أرادت اليهود بما لها من دهاء أن تفسد على المسلمين دينهم فعمدت إلى سلاح الدس و التحريف وهذه صنعتهم من قديم ورثوها كابراً عن كابر فألقت إسرائيليات مختلفة وفاسدة في غفلة من المسلمين فصادفت بعض الأغرار فملؤوا بها كتبهم على أنها من علم أهل الكتاب هذا وقد حذر الرسول صلى الله علية وسلم المسلمين من ذلك فرأى صلى الله علية وسلم صحيفة من التوراة في يد عمر بن الخطاب فغضب وقال :امتهوكون فيها يابن الخطاب ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية والذي نفسـي بيده لو كان موسى حياًً ماحل له إلا أن يتبعني) وقد يقول قائل فكيف أخذ المسلمون من تلك الا سرائيليات بعد هذا البيان ،وكيف تساهل المفسرون في ذلك حتى دخلت هذه الا سرائيليات على ألمسلمين ولوثت تفاسيرهم نقول :لأباحت الراوية عنهم فيما لا يخالف القرآن .لما روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو آية،وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ،ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار ) رواة البخاري .قال ابن كثير ،إلا سرائيليات على ثلا ثة أقسام (احدها) ماعلمنا صحتة مما بأيدينا مما يشهد له با الصدق فهذا صحيح .(الثاني ) ما علمنا كذبة مما عندنا مما يخالفه وهذا خطأ(الثالث) ماهو مسكوت عنة لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن بة ولانكذبه ،ويجوزحكايته لما تقدم وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود على أمر ديني ، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيراً ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب أهل الكهف ،ولون كلبهم وعددهم ، وعصا موسى من أي الأشجار كانت وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم ، وتعيين البعض (من البقرة الذي ضرب به موسى علية السلام القتيل ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى علية السلام إلى غير ذلك مما ابهمه الله تعالى في القرآن الكريم مما لا فائدة في تعيينه على المكلفين في دينهم ولا دنياهم ) وهكذا نجد الا سرائيليات تلفت المسلم إلى مالا يفيد وتأخذه إلى الجدليات والشطحات وهذا ما نزه القرآن المسلمين عنه وصانهم من أن تبدد طاقتهم العقلية فيما لايفيد ولاينفع في غيب طواه الزمن أو حادثة لايجدي فيها غير العبرة او الفائدة التي ذكرها القرآن وجلا ها للمؤمن حتى يقطف ثمرتها إلى مهمته في الحياة . اما ما روته تلك إلا إلاسرائيليات من رجوم الغيب ومن لأ خبار المدخوليه التي لا تنفع ولا تجدي ولكن تضل وتلهي فالمؤمن الجاد غني عن هذا التخرص،قال ابن كثير في سورة الكهف في تفسير الآية 50 في معرض الكلام على أبليس وذكر اسمه من أي قبيل هو قد روى في هذه آثار ثم قال:وغالبها من إلاسرائيليات والله اعلم بحال كثير منها
ولكم التحية
ولكم التحية
تعليق