عباد الله إن قوارع الأيام خاطبة ، فهل أُذنٌ لعظاتها واعية ، وإن فجائئع الموت صائبة فهل نفسٌ لأمر الآخرة مراعية ، إن مطالع الآمال إلى المسارعة إلى الخيرات ساعية ألا فانظروا بثواقب الابصار والبصائرفي نواحي الجهات والاقطار فما ترون في حشودكم وجموعكم الا الشتات ولا تسمعوا في ربوعكم إلا فلان مريض وفلان مات أين الآباء والأكابر أين العلماء العاملون بعلمهم الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم المناصحون لولاتهم وأمتهم الزاهدون في حطام الدنيا الفانية أين الكرماء الأفاضل الذين يغارون إذا انتهكت المحارم أين الهاجرون الصارمون للفاسق الفاجر أين المناصرون للقائئم على أهل المعاصي والكبائئر أين أهل الولاء والبراء المحبون في الله المغضون لأعدائئه .
أين المنقون لمآكلهم وملابسهم ومساكنهم عن الحرام والمشتبه وهو ما كان القلب في الاقدام عليه والكف عنه حائئر .
أين الذين لا يسكنون إلا برضا صاحب الملك خوفاً من المخاطرةفي صلاتهم وصيامهم ونكاحهم ومكثهم في الأملاك المسكونة قهراً وغصباً.
أين المتفقدون للفقراء والمساكين الذين ليس لهم موارد .
عثرت والله بهم العواثر وأبادتهم السنين الغوابروبترت أعمارهم الحادثات البواتر واختطفتهم عقبات كواسر وخلت منهم المشاهد والمحاضر وعدمت مت أجسادهم تلك الجواهر وطفئت من وجوههم الأنوار الزواهر وأبتلعتهم الحفر والمقابر إلى يوم تبلى السرائر فلو كشفت عنهم أغطية القبور بعد ليلتين أو ثلاث ليال لرأيت الأحداق على الخدود سائلة والأوصال بعضها عن بعض مائلة وديدان الأرض في نواعم تلك الأبدان جائئلة والرؤس المسدة الايمان زائلة ينكرها من كان عارفاً بها وينفر عنها من لم يزل آلفاً بها .
فلا يعرف السيد من المسود ولا الملك من المملوك ولا الذكي من البليد ولا الغني من الفقير فرحم الله عبداً بادر بالاقلاع عن السيئات وواصل الاسراع والمبادرة في الأعمال الصالحات قبل انقطاع مدد الأوقات وطي صحائف المستودعات ونشر فضائح الاقترافات والجنايات فلا تغتروا بحياة تقود إلى الممات فورب السماء والأرض إنما توعدون لآتٍ فالبدار البدار قبل أن تتمنوا المهلة وهيهات .
قال الشاعر :
نمضي على سبل كانوا لها سلكوا
أسلافنا وهم للدين قد شادوا
لنا بهم أسوة إذ هم أئمتنا
ونحن للقوم أبناءٌ وأحفادُ
والصبر يانفس خير كله وله
عواعقب كلها نجح وإمدادُ
فاصبر هديت فإن الموت مشترك
بين الأنام وإن طاولن آماد
والناس في غفلات عن مصارعهم
كأنهم وهم الأيقاظ رقاد
دنيا تغر وعيش كله كدر
لولا النفوس التي للوهم تنقاد
كنا عددنا لهذا الموت عدته
قبل الوفاة وأن تحفرن ألحاد
فالدار من بعد هذي الدار آخرة
تبقى دواماً بها حشرٌ وميعادُ
وجنة أزلفت للمتقين وأهـ
ـل الحق والصبر أبدال وأوتاد
فاعمل لنفسك من قبل الممات ولا
تعجل وتكسل فإن المرء جها
لا ينفع العبد إلا ما يقدمه
فبادر الفوت واصطد قبل تصطاد
والموت للمؤمن الأواب تحفته
وفيه كل الذي يبغى ويرتاد
لقا الكريم تعالى مجده وسما
مع النعيم الذي ما فيه أنكاد
فضل من الله إحسان ومرحمة
فالفضل لله كالآزال آباد
فالظن بالله مولانا وسيدنا
ظن جميل مع الأنفاس يزداد
نرجوه يرحمنا نرجوه يسترنا
فمنه للكل إمداد وإيجاد
ندعوه نسأله عفواً ومغفرة
مع حسن خاتمة فالعمر نفاد
وقد رضينا قضاء الله كيف قضا
واللطف نرجو وحسن الصبر إرشاد
اللهم وفقنا لسلوك مناهج المتقين ، وخصنا بالتوفيق المبين ، واجعلنا بفضلك من المقربين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو العلوم
أين المنقون لمآكلهم وملابسهم ومساكنهم عن الحرام والمشتبه وهو ما كان القلب في الاقدام عليه والكف عنه حائئر .
