الفراغ وأثره في إنحراف الشباب
إن العمر الذي يملكه الإنسان نعمة كبرى يحمد الله عليها ، والحياة أمامه فرصة للنجاح ، ولذلك امتن الله بالشروق والغروب على عباده ، فقال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)(غافر:61) .
.وأقسم سبحانه بالزمن في آيات كثيرة من القرآن ، فعُلم من ذلك أن حياة الإنسان أنفاس تتردد وتتعدد ، وأمال تضيع إن لم تتجدد ، ودقات قلب المرء في صدره تشعره في كل لحظة بأن الحياة دقائق وثوان تمر به متوالية متتابعة ، ولذلك قيل : المؤمن وليد وقته ؛ لأنه يسير في حياته على خطى ونظام ، ويستغل من خلالها كل مقدار من وقته دون تسويف أو إبطاء ، ودون تخبط أو اضطراب، يلوح له في الأفق طيف حكيم يقول له : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، بل الوقت هو الحياة .
والمسلم الحق يغالي بالوقت مغالاة شديدة ؛ لأن الوقت عمره ، فإذا سمح بضياعه وترك العوادي تنهبه فهو ينتحر بهذا المسلك الطائش . يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))(أخرجه البخاري) ؛ لأن الناس إذا توافرت لهم الصحة وامتد أمامهم حبل الفراغ ولم يحسنوا استخدام ذلك في العمل المبرور والسعي المشكور ، فقد باؤوا بالفشل الذريع والخسران المبين . ويقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيضـًا : ((اغتنم خمسـًا قبل خمس …فراغك قبل شغلك … ))(رواه الحاكم) .
ويقول الشاعر :
إن الشباب والفراغ والجدة**** مفسدة للمرء أي مفسدة
إن الشباب حياة والحياة شباب ، والشباب للذكور والإناث واحة فريدة في صحراء الحياة ، وهو الربيع في سنة العمر ، ليس المقصود الشباب الغض الناعم الذي ترق له الحياة فتسحره بالنظرات المغرية ، إنما المقصود هو الشباب الحي العامل الذي وضع له غاية في العيش أبعد من مجرد العيش ، فهو في جهاد مع وقته ونفسه ، والهوى والشيطان ، فإذا مات قلبه وأضاع وقته وجهده فهو شيخ ولو كان في العشرين من عمره .
والشباب مرحلة من أخطر المراحل في حياة الإنسان ؛ لأنها مرحلة قوة بين ضعفين ، ضعف الطفولة ، وضعف الشيخوخة ، وعليه فإن بقاء الشباب والفتيان والفتيات من الإجازات العامة دون استغلال ولا أشغال ينشئ مشاكل متوالية على الأسرة والمجتمع .
إن إحساس الفتى أو الفتاة بالفراغ مع كمال الصحة أمر طبيعي معقول ، ولكن الذي لا يكون أبدًا طبيعيـًا ولا معقولاً ، أن يحس الشاب أو الشابة بهذا كله، ثم يضطرون إلى أن يملؤوا فراغهم باللهو والزلات والغفلات .
الفراغ إن لم يغتنمه الشاب تحول إلى نقمة ، ويصبح شبحـًا مخيفـًا يحول الشاب إلى ألعوبة بيد شياطين الجن والإنس ، وإن من أكبر أسباب الجرائم في البلاد المتقدمة والغنية هو الفراغ ، والفراغ مدعاة للأفكار الحالمة والهواجس الشيطانية ، وهذا ما يقرره علماء النفس والتربية : أن الشباب إذا اختلى بنفسه أوقات فراغه وردت عليه الأفكار الحالمة والهواجس السارحة والأهواء الآثمة والتخيلات الجنسية المثيرة ، فلا يجد نفسه الأمارة إلا وقد تحركت وهاجت أمام هذه الموجة من التخيلات والأهواء والهواجس ، وربما وقع فيما هو محظور .
يقول عبد الله بن مسعود ، صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إني لأمقت الرجل أن أراه فارغـًا ، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة " .
والفراغ يولد إحباطات نفسية عند الشاب ، يجد نفسه قويـًا قادرًا على فعل أشياء كثيرة ، ولكنه لا يجد ما يفعله ، لا يجد ما يفرغ طاقته فيه من عمل فلذلك يلجأ إلى العبث .
