عرفنا أن عجائب الدنيا سبع. لكن الثامنة المستجدة هي الفحص الدوري. ولا يمكن بأي حال تجديد استمارة أي سيارة إلا بوجود أوراق الفحص الدوري. والفحص الدوري يا سادة في جدة شيء مختلف... فما أن تقترب من ورشة الفحص الدوري حتى ينطلق خلفك وحولك العشرات من جنسيات مختلفة يسألونك سؤالاً واحداً: "تبغا تفحص؟".
وسواء كانت كفرات سيارتك ممسوحة أو زيوتها "تخرخر" أو ترتعش مكينتها وكل رفارفها أو أنوارها زي الزفت أو رفارفها مطعجة. فهذه ليست قضيتك! سيتولى هذا "الوسيط" كل شيء. انزل من سيارتك. ودع القيادة له. يدخل بسيارتك من هنا ويخرج بها من هناك وقد وضع الملصق "الإستكر" على الزجاج وأوراقها سليمة في يده وتناوله المعلوم.
هذا ما يحدث عند الفحص الدوري. بل إن ورشاً صغيرة زُرِعَتْ حول الفحص مهمتها ترقيع سيارتك مؤقتاً بما يسمح بخروجها مفحوصة وسليمة. من هنا يبدو أن قضية سلامة "المركبة" وصلاحيتها هي قضية وهمية. تذكرت قبل أيام سيارة صديق وقد كسر زجاجها الأمامي. وتحتاج إلى فحص وقد يكلفه تغيير زجاج السيارة لأنها من نوع مرسيدس أكثر من 500 ريال لكنه فحصها وخرجت سليمة وصالحة وزجاجها مكسور وحالتها حالة فقط بـ"300" ريال.
أعتقد يا سادة بأن المسؤولين عن الفحص في حاجة إلى فحص يشمل الآتي:-
1 - فحص الذمَّة.
2 - فحص الضمير.
3 - فحص الوطنية.
4 - فحص الناس اللي عارفة عن هذا الموضوع من زمان و"مطنشة" فربما يؤدي هذا في النهاية إلى تحقيق هدف سلامة الناس.
ورزقي على الله