Unconfigured Ad Widget

Collapse

الـــــخـط الـــعــــربــي

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الشدوي
    إداري ومؤسس
    • Jan 2001
    • 1254

    الـــــخـط الـــعــــربــي

    &nbsp;</p>



    <b><img hspace="6" src="http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue79/photos/20.gif" align="left" vspace="6" border="1" width="136" height="466"></b>
    <br>
    عرفت الحضارة العربية الوانا متعددة من الفنون منذ فجر الاسلام تنوعت في ابداع جمالي وصيغت بمفاهيم ميزتها عن باقي الامم وقد تفاعلت مع فنون اهل البلاد الاخرى التي دخلها الاسلام وانتشر فيها وذلك في فن العمارة والموسيقى وغيرهما.
    وينفرد الخط العربي بشكل متميز عن سائر الفنون الاخرى فهو فن اصيل يمتلك امكانيات جمالية لا يمتلكها اي حرف في اية لغة في العالم وقد جاء هذا التطور عبر زمن طويل ساهمت فيه عبقريات فنية ساعدت على اثراء هذا التراث.
    والخط العربي معلم بارز من معالم الابداع الفني عند العرب استخدمته شعوب عديدة من اهل المشرق والمغرب والترك والفرس والهنود واهل الملايو والافارقة والمسلمين في البلقان واوروبا.
    وقد تبوأ الخط العربي هذه المنزلة الرفيعة المتميزة في التراث الحضاري لانه الى جانب تعبيره الفني ينقل لنا الكلمة المقدسة ذات المعنى فتتحد الثقافة بالفن فيصبح من اعظم وسائل المعرفة للانسان.
    الخط العربي مر بتطورات عبر الزمن فقد قام علماء ثقات بإجراء دراسات فثبت عندهم بالتمحيص العلمي ان الخط العربي قد تطور عن الكتابة النبطية وان عرب الجزيرة اخذوا كتابتهم عن ابناء عمومتهم الانباط الذين هاجروا الى جنوب البحر الميت وشرقه في القرن الخامس قبل الميلاد وقد احتك ابناء مكة القرشيون بأبناء عمومتهم الانباط الذين ورثوا خطهم من الاراميين اذ كانت دمشق موطن الحرف يتعلمه الكبار والصغار في معبد «حدد» الارامي حيث طوروا الخط الارامي وكتبوا به وحين حمل التجار القرشيون بضاعتهم من خلال رحلة الشتاء والصيف الى الجزيرة العربية كان الخط الارامي النبطي احد اهم العناصر التي حملها التجار فكتبوا بهذا الخط بعد ان هذبوه وطوروه.. حتى جاء الاسلام الذي عني بالخط عناية فائقة وذلك من خلال القرآن الكريم فارتقى في مسالك الفن حتى بلغ حد الاعجاز على يد المسلمين وغدت له اشكال وانواع وقواعد ورسوم وهيئات يعجز عنها الوصف
    ان الخط العربي في اول الامر اتخذ اسم المدينة والمكان فكان الخط النبطي نسبة للانباط والخط الحيري والانباري نسبة للحيرة والانبار والخط المكي ثم الخط المدني بعد الهجرة ولما انتقل الثقل السياسي الى العراق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه انتقل الخط المدني الى الكوفة وعرف بالخط الحجازي الى ان جوَّد الكتاب في الكوفة اقلامهم وهندسوا اشكال الحرف.. وقد تميز عن خط الحجاز واطلق عليه اسم الخط الكوفي وقد ذاع صيته في الاقطار والامصار في حين اتخذ الخط في العهد الاسلامي شكلين الاول يابس والثاني لين فاليابس هو الذي تطور عنه الخط الكوفي واللين هو الذي تطور عنه خط النسخ كذلك فاليابس هو للكتابة الجليلة العظيمة والذي كتبت به المصاحف الاولى واللين للتدوين اليومي وكتابة الرسائل وغير ذلك من شئون الحياة اليومية.
    ويرى الباحث والخطاط السوري المعروف احمد المفتي انه اذا كانت الكوفة قد طورت الخط المدني واخضعته لقواعد الصنعة فان دمشق قد دفعت به مراحل نحو التقدم والتحسين ونتج عن ذلك طريقة خاصة اطلق عليها الخط الشامي الذي ذكره ابوحيان من طرائق الخط الكوفي وكان من الطبيعي ان يظهر الخط الشامي في دمشق ايام الامويين عاصمة الملك بالاضافة الى ذلك ظهرت طرق جديدة من الخط الكوفي في الاقاليم المفتوحة فمنذ افتتاح مصر سنة 022 هـ انتقل اليها الخط المدني ثم الخط الشامي مع الفاتحين وانشأ عقبة بن نافع سنة خمسين للهجرة مدينة القيروان فما لبث ان ظهر فيها الخط القيرواني الذي ذكره ابوحيان في رسالته وابن خلدون في مقدمته.
    فانتقال الخط الى شمال افريقيا كان عن طريق المدينة اولا والشام ثانيا ومنذ تأسيس القيروان سنة «50 هـ» وحتى سقوط الدول الاموية سنة «132هـ» هـ كان الخط القيرواني قد انطلق وثبت وتطور ولم يدخل في ذلك الخط الاندلسي لانه ظهر بعد فترة طويلة من سقوط الدولة الاموية وبعد مبايعة عبدالرحمن الداخل في قرطبة سنة «139 هـ».
