لقد كان يخيل إليَّ، في كل مرة أجوز فيها طريقي أنني في
معرض للحوم البشرية ، إن لم أتوهم أنني في مسلخ كبير ، أكوام من اللحوم ، أعمدة من اللحوم ، تتحرك بكاملها على على امتداد الشارع غدواً ورواحاً!!.
لم تكن تلك اللحوم محملة على عربات البلدية ، ولا على أكتاب القصابين ، إنها محمولة على سوق الغواني، وتتحرك على أقدامهن . إنها معروضة للجميع دون استثناء ،وبلا ثمن ،فليس عليها ((تسعيرة)) فجميع الأعين تلتهمها مجانًا، وبلا حساب !.
ولم أتمالك لساني ذات مرة عندما أخذ يردد(يابلاش) ما هذا الرخص؟ ما هذا الهبوط في الأسعار؟ ما هذا المضاربة المسعورة الهائلة في العرض؟.
من ذا يقول إن أسعار اللحوم في ارتفاع ؟ من ذا يدّعي ذلك ؟ إنه إذن لجهول، أو أنه يعني لحوم الحيوانات والبهائم من أمثال الأبقار والأغنام . أما لحومهن الغضة، فاسعارها في هبوط منقطع النظير!!.
ماذا أبقت حواء المعاصرة لفتاها المنتظر؟ ماذا تركت لزوجها؟ بماذا احتفظت لليلة عرسها إذا ما قدر لها الزواج ؟ أنا لا أحسب أنها ستفاجئه بشيء. ولا أحسب أن منصفًا يخالفني في أن الخطيب والعريس وبائع الفول و الحمّال وماسح الأحذية، جميعًا أصبحوا شركاء في أية امرأة تطرح مفاتنها هذا الطرح الرخيص ، وتعرض جسدها العرض الصارخ، لكل قائم وقاعد ، أو سابل أو عابر، أو بر أو فاجر، يتمشى في شارع ، أو يتنقل في حي، أو يبيع في حانوت ، أو يجلس على قارعة طريق.
إلىأين ياحواء ؟ أما لهذا الانحدار من آخر ؟ أما لهذا التبذل من نهاية ؟ أعبثًا والأمر جد؟ ألهوًا والعدوّ متربص؟ أمزيدًا من العري والتهتك والانفساخ برخص وأنت تدفعين الثمن باهظًا غاليًا؟!. في تصوري : أن أرقى مستوى تحملين به أو تتوقين إليه ، وأن المجتمع الأمثل الذي تدغدغك الآمال في بلوغه، هو مجتمع باريس مثلاً أو لندن، أليس كذلك؟
اسمعي إذن ماكتبته واحدة من بنات جنسك ـ وهي محررة في مجلة بيروتية واسعة الانتشار ـ لقد كتبت من فرنسا إلى مجلتها ذات مرة تقول فيما تقول : إن ثمن حبة الدراق في لندن ، أو عنقود العنب في باريس ، يفوق ثمن امرأة ..ياللرخاء!.
هذه كلمات كتبها الأستاذ إبراهيم عاصي في كتابه (همسة في أذن حواء)
معرض للحوم البشرية ، إن لم أتوهم أنني في مسلخ كبير ، أكوام من اللحوم ، أعمدة من اللحوم ، تتحرك بكاملها على على امتداد الشارع غدواً ورواحاً!!.
لم تكن تلك اللحوم محملة على عربات البلدية ، ولا على أكتاب القصابين ، إنها محمولة على سوق الغواني، وتتحرك على أقدامهن . إنها معروضة للجميع دون استثناء ،وبلا ثمن ،فليس عليها ((تسعيرة)) فجميع الأعين تلتهمها مجانًا، وبلا حساب !.
ولم أتمالك لساني ذات مرة عندما أخذ يردد(يابلاش) ما هذا الرخص؟ ما هذا الهبوط في الأسعار؟ ما هذا المضاربة المسعورة الهائلة في العرض؟.
من ذا يقول إن أسعار اللحوم في ارتفاع ؟ من ذا يدّعي ذلك ؟ إنه إذن لجهول، أو أنه يعني لحوم الحيوانات والبهائم من أمثال الأبقار والأغنام . أما لحومهن الغضة، فاسعارها في هبوط منقطع النظير!!.
ماذا أبقت حواء المعاصرة لفتاها المنتظر؟ ماذا تركت لزوجها؟ بماذا احتفظت لليلة عرسها إذا ما قدر لها الزواج ؟ أنا لا أحسب أنها ستفاجئه بشيء. ولا أحسب أن منصفًا يخالفني في أن الخطيب والعريس وبائع الفول و الحمّال وماسح الأحذية، جميعًا أصبحوا شركاء في أية امرأة تطرح مفاتنها هذا الطرح الرخيص ، وتعرض جسدها العرض الصارخ، لكل قائم وقاعد ، أو سابل أو عابر، أو بر أو فاجر، يتمشى في شارع ، أو يتنقل في حي، أو يبيع في حانوت ، أو يجلس على قارعة طريق.
إلىأين ياحواء ؟ أما لهذا الانحدار من آخر ؟ أما لهذا التبذل من نهاية ؟ أعبثًا والأمر جد؟ ألهوًا والعدوّ متربص؟ أمزيدًا من العري والتهتك والانفساخ برخص وأنت تدفعين الثمن باهظًا غاليًا؟!. في تصوري : أن أرقى مستوى تحملين به أو تتوقين إليه ، وأن المجتمع الأمثل الذي تدغدغك الآمال في بلوغه، هو مجتمع باريس مثلاً أو لندن، أليس كذلك؟
اسمعي إذن ماكتبته واحدة من بنات جنسك ـ وهي محررة في مجلة بيروتية واسعة الانتشار ـ لقد كتبت من فرنسا إلى مجلتها ذات مرة تقول فيما تقول : إن ثمن حبة الدراق في لندن ، أو عنقود العنب في باريس ، يفوق ثمن امرأة ..ياللرخاء!.
هذه كلمات كتبها الأستاذ إبراهيم عاصي في كتابه (همسة في أذن حواء)
تعليق