((سحبان بن وائل)) أشهر الخطباء العرب الذى يضرب المثل بفصاحته، ومع أنّ الواقعة متأخرة بضعة عقود , فإن سحبان بن وائل نفسه أدرك الجاهلية ومات حوالى منتصف القرن الهجرى الأول. ويلقي الخبر الضوء على أبرز تقاليد الخطابة التي يبدو أنها كانت تراعى من الخطباء المعروفين قاطبة. وفيه أنّ هذا الخطيب قدم إلى مجلس معاوية، فطلب إليه أن يخطب، فقال: ((انظروا لي عصا تقوّم عودي))، فقالوا: ((وما تصنع بها وأنت بحضره أمير المؤمنين؟))، قال: ((ما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربه وعصاه فى يده)). فضحك معاوية، وقال: (( هاتوا عصاه)). فأخذها ثم قام، فتكلم من صلاة الظهر إلى أن قامت صلاة العصر، ما تنحنح ولا سعل ولا توقّف، ولا بدأ في معنى فخرج منه وقد بقي عليه شيء، فما زالت تلك حالته حتى أشار معاوية بيده. فأشار إليه سحبان أن لا تقطع عليّ كلامي. فقال معاوية: ((الصلاة))، فقال: ((هى أمامك، ونحن فى صلاة وتحميد، ووعد ووعيد))، فقال معاوية: ((أنت أخطب العرب))، فقال سحبان: ((والعجم والإنس والجن)) .
السيف .
السيف .
تعليق