من منا لم يسمع ولو جزءً بسيطاً من القصيدة المشهورة يا ليل الصب ؟؟
إنها قصيدة من روائع الشعر ، شغل بها كاتبها الناس ، ورددها المنشدون والمغنون على طول عالمنا العربي بشرقه وغربه. وقد أعان على ذيوع هذا القصيدة زيادة عن رقة نسيبه وإشراقة معانيه وعذوبة ألفاظه هذا النغم الحلو الراقص ، كما ينطلق فيها النغم حرا مرحا لعوبا يأخذ بمجمع اللب ، ويحلق بالنفس في جو من السعادة والاشراق ،
ولكن الذي لا يعرفه كثير من محبي الأدب أن الشاعر لم يكن من شعراء الغزل والمجون بل كان شيخا تقيا ديّنا. كما كان مكفوفا (أعمى) ولم يكن مبصرا (!!) كما أن هذه القصيدة لم تُكتب تغزلا كما يُعتقد لأول وهلة بل هي قصيدة مدح للأمير أبا عبد الرحمن محمد بن طاهر ،وهي كذلك قصيدة اعتذار حيث بلغ الشاعر أن وشاية بلغت الأمير تتهم الحصري بشتمه إياه لهذا يقول متملصا من هذه التهمة:
أتراك غضبت لما زعموا . . . . . . . . . . وطمى من بـحرك مزبده
وبدا من ســــــيفك مبرقه . . . . . . . . . . وعلا من صوتك مرعده
مالي ذنب فتعاقـــــــــبني . . . . .. . . . . كذب الواشي تبــت يده
ولو استحققت معاقـــــبة . . . . . . . . . .. لأبى كرم تتــــــــــــعوده
حاشا أدبي وسنا حسبي . . . . . . . . . . من ذم كريم أحمــــــــده
لا أريد أن أطيل عليكم فأنا على يقين أنكم متشوقون لقراءة هذه القصيدة الرائعة:
ياليــــــل الصـب
لأبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني
ياليل الصب متى غـــده . . . .. . . . . . أقيام الساعة موعـده
رقد السّمار فأرّقـــــه . . . . . ........ . أسَــــــفٌ للبين يردده
فبكاه النجــــــمُ ورقّ له . . . . . . . . . . مما يرعاه ويرصُـــده
كَلِفٌ بغزالٍ ذي هيـــــَفٍ . . . . . . . . . . خوف الواشينَ يُشرده
نصبت عيناي له شَرَكاً . . . . . . . . . . في النوم فعز تصيـّده
كلا لا ذنبَ لمن قتلـــت . . . . . . . . . . عيناه ولم تقتل يـــــدُهُ
يا من جحدت عيناه دمي . . . . . . . . . وعلى خديــــــه تورُدَهُ
خدّاك قد اعترفا بدمـي . . . . . . . . . . فعلامَ جفونُكَ تجحـــدُهُ
إني لأعيذك من قتلــــي . . . . . . . . . . وأظنُكَ لا تتعمــــــــده
بالله هب المشتاق كرى . . . . . . . . . . فلعل خيالُك يُســـــعده
ما أحلى الوصلَ وأعذبُهُ . . . . . . . . . . لولا الأيام تُنَــــــكده
بالبين وبالهجران فيــــا . . . . . . . . . . لِفؤادي كيف تجلده
الحبُ أعفُ ذويه أنــــــا . . . . . . . . . . غيري بالباطل يُفسده
كالدهر أجَد بنيــه "أبو . . . . . . . . . عبد الرحمن محمـــده"
هينٌ لينٌ في عزتـــــــه . . . . . . . . . . لكن في الحرب تشدده
ترك اللذات فهمتـــــــه . . . . . . . . . .. علم يرويه ويســــنده
من ذم الدهر وزارك يــا . . . . . . . . . . ملك الدنيا فسيحمَـدُهُ
مالي ذنبٌ فتعاقبنــــــي . . . . . . . . . . كذب الواشي تبت يده
ولو استحققتُ معاقبَــةً . . . . . . . . . . لأبى كرمٌ تتــــــعوده
لا تعْد عليّ بمجتـــــــرمٍ . . . . . . . . . . لم يثبت عندك شُهَّده
حاشا أدبي وسنا حسبي . . . . . . . . . . من ذم كريم أحمـــده
آمل أن تنال استحسانكم والله الموفق .
