هذه قصيدة من التراث العربي العريق لابن زيدون أحببت أن يشاركني القراء في تذوقها ، فهي من أجمل ماقيل .
أضحى التنائيْ بديلاً من تدانينا ** و نابَ عن طيبِ لُقْيانا تجافينا
ألاَّ و قد حانَ صبحُ البيِن صبَّحنا ** حينٌ فقامَ بنا للحينِ ناعينا
مَنْ مُبلغُ الملبسينا بانتزاحِهمُ ** حزناً معَ الدهرِ لا يبلى و يُبلِينا
أن الزَّمانَ الذيْ ما زالَ يُضحِكنا ** أُنْساً بقربهمُ قد عادَ يُبكِيناْ
غِيظَ العِداْ منْ تَساقِينا الهوى فدعوْا ** بأن نَغَصَّ فقالَ الدهرُ : آمِينا
فانحلَّ ما كانَ معقوداً بأنفسِنا ** وانبتَّ ما كانَ موصولاً بأيدينا
و قد نكونُ و ما يخْشى تفرقُنا ** فاليومَ نحنُ و ما يُرجى تلاقينا
يا ليتَ شِعْري و لم نُعتبْ أَعَاديَكُم ** هلْ نَالَ حظاً من العُتبى أعَادِينا
لم نَعْتقدْ بَعدَكمْ إلا الوفاءَ لكم ** رأياً و لم نتقلد غيره دينا
ما حقُنا أنْ تُقروا عيَن ذِي حسدٍ ** بنا و لا أنْ تُسرُّوا كاشحاً فيناْ
كنْا نرى اليأسَ تُسلينا عوارضُه ** و قدْ يئِسنْا فما لليأسِ يُغِرينَا
بنتُمْ و بنْا فماْ ابتلتْ جوانحُنا ** شوقاً إليكمْ و لا جفتْ مآقينا
تكادُ حينَ تناجِيكمْ ضَمائرُنا ** يقضِي علينْا الأسى لولا تأسينا
حالتْ لفقدِكُمُ أيامُنا فغدتْ ** سوداً و كانتْ بكمْ بيضاً ليالِيناْ
إذْ جانبُ العيشِ طلقٌ من تألفِنا ** و مربعُ اللهوِ صافٍ منْ تصافِينا
و إذْ هصرْنا فنونَ الوصلِ دانيةً ** قطافُها فجنيْنا منهُ ما شينا
لِيُسقَ عهدُكمُ عهدُ السرورِ فما ** كنْتمْ لأرواحِنا إلاَّ رياحِيناْ
لا تحسَبوا نأيكمْ عنَّا يُغيرنا ** إنْ طالَما غيَّر النأيُ المحبيناْ
و اللهِ ما طَلبَتْ أهْواؤنا بدلاً ** مِنْكم و لا انصرَفَتْ عنْكمْ أمَانِينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ و اسقِ بهِ ** منْ كانَ صرفَ الهوى و الودِ يَسْقينا
و اسألْ هنالِكْ هلْ عنَّى تذكُرُنا ** إلفاً تذكرُهُ أمسى يُعنينا
و يا نسيمَ الصَّبا بلغْ تحيتنا ** منْ لوْ على القربِ حَيا كان يحُيينا
فهلْ أرى الدهرَ يَقْضينا مسَاعفةً ** منهُ و إن لم يكنْ غباً تقاضِينا
ربيبُ ملكٍ كأنَّ اللهَ أنشأهُ ** مسكاً و قدَّرَ إنشاءَ الوَرى طِينا
أوْ صاغَهُ ورِقاً محضاً و تَوَّجَهُ ** من ناصعِ التبرِ إبداعاً و تَحسينا
إذا تأوَّد آدتهُ رفاهيةً ** تومُ العقودِ و أدمتْهُ البرُى لِينا
كانَتْ لهُ الشمسُ ظئراً في أكلتهِ ** بلْ ما تجلى لها إلاَّ أحايينا
كأنَّما أثبتَتْ في صحنِ وجنتِه ** زهرْ الكواكبِ تعويذاً و تزيينا
ما ضرَّ أنْ لم نكنْ أكفاءَه شرفاً ** و في المودةِ كافٍ منْ تكافينا
يا روضةً طالما أجنتْ لواحِظَنا ** ورداً أجلاهُ الصِبا غضَّاً و نسرينا
و يا حياةً تملَّيْنا بزهْرتها ** منىً ضروباً و لذاتٍ أفانينا
و يا نعيماً خطرْنا منْ غُضارتِه ** في وشيِ نعمىْ سحبْنا ذيلَهُ حينا
لسْنا نُسمِّيكِ إجلالاً و تكرمةً ** و قدرُكِ المعْتلي عنْ ذاكَ يُغنينا
