Unconfigured Ad Widget

Collapse

تسمع بالمعيدي خير من أن تراه

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أسير القوافي
    عضو
    • Apr 2002
    • 13

    تسمع بالمعيدي خير من أن تراه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لا أعتقد أن هناك عقلاً واعياً يقدس الازدواجية ويؤمن إيماناً تاماًبمبدأ التناقض ولو على حساب التجاوزات أياً كان نوعها ـ فكرية ،اجتماعية ، نفسية ،بل وعقديةـ كما هو الحال لدى العقل العربي ولنقل الإنسان العربي هذا الضعيف الذي أوجد ضعفه من تلقاء نفسه .. هذا العقل الذي جلب لوجوده الجهل العقيم بعد أن أدعى نبذه لكل الأصول المترسبة حتى الأن ـ وإن زعم غير ذلك ـ في أعماقه ،وانطلق مخدوعاً بذلك البريق الذي تفنن الأخر في رسمه ولايزال يحرص على إظهاره كأحسن ما تكون الصورة ضارباً عرض الحائط بكل المسلمات التي تمنح معنى الوجود لذلك الضعيف ليفرض لنفسه الهيمنة بشتى أنواعها ـ ولعله فعل ـ وليصبح العقل الشرقي قاعاً صفصفاً وجموداً ما أشد قسوته أمام الصخرة الصماء ليرسم الأخر بعد ذلك سياسة أشبه ما تكون بتلك التي لانزال نعاني من أثارها الأمرين .إن لم تكن قد عادت من جديد بثوب ظاهره فيه الرحمة وباطنه به من العذاب والمرارة ما الله به عليم . المهم في الأمر أن تبقى الحال كما هي عليها وأن تصبح غاية العقل الشرقي محدودة بما يفرضه عليه الأخر وليس هناك أفضل من تلبية الشهوات لكبح جماحه إذا ما أراد النهوض . ولا أهم من استمرار ذلك الإنصياع وزيادة عدد المخدوعين اللاهثين خلف ذلك البريق . أما العودة إلى الوراء والتأمل الدقيق لذلك الأعرابي الحافي القدمين ،المفترش الأرض الملتحف السماء والسائر في صحاريه الزاخرة والوقوف على سر نشوته وعزته في تلك الأيام الخوالي فذلك مالاأحسبه يُرضي الأخر وهو رجعية وتخلف لايمكنه التعايش وروح العصر كما نعق بذلك السائرون دون وعي أو إدراك خلف البريق الزائف رغم ما يحتويه الرجوع من كرامة ما أكثر احتياجنا لها بنو العربية في عصر غدونا به عجينة هلامية لايمكنها الثبات على شكل . فحتى متى نبقى نغالط كل مكتسباتنا؟ وإلام هذا التجاهل إلام؟ ألم نردد قصائد المعلقات ونتمنى رؤية ذلك العبد الأسود؟ وهل نسينا طبيعة دم رضعنا منه قبل أن نفطم أنفسنا مستغنين بما جادت به الحضارة من معلبات فكرية لايمكنها ـ وأيم الله ـ إصلاح الحال والسير بنا نحو التفرد والتميز والقدرة على التأثير لا زيادة القابلية للتأثر .والحال تكفيناإذا ماصدقنا مع أنفسنا قبل الأخرين عن الإطالة والإسهاب والتجرع من هذه الكأبة


    فالحداثة لم تقدم شيئاً يشفع لها بالبقاء وما بعدها أعلن قبل اكتماله إفلاسه وعجزه عن السير قدماً مع طبيعة البشر . أما العولمة فسيكون الزمن كفيلاً بإذابتهاوحملها نحو العدم شأنها شأن الأخريات .
    والمعضلة الحقيقة والطامة الكبرى إن جاز التعبير ـ ولم لايجوز ـ فهي تلك العقول التي غُسِلت وانسلخت من ثوابتها ظاهراً وأجادت بفن لغة التقليد الأعمى فنعقت وظنت أنما هي بلابل تُطرِب من يستمع إليها لتصبح على مضض من رموز الفكر والأدب للحدود الجغرافية التي تحتويهاوكأن الحياة برمتها تأبى إلا أن تغالط نفسها حالها حال العقل العربي . ولو كُتِب لك ـ ولعلك تفعل ـ الوقوف على الحال التي يعيشها العقل العربي شكلاً لا مضموناً خاصة في هذه الجزيرة العربية منذ الأزل وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والرافضة بجذورها معنى التحرر وبيع الذات مقابل صيت هزيل ونزوة سرعان ما تخلف الوحشة في قلب فارسها .لعلمت بشاعة واقع هم فيه ولفضلت الخروج سريعاً بعد أن تبصر ذلك الخواء الروحي الذي يفرض جدبه على مساحات عمره الراحل نحو الحقيقة الكبرى رضي بذلك أم أبى . أما تقييم ما يسكنه من أفكار فلك أن تطالع وسائل الإعلام المحتفية به لتدرك رداءة فكر هو حامله وقباحة دعوة هو ساعٍ إليها .شيء واحد سيحملك على الإعجاب به والإشادة بقدرته .ألا وهو تمكنه من التعايش مع كل الظروف المحيطة به وبراعته في تحويل الرياء إلى واقع قولاً وعملاً إذا ما مثلت أمامه الغاية الحقيقة من وجود العقل على هذه البسيطة . حديثه عن الأخر ودهشته به وعشقه له سيحملك على استصغار أبيات المتنبي العربي في المديح وعجزها عن الصمود أمام كلمات المديح المستأجرة لذلك الأخر . والأقسى والأدهى من ذلك كله ـ أصلح الله حاله ـ تشدقه بتلك الترهات وترديده لها بكل حماس ورغبته الصادقة في إبصاره لها واقعاً يقوده إلى الفوز برضا الأخر وإن خبُثت وسائل إقناعه وتنوعت صور دعوته فالغاية تبرر الوسيلة ،ولا أبشع من أن يصاب الجيش بعين تبيع سره ومكامن قوته ولا أفظع من أن يؤكل الأمر إلى غير أهله !. وإلى أن نرى ذلك الأعرابي وقد عاود سيره ببعيره وخيله على سطور أولئك الواهمين .إلى أن يحدث هذا لنكتفي بالاستماع فلإن نسمع بالمعيدي خير من أن نراه
    والحب ياسمراء كل حكايتي الحب أنت ثورتي عنواني
Working...