السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت مقالاً طرح في هذا المنتدى قبل عدة أيام لأحد الإخوة ، والذي أعتقد أنه نقله من أحد المنتديات دون الدراية بما فيه من دسائس ، وقد كان يبين من خلال الشرح موقف الرافضة من الصحابة ، وأنهم تراجعوا عن تكفيرهم لهم وخاصة ابو بكر وعمر ، وعن سبهم من على المنابر ، وهذا والله هو الكذب المحض ، والمراوغة الواضحة ، ولكن يقظة المشرفين لم تجعل مثل هذا المزلق يمر ، فقد قام أحدهم مشكوراً بحذف الموضوع ، فأحببت أن أورد هنا للتوضيح تصنيف الصحابة عند الرافضة ، وهذا التصنيف هو السائد عندهم ضمنياً مهما بينوا من موالاة وحب للصحابة وخاصة للشيخين ، ويجب أن تكون قناعتنا على هذا النحو ، كما آمل من جميع الإخوة رعاهم الله عدم مناقشة الموضوع إلا بما يدعم ماسيرد ، وخصوصاً من يعتمدون في استسقاء معلوماتهم على المنتديات ، أما من كانت لديه قراءاته الخاصة وخلفيته التي تمكنه من إضافة مايثري فمرحباً به ، وإلا يبقى الموضوع للإطلاع فقط ، وحق لي هنا أن أهيب بجميع الإخوة بعدم النقل من المنتديات حيث أن أغلبها تروج للفكر الرافضي بأساليب قد لاينكرها من لم يطلع على كامل معتقدات الرافضة وإليكم التقسيم :
القسم الأول من الصحابة والذين تترضى عنهم الرافضة وذكرهم التيجانـي في هذا القسم لا يقلّون عن ثلاثة ولا يتجاوزون السبعة!! فقد روى الكشي ـ وهو عمدتهم في الرجـال ـ باسناد (معتبر)! عن الباقر ( أنه ارتـد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقـداد. قال الراوي فقلت فعمار، قـال كان حاص حيصة ثم رجع )، وفي رواية أخرى ( ثم أناب الناس بعد، وكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري، وعمار، وأبوعميرة، وشتيرة، وكانوا سبعة فلم يعرف حتى أمير المؤمنين ( إلا هؤلاء السبعة )، وروى الكليني كبير علماء الاثني عشرية في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو يمثل أحد أربعة كتب تعتبر مرجع الأمامية في أصول مذهبهم وفروعه ـ عن حمران بن أعين قال ( قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال : ألا أحدثك بأعجب من ذلك، المهاجـرون والأنصار ذهبوا إلاـ وأشـار بيده ثلاثة......الخ )، وروى في الروضة ( عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا، فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية، يا سعد أنت المرجاء وشعرك المرجل وفحلك المرجم ) فهذ هو القسم الأول من الصحابة المعتمدين في نظر الرافضة الاثني عشرية ، قاتلهم الله.
أما القسم الثاني في نظر الرافضة فهم بقية الصحابة دون المذكورين في القسم الأول وهم أهل النفاق والارتداد والانقلاب وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة ثم العشرة المبشرون بالجنة ثم البقية الباقية من الصحابة. هذه هي عقيدة الرافضة الاثني عشرية في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصادرهم الأصيلة ، ولكن ما السبب في تقسيم الصحابة إلى ثلاثة أقسام في كتاب التيجاني ( المهتدي )؟ السبب هو لمحاولة تضليل القارئ وخاصة إذا كان من أهل السنة بإيهامه أن الصحابة ليسوا مرتدين ولكنهـم يريـدون الدنيـا فاتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم رغبة في الدنيا أو رهبة منه ( أى نفاقاً ) وحتى يفتح المجال للقارئ ويسهل عليه إلقاء من يريده من الصحابة في باب الردة يضع القسم الثاني ويتبعه بالقسم الثالث وهم المنافقون ، ويقحمه غصباً في باب الصحابة ، ثم بعد ذلك يخلط المؤلف في كتابه بين القسمين الثاني والثالث ويدمجهما في قسم واحد فيصبح الصحابة قسم مرضي عنه وقسم منقلب مرتد وبذلك يسهل إستدراج القارئ ليتقبل التقسيم الحقيقي للصحابة في نظر القوم،ولعل أحداً يظن التيجاني يقصد بالمنافقين عبدلله بن أبي بن سلول رأس النفاق وأصحابه، بل ستراه يدافع عنه في حادثة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليه وموقف بعض الصحابة من ذلك والله الموفق .
تعليق