إذا انفردْتِ و ما شُوركْتِ في صِفةٍ ** فحسبُنا الوصفُ إيضاحاً و تبْيينا
يا جنةَ الخلدِ أبدلْنا بسدْرَتها ** و الكوثرِ العذبِ زَقُّوماً و غِسلِينا
كأننا لم نَبِتْ و الوصلُ ثالثُنا ** و السعدُ قدْ غضَّ من أَجفانِ واشِينا
سرانِ في خاطرِ الظلماءِ يكتُمُنا ** حتى يكادَ لسانُ الصبحِ يفْشِينا
لا غروّ في أنْ ذكرْنا الحُزنَ حين نهتْ ** عنْهُ النهى و تركْنا الصبر ناسِينا
إنَّا قرأْنا الأسى يومَ النوى سوراً ** مكتوبةً و أخذْنا الصبرَ تلقِينا
أمَّا هَواكِ فلمْ نعدِلْ بمنهلِهِ ** شُرْباً و إنْ كان يُروينا فيُظمينا
لمْ نجفُ أُفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ ** سالينَ عنْهُ و لْم نهجرْهُ قالِينا
و لا اختياراً تجنبْناهُ عنْ كثبٍ ** لكنْ عدتْنا على كرهٍ عوادِينا
نأسى عليْكِ إذا حُثَّتْ مُشعشَعةً ** فينا الشَّمولُ و غنَّانا مُغنِّينا
لا أكؤُس الراحِ تُبدِي منْ شَمائِلنا ** سيمَا ارتياحٍ و لا الأوتارُ تُلهينا
دُومي علَى العهدِ ما دُمْنا ، محافِظةً ** فالحرُ من دانَ إنصافاً كما دينا
فما استعضْنا خَليلاً عنكِ يحَبسُنا ** و لا استفدْنا حبيباً عنْكِ يَثنينا
و لوْ صَبا نحوَنا منْ علوِ مطلعه ** بدرُ الدُجى لمْ يكنْ حَاشاكِ يُصبينا
أوْلي وفاءٍ و إنْ لمْ تبْذلي صلةً ** فالطيفُ يُقنعُنا و الذكرُ يكفِينا
و في الجوابِ متاعٌ إنْ شفعْتِ بهِ ** بيضَ الأيادي التي ما زلتِ تُولينا
عليكِ منَّا سلامُ اللهِ ما بَقيتْ ** صبابةٌ بكِ تُخفيها فَتَخفينا
أضحى التنائيْ بديلاً من تدانينا ** و نابَ عن طيبِ لُقْيانا تجافينا
ألاَّ و قد حانَ صبحُ البيِن صبَّحنا ** حينٌ فقامَ بنا للحينِ ناعينا
مَنْ مُبلغُ الملبسينا بانتزاحِهمُ ** حزناً معَ الدهرِ لا يبلى و يُبلِينا
أن الزَّمانَ الذيْ ما زالَ يُضحِكنا ** أُنْساً بقربهمُ قد عادَ يُبكِيناْ
غِيظَ العِداْ منْ تَساقِينا الهوى فدعوْا ** بأن نَغَصَّ فقالَ الدهرُ : آمِينا
فانحلَّ ما كانَ معقوداً بأنفسِنا ** وانبتَّ ما كانَ موصولاً بأيدينا
و قد نكونُ و ما يخْشى تفرقُنا ** فاليومَ نحنُ و ما يُرجى تلاقينا
يا ليتَ شِعْري و لم نُعتبْ أَعَاديَكُم ** هلْ نَالَ حظاً من العُتبى أعَادِينا
لم نَعْتقدْ بَعدَكمْ إلا الوفاءَ لكم ** رأياً و لم نتقلد غيره دينا
ما حقُنا أنْ تُقروا عيَن ذِي حسدٍ ** بنا و لا أنْ تُسرُّوا كاشحاً فيناْ
كنْا نرى اليأسَ تُسلينا عوارضُه ** و قدْ يئِسنْا فما لليأسِ يُغِرينَا
بنتُمْ و بنْا فماْ ابتلتْ جوانحُنا ** شوقاً إليكمْ و لا جفتْ مآقينا
تكادُ حينَ تناجِيكمْ ضَمائرُنا ** يقضِي علينْا الأسى لولا تأسينا
حالتْ لفقدِكُمُ أيامُنا فغدتْ ** سوداً و كانتْ بكمْ بيضاً ليالِيناْ
إذْ جانبُ العيشِ طلقٌ من تألفِنا ** و مربعُ اللهوِ صافٍ منْ تصافِينا
و إذْ هصرْنا فنونَ الوصلِ دانيةً ** قطافُها فجنيْنا منهُ ما شينا
لِيُسقَ عهدُكمُ عهدُ السرورِ فما ** كنْتمْ لأرواحِنا إلاَّ رياحِيناْ
