Unconfigured Ad Widget

Collapse

احسب معنا...!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو وليد
    عضو نشيط
    • Dec 2001
    • 689

    احسب معنا...!

    لو طلب منك أن توزع 17 بيضة على ثلاثة أفراد : لأحـدهم النصف ، و للثاني الثلث ، و للثالث التسع ، على أن لا تكسر منها حتى بيضة واحدة ، و أن تعطي كل ذي حق حقه ، فماذا تعمل ؟


    قد تقول حق الأول يساوي 17 ÷ 2 ، وذلك 8.5 بيضة ، و حق الثاني 3 ÷17 ، و ذلك 5.333 بيضة ، و حق الثالث 17 ÷ 9 ، و ذلك 1.8999 بيضة ، و لكن بذلك تكون قد كسرت ثلاث بيضات .



    جابهت هذه المشكلة قاضي بغداد ، فحلها حلا لبقا و إليك القصة : كان موسى بن شاكر صديقا للخليفة المأمون العباسي ، نشأت بينهما صداقة من أيام الطفولة ، و امتدت الى عهد خلافة المأمون ، و كان موسى كلما خرج ترك أولاده الثلاثة : محمدا و أحمدا و الحسن في عهدة صديقه ، و قد شاخ موسى و خلف ثروة أنفقها أولاده في خدمة العلم و العلماء ، و كانوا ينافسون المأمون في جمع المخطوطات النادرة، و بذل المال في سبيل نقلها الى العربية ، و لقد برزوا في العلوم الرياضية حتى كانوا في طليعة الرياضيين في زمانهم .

    و لما مات أبوهم ترك وصية عهد بتنفيذها الى المأمون و قبلها أبناءه احتراما لرغبته ، فعهد المأمون بتنفيذ ما يتعلق منها بالخيل الى قاضي بغداد ، و جابهت القاضي مشكلة ، فقد جاء في الوصية أن نصف الخيل لمحمد ، و ثلثها لأحمد ، و تسعها للحسن ، و الباقي للقاضي ، فلما عدت الخيل كانت 17 جوادا بلا زيادة و لا نقصان ، فاحتار القاضي ، و تهامس الأخوة بخبث أنهم سيربكونه .

    قال لهم تتشاركون في بعض الخيل ؟ فقالوا : لا .

    قال : تتبايعون ؟ قالوا : لا .

    قال : فما الحل عندكم ؟ قالوا : هي مشكلتك أنت .

    فتأكد القاضي أنهم يبغون إحراجه و كان فطنا ذكيا ، فضم حصانه الأشهب الى خيل موسى بن شاكر ، فصارت 18 حصانا : أعطى محمدا نصفها ، و ذلك تسعة جياد ، و أعطى أحمد ثلثها و ذلك ستة جياد ، و أعطى الحسن تسعها و ذلك جوادان ، فكان مجموع ما أخذوه هو 17 حصانا هي تركة أبيهم ، و تبقى حصان القاضي للقاضي .

    فبهت أبناء موسى ، ثم قالوا له : خرجت أنت المغبون ، لم تأخذ شيئا مع أن لك سهما في التركة ‍

    قال : ألستم راضين ؟ لا ظالم و لا مظلوم بينكم ؟

    قالوا بلى ، قال : حسبي ذلك ، فما بالخيل وحدها يحيا الإنسان .

    و نقول : و ما بالحساب يحيا وحده الإنسان ، لقد حل القاضي مشكلته باللباقة ، حيث الفطنة و لا ينفع فيها الحساب
    [poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    ملكنا هذه الدنيا قرونا = وأخضعها جدود خالدونا
    وسطرنا صحائف من ضياء = فما نسي الزمان و لا نسينا
    ومافتئ الزمان يدور حتى = مضى بالمجد قوم آخرونا
    و آلمني وآلم كل حر = سؤال الدهر أين المسلمونا؟
    ترى هل يرجع الماضي فإني = أذوب لذلك الماضي حنينا
    [/poet]

    http://www.mwhoob.net/images/omy_fleateen_mw.swf
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أخي أبو وليد ............وفقك الله
    أحسنت الاختيار كما أحسن القاضي التصرف ، لا أحد يستطيع إنكار ذكاء العربي وحسن تصرفه .

    ---------- لك أجمل تحية : أبو ماجد --------------

    تعليق

    • الزاهر
      عضو مؤسس ومميز
      • May 2001
      • 1805

      #3
      كان يؤكل القضاء في العصور الاسلامية الاولى الى اهله
      الى من يستحق ذلك المنصب الى من تتوفر فيه كل صفات الصلاح والتقوى
      وقد تصرف القاضي وحل المشكلة التى كان فيها

      تحياتي لك

      تعليق

      Working...