الاسرة وبالأخص من (حمد) لدرجه ان (حمد) تزوج ابنة (سعد) ، وطبعا كانت زواجه مصلحه ،مع ان الاب (ابوعلي) كان يشك في (سعد) ولكن لم يرى منه شيء ، وفي يوم من الايام طلب (سعد) من ابنته ان تسرق خنجر (حمد) وتعاونت البنت مع ابيها وسرقت الخنجر واعطته ابيها (سعد) وفي نفس الليله تسلل (سعد) الى بيت الاب (ابوعلي) وطعنه في بطنه وهو كاتم صوته حتى لايسمعه احد ، وترك (سعد) خنجر (حمد) في احشاء ابيه وهو يظن انه قد مات، وكان الوقت مقاربا للفجر والاب ينزف وصدفت ان (حمد) حس بصوت من جانب بيت ابيه فذهب ليرى ما حدث ولما دخل البيت وجد ابيه ممددا وهو ينزف و راى (حمد) خنجره في احشاء ابيه فذهل ولم يعرف ماذا يفعل واخذ يصرخ و يون من ما في صدره ولما سمع صوت (علي) و(عبدالله) وقد قاما من نومهما ليروا ما حدث ، فارتبك (حمد) حيث ان اداة الجريمه هي خنجره وكان يعلم ان علي وعبدالله سيقتلانه دون استشارة ، لان الخنجر لايؤخذ من صاحبه دون علمه ابدا في ذلك الوقت . وركب (حمد) حصانه الى جهة غير معلومه وهو يردد ويقول :-
طعنت يا خنجر فواد عاش لي
ياخنجري وش فيك خنت اللي مضا
يومك تتبع امهات الجــــادلي
يازين شوفك بين جــــمرات الغضا
اكبر بلا إنه يعاديني هـــــــلي
ما عاد لي يا كود صحرا او فضــــا
وكان (حمد) يردد هذه الابيات والدموع تنهمر من عيونه حزنا على ابيه الذي لا يعرف ما هو مصيره .
الحلقة الثانية والأخيرة :-
بعدما غادر حمد القبيله والحزن يملا صدره وهو لا يعلم وجهته . وكان يحسب ان ابيه قد فارق الحياة .
اخذ علي وعبد الله ابيهم الى حكيم يبعد عن ديارهم ليعالج ابيهم من غيبوبته ، حيث انه كان في غيبوبه كامله ولم يكن يعى ما يحصل حوله ، وكان سعد يتمنى ان يموت لكي لا ينكشف امره .وبعد ايام وحمد جالس في غار لجاء اليه ومن بعد الحياه السعيدة سمع عوا ذيب وهو قد افتقد الاصوات وقال :
من اولٍ مــاني ادور للــونس @ واليوم نفسي تفرح بذيبٍ عوا
عزي لرجلٍ خانه الدهــر وعبس @ ثمٍ تقطع خافقه ثم انشــوا
ان كنت عارف من خويك فحترس @ المشكله لا لف زندك والتوا
وهو حزين لم تعد لحياته أي معنى .
وبعد ليالٍ عده فاق الاب من غيبوبته عند الحكيم وقال بيته المعتاد والذي يقوله كل صباح وهو:-
صبح جديد وتو نوره طالع @ وش فعلكم لي ياعيال منيره
ولكن لم يرد عليه احد حيث انهم ذهبو للقبيله فعلم ان حمد ليس هنا لانه لو كان هنا لما فارقه دقيقه ونزلت دمعه ضعف واسى من الاب وقال :-0
ياليت نجفة طاعني في صدري @ وياليتني وسط الثرا مدفون
واصبح وحيد وميت في قبري @ ماني وحيدٍ والملا يدرون
فاخذ الحكيم يهون على الاب مافيه ويتحمد له بالسلامه وقال الحكيم للاب :اتريدني ان ارسل في طلب اولادك ، فقال الاب لا بل ارسل لهم هذه القصيدة ولا ياتون إلا اذا نفذو ما فيها وقال :-
ارسل ابياتي لكم يامسندي @ يارجال العز فاليوم الصعيب
ذيب وقتي عاويٍ دوم يحدي @ يطلب الفزعه ويطلب له مجيب
بانت الخله مع الحيل الردي @ يالنشاما افزعوا جرحي عطيب
حالف بالله لفارق مرقدي @ لين راس المعتدي مني يشيب
والله ان يمحيه برقي ورعدي @ والله ان منفاه للنجمه قريب
سار في درب العدو المعتدي @ حاول الفرقا و لا ظني يصيب
عزوتي فيكم علاجي لزهدي @ وابغي علاجٍ به جروحي تطيب
دوروا له في بيوتٍ تسنـدي @ للعقول اللي تحظر ولا تغيب
وارسل الاب القصيده الى اولاده ولكن لم يفهموها حيث ان العلاج المطلوب في القصيده كان مبهما ، وذهبوا لرجل كبير فالعمر وكان من اعز اصدقاء ابيهم وقالوا له القصيده فلما سمعها قال : ان ابيكم كان كلما ارسل لي قصيده واراد ان لا يفهمها الا انا وكان لايريد المرسول ان يفهمها كتب لي بحروف اول الابيات . وقال الرجل الكبير اجمعوا كل اول حرف من كل بيت فلما جمعوها اصبحت جمله وهي _اذبحوا سعد _ فعرفوا بان سعد هو من طعن ابيهم فذهبوا له واسمعوه القصيده وقتلوه ، وذهبو لابيهم وذهبوا لياتوا بحمد حيث انه قد ترك غاره وزبن على قبيله واعلموه بما جرى واجتمع الشمل . إنتهى ...
------------- أخوكم : أبو ماجد -------------------
تعليق