شعر : د.عبدالرحمن صالح العشماوي
5/3/1423هـ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن جراحٍ ودموعٍ وأنين
خبِّريْنا عن جريحٍ لم يزلْ
يلفظ الأنفاسَ بين الراحلينْ
وعن الأجساد لما أصبحت
قِطَعاً تُغْمَس في ماءٍ وطينْ
وعن الرُّعب الذي نُبصرُهُ
كلَّ يومٍ في وجوه النازحينْ
عن صغارٍ أصبحوا في فَزَعٍ
تحت زخَّاتِ رصاص الغاصبينْ
وعن الأنقاضِ ماذا تحتَها
من ضحايا قُتِلُوا مُسْتَبسلينْ
وقفوا وِقْفةَ حُرّ صامدٍ
يتلقَّون رصاصَ المعتدينْ
سألوا عنّا فلَّما علموا
أننا نحيا حياة الغافِلينْ
قدَّموا أنفسهم في جولةٍ
صمدوا فيها صمودَ الفاتحينْ
ربحوا فيها حياةً حُرَّةً
عند من يرفعُ قدرَ الصادقينْ
خبِّريْنا عن بقايا دُورِهِم
ما الذي تُخفيه في أرض جِنينْ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن بطولاتِ رشيدٍ وأَمينْ
خبِّريْنا عن فتاةٍ فَجَّرتْ
نفسَها. هزَّتْ قلوبَ الواهمينْ
هي في عمر الصَّبايا خَرجتْ
حرَّةً من نظرات الحالمينْ
غرَّدتْ للموت لمَّا أبصرتْ
قومَها بين قتيلٍ وسَجينْ
ورأتْ جُرحَ أخيها نازفاً
غسلتْهُ الأُمُّ بالدمعِ السَّخينْ
أَنِفَتْ أنْ تُسْنِدَ الأمرَ إلى
وَعْد شُذَّاذِ اليهودِ الخائنينْ
أو إلى تدبيرِ غَرْبٍ لم يزلْ
يجد العُذْرَ لشارونَ اللَّعينْ
يَدُها الناعمةُ امتدَّتْ إلى
جَذْوةٍ تَشوي وجوهَ الحاقدينْ
قدَّمتْ زَهْوَ صِبَاها ثمناً
غالياً في نُصْرَةِ المستضعفينْ
ما دَهاها؟، اسألوا عن حالِها
حزنها القاسي على الشعب الرَّهينْ
من رأى الأشلاءَ مِنْ أَحبابِهِ
أصبح الموتُ له خيرَ قرينْ
رُبَّ ظُلْمٍ حوَّلَ الظَّبْيَ إلى
أسدٍ مُفترسٍ للظالمينْ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن بطولاتِ الأُباةِ الصَّامدينْ
عن سؤالٍ حائرٍ، يُشعِلُهُ
أَلَمٌ قاسٍ، ووجدٌ، وحَنينْ
أين ليلى؟ ما بها لم تَلْتَفِتْ
لصغيرٍ عمرُه بضْعُ سنينْ؟
ما لها قد أعرضتْ عن طفلها
وهو يُلقي صَرْخة الباكي الحزينْ؟
أين ليلى؟، جُثَّةٌ هامدةٌ
بين آلافِ الضَّحايا البائسينْ
أقسم الفجرُ الذي أَبصرها
دون رِجْلٍ وذراعٍ وجبينْ:
أنَّها كانتْ مثالاًً صادقاً
لهدوء الطبع والعقل الرَّزينْ
قتلوها، هَدَموا منزلَها
والدُّجَى يخفي وجوه الغادرينْ
سرقوا العِقْدَ الذي قدَّمَهُ
زوجُها رَمْزَ وفاءِ العاشقينْ
آهِ منّا يا قلوبَ الوالهينْ
آهِ منا كيف صرْنا حائرينْ
آهِ من ضعفٍ، أرى أُمَّتَنا
رضيتْ في ظلِّه أََنْ تَستكينْ
يا قلوبَ الوالهينَ الصامِدِينْ
لا تَتِيهي بينَ غَثّ ٍوسمينْ
ذكّري الليلَ بما تبصرهُ
مُقْلَةُ المؤمِن من فجر اليقينْ
حدِّثي الدنيا حديثاً صادقاً
يسْتِقي من مَنْبعِ الوحي المبينْ:
لَمْ يَمُتْ مَنْ ماتَ يحمي دينَه
هو حيٌّ عند ربِّ العالمين