    وعن تطور شكل الخط العربي وهيأته يؤكد الخطاط المفتي على ان التطور الاول للخط العربي كان على يد ابي الاسود الدؤلي بارشاد من الخليفة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه فقد كان ابوالاسود اعلم عصره بكلام العرب وهو واضع علم النحو على الصحيح وقد سمع قارئا يتلوا القرآن الكريم «ان الله بريء من المشركين ورسوله» فقرأ بجر اللام من كلمة رسوله، فأفزع هذا اللحن أبا الأسود وقال: «عز وجه الله أن يبرأ من رسوله» وجلس بين يدي امير المؤمنين علي كرم الله وجهه مستمعا الى توجيهه وارشاداته ومن ثم ليقرأ المصحف على كاتب لقنه فصيح اللغة يأمره بوضع نقطة حمراء فوق الحرف دلالة على الفتحة ونقطة تحته دلالة على الكسرة ونقطة بين يدي الحرف دلالة على الضمة ونقطتين دلالة على التنوين.
    وقد كان هذا هو التطور الاول للخط لوضوح اصول النحو وكان هذا النقط هو اعراب الكلمة بالفتحة والكسرة والضمة لا نقط الباء والفاء والثاء.. كما يتوهم بعض العامة.
    وتأتي اهمية العمل الذي قام به ابوالأسود الدؤلي من انه شكل بدقة كلمات المصحف من اوله لآخره بالمنهج الذي وضعه وهذا حدث هام في تاريخ الخط والقرآن والنحو والكتابة.
    ثم كان التطور الثاني وهو نقط الحروف المعجمة زمن الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان على يد مضر بن عاصم الليثي المتوفي سنة 89 هـ ويحيى بن يعمر المتوفي سنة «126» هـ وذلك لما كثر اللحن وعظم التصحيف.
    اما التطور الثالث والمعجز للخط العربي فكان على يد العالم العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي المتوفي سنة «175» هـ وكانت الخدمة الجلية التي قدمها هي ابتداعه التشكيل المعروف في هذه الايام وبذلك تخلصت الحروف من الالوان وغدا الخط العربي في جمال والق.
    ويقول الخطاط المفتي: ما ان جاءت الدولة الفاطمية حتى نافست العباسيين في العراق بجودة الخط وقد تقدم الخط العربي تقدما عظيما واصبحت له مدارس عامرة واساتذة يعلمون الخط بعناية وتدبير وقد ظل الحال كذلك حتى عصر المماليك وبقيت بلاد الشام المعين الذي يرفد العالم الاسلامي بأجمل الخطوط.
    فقد كان الخط يرقى ويتطور ويأخذ القيمة الجمالية في عهد السلاجقة عهد نور الدين الزنكي وخلفه صلاح الدين الايوبي.
    من جهة اخرى ارتفع شأن الخط العربي على يد الخطاطين زمن الدولة العثمانية ووصل على ايديهم الى قمة المجد والجمال وقد فتحت له المدارس فكانت مدرسة تحسين الخط في الاستانة سنة 1326 هـ ومدرسة تحسين الخطوط في كل من الاسكندرية والقاهرة.. وقد اقبل على الخط الامراء والملوك وخاصة الناس وظهر على رأس المدرسة العثمانية شيخ الخطوط واستاذها الشيخ حمد الله «1429 ـ 1520 هـ» وكان يكتب بأسلوب ياقوت المستعصمي الذي طور اسلوبه وبرع في خطي النسخ والثلث وكتب القرآن الكريم بخط نسخي خالف فيه قواعد الأوائل فجاء جميلا مختزلا.. من بعده جاء الخطاط الحافظ عثمان الذي قام بعملية تشذيب وتهذيب لاسلوب الشيخ حمد الله فكان سيد النسخ بلا منازع.
    هذا وقد بلغ الخطاطون في العهد العثماني حد الاعجاز في اتقان الخط فظهر منهم عمالقة واعلام امثال اسماعيل الزهدي ـ مصطفى الراقم ـ سامي افندي ـ نظيف بك ـ عمر وصفي ـ امين يازيجي ـ اسماعيل حقي ـ عبدالله الزهدي الدمشقي ـ حامد الامدي ـ حليم اوزيازجي وغيرهم الكثير.
    وقد ظهر في العهد العثماني انماط جديدة لم تكن معروفة من قبل مثل الخط الرقعي والخط الديواني والخط الديواني الجلي وخط السياقت وخط الظفراء وخط قرمة تعليق والخط السنبلي وقد اتخذت هذه الخطوط سبيلها في الحياة العملية واصبح الخط الذي نكتب به اليوم هو خط الرقعة وغدا خط النسخ الدمشقي خط الكتب والمطبوعات وغيرها

    </p>
    </td>
    </tr>
    </table>
    الموضوع من موقع بيان الثقافه
    النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

    sigpic
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أخي الشدوي .........أنت رائع ..... كروعة الخط العربي .

    بارك الله فيك وفي جهودك .
    ----------------
    أخوك / أبو ماجد

    تعليق

    Working...