يصعب ان نفهم اي جانب منفرد من جوانب الاسلام المتعددة مالم نفهم طبيعة الاسلام كوحدة متكاملة00

ليس الاسلام شعائر تؤدى فحسب , وليس الاسلام دعوة اخلاقية فحسب , وليس الاسلام مجرد نظام للحكم والاقتصاد

ان الاسلام حركة ابداعية خالقة تستهدف انشاء حياة انسانية غير معهودة قبل الاسلام وغير معهودة في سائر النظم الاخرى التي سبقت الاسلام

تلك الحركة الابداعية الخالقة تنشأ عن تصور معين للحياة بكل قيمها وكل ارتباطها تصور جاء به الاسلام

وهناك الفرق بين المثالية الغربية وطبيعة الاسلام

المثالية احلام تظل احلاماً لأنها تتطلع الى عالم غير منظور وغير مطلوب تحقيقه فهو غير قابل للتحقيق في عالم الارض00
اما الاسلام فهو حركة ابداعية لتحقيق تصور معين للحياة قابل للتحقيق وفي طبيعة البشرية

ان الاسلام يرسم صورة معينة للحياة البشرية صورة متكاملة يحدد فيها
النوذج البشري الذي يريد تكوينه والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية التي تربط هذا المجتمع

هذه الصورة المعينة التي يرسمها الاسلام للحياة لا يمكن تحقيقها بمجرد قراءة القران تجويداً وترتيلاً ولا بمجرد تسبيح الله بكرة واصيلا

انما هي تتحقق بترجمة المدلولات القرانية الى واقع عملي في حياة البشر