المصدر: مجلة العصر
5/3/1423هـ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن جراحٍ ودموعٍ وأنين
خبِّريْنا عن جريحٍ لم يزلْ
يلفظ الأنفاسَ بين الراحلينْ
وعن الأجساد لما أصبحت
قِطَعاً تُغْمَس في ماءٍ وطينْ
وعن الرُّعب الذي نُبصرُهُ
كلَّ يومٍ في وجوه النازحينْ
عن صغارٍ أصبحوا في فَزَعٍ
تحت زخَّاتِ رصاص الغاصبينْ
وعن الأنقاضِ ماذا تحتَها
من ضحايا قُتِلُوا مُسْتَبسلينْ
وقفوا وِقْفةَ حُرّ صامدٍ
يتلقَّون رصاصَ المعتدينْ
سألوا عنّا فلَّما علموا
أننا نحيا حياة الغافِلينْ
قدَّموا أنفسهم في جولةٍ
صمدوا فيها صمودَ الفاتحينْ
ربحوا فيها حياةً حُرَّةً
عند من يرفعُ قدرَ الصادقينْ
خبِّريْنا عن بقايا دُورِهِم
ما الذي تُخفيه في أرض جِنينْ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن بطولاتِ رشيدٍ وأَمينْ
خبِّريْنا عن فتاةٍ فَجَّرتْ
نفسَها. هزَّتْ قلوبَ الواهمينْ
هي في عمر الصَّبايا خَرجتْ
حرَّةً من نظرات الحالمينْ
غرَّدتْ للموت لمَّا أبصرتْ
قومَها بين قتيلٍ وسَجينْ
ورأتْ جُرحَ أخيها نازفاً
غسلتْهُ الأُمُّ بالدمعِ السَّخينْ
أَنِفَتْ أنْ تُسْنِدَ الأمرَ إلى
وَعْد شُذَّاذِ اليهودِ الخائنينْ
أو إلى تدبيرِ غَرْبٍ لم يزلْ
يجد العُذْرَ لشارونَ اللَّعينْ
يَدُها الناعمةُ امتدَّتْ إلى
جَذْوةٍ تَشوي وجوهَ الحاقدينْ
قدَّمتْ زَهْوَ صِبَاها ثمناً
غالياً في نُصْرَةِ المستضعفينْ
ما دَهاها؟، اسألوا عن حالِها
حزنها القاسي على الشعب الرَّهينْ
من رأى الأشلاءَ مِنْ أَحبابِهِ
أصبح الموتُ له خيرَ قرينْ
رُبَّ ظُلْمٍ حوَّلَ الظَّبْيَ إلى
أسدٍ مُفترسٍ للظالمينْ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن بطولاتِ الأُباةِ الصَّامدينْ
عن سؤالٍ حائرٍ، يُشعِلُهُ
أَلَمٌ قاسٍ، ووجدٌ، وحَنينْ
أين ليلى؟ ما بها لم تَلْتَفِتْ
لصغيرٍ عمرُه بضْعُ سنينْ؟
ما لها قد أعرضتْ عن طفلها
وهو يُلقي صَرْخة الباكي الحزينْ؟
أين ليلى؟، جُثَّةٌ هامدةٌ
بين آلافِ الضَّحايا البائسينْ
أقسم الفجرُ الذي أَبصرها
دون رِجْلٍ وذراعٍ وجبينْ:
أنَّها كانتْ مثالاًً صادقاً
لهدوء الطبع والعقل الرَّزينْ
قتلوها، هَدَموا منزلَها
والدُّجَى يخفي وجوه الغادرينْ
سرقوا العِقْدَ الذي قدَّمَهُ
زوجُها رَمْزَ وفاءِ العاشقينْ
آهِ منّا يا قلوبَ الوالهينْ
آهِ منا كيف صرْنا حائرينْ
آهِ من ضعفٍ، أرى أُمَّتَنا
رضيتْ في ظلِّه أََنْ تَستكينْ
يا قلوبَ الوالهينَ الصامِدِينْ
لا تَتِيهي بينَ غَثّ ٍوسمينْ
ذكّري الليلَ بما تبصرهُ
مُقْلَةُ المؤمِن من فجر اليقينْ
حدِّثي الدنيا حديثاً صادقاً
يسْتِقي من مَنْبعِ الوحي المبينْ:
لَمْ يَمُتْ مَنْ ماتَ يحمي دينَه
هو حيٌّ عند ربِّ العالمين
المصدر: مجلة العصر
تعليق