إن مستقبل المسلمين وسير حياتهم يجب أن يُصنع على أرضهم وفي بلادهم بكدحهم وأخلاقهم بشغل أوقاتهم في كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين
تقبلوا تحيااااااااااااااااااتي
إن العمر الذي يملكه الإنسان نعمة كبرى يحمد الله عليها ، والحياة أمامه فرصة للنجاح ، ولذلك امتن الله بالشروق والغروب على عباده ، فقال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)(غافر:61) .
.وأقسم سبحانه بالزمن في آيات كثيرة من القرآن ، فعُلم من ذلك أن حياة الإنسان أنفاس تتردد وتتعدد ، وأمال تضيع إن لم تتجدد ، ودقات قلب المرء في صدره تشعره في كل لحظة بأن الحياة دقائق وثوان تمر به متوالية متتابعة ، ولذلك قيل : المؤمن وليد وقته ؛ لأنه يسير في حياته على خطى ونظام ، ويستغل من خلالها كل مقدار من وقته دون تسويف أو إبطاء ، ودون تخبط أو اضطراب، يلوح له في الأفق طيف حكيم يقول له : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، بل الوقت هو الحياة .
والمسلم الحق يغالي بالوقت مغالاة شديدة ؛ لأن الوقت عمره ، فإذا سمح بضياعه وترك العوادي تنهبه فهو ينتحر بهذا المسلك الطائش . يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))(أخرجه البخاري) ؛ لأن الناس إذا توافرت لهم الصحة وامتد أمامهم حبل الفراغ ولم يحسنوا استخدام ذلك في العمل المبرور والسعي المشكور ، فقد باؤوا بالفشل الذريع والخسران المبين . ويقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيضـًا : ((اغتنم خمسـًا قبل خمس …فراغك قبل شغلك … ))(رواه الحاكم) .
ويقول الشاعر :
إن الشباب والفراغ والجدة**** مفسدة للمرء أي مفسدة
إن الشباب حياة والحياة شباب ، والشباب للذكور والإناث واحة فريدة في صحراء الحياة ، وهو الربيع في سنة العمر ، ليس المقصود الشباب الغض الناعم الذي ترق له الحياة فتسحره بالنظرات المغرية ، إنما المقصود هو الشباب الحي العامل الذي وضع له غاية في العيش أبعد من مجرد العيش ، فهو في جهاد مع وقته ونفسه ، والهوى والشيطان ، فإذا مات قلبه وأضاع وقته وجهده فهو شيخ ولو كان في العشرين من عمره .
والشباب مرحلة من أخطر المراحل في حياة الإنسان ؛ لأنها مرحلة قوة بين ضعفين ، ضعف الطفولة ، وضعف الشيخوخة ، وعليه فإن بقاء الشباب والفتيان والفتيات من الإجازات العامة دون استغلال ولا أشغال ينشئ مشاكل متوالية على الأسرة والمجتمع .
إن إحساس الفتى أو الفتاة بالفراغ مع كمال الصحة أمر طبيعي معقول ، ولكن الذي لا يكون أبدًا طبيعيـًا ولا معقولاً ، أن يحس الشاب أو الشابة بهذا كله، ثم يضطرون إلى أن يملؤوا فراغهم باللهو والزلات والغفلات .
الفراغ إن لم يغتنمه الشاب تحول إلى نقمة ، ويصبح شبحـًا مخيفـًا يحول الشاب إلى ألعوبة بيد شياطين الجن والإنس ، وإن من أكبر أسباب الجرائم في البلاد المتقدمة والغنية هو الفراغ ، والفراغ مدعاة للأفكار الحالمة والهواجس الشيطانية ، وهذا ما يقرره علماء النفس والتربية : أن الشباب إذا اختلى بنفسه أوقات فراغه وردت عليه الأفكار الحالمة والهواجس السارحة والأهواء الآثمة والتخيلات الجنسية المثيرة ، فلا يجد نفسه الأمارة إلا وقد تحركت وهاجت أمام هذه الموجة من التخيلات والأهواء والهواجس ، وربما وقع فيما هو محظور .
يقول عبد الله بن مسعود ، صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إني لأمقت الرجل أن أراه فارغـًا ، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة " .
والفراغ يولد إحباطات نفسية عند الشاب ، يجد نفسه قويـًا قادرًا على فعل أشياء كثيرة ، ولكنه لا يجد ما يفعله ، لا يجد ما يفرغ طاقته فيه من عمل فلذلك يلجأ إلى العبث .
إن مستقبل المسلمين وسير حياتهم يجب أن يُصنع على أرضهم وفي بلادهم بكدحهم وأخلاقهم بشغل أوقاتهم في كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين
تقبلوا تحيااااااااااااااااااتي
تعليق