Unconfigured Ad Widget

Collapse

العيون المليانة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو وليد
    عضو نشيط
    • Dec 2001
    • 689

    العيون المليانة

    مقال للدكتور : خالد باطرفي – جريدة المدينة

    كنت في سيارتي انتظر صديقاً في حارة من حواري جدة القديمة يعد صلاة العشاء عندما طرقت زجاج شباكي سيدة عجوز تطلب أن أوصلها إلى دكاكين سوق باب مكة القريب . كنت أتوقع أن صديقي سيتأخر قرابة النصف ساعة في معهد ليلي وأنني سأعود قبل خروجه من الحصة الأخيرة ، فلم أهتم بإبلاغه .

    وفي الطريق إلى السوق حكت لي قصتها . تقول بأنها أم لسيدة مات عنها زوجها وتركها مع عدد من الأطفال ، أكثرهم في سن المدرسة . وهي تعيش مع ابنتها وأحفادها في مأوى (رباط) وفـّـره أهل الخير لها ولمقطوعات مثلها . وهي لا تشكو ، بل الحمد لله على الستر وتفخر بأن أحفادها كلهم " أولاد مدارس " ، من البيت إلى المدرسة إلى المسجد . (وماهم عيال شوارع وقهاوي ، وقلة أدب ، مربين احسن تربية ، وعينهم مليانة من كل شئ) كما تقول .

    وتفصّـل في مسألة العين المليانة فتقول : انا وبنتي حريصين الاولاد يكونوا دايماً شبعانين ، ومافي في نفسهم شئ ، وما تنقصهم حاجة . والحمدلله الخير كثير ، والأولاد ماهم حاسين بأي نقص ، الله يديم المعروف .

    وبقيت أسمع فخرها بأحفادها ، والخير الذي هم غارقين فيه ، حتى وصلنا السوق . قلت لها بأنني سأعيدها إلى البيت ، وانتظرت أرقبها وهي تفاصل مع بائع الجبنة والعيش ، ثم تشتري قليلاً من الجبن والطحينة وأربعة اقراص سميط .

    سألتها بعد أن عادت: هذا هو العشاء ؟

    قالت : ويزيد للفطور ، بركة ، ياولدي ، بركة .

    أحسست يغصة في حلقي ، وكرهت أن يكشفها صوتي فسكت .

    ثم عدت أسألها بعد أن استعدت حديثها عن العيون المليانة و (العيال اللي مو ناقصهم شئ): بس يا أمي هذا لوحده يكفي؟ ولاّ عندكم شئ غيره؟

    قالت: الجود من الموجود ، والبطر ماهو طيب ياولدي . الحمدلله ، ناس ماهي محصلة أكل ، وإحنا بنفطر ونتغدى ونتعشى ، وليالي الجمعة بيجينا رز ولحم من المبرات وقصور الأفراح . كل شئ بناكل منه ، مو ناقص علينا شئ .

    قلت: واللبس ؟

    قالت : كل سنة بيرسلوا لنا أهل الخير هدوم نظيفة . يمكن بعضها ناقص زر ولا سستة ، بس أهو طيب ومقبول ، واللي يحتاج تصليح بنصلحه . يعني اللي يشوفه ما يقول عليه قديم.

    قلت: والسكن؟ كم غرفة؟

    قالت: هي غرفة بس "بــــــراح" و "هـــــــاوية" ، ما تحتاج حتى مروحة . وفي الحر عندنا مراوح سعف ، ولاّ بـنـقعد في الفسحة مع الجارات صبح ومساء ، نعمة ولله الحمد.

    قلت : وكم أنتم ؟

    قالت: أنا وأمهم وثلاث بنات وأربعة أولاد ، الله يطرح البركة .

    تركتها تعود إلى حديثها عن الخير والنعمة حتى وصلنا إلى بيتها . وعدت وأنا أستعرض شكوى أهلي من ضيق البيت بغرفه الأربع ، وقلة مصروف الأكل الذي يذهب كثير منه إلى مرامي البلدية ، وقدم الملابس التي لم يمر على بعضها شهور ، فخجلت .. وخجلت .. وبكيت .
    [poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    ملكنا هذه الدنيا قرونا = وأخضعها جدود خالدونا
    وسطرنا صحائف من ضياء = فما نسي الزمان و لا نسينا
    ومافتئ الزمان يدور حتى = مضى بالمجد قوم آخرونا
    و آلمني وآلم كل حر = سؤال الدهر أين المسلمونا؟
    ترى هل يرجع الماضي فإني = أذوب لذلك الماضي حنينا
    [/poet]

    http://www.mwhoob.net/images/omy_fleateen_mw.swf
  • حنش

    #2
    الله يديمها من نعمه

    آآآآآآهههه ياقلب حنش
    والله العظيم ان هذا الكلام إنذار لنا من الله سبحانه وتعالى
    على هذي النعمه
    وانحن ترا مثل لبنان قبل الحرب
    عايشياً في بطر وعاقبهم الله بالحرب بينهم
    وشوفوا الآن
    لاحول ولاقوة إلا بالله
    وليت اهل الزواجات والقصور يقرون مثل هذا الكلام.

    والله يجزاك خير على موضوعك الواسع.

    تعليق

    • سراج
      مشرف سابق
      • May 2002
      • 307

      #3
      قصه جدا جميله ومعبره ونرجوا ان تعم الفائده وتكون درس لشياطين الانس المبذرين


      والله يكملك بعقلك يامستر حنش!

      تعليق

      Working...