أين الذين لا يسكنون إلا برضا صاحب الملك خوفاً من المخاطرةفي صلاتهم وصيامهم ونكاحهم ومكثهم في الأملاك المسكونة قهراً وغصباً.
أين المتفقدون للفقراء والمساكين الذين ليس لهم موارد .
عثرت والله بهم العواثر وأبادتهم السنين الغوابروبترت أعمارهم الحادثات البواتر واختطفتهم عقبات كواسر وخلت منهم المشاهد والمحاضر وعدمت مت أجسادهم تلك الجواهر وطفئت من وجوههم الأنوار الزواهر وأبتلعتهم الحفر والمقابر إلى يوم تبلى السرائر فلو كشفت عنهم أغطية القبور بعد ليلتين أو ثلاث ليال لرأيت الأحداق على الخدود سائلة والأوصال بعضها عن بعض مائلة وديدان الأرض في نواعم تلك الأبدان جائئلة والرؤس المسدة الايمان زائلة ينكرها من كان عارفاً بها وينفر عنها من لم يزل آلفاً بها .
فلا يعرف السيد من المسود ولا الملك من المملوك ولا الذكي من البليد ولا الغني من الفقير فرحم الله عبداً بادر بالاقلاع عن السيئات وواصل الاسراع والمبادرة في الأعمال الصالحات قبل انقطاع مدد الأوقات وطي صحائف المستودعات ونشر فضائح الاقترافات والجنايات فلا تغتروا بحياة تقود إلى الممات فورب السماء والأرض إنما توعدون لآتٍ فالبدار البدار قبل أن تتمنوا المهلة وهيهات .
قال الشاعر :
نمضي على سبل كانوا لها سلكوا
أسلافنا وهم للدين قد شادوا
لنا بهم أسوة إذ هم أئمتنا
ونحن للقوم أبناءٌ وأحفادُ
والصبر يانفس خير كله وله
عواعقب كلها نجح وإمدادُ
فاصبر هديت فإن الموت مشترك
بين الأنام وإن طاولن آماد
والناس في غفلات عن مصارعهم
كأنهم وهم الأيقاظ رقاد
دنيا تغر وعيش كله كدر
لولا النفوس التي للوهم تنقاد
كنا عددنا لهذا الموت عدته
قبل الوفاة وأن تحفرن ألحاد
فالدار من بعد هذي الدار آخرة
تبقى دواماً بها حشرٌ وميعادُ
وجنة أزلفت للمتقين وأهـ
ـل الحق والصبر أبدال وأوتاد
فاعمل لنفسك من قبل الممات ولا
تعجل وتكسل فإن المرء جها
لا ينفع العبد إلا ما يقدمه
فبادر الفوت واصطد قبل تصطاد
والموت للمؤمن الأواب تحفته
وفيه كل الذي يبغى ويرتاد
لقا الكريم تعالى مجده وسما
مع النعيم الذي ما فيه أنكاد
فضل من الله إحسان ومرحمة
فالفضل لله كالآزال آباد
فالظن بالله مولانا وسيدنا
ظن جميل مع الأنفاس يزداد
نرجوه يرحمنا نرجوه يسترنا
فمنه للكل إمداد وإيجاد
ندعوه نسأله عفواً ومغفرة
مع حسن خاتمة فالعمر نفاد
وقد رضينا قضاء الله كيف قضا
واللطف نرجو وحسن الصبر إرشاد
اللهم وفقنا لسلوك مناهج المتقين ، وخصنا بالتوفيق المبين ، واجعلنا بفضلك من المقربين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو العلوم