إنها قصيدة من روائع الشعر ، شغل بها كاتبها الناس ، ورددها المنشدون والمغنون على طول عالمنا العربي بشرقه وغربه. وقد أعان على ذيوع هذا القصيدة زيادة عن رقة نسيبه وإشراقة معانيه وعذوبة ألفاظه هذا النغم الحلو الراقص ، كما ينطلق فيها النغم حرا مرحا لعوبا يأخذ بمجمع اللب ، ويحلق بالنفس في جو من السعادة والاشراق ،
ولكن الذي لا يعرفه كثير من محبي الأدب أن الشاعر لم يكن من شعراء الغزل والمجون بل كان شيخا تقيا ديّنا. كما كان مكفوفا (أعمى) ولم يكن مبصرا (!!) كما أن هذه القصيدة لم تُكتب تغزلا كما يُعتقد لأول وهلة بل هي قصيدة مدح للأمير أبا عبد الرحمن محمد بن طاهر ،وهي كذلك قصيدة اعتذار حيث بلغ الشاعر أن وشاية بلغت الأمير تتهم الحصري بشتمه إياه لهذا يقول متملصا من هذه التهمة:
أتراك غضبت لما زعموا . . . . . . . . . . وطمى من بـحرك مزبده
وبدا من ســــــيفك مبرقه . . . . . . . . . . وعلا من صوتك مرعده
مالي ذنب فتعاقـــــــــبني . . . . .. . . . . كذب الواشي تبــت يده
ولو استحققت معاقـــــبة . . . . . . . . . .. لأبى كرم تتــــــــــــعوده
حاشا أدبي وسنا حسبي . . . . . . . . . . من ذم كريم أحمــــــــده
لا أريد أن أطيل عليكم فأنا على يقين أنكم متشوقون لقراءة هذه القصيدة الرائعة:
ياليــــــل الصـب
لأبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني
ياليل الصب متى غـــده . . . .. . . . . . أقيام الساعة موعـده
رقد السّمار فأرّقـــــه . . . . . ........ . أسَــــــفٌ للبين يردده
فبكاه النجــــــمُ ورقّ له . . . . . . . . . . مما يرعاه ويرصُـــده
كَلِفٌ بغزالٍ ذي هيـــــَفٍ . . . . . . . . . . خوف الواشينَ يُشرده
نصبت عيناي له شَرَكاً . . . . . . . . . . في النوم فعز تصيـّده
كلا لا ذنبَ لمن قتلـــت . . . . . . . . . . عيناه ولم تقتل يـــــدُهُ
يا من جحدت عيناه دمي . . . . . . . . . وعلى خديــــــه تورُدَهُ
خدّاك قد اعترفا بدمـي . . . . . . . . . . فعلامَ جفونُكَ تجحـــدُهُ
إني لأعيذك من قتلــــي . . . . . . . . . . وأظنُكَ لا تتعمــــــــده
بالله هب المشتاق كرى . . . . . . . . . . فلعل خيالُك يُســـــعده
ما أحلى الوصلَ وأعذبُهُ . . . . . . . . . . لولا الأيام تُنَــــــكده
بالبين وبالهجران فيــــا . . . . . . . . . . لِفؤادي كيف تجلده
الحبُ أعفُ ذويه أنــــــا . . . . . . . . . . غيري بالباطل يُفسده
كالدهر أجَد بنيــه "أبو . . . . . . . . . عبد الرحمن محمـــده"
هينٌ لينٌ في عزتـــــــه . . . . . . . . . . لكن في الحرب تشدده
ترك اللذات فهمتـــــــه . . . . . . . . . .. علم يرويه ويســــنده
من ذم الدهر وزارك يــا . . . . . . . . . . ملك الدنيا فسيحمَـدُهُ
مالي ذنبٌ فتعاقبنــــــي . . . . . . . . . . كذب الواشي تبت يده
ولو استحققتُ معاقبَــةً . . . . . . . . . . لأبى كرمٌ تتــــــعوده
لا تعْد عليّ بمجتـــــــرمٍ . . . . . . . . . . لم يثبت عندك شُهَّده
حاشا أدبي وسنا حسبي . . . . . . . . . . من ذم كريم أحمـــده
آمل أن تنال استحسانكم والله الموفق .
تعليق