الكرم ذلك الطبع المتأصل والغائر في قبائلنا العربية منذ القدم ذلك الذي استمده الإنسان العربي من إرثه القديم وتراثه ، وسعادة العربي حين كان يأتيه الضيف كانت لا تعادلها سعادة وما أصدق قول الشاعر :

إذا ما أتاه السائلون توقدت عليه مصابيح الطلاقة والبشر

له في ذوي المعروف نعمى كانها مواقع ماء المزن في البلد القفر

ومن أكرم كرماء العرب حاتم الطائي فهو من أشهر وأجود العرب ومن افحل شعرائها وينحدر الطائي من قبيلة الشعر والفروسية والجود قبيلة طيء 0

وقد ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار بهذه المقوله :

( كان حاتم جوادً شاعراً وكان حيثما نزل عرف منزله وكان مظفراً إذا قاتل غلب وإذا غنم انهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقدح سبق وإذا أسر أطلق وكان أقسم أن لا يقتل وحيد امه أبدا ) 0

ويقول صاحب العقد الفريد :

الذي انتهى اليهم الجود في الجاهلية ثلاثة نفر هم :

( حاتم الطائي ، وهرم بن سنان ، وكعب بن امامه الأيادي )

غير أن المضروب به المثل هو حاتم الطائي 0

وكان الطائي أغير ما يكون على الكرم وهناك وفي بطون الكتب الكثير من الشواهد التي جاءت في هذا الباب 0

ماا عجب كرم هذا الرجل حرية عبده ربطها بإكرام الضيف 0000

قيل انه نزل عليه ضيف ولم يكن عنده قرى فنحر ناقة الضيف وعشاه
وغداه ثم قال له انك أقرضتني ناقتك فاحتكم فقال الضيف راحلتين قال لك عشرون أرضيت قال نعم وفوق الرضى قال فلك أربعزن ثم قال لمن بحضرته من قومه من أتانا بناقة فله ناقتان بعد الغاره فاتوه بأربعين فدفعها الى الضيف 0

وقيل ان حاتم ورث كرم أمه ولم يرث حرص أبيه على المال وامه تدعى

غنيه بنت عفيف ومن شعرها حين عضها الجوع :

لعمرك قد ما عضني الجوع عضة قآليت الا امنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائم اليوم اعفني وإن انت لم تفعل فعض الأصابعا



ولكم التحيه والمبحه