لا تحسَبوا نأيكمْ عنَّا يُغيرنا ** إنْ طالَما غيَّر النأيُ المحبيناْ
و اللهِ ما طَلبَتْ أهْواؤنا بدلاً ** مِنْكم و لا انصرَفَتْ عنْكمْ أمَانِينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ و اسقِ بهِ ** منْ كانَ صرفَ الهوى و الودِ يَسْقينا
و اسألْ هنالِكْ هلْ عنَّى تذكُرُنا ** إلفاً تذكرُهُ أمسى يُعنينا
و يا نسيمَ الصَّبا بلغْ تحيتنا ** منْ لوْ على القربِ حَيا كان يحُيينا
فهلْ أرى الدهرَ يَقْضينا مسَاعفةً ** منهُ و إن لم يكنْ غباً تقاضِينا
ربيبُ ملكٍ كأنَّ اللهَ أنشأهُ ** مسكاً و قدَّرَ إنشاءَ الوَرى طِينا
أوْ صاغَهُ ورِقاً محضاً و تَوَّجَهُ ** من ناصعِ التبرِ إبداعاً و تَحسينا
إذا تأوَّد آدتهُ رفاهيةً ** تومُ العقودِ و أدمتْهُ البرُى لِينا
كانَتْ لهُ الشمسُ ظئراً في أكلتهِ ** بلْ ما تجلى لها إلاَّ أحايينا
كأنَّما أثبتَتْ في صحنِ وجنتِه ** زهرْ الكواكبِ تعويذاً و تزيينا
ما ضرَّ أنْ لم نكنْ أكفاءَه شرفاً ** و في المودةِ كافٍ منْ تكافينا
يا روضةً طالما أجنتْ لواحِظَنا ** ورداً أجلاهُ الصِبا غضَّاً و نسرينا
و يا حياةً تملَّيْنا بزهْرتها ** منىً ضروباً و لذاتٍ أفانينا
و يا نعيماً خطرْنا منْ غُضارتِه ** في وشيِ نعمىْ سحبْنا ذيلَهُ حينا
لسْنا نُسمِّيكِ إجلالاً و تكرمةً ** و قدرُكِ المعْتلي عنْ ذاكَ يُغنينا
إذا انفردْتِ و ما شُوركْتِ في صِفةٍ ** فحسبُنا الوصفُ إيضاحاً و تبْيينا
يا جنةَ الخلدِ أبدلْنا بسدْرَتها ** و الكوثرِ العذبِ زَقُّوماً و غِسلِينا
كأننا لم نَبِتْ و الوصلُ ثالثُنا ** و السعدُ قدْ غضَّ من أَجفانِ واشِينا
سرانِ في خاطرِ الظلماءِ يكتُمُنا ** حتى يكادَ لسانُ الصبحِ يفْشِينا
لا غروّ في أنْ ذكرْنا الحُزنَ حين نهتْ ** عنْهُ النهى و تركْنا الصبر ناسِينا
إنَّا قرأْنا الأسى يومَ النوى سوراً ** مكتوبةً و أخذْنا الصبرَ تلقِينا
أمَّا هَواكِ فلمْ نعدِلْ بمنهلِهِ ** شُرْباً و إنْ كان يُروينا فيُظمينا
لمْ نجفُ أُفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ ** سالينَ عنْهُ و لْم نهجرْهُ قالِينا
و لا اختياراً تجنبْناهُ عنْ كثبٍ ** لكنْ عدتْنا على كرهٍ عوادِينا
نأسى عليْكِ إذا حُثَّتْ مُشعشَعةً ** فينا الشَّمولُ و غنَّانا مُغنِّينا
لا أكؤُس الراحِ تُبدِي منْ شَمائِلنا ** سيمَا ارتياحٍ و لا الأوتارُ تُلهينا
دُومي علَى العهدِ ما دُمْنا ، محافِظةً ** فالحرُ من دانَ إنصافاً كما دينا
فما استعضْنا خَليلاً عنكِ يحَبسُنا ** و لا استفدْنا حبيباً عنْكِ يَثنينا
و لوْ صَبا نحوَنا منْ علوِ مطلعه ** بدرُ الدُجى لمْ يكنْ حَاشاكِ يُصبينا
أوْلي وفاءٍ و إنْ لمْ تبْذلي صلةً ** فالطيفُ يُقنعُنا و الذكرُ يكفِينا
و في الجوابِ متاعٌ إنْ شفعْتِ بهِ ** بيضَ الأيادي التي ما زلتِ تُولينا
عليكِ منَّا سلامُ اللهِ ما بَقيتْ ** صبابةٌ بكِ تُخفيها فَتَخفينا
تعليق