سيدي مدير المدرسة : لقد ذكرتم أننا كنا في ماضي الزمن مخلصين و مجتهدين في اعملنا و ليس للتقصير عندنا مكان و الآن اختلف الوضع فما هو السبب ياترى . افيدكم يا سيدي بالآتي :
1- تلك أيام خلت ومن الصعب الرجوع اليها أو مجيئها الينا لإنها أيام الصبا و الشباب فليس ابن العشرين مثل ابن الخمسين ورحم الله ذلك الشاعر حيث قال :
الا ليت الشباب يعود يوماً.......... فأخبره بما فعل المشيبُ
2- لقد وهن العظم و اشتعل الرأس شيباً فلم نعد نقوء على الوقوف و الاستمرار في العمل مثل الأيام الخالية ؛ ولم تراعو أنتم هذه الناحية .
3- العيال كبروا و ازدادت مصروفاتهم وكثرت مشاكلهم واصبح من الصعب السيطرة عليهم وضمهم تحت جناحي كما في السابق ،
4-الزوجة تغيرت ظروفها وقل اخلاصها وذهب وفاءها و اختفت البسمة عن محيها ولم تعد تلك الودود الولود التي تشعل البيت فرحة و سرور بل صارت كلمتها خصام ونظراتها اتهام وطلبتها لزام إن قامت تهد و إن جلست نكد و إن التفت بعد فتلك لفتت اسد نظرتها لا تسر وكلامها احر من الجمر . غارت العيون وتفرقت السنون وكثرت الضنون وتعمل لنا في كل حركة النون وما يسطرون .
5- الأقارب: بعد أن عجزنا عن مطالبهم تغيرت مثالبهم و تقوست مخالبهم وتحققت فيهم نظرن الرجل الصائب حينما قال الأقارب عقارب .
6- الزملاء: بعد أن كنت لهم خدوم وهم يغطون في النوم اتهموني بأني غشوم ظلوم اتناول الطعام على حسابهم مقابل خدمتي لهم .
7- سيدي المدير و الوكلاء المحترمين و زملائي المعلمين و اصدقائي و أقاربي المخلصين و زوجتي الوفية و أبنائي البرره ارجو المعذرة فأنما هي خواطر و فكرة وهدفي منها أن تكون وجوهكم ضاحكة مستبشرة و فقكم الله وسدد خطاكم .